الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«صفر» إصابات كورونا بين نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي

أكد مدير الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة دبي العميد علي الشمالي، أن القيادة العامة لشرطة دبي تولي الحفاظ على صحة النزلاء وحمايتهم في المؤسسة اهتماماً كبيراً، لافتاً إلى عدم تسجيل أية إصابة بفيروس كورونا «كوفيد-19» في الجائحة العالمية، مرجعاً ذلك إلى حزم من المبادرات التي طبقتها الإدارة لتوفير الخدمات عبر التواصل المرئي مع الحفاظ على التباعد الجسدي مما كان له كبير الأثر في تجاوز الأزمة بنجاح ومنها تنفيذ نظام الزيارات عن بعد ونظام المحاكمات والعرض على النيابة العامة والكشف الطبي عن بعد أيضاً فضلاً عن تعزيز الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

التواصل عن بعد

وقال الشمالي إن 484 نزيلاً في المؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة دبي استفادوا من نظام الزيارة عن بعد عبر برنامج التواصل المرئي «سكايب بزنس» الذي وفرته المؤسسة للتواصل مع أسرهم وخاصة الموجودة خارج الدولة في بريطانيا وأستراليا وأمريكا وبعض الدول العربية وغيرها من الدول في ظل جائحة «كورونا».

وأضاف أن للزيارات عن بعد التي وفرتها الإدارة فوائد كثيرة إذ حققت التواصل بين النزيل وأسرته وخلقت الاطمئنان في نفوس النزلاء الذين تمكنوا من لقاء أسرهم وأطفالهم، كما لاقت المبادرة استحسان جميع أسر النزلاء من كل أنحاء العالم.

ووفرت المؤسسات العقابية والإصلاحية 12 حجرة محادثة في كل من سجن الجنح والسجن المركزي وسجن النساء توفر الخصوصية للنزيل للحديث مع عائلته، ويمنح النزيل 20 دقيقة للتواصل المرئي مع ذويهم تحت إشراف أفراد من شرطة دبي.

وفي سياق آخر، نوه الشمالي إلى أن 1426 نزيلاً في المؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي استفادوا من مبادرة العيادة الافتراضية في الأسبوع الأول لإطلاقها عبر برنامج التواصل المرئي سكايب.

كما استفاد 97 نزيلاً من تطبيق مبادرة جلسات النيابة العامة عن بعد مقابل 944 نزيلاً استفاد من جلسات المحاكم عبر التواصل المرئي دون الحاجة للخروج من المؤسسة.

العيادة الافتراضية

وقال الشمالي إن مبادرة «العيادة الافتراضية» جاءت بناء على توجيهات القائد العام لشرطة دبي الفريق عبدالله خليفة المري، ومتابعة مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، وتهدف إلى إبعاد الأطقم الطبية عن النزلاء حرصاً على سلامة الطرفين ولإسعاد النزلاء أيضاً وتقليل الوقت والجهد والكُلفة في عملية نقل النزيل من وإلى العيادات الخارجية أو المستشفى، كما أن ذلك يحقق التباعد الجسدي المطلوب خلال الفترة الراهنة في التصدي لجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).

وأوضح أن آلية عمل العيادة الافتراضية تكمن في تسجيل الراغبين من النزلاء في مقابلة الطبيب، ثم يتم عمل الفحوص الأولية لهم من قبل الممرض وإرسال الفحوص عن طريق النظام الإلكتروني إلى الطبيب، ويتم تحديد موعد الطبيب من خلال الاتصال ببرنامج «سكايب»، وبعد مقابلة الطبيب عن بُعد يتم إرسال الدواء للنزيل المريض في المؤسسات العقابية عن طريق الصيدلية إلى مكتب الأمن في المؤسسة ومن ثم النزيل أما إذا كانت حالة النزيل المريض حرجة فيتم إرساله إلى العيادة.

وقال الشمالي إن المؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي هي أول مؤسسة عقابية تبادر إلى تطبيق فحص الكشف عن الإصابة بفيروس «كوفيد-19» لكل موظف ونزيل دون استثناء للتأكد من سلامة كل شخص داخل المؤسسة وفق تعليمات القائد العام لشرطة دبي، عدا عن فحص العاملين والشركات الموردة للتأكد من عدم انتقال فيروس كورونا للنزلاء في المؤسسات العقابية والإصلاحية.

حزمة إجراءات

وأفاد الشمالي بأنه وتطبيقاً للقرارات التي صدرت من الحكومة تم تفريغ كبار السن والمرضى والحوامل ومتابعتهم للعمل عن بعد دون أي تأثير على أداء الخدمات، إضافة إلى تطبيق نظام المناوبة للموظفين لتفادي أي نقص في كوادر العمل لو تعرض أي موظف لتوعك صحي أو إصابة.

