الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مسؤولون وأطباء: 5 إيجابيات للاستخدام الطارئ للقاح كورونا في الإمارات

مسؤولون وأطباء: 5 إيجابيات للاستخدام الطارئ للقاح كورونا في الإمارات
حدَّد مسؤولون في القطاع الصحي ومتخصصون 5 إيجابيات تترتب على الاستخدام الطارئ للقاح «كوفيد-19» في الإمارات.

وبيّنوا أن إعطاء اللقاح لخط الدفاع الأول يسهم في تأكيد أمان اللقاح، وتوسيع شريحة الخاضعين للاختبار بغية تسريع اعتماده، وتجريب اللقاح في ظروف الدولة بطبيعتها الجينية ومكوناتها لمعرفة مدى مناسبته للمناعات المختلفة، إلى جانب تدريب الأطقم الطبية على استخدام اللقاح والتنبؤ بأعراضه، وحماية الأطقم الطبية وجميع أبطال خط الدفاع الأول وعدم استنزافهم.

وقالت كبيرة الاستشاريين في مدينة الشيخ خليفة الطبية ورئيسة اللجنة الوطنية لإدارة حالات «كوفيد-19» في الدولة الدكتورة نوال الكعبي لـ«الرؤية»، إن التطعيم نجح في المرحلة الأولى والثانية ويتبقى التأكد من فعاليته في المرحلة الثالثة وهو أمر يستغرق بعض الوقت.

وأكدت أن استخدام اللقاح بتصريح طوارئ يساعد في حماية خط الدفاع الأول الأكثر عرضة للإصابة بالمرض لأنهم على خط التماس اليومي مع مرضى كورونا، مشيرة إلى متابعة أفراد خط الدفاع الأول الذين سيأخذون اللقاح لتقييم فعاليته والآثار والأعراض إن وجدت.




وذكرت الكعبي أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع بصدد تجهيز قائمة بفئات خط الدفاع الأول الذين سيعطَون اللقاح، بالتنسيق مع الدوائر والهيئات الصحية بالدولة، لافتة إلى أن تصريح استخدام اللقاح للطوارئ يصدر من الوزارة لأنها الجهة المحلية المنظمة للشؤون الصحية والطبية بالدولة، دون الحاجة إلى تصريح من منظمات دولية.

وأوضحت أن هناك فئات من أفراد خط الدفاع الأول لن تعطى اللقاح وهم: أصحاب الأمراض المزمنة، وحاملو الأمراض التي تسبب نقص المناعة (السرطان مثلاً)، والسيدات الحوامل، لأن اللقاح في مراحله الحالية يستهدف الأشخاص الأصحاء فقط والذين لم يصابوا من قبل بـ«كوفيد-19»، وهي الشروط نفسها التي وضعتها الجهات الصحية لقبول المتطوعين في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للتطعيم.

وتوقّعت الكعبي، التي تُعد من أهم الشخصيات في إدارة حالات كورونا إلى جانب مسؤوليتها عن إدارة ملف اللقاح، الوصول إلى «صورة أوضح لفعالية اللقاح الإماراتي» قبل نهاية العام الجاري، لكنها لم تحدد الموعد المتوقع لبدء استخدام اللقاح لجميع السكان، مشيرة إلى بدء تطعيم عناصر خط الدفاع الأول عند تجهيز العيادات في كل إمارة.

لا حاجة لموافقة «الدواء الأمريكية»

وذكر أستاذ الكيمياء الدوائية الدكتور محمود شيحة أن اللقاح يُستخدم تحت التجربة، وإذا ظهرت أعراض أو آثار جانبية خطيرة لدى بعض الحالات، فسيتم وقفه لفترة معينة، لحين دراسة تلك الحالات ومعرفة الأسباب، مثلما حدث في لقاح أكسفورد، مبيناً أن الاستخدام الطارئ لا يتطلب الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وأن من يأخذون اللقاح يوقّعون على إقرارات تؤكد معرفتهم ومسؤوليتهم، وأنهم يدركون أنه لقاح تحت التجربة، وفقاً لسياسات التجارب السريرية.

