الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

حمد المنصوري: مسبار الأمل يوجه الشباب لأهمية علوم الفضاء والتكنولوجيا

حمد المنصوري: مسبار الأمل يوجه الشباب لأهمية علوم الفضاء والتكنولوجيا
أكد رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء حمد عبيد المنصوري، أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» يسهم بتأثيره في توجيه أنظار الشباب لأهمية علوم الفضاء والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتتزامن كل النتائج التي سيحققها المشروع مع المبادرات التي يعمل عليها المركز لتطوير قطاع الفضاء الإماراتي وتحويله لقطاع حيوي بالمنطقة.

وأوضح لـ «الرؤية»: تشمل بعض هذه المبادرات مخيمات مستكشف الفضاء، وتجارب انعدام الجاذبية للطلاب الصغار، وبرنامج أبحاث الفضاء للطلبة الجامعيين، وبرنامج منح للبحوث العلمية، بالإضافة إلى برنامج سفراء التعليم، والزيارات المدرسية لرواد الفضاء.



وأكد أن وجود الإمارات ضمن هذا السباق الدولي هو ترسيخ لمكانتها العالمية مع استمرار مواصلة جهودها لإثبات تفوقها وريادتها بمختلف القطاعات، ورسالة للمواطنين والأشقاء في العالم العربي مفادها أن الإيمان بالشباب والاستثمار في تطوير قدراتهم وإمكانياتهم هو الرهان الرابح لأي دولة، فلم يعد مجال استكشاف الفضاء حكراً على الدول الغربية، إذ أثبتت العقول العربية أنها مساهمة بالدرجة الأولى في أوساط المجتمعات الدولية والعلمية.


مصدر إلهام

وذكر المنصوري أن «مسبار الأمل» ومن قبله الرحلة التاريخية لرائد الفضاء هزاع المنصوري للمحطة الدولية، مصدر إلهام كبير للشباب وطلاب المدارس في الدولة والعالم العربي عموماً، ويحفّزهم للاتجاه نحو دراسة الفضاء والعلوم الأخرى المرتبطة به كالهندسة والعلوم الحيوية لقيادة عجلة الابتكار، وهو ما أظهرته نتائج المتقدمين للالتحاق ببرنامج الإمارات لرواد الفضاء على سبيل المثال الذي شهد إقبالًا كبيراً من المواطنين المهتمين بهذا القطاع، أما الأثر الأكبر لهذا المشروع فلن يظهر قبل مرور بضعة سنوات، كما حدث مع برنامج أبولو التي ظهرت ثماره على الساحة بعد إضافة تخصصي الفلك وعلوم الأرض إلى جانب الرياضيات والعلوم الهندسة والتكنولوجيا، ولن تقتصر منافع هذا المشروع على الشباب الإماراتي فقط بل ستشمل الشباب العربي ككل، وهو ما بدا جلياً في تقدم أكثر من 37 ألف شاب عربي لبرنامج «نوابغ الفضاء العربي» الذي تشرف عليه وكالة الإمارات للفضاء.

دراسة الكوكب الأحمر

وشرح المنصوري أن مسبار الأمل سيستغرق 7 أشهر حتى يصل لمدار المريخ، ومن ثم سيجري دراسة مناخ الكوكب الأحمر لمدة سنتين من سنوات الأرض، أما عملية استخلاص البيانات العلمية النهائية فستستغرق بعض الوقت بعد انتهاء المدة المقررة، على أن تتوافر الدفعة الأولى من البيانات بحلول شهر سبتمبر من العام القادم، إلا أن نتائج المهمة لن تظهر إلا بعد انتهائها بالكامل، فيما يتولى مركز البيانات العلمية الذي يُعد جزءاً من المحطة الأرضية الموجودة بالمركز التعامل مع المعلومات الواردة من المسبار.

وتابع «تولى الفريق العلمي للمشروع تطوير عدد من التقنيات والبرامج المتعلقة بتحليل البيانات الأولية المستخلصة من المهمة والواردة من المسبار، بالإضافة لبيانات أخرى سيتم توفيرها لفريق المشروع وللمجتمع العلمي الدولي، كما سيتولى فريق عمل مسبار الأمل دراسة هذه البيانات مع شركائنا الآخرين بقطاع الفضاء على مستوى عالمي، في إطار الشراكة الاستراتيجية الدولية مع وكالات الفضاء مثل ناسا والوكالة الأوروبية».

