وقالت الهيئة إن هذه النسخة الأولى من معايير خدمة حفظ الجثث والتي تمثل علامة فارقة نحو تعزيز السلامة وتحسين معايير الجودة في المرافق الصحية المرخصة من «صحة دبي»، ويجب على كل مستشفى يقدم خدمات حفظ الجثث، الامتثال لمعايير الجودة المنصوص عليها في هذه الوثيقة، كما يجب أن يلقى المتوفى وعائلته الثكلى كل الاهتمام من خدمات حفظ الجثث.
وأوضحت الهيئة أن منطقة حفظ الجثث هي منشأة لمشاهدة وتحديد هوية الجثث المتوفاة والأجنة المتوفاة عند الولادة والأعضاء المبتورة، والتعرف عليها أو احتجازها أو تخزينها مؤقتاً، والأشخاص الذين يعملون في المشرحة لديهم دور مهم وصعب لتحقيق التوازن بين تقديم خدمة فعالة مع إجراءات صارمة وكذلك لإظهار الاحترام والحساسية للأسر الثكلى وكذلك تلبية احتياجات الطاقم السريري للمستشفى.
وأوضحت الهيئة أن الهدف من هذه المعايير هو توحيد خدمات الجثث في المستشفيات العامة والمتخصصة الخاضعة لسلطة هيئة الصحة بدبي، وتحديد الحد الأدنى من المتطلبات للمرافق الصحية المرخصة من قبل الهيئة والمتخصصين في الرعاية الصحية لتقديم خدمات آمنة وذات جودة عالية، وخدمات الجثث الحساسة ذات الصلة بالثقافة مع تقديم التقارير السارية إلى السلطات ذات الصلة وضمان الدعم المناسب والراحة والاحترام والحساسية للأسر الثكلى ومقدمي الرعاية، وتسهيل الإفراج بكفاءة عن أجزاء الجسم الميت والأجنة المتوفاة إلى الأقارب أو ممثليهم أو السلطات المعنية للتخلص النهائي منها، وحماية ومنع موظفي الجثث من التعرض المحتمل للدم وسوائل الجسم والأمراض المعدية أثناء نقل ومناولة الجثث وأجزاء الجسم طوال خدمات المشرحة.
وحدد المعيار الأول 11 متطلباً لترخيص وتسجيل منشآت حفظ جثث الموتى، حيث يجب أن تلتزم جميع المرافق الصحية التي تقدم خدمات الجثث بقوانين الإمارات العربية المتحدة ولوائح دبي، ويمكن للمستشفيات العامة والمتخصصة المرخصة من «صحة دبي» تقديم خدمات حفظ جثث الموتى، ويجب على المستشفيات التي تختار إضافة خدمات الجثث إبلاغ قطاع التنظيم الصحي وتقديم طلب بذلك للحصول على إذن لتقديم الخدمة المطلوبة.
ويجب أن يكون للمنشأة الصحية سياسات وإجراءات على سبيل المثال لا الحصر، تحضير جثة المتوفى في جناح المستشفى قبل نقلها إلى مكان حفظ الجثث، وضع علامات على جثة المتوفى لتحديد الهوية، توثيق الممتلكات والملابس، طريقة النقل إلى ثلاجة الموتى، سجل تسلم المتوفى في الثلاجة، رؤية المتوفى من قبل أسرته وممثليه، رعاية وإدارة أسرة المتوفى وممثليه، تسليم المتوفى إلى أقرب الأقرباء، دفن الجثث التي لم تتم المطالبة بها، تدابير مكافحة العدوى وإدارة النفايات الخطرة، الإبلاغ عن الحوادث، خصوصية وسلامة وأمن المتوفى وعائلته، نقل المتوفى من الثلاجة، خطة عمل الطوارئ، التعامل مع أجزاء الجسم المبتورة، إزالة الأجهزة والمواد المستخدمة والتخلص منها بشكل مناسب، مثل الكانيولات، الضمادات، الغرز، وسياسات للتواصل مع عائلة المتوفى، وأخرى للتعامل مع جثث المتوفى عند الاشتباه أو حدوث تلوث، تخزين جثة المتوفى، وجود مذكرة تفاهم مع مستشفى آخر لنقل المرضى المتوفين عندما تكون سعة التخزين غير كافية لاستيعاب الزيادة المفاجئة في الوفيات.
