الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

مدارس حكومية تسمح للمعلمات الأمهات بالعمل بـ«التناوب» و«الجزئي»

مدارس حكومية تسمح للمعلمات الأمهات بالعمل بـ«التناوب» و«الجزئي»
منحت مدارس حكومية للأمهات المعلمات والإداريات تسهيلات في الدوام تتيح لهن بشكل جزئي متابعة أطفالهن الذين يدرسون وفق نموذج التعلم عن بعد الذي يتطلب وجودهن مع أبنائهن طلبة الحلقتين الأولى والثانية، إذ اعتمدت جداول دوام مرنة تتناسب مع الحصص المرئية لأبنائهن، بينما قسّمت هذه الجداول على مجموعات بحيث تكون أيام الدوام بالتناوب ولا تزيد على 3 أيام بالأسبوع لكل موظفة.

فيما طبقت بعض المدارس نظام الدوام الجزئي الذي يتيح للمعلمات والإداريات الانصراف من العمل فور إنجاز مهامهن الوظيفية، بينما أكدت وزارة التربية والتعليم أنها فوضت مديري النطاق لمتابعة القرارات التي تصدرها إدارات المدارس الإماراتية بشأن تسهيلات العمل، ومنحت الأمهات اللواتي لديهن أبناء دون الصف السادس الابتدائي للعمل عن بعد، خلال الشهر الأول من الدراسة.

دوام بالتناوب


وأكدت مديرة شؤون الطلبة بإحدى المدارس الإماراتية غالية عبدالله أن الإدارة اعتمدت جدول دوام مرن للمعلمات والإداريات يتناسب مع الظروف الراهنة لأزمة كورونا واختيار معظم الأسر لــ «التعلم عن بعد» لأبنائهم، إذ قسمت هذه الجداول على مجموعات بحيث تكون أيام الدوام بالتناوب ولا يزيد مجموعها لكل موظفة على 3 أيام بالأسبوع، الأمر الذي سيمكنهن من متابعة أطفالهن بشكل جزئي خلال التعلم عن بعد الذي يتطلب وجود أولياء الأمور مع أبنائهم طلبة الحلقتين الأولى والثانية لا سيما خلال الأسابيع الأولى حتى يندمجوا مع المتغيرات التي تمثلت في وجود معلمين جدد وتغيير نمط الشرح في الحصص المرئية وغيرها من الأنظمة الأخرى.


وناشدت الجهات المعنية بإصدار ضوابط واشتراطات لتنظيم عمل الإداريات والمعلمات بالمدارس، أسوة بالقرارات التي شملت الأمهات الموظفات في الحكومة الاتحادية عن بعد، ممن يتابعن تعليم أبنائهن طلبة المرحلة الدراسية من الصف السادس الابتدائي فما دون، ورأت أن تحويل عمل المعلمات سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة إلى نظام الدوام بالتناوب خلال أيام الأسبوع، سيسهل عليهن متابعة أبنائهن الطلبة الذين تكون جداول حصصهم المرئية خلال الفترة الصباحية، ويحتاجون لمتابعة مستمرة كونهم يواجهون تحديات عدة أبرزها عدم القدرة على تشغيل النظام الإلكتروني وحدهم وفي حال حدوث عطل بشبكة الإنترنت فالطالب في تلك المراحل لا يجيد حسن التصرف ويحسب متغيباً في حال عدم تسجيل اسمه ضمن الحضور.

فرص التعليم

وقالت الإدارية في إحدى المدارس الإماراتية بالشارقة مهرة الكعبي إن التعميم الذي أصدرته الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، المتعلق بدعم المتطلبات الوظيفية للأمهات العاملات في الحكومة الاتحادية، لمتابعة المسيرة التعليمية لأبنائهن، لم يشمل الأمهات بالكادرين الإداري والفني بالمدارس وكذلك المعلمات، الأمر الذي تسبب في إهمالهن لأطفالهن وتركهم وحدهم في البيوت مع الخادمات، ما سيؤثر سلباً في مستواهم الدراسي.

