كشفت إدارة الطب الشرعي في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، عن خطة تعتزم بموجبها إعداد وإطلاق تطبيق خاص للطب الشرعي ضمن موقع شرطة دبي، يتم عبره فحص المريض أو المصاب عن بُعد، وإصدار التقرير اللازم عن الحالة.
وأوضحت لـ«الرؤية» رئيس قسم الفحوصات الجنائية في إدارة الطب الشرعي وعضو مجلس علماء شرطة دبي الرائد الطبيبة الشرعية روضة الشامسي، أن التطبيق من شأنه أن يسهل تواصل المريض مع الطبيب الشرعي، وهو ما يخفف الخطوات والإجراءات، ويتماشى مع توجهات الدولة في التحول الذكي.
وذكرت أن التطبيق الذي سيعدّ بالتعاون بين الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي والإدارة العامة للأدلة الجنائية، وسيكون جاهزاً بعد عام من البدء بالإعداد، مضيفة أنه سيحتوي على آلية محددة للتعرف إلى الهوية وتحديد مكان تواجد المريض.
26فحصاً منزلياً وعن بُعد
وأكدت الشامسي أن الطب الشرعي في دبي سجّل قصص نجاح كبيرة خلال أزمة كورونا، عبر تفعيل إجراءات لم تكن موجودة سابقاً، تندرج في إطار التدابير الاحترازية، ومنها الفحص عن بُعد والذي شمل فحص أصحاب الهمم وكبار السن، وبعض حالات العنف الأسري في المنازل.
وأبانت أن الفحص المبدئي يتم عن طريق الهاتف عبر توجيه أسئلة، ومن ثم يكتب التقرير، كاشفة عن فحص 26 حالة بهذه الطريقة في يونيو الماضي.
وأشارت إلى أنه في السابق كان المريض أو المصاب يأتي من تلقاء نفسه إلى الإدارة بعد فتح البلاغ في المراكز، بلا موعد، أما الآن وضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا أصبح لا بد من أخذ موعد للقاء الطبيب الشرعي، بالاتفاق مع الشركاء الاستراتيجيين لإرسال تقارير عن الحالات، ويتم التواصل مع المستشفى هاتفياً وتحديد حاجة المريض للحضور أو لا.
توظيف التكنولوجيا
وأكدت الشامسي أنه هذه الخطوة تسهم في إدخال إدارة الطب الشرعي في نطاق التحول إلى إدارة بلا أوراق، تستخدم التكنولوجيا وتوظف الذكاء الاصطناعي في الأعمال اليومية.
وأشارت رئيس قسم الفحوصات الجنائية إلى أنه من الصعب إلغاء الفحوصات السريرية تماماً، فالأطباء دائماً بحاجة لتقييم الحالات سريريّاً، ولكن لا يضر لو نُفِّذت خطوات عبر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا عد بُعد.
وأفادت بأن القسم يتواصل مع المراكز الشرطية ويرصد الحالات التي وردت لهم والبلاغات والتقارير الطبية الواردة إلى مستشفى راشد، تمهيداً لإصدار التقرير، ولكن لو استدعت الحالة الفحص السريري فتعطى موعداً للحضور والمعاينة.
لا إصابات كورونا في فريق العمل
من جهة أخرى، تطرقت الشامسي في حديثها إلى التدابير الاحترازية المطبقة في الطب الشرعي، مبينة أن الإدارة تُجري فحص كورونا للموظفين أسبوعياً، كما تم تشديد إجراءات الصحة والسلامة في المشرحة، مع التركيز على تعقيم المباني والحمامات وجميع المرافق، مؤكدة عدم تسجيل أي إصابات بفيروس كوفيد-19 بين فريق العمل.
وأكدت أن الطب الشرعي هو الجسر الذي يربط الطب البشري بالقانون، ليأخذ كل ذي حق حقه، لافتة إلى أن التخصص في مجال الطب الشرعي تخصص نادر، وكان يشهد عزوفاً من طلبة الطب والثانوية العامة فيما سبق، ولكن في الفترة الحالية، يتم تشجيع الطلبة للتوجه لهذا التخصص، ولا سيَّما أن الدولة بحاجة لهذا التخصص واستطاعت أن تتجاوز دولاً متقدمة في هذا المجال.
وأشارت إلى استحداث قسم فحص الأنسجة في قسم الفحوصات الجنائية الخاصة مؤخراً، وهو تخصص جديد، مشيرة إلى أهمية هذا القسم لأنه يحدد على وجه الدقة أسباب الوفاة ونوعها ويفتح مجالات جديدة في الكشف عن الوفاة.
يشار إلى أن روضة الشامسي درست الطب الشرعي وحصلت على شهادة الدكتوراه والماجستير من بريطانيا.