الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

وزير التربية لـ«الرؤية»: إعداد مناهج للتعليم الهجين تطبَّق العام المقبل

وزير التربية لـ«الرؤية»: إعداد مناهج للتعليم الهجين تطبَّق العام المقبل

وزير التربية والتعليم المهندس حسين الحمادي.

كشف وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي أن الوزارة تعمل حالياً على إعداد مناهج دراسية تتناسب ونظام التعليم الهجين (الذي يجمع بين التعليم التقليدي والذكي)، بهدف تحقيق أقصى درجة من المخرجات التعليمية التي تسعى إليها قيادتنا الرشيدة.

وأكد الحمادي لـ«الرؤية» أن التعليم الهجين سيسهم بشكل كبير في تطوير التعليم وفقاً لأحدث النظم التربوية بمختلف دول العالم والتي تم اتباعها مؤخراً لمواجهة جائحة كورونا، موضحاً أن النظام الجديد سيدعم تغيير خارطة التعليم بالمنطقة للأفضل مستقبلاً، فضلاً عن دوره في إفراز فرص عمل جديدة لم تكن موجودة على الساحة من قبل.

وأفاد بأن الوزارة تعتزم في الفترة المقبلة تطوير مهارات الكوادر التعليمية بالمدرسة الإماراتية من خلال تنظيم دورات تدريبية وورش عمل مهجنة لتمكينهم من آليات النظام التعليمي الجديد.

وذكر وزير التربية والتعليم أن التعليم الهجين سيسهم في بناء قاعدة عريضة من الكوادر الوطنية الفاعلة المؤهلة للاندماج في أسواق العمل الرقمية محلياً وإقليمياً وعالمياً، بما يتوافق مع أحدث المستجدات الدولية.

وأشار إلى أن التعليم الهجين يمثل استراتيجية تعليمية حديثة تمزج بين التدريس التقليدي والتعليم الافتراضي بين المعلمين والطلبة، ويسهم أيضاً في تطويع المنظومة التعليمية وفقاً لاحتياجات الطلبة بمختلف فئاتهم ومراحلهم التعليمية.

وأردف بأن له دوراً فاعلاً ومتوافقاً مع مختلف الظروف الاستئنائية والطارئة، موضحاً أنه يشتمل على العديد من موارد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي يتم تصميمها لتتكامل مع بعضها البعض كنظم إدارة التعليم والبرمجيات التعليمية والمقررات الافتراضية ومقررات التعليم الذاتي.

وأبان الحمادي أن تطبيق استراتيجية التعليم الهجين بالمدرسة الإماراتية سيسهم بدوره في تغيير الكثير من المفاهيم كالوقت فلم يعد التعليم قاصراً على ساعات محددة أو يوم دراسي محدد، فضلاً عن انعكاسه على مفهوم المكان فلم يعد التعليم قاصراً على جدران الفصول الدراسية أو مبنى المدرسة أو الجامعة.

وقال: يتيح التعليم الهجين مزيداً من المرونة لمواجهة الفروق الفردية وأنماط التعليم بين الطلبة باختلاف أعمارهم ومراحلهم الدراسية، فضلاً عن الاستفادة من التقدم التكنولوجي في التصميم والتنفيذ والاستخدام لموارد ومعطيات تكنولوجيا التعليم.

كما يساهم التعليم الهجين في إثراء المعرفة الإنسانية ورفع جودة العملية التعليمية ومن ثم جودة المخرجات التعليمية، مؤكداً أن كثيراً من الموضوعات العلمية يصعب للغاية تدريسها إلكترونياً بالكامل واستخدام التعليم الهجين يمثل أحد الحلول المقترحة لحل مثل تلك المشكلات.

ودعا وزير التربية والتعليم إلى العمل بروح الفريق الواحد لإنجاح المرحلة المقبلة التي تتطلب مزيداً من تضافر الجهود لمواصلة النجاحات التي تم تحقيقها في المدرسة الإماراتية.

وكانت الإمارات نجحت في التغلب على التحدي الصعب الذي واجه أغلب دول العالم إزاء تفشي جائحة كورونا كوفيد-19، بعد إصرارها على استكمال العام الدراسي الماضي واعتمادها نظام التعليم عن بعد، كأول دولة عربية تطبق ذلك النظام معتمدة على بنيتها التقنية التي أسستها مبكراً، بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة.

ولم تكتف الإمارات بما حققته من إنجازات ملحوظة في ملف «التعليم عن بعد» بل ذهبت إلى تأسيس لمرحلة جديدة ستسهم في رسم خارطة التعليم بالمنطقة مستقبلاً، بعد إعلانها تطبيق نظام «التعليم الهجين» بالمدارس والجامعات اعتباراً من العام الدراسي المقبل 2020 ـ 2021.

هندسة المنظومة التعليمية

وحول النظام التعليمي الجديد استطلعت «الرؤية» آراء مسؤولين ومتخصصين وأطراف العملية التربوية في الدولة، بهدف التعرف على الآلية التطبيقة والخطة الاستراتيجة التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم لذلك النظام.