وشددت على ضرورة أن تخصص إدارات المدارس فترة بعد الظهر للحصص المرئية للطلبة في الحلقتين الأولى والثانية، حتى تتمكن الأمهات المعلمات وإداريات المدارس من متابعة أبنائهن أثناء التعلم بعد انتهاء ساعات دوامهن، لافتة إلى أهمية تطبيق نظام الدوام المرن لهذه الفئة خلال أوقات دراسة الأبناء فمواعيد ساعات عملهن الصباحية تعتبر من أكبر التحديات التي تواجههن كونها تتصادف مع حصص أبنائهن، بينما يتطلب التعلم عن بعد وجودهن مع أبنائهن لا سيما صغار السن الذين يدرسون في رياض الأطفال والحلقتين الأولى والثانية، الأمر الذي سيحرم أطفالهن من الحصول على فرص التعليم مقارنة بغيرهم من أبناء الأمهات من غير العاملات.

عمل جزئي



وأفادت المعلمة عبير حمدان بأن وزارة التربية والتعليم أرسلت مع أول يوم من العام الدراسي الجديد لجميع الهيئات التعليمية والفنية والإدارية بالمدارس الإماراتية عبر هواتفهم النقالة استبياناً عبر رابط إلكتروني حول اختيار نوع الدوام المناسب لهم في ظل الظروف الراهنة المتعلقة بأزمة «كورونا»، إلا أنه لم تصدر أي قرارات بخصوص تقديم تسهيلات للأمهات الإداريات والمعلمات ليتمكنّ من تحقيق الموازنة بين واجباتهن المهنية والأسرية.

وقالت إن الإدارة وزعت حصص التعليم عن بعد على المعلمات بالتناوب، كون هذه الحصص لا تتطلب حضورهن للمدرسة إذ يمكنهن شرحها للطلبة وهن في بيوتهن ما يتيح لهن متابعة حصص ودروس أبنائهن المسجلين بنفس نموذج التعليم، كذلك طبقت نظام الدوام الجزئي الذي يتيح للمعلمات والإداريات الانصراف من العمل بعد إنجاز مهامهن الوظيفية دون الالتزام بوقت محدد.

وأوضحت أن وجود الأمهات مع أبنائهن الطلبة مطلب ملحٌّ لضمان انتظامهم في حضور حصص التعلم عن بعد والانتقال بسلاسة بين الدروس وأهمية التركيز، فهذا النظام في التعلم طبق في بدايته بالفصل الدراسي من العام الماضي وكانت الأمهات الموظفات في ذلك الوقت يعملن عن بعد.

مستويات الإنتاجية

وذكرت وزارة التربية والتعليم أنها وفرت كل السبل للأمهات المعلمات والإداريات بالمدارس بما يضمن تحقيق تحصيل علمي عال للطلبة في ظل الظروف الاستثنائية للوضع الراهن ويدعم استقرار الأم الموظفة ويرفع مستويات الإنتاجية والعطاء لديها على الصعيدين الأسري والوظيفي، مشيرة إلى أنها فوضت مديري النطاق للموافقة على القرارات التي تصدرها إدارات المدارس الإماراتية بشأن تسهيلات في العمل مثل توزيع مهام الإداريات على مجموعات بحيث يكون الدوام بينهن بالتناوب خلال أيام الأسبوع، علاوة على منح الأمهات اللواتي لديهن أبناء دون الصف السادس الابتدائي للعمل عن بعد، خلال الشهر الأول من بدء العام الدراسي، إلى جانب السماح للمعلمات ممن ينجزن حصصهن الدراسية بالعودة لبيوتهن.

وتابعت «أما الإداريات أو المعلمات الأمهات اللواتي لديهن أطفال من ذوي الهمم فيسمح لهن بالعمل عن بعد بشكل مستمر خلال الظروف الراهنة».

توازن المتطلبات

من جانبها، أصدرت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، تعميماً خاصاً بشأن دعم التوازن بين المتطلبات الوظيفية للأمهات العاملات بالحكومة الاتحادية، من جهة، ومتابعة المسيرة التعليمية لأبنائهن من جهة أخرى، خلال العام الدراسي الجديد، عبر تنظيم مسألة عمل الأمهات الموظفات في الحكومة الاتحادية عن بعد، ممن يتابعن تعليم أبنائهن طلبة المرحلة الدراسية من الصف السادس الابتدائي فما دون، أو من لديهن أطفال من أصحاب الهمم.

وأصدرت دائرة الموارد البشرية بالشارقة قراراً بمنح إجازة استثنائية وهي الأسبوع الأول من العام الدراسي الحالي للموظفات ممن لديهن أبناء في المراحل الدراسية من الصف التاسع فما دون، وتطبيق نظام العمل عن بعد، خطوات تنسجم مع النهج المرن الذي اتبعته حكومة الشارقة منذ بداية أزمة كورونا.