الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الصحة والتعليم ركيزتا المساعدات الإنسانية الإماراتية للبنان

الصحة والتعليم ركيزتا المساعدات الإنسانية الإماراتية للبنان
«إعمار لبنان هو إعمار الإمارات وكل الدول العربية».. جملة قالها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قبل نحو 27 عاماً وتحديداً حين دعا إلى إعادة إعمار لبنان عام 1993 بعد انتهاء الحرب الأهلية، لتبقى هذه الجملة حتى اليوم توجهاً ونهجاً لدولة الإمارات بالوقوف مع الشقيقة لبنان في مختلف الظروف.

وخلال السنوات الماضية ركزت المساعدات الإماراتية في لبنان على الشأنين الصحي والتعليمي باعتبارهما أولوية مطلقة وركيزة أساسية من ركائز بناء المجتمعات كما تم تضمين القطاعين في خطط المساعدات المستقبلية.

ولم تكن توجيهات القيادة الرشيدة ـ ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتحرك فوري لتقديم مساعدات عاجلة إلى لبنان في إطار التضامن مع الشعب اللبناني الشقيق خلال المحنة التي ألمّت به جراء الانفجارات العنيفة التي شهدتها العاصمة بيروت ـ هي الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل انتهاج الإمارات أجندة إنسانية معلنة لدعم شعوب العالم أجمع وخصوصاً المتضررة من النكبات والكوارث.



وعملت الإمارات في هذا الإطار على تقديم مساعدات طبية عاجلة إلى لبنان تشمل أدوية وإمدادات طبية بهدف التخفيف من آثار الحادث الأليم، حيث تم إرسال نحو 30 طناً من الإمدادات الطبية تم شحنها من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، كما ساهمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من انفجار مرفأ بيروت في لبنان، حيث وصلت إلى العاصمة اللبنانية طائرة إماراتية تحمل على متنها 40 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية، إضافة إلى مكملات غذائية للأطفال.

وشكلت السفارة الإماراتية في بيروت منصة تنسيقية بين المساعدات الإماراتية والجهات الخيرية من ناحية وأولويات المساعدات في لبنان من ناحية ثانية، حيث تشكل الأولويات الإنسانية محور عمل سفارة الإمارات العربية المتحدة في بيروت منذ إنشاء «ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية» ووفق خطة ورؤية هدفها تقديم المساعدة للبنانيين والسوريين والفلسطينيين دون تمييز للعرق أو الدين أو الجنس.

كما وجهت حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، مساعد سمو رئيس الهيئة للشؤون النسائية، رئيسة اللجنة العليا لمبادرة عطايا، بتخصيص 5 ملايين درهم، من ريع الدورة التاسعة لمعرض عطايا التي نظمت مطلع هذا العام، لعلاج الأطفال المصابين من جراء انفجار مرفأ بيروت مؤخرا.

وبالإضافة إلى ذلك، أعلن رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ورئيس مجلس أمناء جامعة محمد الخامس أبوظبي الدكتور حمدان مسلم المزروعي وأسرته عن تبرعهم بمليون درهم لتوفير الاحتياجات الانسانية للمتأثيرن من الانفجار .

دعم المؤسسات التربوية

وانصبت جهود الإمارات على دعم المؤسسات التربوية والتعليمية والأكاديمية وتوفير المساعدة للقطاعات الطبية الاستشفائية، ومنها «مركز الشيخ زايد للرعاية الصحية» في جامعة بيروت العربية والذي يوفر الخدمات لطلاب كلية الطب إلى جانب 100 مريض يومياً.



كما أشرفت السفارة الإماراتية في بيروت على تخريج 1000 طالب خضعوا لدورة «اقرأ» لمحو الأمية بهبة من «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، بفضل الجهات والمؤسسات الإماراتية المانحة ومنها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، الهلال الأحمر الإماراتي، جمعية الشارقة الخيرية، مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية.

وكانت السفارة الإماراتية في لبنان أطلقت «المشروع الإماراتي للعودة إلى المدارس 2019» وهو يستكمل للعام الثاني على التوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان بهدف توزيع 10 آلاف حقيبة مدرسية مع لوازم القرطاسية إلى أكثر من 24 مدرسة رسمية في مختلف المناطق اللبنانية.

ومع بداية فصل الشتاء كل عام تأتي «حملة الاستجابة الإماراتية للنازحين السوريين» في لبنان والتي تستمر كل عام وقد استطاعت أن تقدم المساعدات في عام 2019 على سبيل المثال لما يقارب الـ1.000.000 شخص، وبعدها كانت حملة صائم رمضان وكسوة العيد وغيرها من الحملات الموسمية.