وتضمنت الشروط أن يقدم المرفق الصحي أدلة موثقة على التعاون مع خدمات مثل المختبرات الطبية، صيانة المعدات، خدمات الغسيل، إدارة النفايات الطبية حسب متطلبات بلدية دبي، خدمات النظافة.
كما يجب أن يكون لدى المنشأة الصحية خطة مكتوبة لمراقبة معدات السلامة الكهربائية والميكانيكية، مع فحوصات بصرية شهرية للعيوب الواضحة، ويجب أن يضمن المرفق الصحي وجود إضاءة ومرافق مناسبة بما في ذلك أجهزة التحكم في درجة الحرارة وصنابير المياه والغازات الطبية والمصارف والإضاءة ومنافذ الكهرباء والاتصالات، كما يجب اختيار المواد والتشطيبات لتقليل الصيانة وأن تكون متوافقة مع الوظيفة المقصودة.
وأكدت الهيئة على ضرورة أن تكون أسطح العمل مصنوعة من مواد عازلة، كما يجب مراعاة التصميم الخاص للمداخل والزوايا والأقسام والكاونترات وأي عناصر أخرى قد تتعرض للاستخدام الكثيف، ويمكن اختيار تشطيبات الأرضيات الناعمة للمناطق التي يستخدمها الزوار وكذلك لمكاتب الموظفين.
متطلبات المرافق الصحية
ونص المعيار الثاني على متطلبات المرافق الصحية على 17 شرطاً هي، يجب على المستشفيات التي تقدم خدمات الجثث أن تتأكد من أن الخدمة متاحة على مدار (24) ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، مع إمكانية الوصول إلى الموظفين المصرح لهم الذين تحددهم إدارة المستشفى، ولا يجوز استخدام المشرحة في المستشفى لتخزين الجثة المرتبطة بالتحقيق الجنائي.
ويجب أن يتم الوصول إلى المشرحة من خلال مدخل خارجي وأن يتم اختيار موقعها لتجنب الحاجة إلى نقل الجثث عبر المناطق العامة، ويمكن أن تكون الثلاجة عبارة عن غرفة تبريد للعربات الفردية أو مجموعة من الخزانات المبردة مكدسة رأسياً أو أفقياً، ويعتمد حجم المشرحة على القدرة الاستيعابية للجسم والسياسة التشغيلية للمرفق الصحي، ويجب أن توفر المستشفيات التي تحتوي على أكثر من (25) سريراً ووحدة مشرحة داخل مباني المستشفى.
ويجب أن تكون نسبة خزائن الجثث بمعدل مكان واحد لتخزين جثة متوفى لكل 25 سريراً بالمستشفى لمدة 48 ساعة، ويجب أن يلبي تصميم مكان الثلاجة وتخطيطها ووظائفها احتياجات موظفي المستشفى وأقارب المتوفى وتوفير بيئة آمنة وخاصة، وقد تتكون المناطق الوظيفية لثلاجة الموتى على سبيل المثال لا الحصر: ردهة الدخول والخروج، استقبال الجسم، منطقة الاحتفاظ بالجسم، منطقة غسيل الجسم وتحضيره، منطقة الزوّار الثكلى ومنطقة المشاهدة، منطقة التخزين والدعم، منطقة الموظفين.
وحول ردهة الدخول وبهو الخروج، أوضحت الشروط أنه يجب أن يرتبط لوبي الدخول للمستشفى بثلاجة الدخول مع ممر داخلي أو مصعد، لكي يدخل جثمان المتوفى إلى المشرحة مع مراعاة خاصة لممرات بوحدات مثل وحدة العناية المركزة ووحدة العناية التاجية ووحدة الطوارئ، ويجب أن يوفر لوبي الخروج الوصول لاستعادة الجسم من منطقة احتجاز الجثة إلى الخارج، حيث يمكن نقل الجسم في سيارة مناسبة.
كما يجب أن تكون ردهات الدخول والخروج قادرة على استيعاب، سرير نقل الجثمان، وقوف السيارات، مرفق غسل اليدين، محطة عمل أو مكتب لتسجيل الجسم، منطقة بقاء الجسم، كما يجب توفير خزائن منفصلة لأجسام مرضى البدانة، إذا كان ذلك ممكناً، ويجب أن تكون هناك مساحة كافية أمام الخزانات المبردة التي تحمل خزائن للمناورة وسحب الصواني المحمل عليها الجثمان في الثلاجة.