كما تم تقليل عدد النزلاء في العنابر إلى النصف لضمان التباعد الاجتماعي بين النزلاء، وتم توفير شاشات بمعدل شاشتين في كل عنبر لبث الإرشادات التوعوية بثلاث لغات وفق اللغة السائدة بين النزلاء.

وتم التشديد على عنصر التوعية حول الإجراءات الوقائية ورصد مدى الالتزام بها ومن أبرز الخطوات، توفير المعقمات بلا استثناء للنزلاء، ومنع اختلاط النزلاء بالأفراد العاملين في المؤسسة عبر الحرص على تحقيق التباعد الاجتماعي.

وتم بالتنسيق مع القيادة توفير أجهزة فحص حراري للتأكد من درجة حرارة كل شخص يدخل للمؤسسة، كما وفرت المؤسسة جهازاً للتعقيم الذاتي لتعقيم كل شخص يدخل المؤسسة ويخرج منها لضمان عدم وجود أية شوائب على الملابس.

وتم تغيير نظام توزيع الوجبات الغذائية عبر تحديد نسبة 30% المسموح لها بالدخول للمطعم لتحقيق التباعد الاجتماعي مع استخدام الأطباق والأدوات ذات الاستخدام الواحد.

كما تم منع خروج النزلاء لخارج المؤسسة العقابية وتم التشديد على هذا الأمر إلا عند الضرورة كالذهاب للمستشفى أو التوجه إلى جهات الطلب خارج الإمارة، ويتم اتخاذ إجراءات وقائية مشددة على أن يتم الالتزام بالكمامة والقفاز مع قياس درجة حرارته عند الخروج وعند عودته.

أما فيما يخص نقل النزلاء للنيابات والمحاكم، أوضح الشمالي أنه تم استحداث نظام تقنيات حديثة للتقاضي عن بعد والتحقيق عن بعد كما تم استحداث نظام الزيارة عن بعد مع التوقف التام للزيارات الحضورية، وذلك حرصاً على سلامة النزلاء خلال جائحة كورونا، مشيراً إلى أنه تم تحديد يوم الخميس من كل أسبوع لزيارات القناصل والسفارات لكل من يرغب في التواصل عبر «سكايب بزنس».

وفيما يخص الورش الحرفية قال الشمالي إنه لم تطلق أية مشاريع جديدة بسبب تأثير الجائحة وكان هذا الإجراء خطوة وقائية لتقليل الاحتكاك بين النزلاء سواء في الحرف أو التعليم أو المكتبة مع الحرص على شغل نسبة 30% من الطاقة الاستيعابية للمكان لمنع وقوع أية إصابات.

ومن جهة أخرى، أكد الشمالي أن المؤسسة حرصت على توفير متطلبات النزلاء الضرورية ومنها الموافقة على إتاحة الفرصة للنزلاء لتقديم امتحانات الثانوية والاستمرار في التعلم، عدا عن توفير دروس خصوصية عن بعد لبعض النزلاء تلبية لرغبتهم بالتعاون مع أسرهم للاستعداد قبل الامتحان.

ومن المبادرات الإنسانية التي قدمتها المؤسسة أيضاً التكفل بإبعاد عدد كبير من النزلاء لبلدانهم مع لفت النظر إلى أن الميزانية التي كانت توضع في سنة لاستبعاد النزلاء تم استنفادها في أقل من شهر ونصف.

وفي مبادرة أخرى تم منح بعض النزلاء العفو عن ربع المدة لمن يستحقها من النزلاء وفق رصد مسبق لملفه، كما نفذت المؤسسة عدداً كبيراً من المبادرات في مجال التأهيل إلى جانب جهود الشركاء الاستراتيجيين كهيئة تنمية المجتمع إذ كان لها دور كبير في تأهيل الكثير من الفئات سواء القضايا المقلقة أو المخدرات أو المالية وغيرها.

ومن جهة أخرى، كشف الشمالي أن أبرز التهم التي أودع بسببها النزلاء هي التهم المالية والتعاطي، لافتاً إلى أنه لم تسجل أية خلافات بين النزلاء حرصاً من النزلاء على الحفاظ على حسن السير والسلوك والذي يلعب دوراً مهماً في تخفيض فترة العقوبة.

وقال الشمالي إن خطوط التواصل مع المسؤولين في دبي مفتوحة عبر كل الوسائل، لافتاً إلى أن رقم هاتفه الشخصي في متناول النزلاء وأسرهم ويحرص على أن يجيب على كل مكالمة ويعاود الاتصال لو لم يتسنّ له الرد في وقتها.