الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ضاحي خلفان لـ«الرؤية»: أؤيد السلام مع إسرائيل.. والقيادة الفلسطينية لم ولن تحارب مستقبلاً

ضاحي خلفان لـ«الرؤية»: أؤيد السلام مع إسرائيل.. والقيادة الفلسطينية لم ولن تحارب مستقبلاً
بلغة المنطق والحقائق ـ ومنذ وقت طويل ـ أكد قناعته بضرورة الحوار السلمي مع إسرائيل، مؤيداً اتفاقيات السلام، وكذلك أحقية الفلسطينيين في حدود 67، ومشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية لم ولن تحارب مستقبلاً.

نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان تميم «أبوفارس»، تحدث في حوار مع «الرؤية» عن «حروبه في الفضاء الإلكتروني» متسلحاً بالحق والشواهد أمام أكثر من 2.8 مليون شخص يتابعونه عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويترٍ»، بهدف التصدي لكل من يحاول المساس ببلاده أو قيادتها ورموزها وثوابتها الوطنية.

وتطرق ضاحي خلفان تميم في الحوار إلى قصة دخوله عالم «سوشيال ميديا»، وكيف واجه هجوم الجماعات والمنظمات على تغريداته، ومجيباً عن تساؤلات كثيرة حول إمكانية «اعتزاله التغريد» للراحة من هذا الضجيج، مؤكداً فيما يخص فئة الشباب أهمية كشف الحقائق أمامهم لإسقاط الأقنعة والتزييف الذي تقوده الجماعات المخربة وأبرزهم «الإخوان».


* متى خطرت لك فكرة دخول عالم الـ«سوشيال ميديا»؟


سابقاً لم يكن أحد يعير مواقع التواصل الاجتماعي الاهتمام الذي نراه اليوم، وفي الوقت الذي كان فيه الغالبية يؤمن بعدم وجود أي تأثير لها وذلك في عام 2011، كنت على قناعة تامة بأنها ستكون ذات تأثير كبير، بل وستكون بمثابة تكسير للأدمغة لاحقاً، كونها تستقطب من تريد وتشوه صورة من تريد أيضاً، ووقتها بدأت الأفواه والألسنة من العديد من الأشخاص والأجهزة الخارجية تتطاول على الدولة وتنتقد بصورة مرفوضة، فقررت التصدي لهم.

* هل كان قرار الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي شخصياً؟

كنت أشغل منصباً قيادياً في شرطة دبي، واجتمعت مع القيادة الأمنية وتناقشنا وتحاورنا، كان لدى البعض وجهه نظر بأنه لا داعي للدخول في هذه المواقع وخوض هذا الجدل معهم، إلا أنني كنت على يقين تام بضرورة التصدي لهم حالياً وفي وقت مبكر، وأن السكوت على الأمر سيكون مشكلة لاحقاً، وتوصلت إلى قناعة بأن أدخل هذا الميدان عبر إنشاء حساب شخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لا بصفتي الوظيفية ورتبتي العسكرية أو الجهة التي أعمل فيها، بل بصفة شخصية واسمي الحقيقي، لأكون صادقاً أمام الجميع.

* أي نوع من الرسائل أو المداخلات التي جعلتك تقرر أن تتواجد في الفضاء الإلكتروني؟

كان قرار إنشاء حسابي الشخصي عبر «تويتر»، هدفه الأساسي التصدي للإخوان وبعد أن بدأ صوتهم يعلو في مصر، كانت رسائلهم مستفزة، وثرثرتهم لا أساس لها من الواقعية، فكلها أكاذيب وتلفيق وانتقادات، وتحمل في طياتها أجندتهم لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها، والجزء الأهم أنها كانت تحمل الكثير من الرسائل والتوجهات لمهاجمة بلادي ورموزها وقيادتها الرشيدة، وأن يغرروا بالشباب، لذلك قررت التصدي لهم.

* ما الأسس أو الأدوات التي استندت عليها لخوض لهذه الصراعات؟

- كنت على يقين تام بأهمية كشف ألاعيب هذه الفئة، التي تعمل وفق خطط وجهات ومنظمات، بتغييب العقول، وكسب تعاطف الجماهير، وفي كل مرة يظهرون بحيلهم وألاعيبهم، أرد عليهم برسائل وتغريدات منطقية، وأخوض في صراع معهم، مستنداً في المقام الأول لسلاحي الذي تسلحت به وهو: «الحقيقة وقول الصدق.. «لا لف ولا دوران »، وعليه كانت حججي منطقية وأكاذيبهم واضحة.

* كيف واجهت الهجوم والصراع الكبير الذي خضته ضد جماعات ومنظمات وجهات مختلفة؟

- في الحقيقة أنا رجل أمن، أحب عملي وأخلص فيه، وأعشق بلادي أيضاً، وأقدر كل ما قامت وتقوم به قيادتها الرشيدة تجاه أبنائها ووطنها من منجزات، وأنا أيضاً لدي خبرة جيدة بالتوقع لما قد تؤول إليه الأحداث لاحقاً في المجتمعات، وفقاً لنبض الشارع ورصد الواقع الذي يعيشونه والقرارات والإجراءات التي يتخذونها، فلا يختلف أحد على أن قيادة دولة الإمارات أحبت شعبها فبادلها المواطنون حباً بحب وتفانٍ، وهو الأمر الذي لم ينجح فيه الكثيرون، وخاصة ما حدث مع جماعة الإخوان في مصر (السبب الرئيسي في وجود حسابي على تويتر)، وقت الوصول للحكم، ولم يعوا بأن الشعوب هم الأساس.

