الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

منصور بن محمد: جائحة كورونا خلَّفت واقعاً جديداً يستلزم حلولاً مبتكرة للتحديات

منصور بن محمد: جائحة كورونا خلَّفت واقعاً جديداً يستلزم حلولاً مبتكرة للتحديات

شدَّد سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، على أن الإدارة الناجحة لأزمة جائحة كورونا ينبع من تعاملها مع هذا التحدي استناداً إلى منهجية علمية مكنتها من التكيّف مع المتغيرات، وعززت مرونتها في احتواء التداعيات، تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، لاستكشاف الفرص المتاحة والتعلم من أفضل الممارسات.

وأكد سموه أن جائحة فيروس كورونا قد خلَّفت واقعاً جديداً، يستلزم معه استنباط حلول مبتكرة للتحديات التي يواجهها العالم والاستفادة من أفضل الممارسات والتجارب العالمية.

وقال سموه: «التقييم المستمر للوضع الراهن والوقوف على الحلول المحتملة، هو سبيلنا للتعامل مع الأزمة، وقد تمكنا من تطويع خططنا بمرونة وانسيابية لمواكبة الاحتياجات، وعزز ذلك الأساس الراسخ للإدارة الحكومية المتميزة والذي ينطوي على دراسة واستكشاف أفضل الممارسات ومن ثم تبنيها وتسخيرها لتلبي احتياجاتنا».

جاء ذلك خلال اطلاع سموه على مخرجات مشروع التعلم من أفضل الممارسات العالمية في إدارة أزمة كورونا، والذي أطلقه برنامج دبي للتميز الحكومي، بهدف دعم جهود حكومة دبي واللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث، ويتضمن 5 محاور رئيسية هي: إدارة الأزمة، النظام الصحي، الأمن الغذائي، سلسلة التوريد، التعافي الاقتصادي، وسلوكيات المجتمع.

إدارة الأزمة

استلهم فريق عمل المشروع عدة أفكار لتعزيز جاهزية دبي للتعامل مع الأزمات، بحيث تكون خططها مرنة وتصلح لكافة السيناريوهات، لضمان الاستباقية والسرعة والوضوح في توفير التوجيهات والتحديثات.

النظام الصحي

وركز فريق العمل على تعزيز القدرات البحثية وتشجيعها في مجال مرض كوفيد-19 على مستوى الدولة، للتعرف إلى السلالات العرقية وارتباطها بالأمراض ومدى تفشيها وحدتها، وتوفير بيانات علمية ودقيقة تسهم في دعم جهود فرق العمل على كافة الأصعدة.

الأمن الغذائي

كما عمل الفريق على تحليل وتقييم الوضع الراهن بهدف الوقوف على جميع المدخلات، وتسخير التكنولوجيا لتحسين نظام الإمداد الغذائي عبر استخدام التقنيات والبيانات، والوصول إلى مفهوم الأمن الغذائي المستدام.

التعافي الاقتصادي

وأكد فريق عمل المشروع على ضرورة الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تقديم المشورة والتوجيه للشركات الصغيرة والمتوسطة، بحيث يتم تحفيز مشاركة المستثمرين والأفراد على تطوير خطة نظام لدعم الوظائف في القطاعات الأكثر تأثيراً على الدخل العام للإمارة.

سلوكيات المجتمع

كما عمل فريق محور سلوكيات المجتمع على تحليل عدة محاور فرعية، مثل: العمل عن بُعد، التعليم عن بُعد، سلوك شراء المستهلك، المحافظة على تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، الإجراءات الصحية، والرفاهية الشخصية وخلق فرص مجتمعية جديدة، وذلك بهدف تعزيز المحافظة على ممارسات التباعد الاجتماعي.

استشراف المستقبل

وأكد فريق عمل المشروع على أهمية الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تتبع الاتجاهات المستقبلية والتوجهات والظواهر العالمية، لتيسير عملية التخطيط ودعم اتخاذ القرار في مجالات إدارة الأزمة، وتحديد الأولويات ومسار الحكومة ودعم الجاهزية من خلال قراءة الظواهر المتجددة، وبناء القدرات والتعلم ورصد المستجدات وربطها بالمواضيع ذات الأولوية.

وفي نهاية الاجتماع، ثمَّن سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، جهود فريق عمل المشروع، والدور البارز الذي يضطلع به برنامج دبي للتميز الحكومي في تعزيز استباقية الجهات الحكومية بدبي، وسرعة استجابتها للمتغيرات في بيئتها المؤسسية واقتناص الفرص لتحقيق الريادة، وضمان جاهزيتها للتعامل مع الأزمات.

ووجه سموه برنامج دبي للتميز الحكومي للاستمرار في العمل على هذا المشروع العام، والتوسع في نطاقه للتعرف إلى أفضل الممارسات العالمية في جميع مجالات العمل الحكومي.

وجدير بالذكر أن المشروع ينطوي على توفير نهج منظم ومدروس لاتخاذ القرار، مع تحقيق مكاسب سريعة واتخاذ إجراءات حاسمة بناءً على أفضل المعلومات المتاحة، والتعلم من أفضل الممارسات العالمية بشأن إدارة الأوبئة والأزمات والتعافي منها، ومن ممارسات المدن العالمية وتعاملها مع الأوبئة السابقة.

ويتشكل فريق عمل المشروع من 28 موظفاً من 11 جهة حكومية في دبي من ذوي الخبرة بمجال التعلم المؤسسي والمقارنات المعيارية، الذين تم تدريبهم من خلال مبادرة «في دبي نتعلم»، امتدت فترة عمل المشروع إلى 6 أسابيع تم خلالها الاجتماع عن بُعد مع أكثر من 76 ممثلاً، من 66 جهة حكومية وشبه حكومية ومن القطاع الخاص على المستوى المحلي والاتحادي لمناقشة التحديات وأبرز الأولويات في كيفية إدارة جائحة كورونا.

وقام الفريق بالاطلاع على أكثر من 200 ممارسة عالمية بهذا المجال في أكثر من 50 دولة حول العالم بإعداد تقرير شامل بمخرجات المشروع، سيتم إرساله لجميع الجهات المعنية في حكومة دبي، للاستفادة منه في الإجراءات المتخذة لإدارة أزمة كورونا الحالية ورفع الجاهزية لمواجهة أي أزمات مستقبلية.