وأوضح شيحة أن إيجابيات إعلان الإمارات الاستخدام الطارئ للقاح تتمثل في: تسريع الاعتماد من خلال توسيع شريحة الخاضعين للاختبار، وهو ما يعطي نسبة أمان أكبر وزيادة التأكد من الفعالية، كما أن الإيجابيات تتضمن تجريب اللقاح في ظروف الدولة بطبيعة مكوناتها الجينية والتعرف على مدى مناسبة اللقاح لها وقياس رد فعل الجهاز المناعي في هذه المنطقة من العالم وفقاً للخصائص الجينية.

وأضاف أن الاستخدام الطارئ يسهم أيضاً في تدريب الأطقم على استخدام اللقاح والتنبؤ بأعراضه، وحماية الأطقم الطبية وكل أبطال خط الدفاع الأول وعدم استنزافهم، ولو أن 50 إلى 60% من أبطال خط الدفاع الأول اكتسبوا مناعة ضد كورونا من هذا اللقاح فذلك يعد مكسباً عظيماً.



وقال استشاري طب الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع الدكتور عادل سجواني، إن الاستخدام الطارئ للقاحات والأدوية قائم في عدة دول مثل روسيا التي بدأت استخدام اللقاح بالفعل في الجيش الروسي، مشيراً إلى أن الأطقم الطبية معرّضة للعدوى، والحل هو إعطاؤهم لقاحاً تم التأكد من فعاليته (حتى الآن).

وذكر أن إعلان استخدام اللقاح للطوارئ يبرهن على أمان وفعالية ونجاح اللقاح، وحماية أبطال خط الدفاع الأول من الإصابة بفيروس كورونا، علاوة على ضمان استمرارية الخدمات في المنشآت الصحية، وحماية رجال الشرطة والقوات المسلحة وغيرهم ممن تكون احتمالية إصابتهم بالعدوى كبيرة.



تراخيص أمريكية للاستخدام الطارئ

وفي سياق متصل، نشر موقع CNN في نسخته العربية، تقريراً مطولاً حول إعلان الإمارات الاستخدام الطارئ للقاح لخط الدفاع الأول.

وذكر الموقع أنه خلال جائحة «كوفيد-19»، منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «تراخيص الاستخدام الطارئ» عدة مرات لمجموعة واسعة من المنتجات الطبية، مثل أجهزة التنفس الصناعي، ومعدات الحماية الشخصية، بما في ذلك الأقنعة، والاختبارات الجزيئية والمضادات لتشخيص مرض «كوفيد-19»، والاختبارات المصلية للبحث عن الأجسام المضادة، وحتى علاجات، مثل عقار «ريمديسيفير» وبلازما النقاهة.

وأشار التقرير، نقلاً عن موقع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إلى إمكانية إبطال «تراخيص الاستخدام الطارئ»، كما حدث مع عقار «هيدروكسي كلوروكين» و«الكلوروكين»، وحصل العقاران بالفعل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الملاريا والوقاية منها، وأظهرا نتائج واعدة في علاج فيروس كورونا المستجد خلال الدراسات المعملية.

ولفت إلى أن «ترخيص الاستخدام الطارئ» هو حصول أحد المنتجات الطبية على ترخيص خاص من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدامه خلال حالات الطوارئ، وفي بعض الأحيان يكون المنتج الطبي قد حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء من قبل، ولكن لعلاج حالة أخرى، وأحياناً أخرى يكون منتجاً جديداً لم يتلقَّ بعد الضوء الأخضر من الإدارة.

وبحسب موقع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، خلال حالات طوارئ الصحة العامة، يمكن للإدارة إصدار تراخيص استخدام الطوارئ «للمساعدة في إتاحة المنتجات الطبية في أسرع وقت ممكن من خلال السماح للمنتجات الطبية غير المعتمدة بالوصول إلى المرضى المحتاجين عندما لا تتوفر بدائل معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء تفي بالغرض»، إلا أن ذلك يحدث فقط في حالة كانت «الفوائد المعروفة والمحتملة للمنتج، عند استخدامها لتشخيص المرض، أو الوقاية منه، أو علاجه، تفوق المخاطر المعروفة والمحتملة للمنتج».

وعندما تنتهي حالة الطوارئ الصحية، فإن أي تصاريح للاستخدام الطارئ صادرة بناء على حالة الطوارئ لن تبقى سارية المفعول، وفقاً لإدارة الغذاء والدواء، ولكن لا يزال بإمكان الشركة المصنعة تقديم وثائقها للحصول على موافقة منتظمة من قبل الإدارة.