الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«صحة» تؤكد أهمية اتباع نمط حياة صحي لمواجهة «كوفيد-19»

«صحة» تؤكد أهمية اتباع نمط حياة صحي لمواجهة «كوفيد-19»

آن الزين عمارة.

أكدت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، مجدداً، ضرورة اتباع نمط حياة صحي، لمواجهة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، عبر عدة خطوات منها: النظام الغذائي المتكامل، وشرب كمية كافية من الماء، وممارسة الرياضة، وأخذ قسط وافر من النوم، وذلك للمحافظة على الصحة العامة للإنسان، وزيادة المناعة النفسية له.

وقالت استشاري الطب النفسي العام في مستشفى العين، إحدى منشآت شركة «صحة» الدكتورة، آن الزين عمارة، إن الوعي والمعرفة الحقيقية بالفيروس أمر مهم، فلا بُدَّ أن يكون لدى أفراد المجتمع درجة كافية من الوعي والإدراك بماهية الفيروس ومخاطره والمشاكل التي يتسبب بها، وأن يحافظ الإنسان على تفكيره المنطقي والعقلاني، وعدم ترك الأمر للعاطفة لتسيطر على الإنسان، حتى لا يكون عرضة للإيحاءات والتأثر بالمعلومات غير الصحيحة، والأخبار المغلوطة، والناس المحيطين فيه، وأن نذكر أنفسنا بشكل مستمر أن الأزمة الحالية أزمة مؤقتة، وأنها سوف تزول بمشيئة الله.

وجاءت هذه الإرشادات ضمن برنامج الدعم النفسي والاجتماعي الذي تقدمه شركة «صحة» لأفراد المجتمع، في ظل ظروف انتشار فيروس «كوفيد-19» ومرحلة التعافي، حيث أكدت ضرورة الانتباه لطبيعة المعلومات التي يستقبلها الإنسان، والحرص على الاعتماد على مصادر موثوقة للمعلومات، والاكتفاء بمصدر أو مصدرين مثل منظمة الصحة العالمية، والجهات الرسمية في الدولة، وعدم الاستماع للأخبار غير الموثوقة، بالإضافة لضرورة تحديد وقت معين لأخذ المعلومات، فلا يجوز أن يبقى الإنسان طيلة اليوم يتلقى الأخبار ويتابعها باستمرار، لذا ينصح بالابتعاد عن متابعة الأخبار وقت النوم، لأن ذلك يزيد من حالة التوتر، والقلق واضطراب النوم.


وأضافت عمارة أن حالة الخوف التي تعتري الإنسان، رد فعل طبيعي عندما يمر الإنسان بظروف غير طبيعية، لأن الخوف عاطفة أساسية وغريزة طبيعية في النفس البشرية، وهو يحفز الإنسان لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على حياته وحماية نفسه، مشيرة إلى أن طبيعة الخوف الناجم عن انتشار كورونا، هو الخوف من المجهول، لأنه لم تتوفر لدى الناس معلومات كافية حول طبيعة الفيروس، ونشأته، وتركيبته، وعدم توفر العلاج واللقاحات الخاصة به، فقلة المعلومات تؤدي إلى حالة التوتر والترقب.


تجاوز الظروف الاستثنائية

وسلطت عمارة الضوء على الممارسات التي تساعد الإنسان على تجاوز الظروف الاستثنائية، ومنها التأمل، والعيش في اللحظة الحالية، والاستمتاع بالوقت الحالي، وعدم التفكير في المستقبل أو الماضي، كأن يجلس الإنسان على كرسي مريح مع إضاءة خفيفة، وأن يحاول الاستمتاع بلحظة شرب القهوة أو العصير، بحيث يتم التركيز على الأمر الذي يمارسه فقط، مثل التفكير في طعم القهوة أو لونها أو درجة حرارتها، أو التفكير في طعم العصير ودرجة برودته، فهذا يجعل الإنسان يركز على ما يمارسه في اللحظة الآنية، ويبعده عن العالم الخارجي وتأثيراته ويبعده عن أي أفكار سلبية، وعدم التفكير بالمستقبل أو بالماضي.

دور الفرد في الأسرة

وحول دور أي فرد داخل أسرته خلال الظروف الراهنة، قالت: "لا بُدَّ أن يكون الإنسان قدوة ومثال لأفراد الأسرة الآخرين في الهدوء والتروي والتحكم في المشاعر، لأن المشاعر السلبية معدية جداً، ومن السهل أن تنتشر سريعاً بين أفراد الأسرة، خاصة فئة الأطفال وفئة كبار العمر، ولا بُدَّ من إيجاد حوار مفتوح يعبر فيه كل فرد عن الصعوبات التي يعاني منها والمشاعر التي يحس فيها، خاصة الأطفال، لأن المشاعر المكبوتة من السهل جداً أن تتحول إلى ممارسات غير مقبولة تؤثر على دراستهم وصحتهم النفسية بشكل عام".

وأضافت أنه من الضروري إعادة تقسيم المهام بين أفراد الأسرة، لأن الوضع الحالي فرض على الأسرة مهاماً زائدة، فالأم مثلاً بالإضافة للمهام الروتينية اليومية جاءتها مهام أخرى مثل التعليم المنزلي، وهي تجربة جديدة على الأسرة، ولا توجد خبرة وفهم كامل لها، فإعادة تقسيم المهام تخفف الضغوطات على الأفراد، وتزيد من مشاعر الود والتراحم والتعاطف بين أفراد الأسرة.

الاهتمام بكبار المواطنين

وأوضحت عمارة أن فئة الكبار هي الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض في الوقت الحالي، وهذا يعود لنقص المناعة ولإصابة البعض بالأمراض المزمنة، واستخدامهم كميات من الأدوية، لذلك فإن على الأسرة دوراً كبيراً في طمأنة كبار المواطنين، والبقاء على تواصل دائم معهم، مع الأخذ بالإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة، والحرص على توفير المعلومات المبسطة لهم حول المرض، دون أي تهويل.

الاستفادة من الوقت

وحول كيفية الاستفادة من الوقت المتوفر في ظل الظروف الحالية، أشارت عمارة إلى أهمية اعتبار الظروف الحالية فرصة لإعادة ترتيب الأولويات، وإعادة الحسابات، وأن تكون بمثابة وقفة مع النفس، مع الحرص على الاستفادة من الوقت في اكتشاف أنفسنا، واكتشاف وتنمية مواهبنا، واكتساب مهارات جديدة، واكتساب عادات جديدة، واعتبارها فرصة جيدة لتحسين العلاقات الاجتماعية، والعلاقات الأسرية، خاصة تلك التي كان الوقت هو المانع من تنميتها، وأن نجعل هدفنا هو الاستفادة من الأزمة، وأن نستكشف المنحة في هذه المحنة.

وتتم مراجعة القسم المختص في برنامج الدعم النفسي والاجتماعي، بعد حجز المواعيد من خلال الاتصال على الرقم المجاني 80050، أو تحميل تطبيق «صحة».