سباق الفضاء

وقال المنصوري إن وجود الإمارات ضمن الدول التسع المنضمة للسباق العالمي بقطاع الفضاء، هو فخر للإماراتيين ولكل العرب، باعتبار أن مسبار الأمل مشروع فريد من نوعه فيما يخص أهدافه العلمية الذي مثّل الإمارات كأول دولة عربية على الإطلاق تشارك بمهام استكشاف كوكب المريخ، وضمن الدول الثلاث لسباق استكشاف الفضاء الخارجي لهذا العام.

وتابع: يعتبر مشروع مسبار الأمل بمثابة إثبات لحضور الإمارات القوي بمجال استكشاف الفضاء على مستوى العالم، فعلى بالرغم من أن هذا قطاع يعتبر ناشئاً بالدولة، إلا أنها نجحت في تعزيز حضورها العالمي الذي جاء نتيجة لقوة العزيمة والإرادة التي تحلى بها فريق العمل، وما لاقاه الفريق من رعاية كاملة ودعم متنام من قبل القيادة الإماراتية التي تشد دوماً على عضدهم وتشجعهم ليقودوا مسيرة التنمية والبناء.

وأضاف: أرى أن وجود الإمارات في قطاع الفضاء هو إشارة قوية على أهمية التعاون الدولي ووسيلة لمواجهة التحديات العالمية، وتحقيق التقدم بوتيرة أسرع وفتح آفاق جديدة أمام البشرية، وتالياً تعزيز الأساس المعرفي لكوادرنا الوطنية من خلال مثل هذه الشراكات العالمية.

فريق العمل

وأكد رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء أن فريق العمل الإماراتي تألف من 200 مهندساً إماراتياً، وبمشاركة نسائية هي الأعلى عالمياً بنسبة 34% من فريق العمل، استطاعوا خلال 6 سنوات فقط أن يُنجزوا أكثر من 12 ألف مهمة عمل، وابتكار 200 تصميم تقني جديد خصيصاً لمسبار الأمل، بالإضافة الى 15 شراكة علمية مع جامعات ومراكز عالمية.

دولة اللامستحيل

وحول كيفية نجاح إطلاق مسبار الأمل وتحقيق الهدف خلال ستة أعوام قال المنصوري: الإمارات دولة اللامستحيل وهذا المشروع ما هو إلا تجسيد حقيقي لهذه المقولة، فنجاح إطلاق مسبار الأمل جاء نتيجة وجود بنية تحتية متينة تمتلكها الإمارات في مجال الفضاء، ممثلة في التقنيات الحديثة الموجودة في مركز محمد بن راشد للفضاء، ووجود بيئة مناسبة مهيئة لمهندسينا وعلمائنا من خلال التشريعات والقوانين المرنة التي سنتها وكالة الإمارات للفضاء، والتي جعلت هذا القطاع الأقوى والأفضل على مستوى المنطقة.

وأكد «لا شك أن ما توفره المؤسسات التعليمية من دراسات في قطاع الفضاء وعلومه وتفريعاته، كان له دور كبير في توفير المعرفة بهذا الشأن والتي أصبحت جزءاً من المناهج التعليمية في جامعات وكليات الدولة، أما خبرات التصنيع لهذا القطاع فجرى اكتسابها عبر العمل في مجال تصنيع وتشغيل الأقمار الاصطناعية، التي شكلت أساساً قوياً من الخبرات وكماً من المعرفة لدى المهندسين الإماراتيين بهذا المجال، وارتكز عليها المركز في تكوين نواة أساسية لخبرات التصنيع والتشغيل، وتحقيق الريادة فيها، ما وفر عناصر نجاح إطلاق مسبار الأمل، ذلك الإنجاز الذي جاء امتداداً لسنوات من العمل المتواصل، مبيناُ: كل هذه العوامل مكّنت فريق العمل لدينا من إطلاق المسبار باستخدام أحدث التقنيات، في 6 سنوات وهي فترة تقارب نصف المعدل العالمي لتطوير مثل هذه المشاريع المقدر بـ 10 سنوات.

وعن دور وكالة الإمارات للفضاء في هذا الملف أكد «في الوقت الذي نفذ فيه فريق المركز مراحل تصميم وتطوير وإرسال مسبار الأمل للفضاء، تمثل دور الوكالة في دعم المهمة، والإشراف على الإجراءات والتفاصيل اللازمة لتنفيذ هذا المشروع، وسن القوانين والتشريعات التي تجعل من هذا المشروع وكل المشاريع المستقبلية ناجحة، موضحاً: تابع العالم تجربة الإمارات كأول دولة عربية تهدف إلى استكشاف أجواء الكوكب الأحمر.