الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إقبال كبير على عيادات الأسنان لإصلاح ما سببه «حجر كورونا»

إقبال كبير على عيادات الأسنان لإصلاح ما سببه «حجر كورونا»

أكد أطباء أن هناك إقبالاً كبيراً من المرضى على خدمات الأسنان بعد إعادة ممارستها، حيث كانت الجهات الصحية في الدولة أصدرت قراراً بوقف خدمات الأسنان عند بدء تفشي فيروس كورونا، لمنع العدوى وتركيز جهود الأطقم الطبية في مكافحة الجائحة.

وأوضحوا أن خدمات الأسنان التي تشهد إقبالاً خلال هذه الفترة، تشمل: التدخلات الضرورية لعلاج التسوس الشديد، والتهابات اللثة وعظام الفم والفكين، والتركيبات التي تم إجراء جزء منها للمرضى قبل كورونا ولم تكتمل.

إقبال المرضى

وقالت رئيسة شعبة الأسنان في جمعية الإمارات الطبية الدكتورة عائشة سلطان السويدي، إن الخدمات التي لم تكتمل مثل التركيبات للمرضى الذين زرعوا جزءاً ولم يكملوا بسبب كورونا تشهد إقبالاً ملحوظاً، خصوصاً لدى فئة كبار السن، وكذلك خدمات ما بعد الزرع، وحالات الطوارئ مثل تدخلات علاج العصب، والعلاجات الأساسية عموماً وليست التجميلية.

ونوهت بأن أطباء الأسنان يقدمون خدمات التطبيب عن بُعد كاستشارات، ولكن تخصص الأسنان من أقل التخصصات التي تعتمد على التطبيب عن بُعد، لأن حالات مرضى الأسنان تتطلب الفحص السريري، وإجراء الأشعة لتشخيص الحالة والعلاج الصحيح بدقة، فليس من المعقول الكشف عن بُعد في الحالات الأكثر انتشاراً مثل ألم العصب أو الصديد، لكن هناك خدمات بسيطة يمكن علاجها مؤقتاً عن بُعد مثل نزيف اللثة والتحسس.

وأوضحت السويدي أن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة صار لها دور كبير في علاج مشكلات الأسنان، مثل التركيبات أو الزراعة أو التقويم، حيث أصبح المريض بإمكانه التعرف على شكل أسنانه بعد زراعتها أو تقويمها قبل بدء العملية وبإمكانه اختيار الشكل الذي يناسب طبيعة أسنانه، من خلال إدخال بيانات حالة المريض وصور أسنانه في قاعدة بيانات طبية لتظهر المقاسات المناسبة، كما ساعدت التكنولوجيا على عمل التركيبات و«الفينير» خلال يوم واحد، لكن هذا يتم وفق ضوابط صارمة، أهمها ألا تكون هناك التهابات أو ميكروبات أو فيروسات في فم المريض قبل الإجراء الطبي.

مرضى كورونا

وأشارت إلى أن أسنان مرضى كورونا لا تتأثر بالمرض، حيث تستمر العدوى لأسبوعين ولا تتمكن من التأثير على الأسنان، لأنها مسألة وقتية وليست مستمرة، منوهة بأن الغذاء غير الصحي للسكان في البيوت أثناء فترة برنامج التعقيم الوطني، يضر كثيراً بصحة الأسنان، وبالأخص تناول كميات كبيرة من المقرمشات والحلويات.

وشددت على أن صحة الجسم تبدأ من الفم، والفم صحته في «الفرشة والمعجون»، وأن إهمال اللثة أو الأسنان، أمر خطير يؤدي إلى التهابات وتكاثر البكتريا والفيروسات التي تسبب أمراضاً في الدم، والذي بدوره يؤثر على كل أعضاء الجسم وخصوصاً القلب، ويؤدي إلى ظهور أمراض مثل الروماتيزم والبؤر الصديدية بشكل مباشر أو غير مباشر.

وأكدت السويدي أن الناس تتملكهم الرغبة في تجميل الأسنان وهذه شعور إيجابي، لكن يجب ألا تؤدي بما فيها من مغريات مثل «ابتسامة هوليوود» وغيرها من الدعاية، إلى نسيان الأساس وهو سلامة اللثة وعظام الفم وغيرها، وهنا لا شيء يتحكم في الأمر سوى ضمير الطبيب، فهناك تركيبات تسقط بعد أيام بسبب التهابات لم تُعالج بشكل كامل.

صحة الأسنان

وقال استشاري جراحة وزارعة الأسنان الدكتور صخر الأزكي، إن إجراءات تنظيف الأسنان تشهد إقبالاً هذه الأيام، لأن الناس لم يتمكنوا من الذهاب الدوري للعيادات والمستشفيات خلال أشهر ذروة (كوفيد-19) بالإضافة إلى عمل الحشوات والتركيبات، بعد الاطمئنان للإجراءات الوقائية بشكل كبير.

وأوضح أنه ليس هناك ارتباط بين كورونا والأسنان، ولا تتأثر أسنان مريض كورونا بسب الأعراض، مؤكداً أن عودة خدمات الأسنان تتم وفق اشتراطات مشددة، لمنع العدوى خصوصاً في عمليات توليد الهباء الجوي عند تنظيف الأسنان أو تجميلها، ولا يسمح للمرضى بالكشف بدون مواعيد مسبقة، مع ارتداء الألبسة الواقية كاملة، وإجراء المريض فحص كورونا قبل العمليات الكبيرة.

ونوه الأزكي بأن التكنولوجيا الحديثة جعلت طبيب الأسنان يقدم كل الخدمات بسهولة وأمان، حيث يتواجد التصوير الشعاعي ثلاثي الأبعاد، الذي يعطي صورة كاملة عن سماكة العظام والوضع التشريحي للأسنان، كما أتيحت حشوات السيراميك التي يتم إجراؤها في الجلسة ذاتها وتدوم طويلاً، كما أتاحت التكنولوجيا التصوير داخل الفم بالماسحات الضوئية.

وأشار إلى أن الحجر الصحي أثر على نسبة مشاكل الأسنان، فمع قلق الناس بشأن زيارة العيادات تفاقمت المشكلات البسيطة وأصبحت كبيرة، خصوصاً الآثار الناجمة عن عدم تنظيف الأسنان، لافتاً إلى أن قضاء أوقات الحجر الصحي في تناول الحلويات والمشروبات الغازية، يدمر الأسنان ويسبب التسوس، لذلك من المهم تنظيف الأسنان بعد كل وجبة وقبل النوم.

الخدمات العلاجية

وقالت اخصاصية طب الأسنان الدكتورة سمية صلاح، إن أكثر الخدمات التي تشهد إقبالاً من المرضى حالياً، هي الخدمات العلاجية مثل التسوسات، التي يسارع الناس في علاجها بسبب آلامها، خاصة الذين خافوا من الخروج من المنزل خلال الأشهر الماضية.

وأوضحت أن بقاء الأفراد بالمنزل لفترة طويلة أدى إلى مشكلات في اللثة والأسنان مثل الخراجات والصديد، والتي كان الأهالي يحاولون التعامل معها في المنزل خلال برنامج التعقيم الوطني خوفاً من «كورونا».

ونصحت صلاح بغسيل الأسنان على الأقل مرتين يومياً صباحاً ومساء، لمدة دقيقتين مستمرتين في كل مرة، واستخدام خيوط تنظيف الأسنان، والزيارة الدورية لطبيب الأسنان، تجنباً لحدوث أي مضاعفات أو آلام.