وأفاد مدير مجمع كليات التقنية العليا الدكتور عبداللطيف الشامسي بأن البعض يتعامل مع التعليم الإلكتروني ونظام التعليم عن بعد والتعليم الهجين المقرر تطبيقه العام المقبل بمختلف المؤسسات التعليمية في الدولة على أنها أنظمة تعليم مؤقتة، وهو أمر أبعد ما يكون عن واقع الإمارات وما تحققه من مكتسبات.

وجزم بأن ما كان متبعاً ما قبل كورونا لن يعود كما كان، وستشهد الأعوام القليلة المقبلة تغيرات كبيرة في منظومة التعليم الإماراتية، مؤكداً أن التحولات التي فرضت نفسها علينا وضعت مؤسسات التعليم أمام واقع جديد.

وأوضح الشامسي أن أي مؤسسة ستظل محتفظة بنمط التعليم التقليدي ستختفي ويتوارى دورها تماماً، لافتاً إلى أن التعليم المستقبلي الذي كنا نتحدث عنه في السنوات الماضية ونسعى إلى تطبيقه جاءت أزمة كورونا لتسرّع حدوثه.

وأكد أن الإمارات ستعمل خلال الفترة المقبلة على إعادة هندسة منظومتها التعليمية من خلال تطبيقها لنظام التعليم الهجين، الذي يسمح بتوسيع فرص الطلبة في التعليم والتطوير الذاتي والمهاري الاحترافي، عبر التركيز على التدريب والتطبيق والابتكار وريادة الأعمال.

«التقليدي» إلى زوال

وقال الخبير الأكاديمي الدكتور خالد المصري بجامعة عجمان أن التعليم الهجين سيسهم بدوره في ربط جودة التعليم الذكي بالمصادر والكوادر التعليمية المؤهلة، لافتاً إلى أن المؤشرات العالمية تؤكد أن التعليم التقليدي إلى زوال تدريجياً.

وتابع: علينا أن نواكب المرحلة ونتطلع إلى المستقبل في ظل ما تتطلع إليه القيادة الرشيدة من خلال صناعة المستقبل كما حرصت في الماضي على تعزيز البنية التقنية وتطويرها وفقاً لأحدث المستجدات الدولية.

وأضاف المصري: البنية التقنية المتطورة ساهمت بشكل كبير في تفوق الإمارات على دول المنطقة تقنياً وهو ما ساعدها على تطبيق نظام التعليم عن بعد في أقل وقت ممكن وبشكل احترافي.

وتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تحويل المحتوي التعليمي التقليدي إلى محتوى إلكتروني، بهدف دعم منظومة التعليم سواء «التعليم عن بعد» أو «التعليم الهجين» الذي يعد الحل الأفضل لما بعد كورونا، خصوصاً أنه يجمع ما بين التعليم الذكي والتقليدي.

خبرات متراكمة

وأثنى مدير مدرسة الدوحة الخاصة بالشارقة مهند أبوالهدى على ما أحرزته تجربة التعليم عن بعد رغم أنها لم تكن سهلة، إلا أنها خلفت خبرات متراكمة في أقل فترة زمنية للكوادر التعليمية والطلبة وأولياء الأمور معاً.

وذهب إلى أن التجربة القادمة «التعليم الهجين» ستكون أجمل بكثير في ظل الخبرات التي اكتسبتها مختلف أطراف العملية التربوية، مشدداً على ضرورة التعامل مع نظام التعليم عن بعد والتعليم الهجين باعتبارهما نواة لتأسيس مرحلة تعليمية مستدامة أكثر تطوراً، بعيداً عن كونهما مرحلة مؤقتة.

ودعت الخبيرة التربوية والمديرة السابقة لمدرسة الواحة في دبي لميعة فرج إلى سَن تشريعات ملزمة بتمكين التعليم الهجين، وهو ما سيسهم بدوره في تطويرة ليكون أكثر مرونة حتى يتناسب مع مختلف مستويات الطلبة، خصوصاً أن التعليم التقليدي حتماً سينزوي شيئاً فشيئاً.

وأبانت أن أزمة كورونا شكلت فرصة لجميع المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة لتسريع عملية الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بعد، خصوصاً أن التعليم الذكي الذي نجحت الإمارات في تطبيقه مبكراً وفر الدعم المطلوب لنجاح المرحلة الانتقالية المشار اليها.

مهارات الطالب والمعلم

وقال المهندس محمد عبدالغني (ولي أمر)، إن وزارة التربية والتعليم تعاملت مع أزمة كورونا بمنطق استثمار الأزمة بدلاً من التعامل معها باعتبارها عقبة وبنفس المنطق نجحت في دعم وتطوير مهارات الطالب والمعلم وولي الأمر من خلال وضعهم في تحدي أكون أو لا أكون، لتثبت التجربة النجاح الفاعل لجميع أطراف العملية التربوية بما فيهم وزارة التربية والتعليم.

