الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

مدارس تخصص خطاً ساخناً لاستشارات «كورونا».. واختبارات في معلومات الطلبة عن الجائحة

مدارس تخصص خطاً ساخناً لاستشارات «كورونا».. واختبارات في معلومات الطلبة عن الجائحة
كشفت مدارس خاصة عن تخصيص خطوط هاتفية مجانية تقدم الاستشارات والدعم النفسي للطلبة الذين يواجهون حالات القلق والتوتر وفقدان الثقة بالنفس والعزلة الناتجة عن تبعات انتشار فيروس «كورونا المستجد»، وغيرها من الأسئلة.

وأوضحت أن هذه الخدمة تم توسيع نطاقها بحيث جرى العمل على زيادة عدد الاختصاصيين الاجتماعيين والمرشدين النفسيين للتناوب على خطوط الاستشارات الهاتفية التي تعمل لأكثر من 8 ساعات يومياً.

ولفتت المدارس إلى أنه من منطلق إيمانها بضرورة أن ترافق الخدمات النفسية توعية مستمرة خصصت حصصاً دراسية لإرشاد الطلبة حول فيروس «كوفيد-19»، وأساليب الوقاية منه عبر اتباع التدابير الاحترازية سواء بالمدرسة أو البيت أو أي مكان يمكن أن يتواجد فيه الطالب، وهذه التعليمات يجري شرحها لهم بوسائل تعليمية مبتكرة لترسيخها بأذهانهم، عبر الاستعانة بالرسوم المتحركة والملصقات ثلاثية الأبعاد، بينما خصصت لها 20% من درجات السلوك العام للاختبار بهذه المعلومات.


اضطرابات نفسية وعصبية


وقالت نورا أحمد (مسؤولة شؤون طلبة بإحدى مدارس الشارقة الخاصة) إن اللجان ذات الاختصاص بالمدرسة قررت تخصيص خطوط استشارات نفسية تعمل من الساعة الثامنة صباحاً حتى السادسة مساء يومياً بما فيها عطل نهاية الأسبوع يتناوب بالعمل عليها 3 من المختصين الذين يقدمون خدمات مجانية للاستشارات النفسية عن بعد للطلبة وذويهم تتعلق بالتعامل الأمثل مع الظروف الراهنة وهي التعايش مع أزمة «كورونا».

وبينت أن هذه الخدمة تقدمها المدرسة لطلبتها المسجلين في جميع الأنظمة التعليمية المختلفة سواء الواقعية أو عن بعد، لا سيما أن فيروس «كورونا» حول العالم، تسبب في ظهور أعراض نفسية، على الأطفال والكبار مثل التوتر والقلق والوسواس والإحباط واضطرابات في المزاج والعصبية وعدم السيطرة على الأفعال، والتي قد تؤدي إلى توجه طلبة المدارس للسلوك العدواني تجاه زملائهم.

وأضافت أحمد: «توجهت معظم الأسر خلال فترة تقييد الحركة وبقائهم مع أطفالهم في المنازل إلى الاعتماد على الألعاب الإلكترونية معظم ساعات اليوم، ما ولّد لديهم سلوكيات سلبية عدة مثل العنف والتنمر واضطرابات في النوم وكذلك العزلة وعدم التركيز، لذا فإن وجود خطوط هاتفية للاستشارات النفسية أضحى مطلباً ملحاً في مثل هذه الظروف».

درجات السلوك

وذكر أحمد فؤاد (مشرف إداري على طلبة الحلقة الثانية بنين بإحدى مدارس عجمان الخاصة) أن إدارة المدرسة حرصت منذ بدء العام الدراسي على تخصيص حصة واحدة ضمن الجدول اليومي يتم من خلالها تعريف الطلبة بفيروس كوفيد-19 وطرق التعامل معه وأساليب الوقاية منه عبر اتباع التدابير الوقائية سواء في المدرسة أو البيت أو أي مكان يمكن أن يتواجد فيه الطالب من خلال التعقيم المستمر لليدين وارتداء الكمامات وترك مسافة بين الآخرين وعدم التواجد بالأماكن المزدحمة، لافتاً إلى أن هذه التعليمات يجري شرحها للطلبة عبر وسائل تعليمية مبتكرة مثل الرسوم المتحركة والألعاب المجسمة والملصقات ثلاثية الأبعاد لترسيخ الفكرة في أذهانهم.