وحددت الشروط الحد الأدنى من المساحة المطلوبة للجسم بـ(3) أمتار مربعة، في المستشفيات التي تتعامل مع الأجسام البدينة، ويجب أن يكون حجم الصواني وقدرة تحمل الوزن وفقاً لذلك، والتأكد من أن خزائن الجسم لديها مخصص لوضع العلامات المناسبة لضمان هوية الشخص المتوفى، كما يجب أن تكون درجة الحرارة في خزائن الجسم +2 إلى +6 درجة مئوية، وبالنسبة لحالة التخزين طويل الأمد للجثث التي لم يتم تحديدها بعد، يجب أن تكون درجة الحرارة سالبة (-15 إلى -25 درجة مئوية).
وشددت الشروط على مراقبة درجة حرارة خزائن الجسم بشكل يومي وتوثيقها، وفي حالة تغير درجة الحرارة، يجب على مشرف الجثة الاتصال بمهندسين أو قسم الطب الحيوي على الفور لاتخاذ الإجراءات التصحيحية.
وعن منطقة غسيل الجسم (إن وُجدت)، أكدت المعايير على أن تكون مجاورة لمنطقة تخزين الجسم مع طاولة من الفولاذ المقاوم للصدأ ومنشأة صحية متكاملة مع خرطوم قابل للتمدد في وسط الغرفة، ويجب أن تكون هناك مغسلة منفصلة لليدين، وأن تكون المقاعد وصناديق النفايات ومرافق التخزين في غسل الجسم من مادة الفولاذ المقاوم للصدأ.
وحول شروط منطقة الانتظار وغرفة تحضير أو الغرفة متعددة الأغراض، أكدت الشروط على ضرورة أن تكون مساحات ممتعة ومصممة بشكل مريح لتجنب أي إصابة محتملة للموظفين وأفراد الأسرة وموظفي الصيانة، وأن هذه المناطق مخصصة لأفراد العائلة أو الأصدقاء، وبالتالي يجب أن يكون لها دخول حصيف، مباشرة من الخارج، منفصل عن بهو الخروج دون تعريضهم للخطر والتلوث، ويجب منع دخول غير المصرح به إلى المشرحة لأسباب صحية وأمنية.
كما يجب أن يكون الزائرون والمتعهدون قادرين على الوصول إلى المشرحة بعد تشغيل الجرس أو الاتصال الداخلي الصوتي عند المدخل، وينبغي النظر في استخدام الاتصالات الداخلية السمعية والبصرية، وتنبيهات أو إنذارات الأبواب، والمراقبة بالفيديو وإغلاق أبواب الدخول عن بُعد، ويجب توفير مناطق انتظار منفصلة للذكور والإناث، والتي يمكن أن يكون لها رؤية مباشرة من خلال نافذة داخلية في منطقة المشاهدة، كما يجب أن تتوافر في منطقة الانتظار إمكانية الوصول إلى مرافق دورات المياه للرجال والنساء.
وحول منطقة التخزين والدعم، أوضحت المعايير أنه يجب أن تحتوي ثلاجة الموتى على: مساحة تخزين كافية للمواد الاستهلاكية مثل أكياس الجسم البلاستيكية والمواد الاستهلاكية الأخرى، خزائن قابلة للقفل للمتعلقات الشخصية للمتوفى، خزائن للنفايات، خزائن للأكفان، وغرفة مخصصة لمعدات التنظيف.
وحول مناطق الموظفين، أكدت المعايير على وجود أماكن لتبديل الملابس الشخصية والأغراض الأخرى وكذلك لمخزون الملابس الواقية النظيفة، مع وجود مراحيض منفصلة للرجال والنساء، ومكتب (إذا لزم الأمر)، وغرف الاجتماعات (اختياري)، كما يجب أن تكون هناك وسيلة مناسبة لنقل الجثث حيث يجب مراعاة كرامة المتوفى.
وشددت المعايير على نقل المريض المتوفى المصاب بأمراض معدية وفقاً للمادة 18 من القانون الاتحادي رقم 27/1981 بشأن الوقاية من الأمراض المعدية والقوانين اللاحقة بشأن مكافحة الأمراض المعدية (2014 و2016).