الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

رحلات عديدة أُجِّلت في مجال الفضاء.. تعرف إليها

رحلات عديدة أُجِّلت في مجال الفضاء.. تعرف إليها

يعد تأجيل موعد إطلاق «مسبار الأمل» ليوم الجمعة الموافق 17 يوليو 2020، في تمام الساعة: 12:43 بعد منتصف الليل بتوقيت دولة الإمارات، (وهو ما يقابل تمام الساعة 08:43 مساء يوم الخميس الموافق 16 يوليو بتوقيت غرينتش)، من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان، ليس بالأمر الجديد في مجال الفضاء، فغالباً تلعب الأحوال الجوية دوراً مهماً ومحورياً في تقرير موعد إطلاق الأقمار الاصطناعية، نظراً لتأثيرها الكبير، وخاصة في طبقات الجو العليا، على فرص الصعود الآمن لصواريخ الفضاء.

وأعلنت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون والتشاور مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، المسؤولة عن صاروخ الإطلاق الذي يحمل «مسبار الأمل»، أول مهمة عربية لاستكشاف المريخ، اليوم، تأجيل موعد الإطلاق الذي كان مقرراً عند الساعة 00:51:27 بعد منتصف ليل الأربعاء الموافق 15 يوليو 2020، بتوقيت دولة الإمارات، بسبب عدم استقرار الأوضاع الجوية في جزيرة تانيغاشيما في اليابان، حيث توجد منصة الإطلاق، مع تشكل سحب ركامية كثيفة وطبقة هوائية متجمدة، جراء عبور جبهة هوائية باردة بالتزامن مع الوقت الأصلي المقرر لإطلاق المسبار.

وسوف يتم اتخاذ قرار المضي قدماً في إطلاق مسبار الأمل، في الموعد الجديد الذي تم تحديده فجر الجمعة الموافق 17 يوليو 2020، بناء على معطيات الأحوال الجوية، حيث من المرجح في حال عدم توفر الظروف الجوية المناسبة، أن يتم تحديد موعد آخر للمهمة الفضائية، ضمن نافذة الإطلاق التي تمتد نحو 3 أسابيع.

هذا التأجيل ليس الأول من نوعه في مجال الفضاء، إذ يعد تأجيل إطلاق المهمات الفضائية، وخاصة المريخية، أمراً مألوفاً ومتوقعاً، سواء بسبب الأوضاع الجوية غير المواتية، أو بسبب مشكلات تقنية طارئة، لضمان توفر أعلى معدلات النجاح، طالما أن التأجيل في إطار نافذة الإطلاق المتاحة.

وكانت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) قد أجَّلت إطلاق روفر «برسيفيرانس» Perseverance، مهمة الفضاء الجديدة للمريخ، 3 مرات حتى اليوم، علماً بأن المهمة كان من المقرر أن تنطلق إلى الكوكب الأحمر في 17 يوليو الجاري، ثم تأجل موعد الإطلاق إلى 20 يوليو، قبل أن يتم تأجيله للمرة الثالثة ليصبح في 22 يوليو، قبل أن يتم نقل التاريخ إلى 30 يوليو، حيث يعود سبب التأجيل في كل مرة إلى مشاكل تقنية ظهرت أثناء اختبار الصاروخ بعد تجميعه وتزويده بالوقود. ويتوقع أن يصل الروفر إلى المريخ في فبراير من عام 2021، علماً بأن خبراء (ناسا) أعلنوا أنه في حال لم يتم إطلاق الروفر الصيف الجاري قبل إغلاق نافذة الإطلاق في منتصف أغسطس المقبل، فستضطر إلى تأجيل إطلاقه إلى خريف عام 2022.

وقبل ذلك، تم تأجيل إطلاق بعثة «إكسو مارس» ExoMars لاستشكاف المريخ، التي كان مقرر أن تطلقها كل من: وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) ووكالة الفضاء الأوروبية في مارس الماضي حتى عام 2022 بسبب أعطال تقنية. وتأتي هذه المهمة الفضائية في إطار «مشروع إكسو مارس»، الذي يهدف إلى دراسة الكوكب الأحمر وغلافه الجوي واستقصاء أي شكل من أشكال الحياة المحتملة على الكوكب الأحمر.