وتابع: «بعد ذلك يخضع الطلبة لاختبارات نظرية وتطبيقية حول معلومات «كورونا» التي تم شرحها لهم سابقاً، فيما خصصت إدارة المدرسة 20% من درجات السلوك العام للطالب للاختبار في هذه المعلومات، ففي حال لم يتمكن الطالب من اجتياز هذه الاختبارات تخصم النسبة المشار إليها من درجاته، بينما تأتي هذه الإرشادات بالتزامن مع تخصيص بعض المدارس خطوطاً هاتفية للاستشارات النفسية للطلبة لتجنب وجود تراكمات نفسية جراء أزمة كورونا قد تؤثر سلباً على المستوى التعليمي للطلبة».

تفاعل اجتماعي



وأكد عبدالعليم محمود (إداري بمدرسة خاصة بدبي):«في إطار حرص الإدارة على استمرار تواصل المدرسة مع ذوي الطلبة خصصت لكل مشرف هاتف نقال لتلقي الشكاوى والملاحظات والتعامل معها بالطرق المثلى عبر تحويلها للموظفين المعنيين بالمدرسة لاتخاذ الإجراء المناسب بخصوصها، إلا أنه مع بدء أزمة «كورونا» واعتماد نظام «التعليم عن بعد» واعتماد الاتصالات الهاتفية وسيلة للتواصل، فضلت إدارة المدرسة تعزيز خدمة التواصل الهاتفي مع الطلبة وأسرهم عبر توسيع نطاق خدمة الاستشارات النفسية بواسطة الاختصاصيين الاجتماعيين بالمدرسة كونهم مؤهلين لهذه المهمة، أما دورهم فيتمثل في استقبال المكالمات والتعامل معها بالطرق المناسبة عبر توجيه الإرشاد النفسي للطالب، وتأهيله في حال احتاج لذلك.

وأضاف: «من الأمور التي وضعت في الحسبان خلال الظروف الراهنة تعزيز ثقة الطلبة بأنفسهم بالتعاون مع الأسر التي يجب أن يكون لها دور فاعل في تقديم الدعم المعنوي لأبنائها، لا سيما أن بقاءهم في منازلهم لأكثر من 3 أشهر أثناء تقييد الحركة أفقدهم التفاعل الاجتماعي وجعلهم يميلون للعزلة».

تبعات كورونا

ورأت عبير محمد (إدارية في مدرسة الشارقة الخاصة) أن مراعاة الجانب النفسي للطلبة خلال الفترة الحالية يسهم في تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي لهم، وفي خلق التوازن في البيئة التعليمية، وهذا ما وضعته بعض المدارس على رأس أجندتها، إذ استحدثت خدمة الاستشارات النفسية للطلبة في كافة المراحل التعليمية عبر تخصيص اختصاصيين اجتماعيين ومرشدين نفسيين، للحد من تبعات «كورونا» مثل القلق والإحباط وتشجيعهم على تحقيق التفوق الدراسي والبعد عن الأفكار والمعتقدات التي تؤدي للعزلة وفقدان الثقة بالنفس.

وشددت على أن الخدمات النفسية للطلبة لا بد أن ترافقها متابعة لاحقة إلى جانب توعيتهم حول ماهية فيروس كورونا المستجد، وتبصيرهم بطرق تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من انتشاره أثناء وجودهم في المدرسة، عبر تخصيص ورش شرح مباشرة ومرئية لتحفيزهم على تطبيق كافة التدابير، ومعاقبة غير الملتزمين منهم بخصم درجات من السلوك الطلابي.

خط ساخن

ودشنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع خطاً هاتفياً ساخناً لتقديم الاستشارات والدعم النفسي لحالات القلق والتوتر المصاحبة لفيروس كورونا المستجد، وإتاحة الفرصة للراغبين في التحدث إلى المختصين في المجال النفسي بالوزارة.