نشر التسامح

كما أن الدور الذي تقوم به سفارة الإمارات في بيروت يشمل أيضاً توعية الجيل الناشئ والشباب عبر جلسات نقاش وحوار هدفها التركيز على الوسطية ونشر رسالة التسامح التي تنشط فيها الإمارات خاصة بعد الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر أحمد الطيب والتي نتج عنها توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي وباتت اليوم مرجعاً روحياً يؤكد على صواب الرؤية التي تنتهجها الإمارات للتقارب والتعايش بين مختلف الأديان والثقافات وهذا ترجمة الإمارات عملياً من خلال وجود أكثر من 220 جنسية على أراضيها.



ونفذت السفارة عدة جلسات حوار وندوات تثقيفية في عدد من المناطق واستهدفت مختلف الطوائف، وسلطت الضوء على جوهر الأديان الحقيقي بعيداً عن التشدد والغلوّ وركزت على القيم المشتركة التي تسهم في خير البشرية جمعاء.

المشاريع التنموية

وتتعاون «ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية» مع رئاسة مجلس الوزراء والوزارات المعنية لا سيما وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الدولة لشؤون النازحين وغيرها من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني المرخصة من قبل وزارة الداخلية والبلديات من الجانب اللبناني، أما الجهات والمؤسسات الإماراتية فهي على اختلافها تدعم مشاريع لبنان التنموية والخيرية.

وكان لمؤسسة «خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» حصة وازنة من هذه المشاريع خاصة في «حملة الشتاء» بتوجهيات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، دون أن نغفل دور مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، الهلال الأحمر الإماراتي، جمعية الشارقة الخيرية، مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الأعمال الخيرية والإنسانية وجمعية دار البر.

وفي عام 2019 تم تنفيذ مشروع الوجبات الساخنة، ضمن حملة «المشروع الإماراتي لإفطار صائم رمضان 2019» حيث كانت هناك فكرة مبتكرة تقوم على «إفطارات المطبخ المتنقل» وهي عبارة عن حافلة تجول في مختلف المناطق اللبنانية وتوزع الوجبات على الصائمين طوال شهر رمضان، وقد استفاد منها 37500 شخص من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين بدعم من «الهلال الأحمر الإماراتي».

وحرصت سفارة الإمارات في لبنان على أن تعد نساء أرامل هذه الوجبات من خلال مطابخ مؤهلة وتلتزم المعايير الأساسية من النظافة والجودة وهي كلها تتبع لهيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في دار الفتوى، حيث شملت حصصاً غذائية ووجبات ساخنة وإفطارات يومية ومتنقلة جابت مختلف المناطق ووصلت لأكبر عدد من المؤسسات أو الدور المحتاجة وذلك لمشاركة الجميع متعة شهر الخير والبركة، ومنها دار العجزة الإسلامية ودار الأيتام الإسلامية ومؤسسات محمد خالد للرعاية الاجتماعية وجمعية سنابل النور.

علاقة متجذرة

وافتتحت الإمارات «البيت الإماراتي ـ اللبناني» الذي تم افتتاحه في البترون بدعم من الجالية اللبنانية في الإمارات ليكون خير شاهد على تاريخية العلاقات الإماراتية ـ اللبنانية خاصة أن الجالية اللبنانية في الإمارات كان لها بصمة واضحة في بناء وطننا.

وتعتبر العلاقات بين الإمارات ولبنان متجذرة وتاريخية، حيث وقفت الإمارات إلى جانب لبنان في أحلك ظروفه وساعدته في عملية إعادة الإعمار، والجميع يعرف الجهود التي بذلها الشيخ زايد «طيب الله ثراه» لإنهاء الحرب الأهلية في لبنان عبر الدعوة لتشكيل اللجنة الرباعية، وهو كان أكبر داعم للبنان وشعبه وافتتح سفارة للإمارات في بيروت بعد مصر لتكون الثانية ضمن بعثاتنا الدبلوماسية شاهداً ودليلاً على محورية هذه العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين.

حالات إنسانية

وتعددت الحالات الإنسانية التي عملت عليها السفارة الإماراتية في بيروت، ومنها الاستجابة بشكل فوري وعاجل للشابة «ريتا الحجار» وهي من «أصحاب الهمم» حيث أمّنت لها منزلاً ووفرت لها احتياجاتها بتوجيهات من «لجنة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص» في الإمارات، وحظي هذا العمل بمتابعة محلية وعالمية ونقلته كل وسائل الإعلام.

كما تمت المساهمة في إنقاذ حياة الطفلة السورية «سدن محيمد» عبر إجراء عملية زرع الكبد لها في الهند، عدا عن زرع أطراف اصطناعية وتركيب أجهزة خاصة للسير ومعالجة أطفال كما في حالتي «مروى وصفا الظاهر».