إلى ذلك، عمدت شركة «سبيس إكس» الأمريكية إلى تأجيل إطلاق الدفعة العاشرة من أقمارها الاصطناعية 3 مرات، حيث جاءت عملية التأجيل الأولى لعملية الإطلاق، التي كان يجب أن تضع بموجبها 57 قمراً اصطناعياً إضافياً في مدارات الأرض، في 26 يونيو الماضي، وجاء التأجيل الثاني في الثامن من شهر يوليو الجاري، بسبب الأحوال الجوية، في حين جاء التأجيل الثالث في 11 منه، وذلك بسبب الحاجة لإجراء المزيد من عمليات التحقق والتدقيق.

كما شهد التاريخ العديد من مهام رحلات الفضاء التي أُجِّلت لمختلف الأسباب، وكان منها أول رحلة فضائية مأهولة لـ«سبايس إكس» التي أُجِّلت بعد يوم حافل بالتشويق بسبب رداءة الطقس بعدما كان رائدا وكالة الفضاء الأمريكية قد أخذا مكانيهما للإقلاع نحو المحطة الفضائية الدولية على متن المركبة المحمّلة على صاروخ «فالكون-9».

وقبل 17 دقيقة من الموعد المحدد للإقلاع أبلغ مدير عملية الإطلاق في المركز الفضائي في فلوريدا الرائدَين بوب بنكن وداج هيرلي بتعذّر الأمر، ليرد الأخير «كان مجهوداً جماعياً رائعاً، لكن نتفهّم الأمر».

وأوضحت الشركة أنّ الأمر توقّف على فارق زمني قدره 10 دقائق كانت رداءة الطقس ستنحسر من بعدها، لكن مخاطر الأمطار والبرق كانت كبيرة جداً ونافذة الإطلاق المحددة كانت ضيّقة للغاية، لأن التوقيت كان يلحظ التنسيق بين مسارَي مركبة «كرو دراجون» والمحطة الفضائية الدولية التي من المقرّر أن يلتحق بها الرائدان هيرلي وبنكن.

حتى رحلات أبولو للهبوط على سطح القمر تأجلت وأُلغيت مهامها خلال العديد من المناسبات في حقبة الستينيات والسبعينيات، لأسباب مختلفة، ففي سبتمبر 1962 خططت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) للقيام بـ4 رحلات تجريبية باستخدام مركبة الإطلاق Saturn I في 1965 و1966 وتبين فيما بعد أن قدرة الحمولة كانت ستعرقل عمل الأنظمة الأخرى التي يتم حملها، لذلك ألغت وكالة ناسا هذه الرحلات في أكتوبر 1963 واستبدلتهم بمهمة أخرى تُدعى Saturn IB missions والتي كانت بدون طاقم، بعدها تم العمل على اختيار طاقم جديد تم اختياره في 21 مارس 1966 لـ AS-204 وتم إلغاؤها رسمياً في 22 ديسمبر 1966.

ومن بعدها تم البدء على مرحلة جديدة تدعى بلوك II CM-101 لتستعد للإطلاق في فبراير 1967، إلا أنها انتهت بإلغائها أيضاً بسبب موت إحدى طواقم المركبة في حريق مفاجئ في كابينة المركبة الفضائية أثناء إجراء الاختبارات، ما أدى إلى العمل لمدة 21 شهراً لإصلاح الخلل وتأجل على أثره موعد الإطلاق المحدد، فضلاً عن إلغاء رحلة أبولو 18، في 2 سبتمبر 1970 وأبولو 20 في 4 يناير 1970.

كذلك كان هنالك 6 رحلات فوستوك خُطط لإطلاقها في أبريل 1966 لكنها أُلغيت وأُعيد استخدام مكوناتها في برنامج الفضاء فوسخود الذي كان يهدف إلى تحقيق المزيد «أولويات» السوفييت في مجال الفضاء.