وتابع: بعد النجاح في تحدي التعليم عن بعد، تؤكد وزارة التربية قدرتها على مواكبة المستجدات العالمية وتحملها للمسؤولية الملقاة على عاتقها بعد إعلانها اعتماد نظام التعليم الهجين خلال العام الدراسي المقبل.

وأوضح أن ذلك النظام يتطلب سنوات لتطبيقه بالعديد من الدول، إلا أن البنية التقنية للإمارات والفكر الاستراتيجي المتطور لمنظومة التعليم في الدولة ساهم في اتخاذ القرار دون تردد، مؤكداً أن الإمارات ستحدث نقلة نوعية في المفاهيم التعليمية مستقبلاً من خلال التعليم الهجين.

وفي سياق متصل أكد محمود النجار ولي أمر، أن العديد من الدول تتعامل مع التعليم عن بعد والتعليم الهجين باعتبارهما أنظمة مؤقتة لحين انتهاء أزمة كورونا، إلا أن الإمارات كعادتها ستتعامل مع الأزمة على أنها دفعة نحو المزيد من التطور.

ولفت إلى أن النتائج المبهرة التي حققتها وزارة التربية والتعليم بتجربة التعليم عن بعد، تحتم علينا الثقة التامة في نظام التعليم الهجين المزمع تطبيقة العام الدراسي المقبل، مضيفاً قبلنا التحدي من البداية وكنا شركاء في إنجاح تجربة التعليم عن بعد، وسنظل ملتزمين للنهاية لنجني ثمار التعليم الهجين.

وتمنى سيد أبوالعنين، ولي أمر، أن تعزز وزارة التربية والتعليم رقابتها على المدارس الخاصة خلال العام الدراسي المقبل لتحقيق أقصى استفادة للطلبة من نظام التعليم الهجين، داعياً إلى دراسة كافة العقبات التي واجهت الطلبة وأولياء الأمور في تجربة التعليم عن بعد وتفاديها في نظام التعليم الهجين المقرر تطبيقه العام الدراسي المقبل.

التحدي الأصعب

وحول تجربة الطلبة مع التعليم عن بعد، أكد الطالب راشد المزروعي بمدرسة حاتم الطائي الحكومية أنه استفاد كثيراً من تلك التجربة التي أصقلت مهاراته وعززت من قدراته ومكنته من القدرة على مواجهة الأزمات في الظروف الاستئنائية مهما كانت العقبات، وهو الاختبار الصعب والتحدي الأصعب الذي تغلب عليه العديد من الطلبة، مؤكداً أن التعليم الهجين لا يمكن أن يكون في صعوبة التعليم عن بعد.

وتمنى أن تبادر الوزارة بإعداد شرح مفصل عن آلية تطبيق التعليم الهجين في المدارس قبل تطبيقها بفترة، وإرسالها للطلبة وأولياء الأمور حتى يتمكنوا من الاستعداد لخوض غمار تلك التجربة الجديدة التي نتوقع لها النجاح، في ظل الإمكانات التقنية التي تتمتع بها الإمارات.

وفي السياق ذاته ذكر الطالب عبدالرحمن عبدالغني بمدرسة المعرفة الخاصة أن نظام التعليم الهجين الذي أعلنت الوزارة تطبيقه بالمدارس العام الدراسي المقبل سيمكن أغلب الطلبة من المرونة في تلقي العلم وفقاً لظروف كل طالب سواء العلمية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.

وأشار إلى أن ذلك النظام يعد الأمثل في الظروف الاستثنائية التي ما زالت تفرض علينا آليات محددة في التعامل مع مختلف الملفات والتي يمثل التعليم الملف الأهم من بينها.

ودعا وزارة التربية والتعليم إلى ضرورة توفير الإمكانات المطلوبة للنظام الجديد واستطلاع آراء الطلبة قبل تطبيق ذلك النظام لمعرفة كافة التفاصيل التي تهم الطالب وولي الأمر، ومن ثم ضمان نجاح التجربة قبل تطبيقها.

وقال الطالب عبدالله مصبح أن التعليم عن بعد لعب دوراً مهماً في مواجهة أزمة كورونا ومكن الوزارة من اتخاذ قرار مواصلة العام الدراسي بداً من إنهائه كما فعلت العديد من دول المنطقة والعالم، متمنياً أن تستفيد الوزارة من تجربتها على كافة المستويات حتى يمكنها تخطي العقبات بسهولة.

ولفت إلى ضرورة تكثيف الوزارة لفرق الدعم الفني بمختلف إمارات الدولة، حتى يجد الطالب وولي الأمر استجابة سريعة للعقبات التي تواجههم، خصوصاً التقنية منها التي واجهت العديد من الطلبة خلال العام الدراسي الماضي.

اقرأ أيضاً: مسبار الأمل.. من الألف إلى الياء