تطابق ما تعارف عليه الآباء والأجداد في منطقة الخليج العربي من ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير اعتيادي بدءاً من 12 يوليو من كل عام وحتى منتصف أغسطس، مع توقعات المركز الوطني للأرصاد الجوية بارتفاع درجات الحرارة بشكل أعلى من الأيام الماضية، وإن اختلف تأويل الأسباب.
وبدأت اليوم الأحد فترة سميت قديماً في الفلكلور الشعبي الخليجي «جمرة القيظ»، والتي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة من فصل الصيف، حيث يطلق عليها العرب اسم «القيظ» وهو وقت شدة الحر.
وقال المركز الوطني للأرصاد الجوية إن تلك الحسابات لدرجات الحرارة تعتبر جزءاً من التراث الفلكولوري لمنطقة الخليج العربي، حيث كانت تستخدم سابقاً بين المزارعين والبحارة لتحديد موعد ارتيادهم للبحر أو الخروج إلى المزارع.
وأوضح خبير الأرصاد الجوية الدكتور أحمد حبيب، أن التوقعات بالفعل تشير إلى ارتفاع في درجات الحرارة خلال الأيام الثلاثة المقبلة، حيث من المتوقع أن تكون متوسطات الحرارة بين 48 و49 درجة مئوية على المناطق الداخلية، و44 و45 درجة على المناطق الساحلية، وبين 33 و35 درجة على المناطق الجبلية.
ولم يرجع حبيب هذا الارتفاع إلى «جمرة القيظ» بل إلى وجود منخفض جوي حراري متمركز جنوب غرب الدولة، تتأثر به الإمارات بسبب وجود رياح جنوبية شرقية قادمة من صحراء الربع الخالي، وبالتالي يؤثر على ارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف أن الطقس خلال الأيام المقبلة سيكون حاراً لكنه جاف وليس رطباً، وهذا أفضل بكثير من وجود حرارة مع رطوبة، موضحاً أنه إذا كانت الرياح قادمة من الشمال فإن نسبة الرطوبة ستزداد، ولكن هذا غير حاصل الآن.
ولفت حبيب إلى أن التفسيرات العلمية لارتفاع درجات الحرارة تختلف عن التفسيرات الشعبية، إلا أنه قد تتوافق فعلياً تلك الاستدلالات الشعبية مع التفسير العلمي لارتفاع درجات الحرارة.
وعادة ما يطلق على حرارة شهر يوليو مصطلح «جمرة القيظ»، حيث شبه بالجمر لشدة حرارته التي تمتد إلى الليل، خاصة عند نشاط «السموم» وهو الهواء الساخن، كما أنه من المتوقع حسب الموروث الشعبي أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض الطفيف خاصة بدرجات الحرارة الدنيا وآخر الليل مع نشاط الهواء الرطب نهاية أغسطس المقبل.