الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

3 مؤشرات و7 إجراءات مطلوبة لاستئناف صلاة الجمعة في ظل كورونا

توقع أطباء 3 مؤشرات صحية و7 ضوابط يمكن في حال الوصول إليها العودة لاستئناف صلاة الجمعة مجدداً إلى جانب دراسة الجهات المسؤولة في الدولة لهذا الأمر بشكل يضمن المصلحة العامة، مؤكدين أن صلاة الجمعة تختلف عن الجماعة، لما تتسم به من الزحام الشديد ورغبة الجميع في أدائها والمصافحة والتقارب الجسدي.

وأوضحوا أن المؤشرات التي تنبئ بإمكانية العودة الآمنة إلى صلاة الجمعة هي استمرار انخفاض أعداد الإصابات وانحسار حالات الوفاة، وتناقص أعداد المصابين الذين تتطلب حالتهم رعاية خاصة، بينما تتشابه ضوابط العودة مع الإجراءات المتبعة حالياً في صلوات الجماعة.

وأشار الأطباء إلى أن الإجراءات الوقائية اللازمة لعودة صلاة الجمعة تتمثل في: الوضوء بالمنزل، وإحضار سجادة الصلاة، ولبس الكمامة، وتعقيم اليدين قبل الدخول وبعد الخروج، وعدم المصافحة، وترك مسافة لا تقل عن متر بين كل مصلٍ وآخر، وعدم حضور أصحاب الأمراض التي قد تسبب لهم مخاطر كبيرة على حياتهم في حال إصابتهم بكورونا.

تفضيل الجمعة على الجماعة

من جهة أخرى، قال مصدر رفيع المستوى في جهة معنية بالشؤون الإسلامية بالدولة، رفض نشر اسمه، إن تطبيق الإجراءات الاحترازية المتبعة في صلوات الجماعة، التي تم فتح المساجد لها أخيراً، في صلاة الجمعة، من شأنه الحفاظ على صحة المجتمع وأداء الصلاة بأمان دون الخوف من مشكلات صحية.

وأضاف أن خطبة الجمعة يجب ألا تزيد على 10 دقائق، مع ترك مسافة لا تقل عن متر بين كل مصلٍ وآخر، مشيراً إلى أنه، كرجل دين، يفضل فتح صلاة الجمعة أكثر من الجماعة، لأن الجمعة فريضة تُكمل أركان الإسلام، أما الجماعة في الصلوات الخمسة فليست فريضة، ويمكن أداؤها بشكل فردي في المنزل.

ولفت إلى أن الأمور الصحية في الوقت الحالي مطمئنة، وانخفضت الإصابات، كما أن المصلين يتبعون الإجراءات الاحترازية بارتداء الكمامات والحضور إلى المسجد متوضئين ومعهم سجاداتهم الخاصة، مع توفير سجادات بلاستيكية في المساجد، وهي أمور تتيح السماح بإقامة صلاة الجمعة خلال الفترة المقبلة.

تناوب

وقال استشاري الصحة العامة الدكتور منصور حبيب، إن أهم الإجراءات الوقائية في صلاة الجمعة هي عدم المصافحة، فمن الممكن أن يلتزم المصلون بإجراءات التباعد الجسدي لكن قد يحدث تهاون في إجراءات المصافحة، مع ضرورة أن يكون العدد محدوداً، ويجب أن يتعاون المسلمون بالتناوب، عبر إعطاء الفرصة لبعضهم البعض بصلاة الجمعة، فمن صلى هذه الجمعة عليه ألا يذهب إلى المسجد في الجمعة المقبلة ليفسح المجال لأخيه المسلم المشتاق للصلاة أن يؤدي الجمعة.

وأوضح أن الإشكالية الأكبر في صلاة الجمعة هي سرعة انتشار الفيروس بسبب الازدحام الشديد، فصلاة الجمعة تجمّع تصعب السيطرة عليه، فإذا لم يجد المصلون مكاناً داخل المسجد سيصلون خارجه في الشوارع، وهنا تزداد فرص التقارب الجسدي، مشيراً إلى أن عودة صلاة الجمعة في المرحلة المقبلة أمر يجب دراسته بكل مخاطره الصحية، لأننا مقبلون على أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر التي تنتشر بها الإنفلونزا الموسمية التي يمكن قراءتها خطأ على أنها كورونا.

وتطرّق حبيب إلى أن أهم المؤشرات الصحية التي يمكن عندها القول إن صلاة الجمعة من الممكن أن تعود بأمان هي: استمرار انخفاض أعداد الإصابات لمدة شهر كاملاً، وانحسار حالات الوفاة، وانخفاض أعداد المصابين الذين يدخلون الرعاية المركزة.

كثافة الحضور

بدوره، أبان استشاري طب الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع الدكتور عادل سجواني، أن الفرق الوحيد بين الصلاة العادية وصلاة الجمعة هي كثافة الحضور، حيث يحضر المصلون بكثرة إلى صلاة الجمعة، وهو ما يسبب الزحام الشديد حتى خارج المساجد، وهي مشكلة لا يمكن السيطرة عليها ولها عواقب صحية كبيرة.

وذكر أن استئناف صلاة الجمعة سيسبب مشكلة عند مداخل المساجد من تكدس وارتفاع الأصوات المطالبة بالدخول عند امتلاء السعة الاستيعابية للمسجد، وقد يصل الأمر إلى المشاجرات، خصوصاً أنه من الصعب منع دخول كبار السن أو التعامل معهم بشكل أمني صارم.

وأوضح أن صلاة الجمعة حتماً ستعود، ولكن يجب توافر شروط بعينها، منها انخفاض عدد الإصابات واكتشاف أدوية ولقاحات للفيروس، والتأكد من التزام المصلين، لافتاً إلى أنه ليس من المنطقي المطالبة باستئناف صلاة الجمعة في ظل معاودة أعداد حالات الإصابة الارتفاع بسبب التقارب والتزاور في المنازل.

فئات عالية المخاطر

وقال المتحدث باسم جمعية الإمارات للصحة العامة الدكتور سيف درويش، إنه يمكن النظر في إمكانية استئناف صلاة الجمعة مجدداً خلال الفترة المقبلة وفق ضوابط صحية قابلة للتطبيق في ظل كثافة الأعداد التي تذهب للمساجد في هذا اليوم.

وحدد درويش فئات من المصلين يجب أن تمتنع عن الذهاب إلى المسجد، لأنها لو أصيبت بكورونا فهناك احتمالية لتعرضها لمخاطر صحية كبيرة وتشمل أصحاب الأعمار فوق 60 سنة، المدخنين، أصحاب أمراض القلب والأوعية الدموية، مرضى السكري، مرضى ارتفاع ضغط الدم، من يعانون السمنة (مؤشر كتلة الجسم لديهم أكبر من 30)، مرضى نقص المناعة أو تثبيط المناعة (الإيدز - العلاج بالستيرويد طويل الأمد، حالات ما بعد زراعة الأعضاء، من يتعاطون العلاج الكيميائي، من يتناولون العلاج المناعي)، وأصحاب الأمراض الرئوية (الربو غير المنضبط، مرض الانسداد الرئوي المزمن، توسع القصبات)، وأصحاب الأمراض المزمنة الأخرى مثل أمراض الكلى المزمنة وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وفقر الدم المنجلي وغيرها.