* هل رصدتهم وتابعت أمورهم، ومن ثم قررت التصدي لهم؟

- كانت هذه الفئة الظالمة، تحاول استقطاب عطف الجماهير البسيطة، وتركز على فئة الشباب وهناك الكثير ممن لا يدركون حيلهم، وأخذت على عاتقي ضرورة إظهار الواقع وكشف الحقيقة أمام الجميع، وأن أحمي المجتمعات من دسائسهم وساعدوني بأفعالهم غير المتزنة في فضح مخططاتهم، بعد أن خلقوا عداءات كثيرة مع كافة فئات المجتمع، مع الشرطة والجيش والقضاء والإعلام والنيابة، لم يتركوا أحداً يخالفهم الرأي، إلا وخلقوا عداء معه، وقتها أدركت أنني على يقين وأنهم أشخاص لا أمل للأوطان بوجودهم.

* ما مضمون أهم تغريدة وجهتها لهم؟

- تنبأت في تغريدة، وقت حكم الإخوان في مصر، بسقوط حكمهم وأن هذا الأمر سيكون عام 2013، كانت لهذه التغريدة ردود فعل كبيرة جداً عالمياً ولقيت الكثير من الجدل والنقاشات، وخضت بها معركتي الحقيقية في هذه الساحة الفضائية الخطيرة، وبعد أن صدقت في توقعي، وسقط الإخوان في الميدان، الذي بُني على دراسة واقعية للأحداث في الشارع العام، وهي تغريدة أثارت حفيظة الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل، «رحمه الله» عندما شرفت باستقباله في منزلي بدبي، في زيارة استمرت 3 ساعات، كان محدداً لها ساعة واحدة فقط، دار فيها الكثير من الحوارات الممتعة، حيث سألني باستغراب عن توقعي بسقوط الإخوان عبر تغريدتي وكيف كُتب لها الصواب، وكان الحديث ممتعاً في هذا الأمر، بعد أن عددت الأدلة والبراهين والثوابت والمعطيات التي أطلقت على أساسها تغريدتي.

* هل كنت تضع الشباب في حساباتك إيماناً بضرورة حمايتهم؟

- كشفنا الكثير من التزييف أمام الناس وأن هناك الكثير من الأمور تغيرت لدى شخصيات مجتمعية وشباب مواطنين وعرب كان مغرراً بهم وأخبروني لاحقاً أن الأمور تكشفت أمامهم وأن الأقنعة سقطت، وأنهم كانوا أمام مغالطات عديدة صححت في أذهانهم ومعتقداتهم، وغيرت من مسيرة حياتهم المستقبلية لطرق صائبة، وكنت دائما أعمل على أن أوجه للشباب بأن هذه الفئة لا تحب بلادها ولا تنتمي إليها وأن تصرفاتهم مبنية على التطرف وزعزعة الأمن والاستقرار.

* ما الموضوعات أو التوجهات التي تجعلك تغرد عبر حسابك؟

- كلما أشعر بأن هناك إخلال بالأمن الفكري أو الاجتماعي أو المساس ببلادي أواجهه على الفور، فأنا رجل غيور على وطني وقيادته، ولا أتردد لحظة واحدة في دخول هذا المعترك.

* كيف تقيم المرحلة الماضية من تواجدك عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»؟

- قيمها الجمهور بنفسه بعد أن وصل عدد المتابعين لصفحتي الشخصية لأكثر من 2.8 مليون متابع، 5% منهم فقط مزعجون وأنا قادر عليهم، وهو رقم في تزايد مستمر لصدقي.. ولي تغريدة أيضاً أعتز بها كثيراً، حول العلاقة مع إسرائيل، منذ فترة بعيدة، وأنني على المستوى الشخصي ليس لدي أي مشكلة في الالتقاء بأي شخص يهودي ومصافحته والحوار معه.

* ولكن هذه التغريدة، وقتها لقيت الكثير من ردود الفعل الرافضة.. فكيف تصديت لمنتقديك؟

- بالمنطق والعقل تحاورت معهم، وتجاوب معي الكثيرون، وما زلت أقولها أنا مع السلام واتفاقيات السلام، ومع توجهات بلادي وقيادتها الرشيدة في إبرام هذه الاتفاقيات، ومع قناعتي أيضاً بأحقية الفلسطينيين في حقهم المشروع في حدود 67، وأنني على قناعة تامة أيضاً بضرورة الحوار السلمي والسلام بين القيادة الفلسطينية والإسرائيلية، فالقيادة الفلسطينية لم ولن تحارب مستقبلاً.

* هل سبق وأن اعتذرت لأحد عن تغريدة مسيئة؟

- الاعتذار ليس عيباً ومن شيم الرجال، ولكن لم يسبق أن أخطأت في حق أحد لكي أعتذر له.

* هل فكرت يوماً ما أن تخرج من هذا الفضاء الإلكتروني.. لترتاح من كل هذا الضجيج؟

- لن أفكر في الخروج من موقع التواصل الاجتماعي أو أن أجمد أو أغلق حسابي، ولن أسكت أبداً على أي تغريدة تسيء لبلادي أو تستهدف قيادتنا ورموزنا.. لن أسكت عليها أبداً.

* البعض كان يسب ويشتم بألفاظ غريبة.. هل كان يضايقك هذا الأمر؟

- هو صراع الفضاء الإلكتروني وهذه فئة مخربة، وأنا مصدر ثقة وأقول الحقيقة، وهم أصحاب الحجج الضعيفة، وعندما يشعرون بالهزيمة، ويفتقدون المنطق، يظهر الإفلاس الفكري والانحدار الأخلاقي، ويظهر ضعفهم في السباب والشتائم.