السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«محمد بن راشد للفضاء» يطلق صورة فضائية فسيفسائية بدقة 0.7 متر

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء اليوم عن الانتهاء من تطوير خارطة محدثة لإمارتَيْ أبوظبي ودبي باستخدام الصور الفضائية الحديثة عالية الدقة (صور فسيفسائية) عبر القمر الاصطناعي الإماراتي «خليفة سات».

وجرى تجميع الصور في خارطة واحدة تعرف بــ (الموزاييك)، وهي عبارة عن مصفوفة من الصور الرقمية يتم تجميعها من خلال صور منفردة لرقع جغرافية مترامية الأطراف بغرض الحصول على صورة شاملة لمنطقة جغرافية معينة بدقة عالية.

وتعتمد هذه الخارطة المحدثة على إجراء مسح شامل للمناطق الجغرافية في الإمارات، باستخدام أنظمة الاستشعار عن بعد، ومعالجة الصور، ونظم المعلومات الجغرافية، والتي تعد مرجعاً مهماً للجهات الحكومية والخاصة لتحديث خدماتها الذكية التي تستند على توفير الخرائط والبيانات الجغرافية المحدثة باستمرار، وستتضمن مهام خدمة الموزاييك الجديدة للقمر الاصطناعي «خليفة سات»، التقاط صور موزاييك فضائية لبقية إمارات الدولة.

جاء ذلك في إطار مساعي مركز محمد بن راشد للفضاء لدعم الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، والمؤسسات البحثية والأكاديمية، وكذلك القطاع الخاص للاستفادة من تلك النوعية من التقنية التي تلعب دوراً هاماً في عملية التفسير للمناطق الكبيرة، والتي تُمكن كل الجهات المستفيدة من الحصول على نتائج دقيقة.

وسيتم توفير هذه الخدمة لكل الجهات الحكومية بصفة مجانية بغرض إفادة الجهات المعنية وتعزيز دورها في المجتمع الإماراتي، وتوسيع نطاق الاستفادة من تقنيات الفضاء التي يمتلكها مركز محمد بن راشد للفضاء، ويمثل هذا النوع من الصور الفضائية أهمية كبيرة بالنسبة للجهات المعنية بقطاعات البنية التحتية، والتخطيط العمراني، والبيئة والتغير المناخي، والطاقة، والتعليم، والتكنولوجيا، والطرق والمواصلات وغيرها من القطاعات الحيوية في الإمارات، وعليه، سيستقبل مركز محمد بن راشد للفضاء الطلبات، لتقديم صور مرئية واضحة بنظام الموزاييك، بعد إجراء مسح شامل لمنطقة معينة بما يلبي احتياجات الجهة الراغبة في الحصول على تفسير معين بحسب طبيعة نشاط كل جهة.

وقال المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء يوسف حمد الشيباني: «يسعى مركز محمد بن راشد للفضاء إلى المساهمة الفعالة في المجتمع من خلال مشاريع تدعم القطاعات التنموية في الإمارات. فقد أسس المركز - على مدار السنوات القليلة الماضية - رصيداً مهماً من الكفاءة والثقة كمركز فضائي مهم له ثقله بما تبرزه مشاريعه وتقنياته من تأثيرات تُلقي بظلالها على القطاعات الأخرى الغير فضائية أيضاً. ويمثل لنا إطلاق الموزاييك الأول للقمر الاصطناعي خليفة سات أهمية استراتيجية لدعم البنية التحتية لكافة القطاعات الحيوية في الدولة وتعزيز القرارات الاستراتيجية للجهات الرئيسية العاملة في الإمارات».

ويجمع مركز محمد بن راشد للفضاء صوراً لمناطق جغرافية محددة يتم التقاطها عبر القمر الاصطناعي «خليفة سات» على فترات زمنية محددة تتراوح لأيام أو شهور. ثم تتم عملية معالجة وتحسين جودة الصور وتطوير خارطة واحدة للمنطقة الجغرافية المراد تغطيتها بدقة مرئية عالية تصل إلى 0.7 متر. ثم يقوم فريق معالجة الصور في قسم الاستشعار عن بُعد باستخراج الصورة الفسيفسائية للمنطقة بعد إتمام عملية معالجة الصور ودمجها، ليتم توفير الصورة عالية الدقة بصيغة "تيف“ وهي صيغة معروفة لتخزين الرسوميات النقطية.

وفي إطار شرح منهجية النظام الجديد للقمر الاصطناعي، أوضح رئيس قسم معالجة الصور، في مركز محمد بن راشد للفضاء المهندس عمار سيف المهيري «يمر نظام تصوير موزاييك لـ خليفة سات في مركز محمد بن راشد للفضاء بعدد من المراحل الممنهجة في استخراج الصور، التي تعتمد على 4 خطوات رئيسة تبدأ بجمع الصور المنفردة التي يلتقطها القمر الاصطناعي والمنتشرة على رقعة جغرافية معينة في فترة زمنية معينة، ثم يقوم المركز بعملية الإسناد الجغرافي لهذه الصور، وهو نظام مرجعي إحداثي يستخدم لضمان أعلى دقة ممكنة للصورة. تأتي بعدها مرحلة تصحيح الصورة من خلال تعزيز التباين والتصحيحات المختلفة للتأكد من خلوها من أي مشوهات، بحيث تصبح جميع الصور ذات مظهر منتظم. وأخيراً، تأتي عملية مطابقة ألوان الصورة ومزجها، يتبعها إخضاع الصورة للاختبار من قبل الفريق المختص، والتأكد من صحتها تماماً قبل اعتمادها نهائياً».