الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

محمد بن راشد مبارِكاً توقيع اتفاقية مع ناسا: التعاون في مجال الفضاء جزء أساسي من استراتيجيتنا

محمد بن راشد مبارِكاً توقيع اتفاقية مع ناسا: التعاون في مجال الفضاء جزء أساسي من استراتيجيتنا
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» أن التعاون الدولي في مجال الفضاء جزء أساسي من استراتيجية الإمارات.

وقال سموه، في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر: «باركنا اليوم توقيع اتفاقية مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لتدريب رواد فضاء إماراتيين لإدارة مهام مستقبلية في محطة الفضاء الدولية».

وذكر سموه أن الاتفاقية تشمل «مهمات السير الفضائي خارج المحطة والبقاء لمدد طويلة في محطة الفضاء الدولية»، لافتاً سموه إلى أن «التعاون الدولي في مجال الفضاء جزء أساسي من استراتيجيتنا».



مكانة دولية

وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» عن توقيع اتفاقية لتدريب رواد الفضاء الإماراتيين في الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار سعي دولة الإمارات إلى الريادة العالمية، ووضع بصمة في مجال استكشاف الفضاء، في شراكة مهمة، تعكس المكانة الدولية التي وصلت إليها الإمارات في قطاع الفضاء، وتستهدف إعداد رواد الفضاء الإماراتيين، وإمدادهم بالخبرات والمعارف على أعلى المستويات العالمية.



وستشمل الاتفاقية تدريب 4 رواد فضاء إماراتيين، حيث سيبدأ رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري وسلطان النيادي البرنامج التدريبي المتقدم في الوقت الحالي، بينما سينضم رائدا الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء إلى برنامج «ناسا لرواد الفضاء لعام 2021» في وقت لاحق.

وستجرى التدريبات في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة «ناسا»، وهو أحد أكبر المراكز المتقدمة في العالم، حيث تقام التدريبات على رحلات الفضاء البشرية والبحوث والتحكم في رحلات الفضاء.

ويتدرب أفراد الطواقم على القيام بمهام في المدار المنخفض، وذلك بواسطة نظام مشروع المحاكاة التماثلية لأبحاث الاستكشاف البشري، وهو مشروع يبحث في كيفية تعامل البعثات مع فترات العزلة القصوى.



وسوف يشمل برنامج التدريبات نفس وحدات ومكونات تدريبات رواد ناسا للفضاء، لتأهيلهم لإدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدريب على مهمات السير الفضائي خارج المحطة، والبقاء لفترات طويلة في المحطة الدولية، والتدريب على جوانب عدة في نطاق العمليات التي تتم على متن محطة الفضاء الدولية، بما في ذلك التعامل مع أنظمة المحطة والتحكم في الروبوتات، ودورات T-38، ومهارات اللغة الروسية، ودورات أخرى حول المهارات القيادية في محطة الفضاء الدولية.

وكان هزاع المنصوري وسلطان النيادي قد تلقيا مجموعة تدريبية في مركز «يوري جاجارين» لتدريب رواد الفضاء بمدينة النجوم في موسكو في سبتمبر عام 2018، ضمن مراحل الاستعدادات قبل الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، والتي خضع فيها رائدا الفضاء الإماراتيان، بجانب رواد فضاء آخرين، إلى تدريبات مكثفة تكللت بالرحلة التاريخية لهزاع المنصوري لمحطة الفضاء الدولية في سبتمبر من العام الماضي، كأول رائد فضاء عربي يزور المحطة.



معارف وخبرات

وفي هذا الصدد، قال رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء حمد عبيد المنصوري: «إن قطاع الفضاء العالمي مبني على التعاون الدولي، وفكرة بناء جسور المعارف بين الدول، ونقوم اليوم بتأصيل هذه الفكرة من خلال الشراكة الاستراتيجية مع وكالة (ناسا)، وهي جهة رائدة في قطاع الفضاء لأكثر من 60 عاماً، ونتطلع إلى تعزيز الشراكات مع تلك الخبرات العالمية التي تحمل أهمية استراتيجية بالغة، ولما تتمتع به وكالة (ناسا) من كم معارف وخبرات وبنية تحتية، فإنها سوف تدعم إمكانيات الكوادر الوطنية، وتخدم أهداف قطاع الفضاء الإماراتي».



وأضاف المنصوري: «تأتي هذه الاتفاقية دلالة واضحة على متانة الروابط الاقتصادية والثقافية والدبلوماسية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية».

وتابع: «يقف قطاع الفضاء الإماراتي اليوم في مرحلة متقدمة من حيث الإمكانات والخبرات التي يجب الاستفادة منها والبناء عليها في المهام الفضائية المستقبلية الأكثر تقدماً، بما ينعكس بالإيجاب على منظومة قطاع الفضاء في الإمارات، وعلى مساعينا الرامية لرفع كفاءة رواد الفضاء الإماراتيين».

وفي السياق ذاته، قال مدير عام المركز يوسف حمد الشيباني: «تجسد هذه الاتفاقية أهداف مركز محمد بن راشد للفضاء في تعزيز برنامج الإمارات لرواد الفضاء، كأحد البرامج الحيوية، نحو ترسيخ مكانة الإمارات كشريك عالمي في رحلات الفضاء المأهولة، والعمل على تطويره من خلال الاستثمار الدائم في مشروعات التدريبات الفضائية المتخصصة، والمشروعات الأخرى المتعلقة بالبحث العلمي وتطوير تقنيات الفضاء، والاتفاقية تأتي كذلك كركيزة أساسية تعتبر مدخلاً لشراكات استراتيجية مستقبلية، بما يخدم قطاع الفضاء الوطني الإماراتي».



وأضاف: «تهدف الاتفاقية إلى تعزيز جهوزية رواد الفضاء الإماراتيين، وإعدادهم لخوض مهمات فضائية مستقبلية طويلة المدى، في الوقت الذي تترجم فيه الاتفاقية مساعينا لتأكيد التواجد الإماراتي الفاعل في هذا القطاع على مستوى عالمي».

آفاق جديدة

من جهته، قال نائب مدير وكالة ناسا جيمس مورهارد: «تتمتع الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات بعلاقات متينة فيما يتعلق بالتعاون على الأرض، ونحن متحمسون لتوسيع هذه العلاقات إلى آفاق جديدة، فقد قطعت دولة الإمارات أشواطاً كبيرة في مجال استكشاف الفضاء ضمن مسيرة التنمية في قطاع الفضاء الإماراتي في فترة زمنية وجيزة، تُوجت فيها هذه المسيرة مؤخراً بعملية الإطلاق الناجحة لمسبار الأمل ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، بكونها أول مهمة عربية إلى كوكب آخر».



وأضاف مورهارد: «تتيح اتفاقية تدريب رواد الفضاء الإماراتيين تعميق علاقات التعاون العلمي بين البلدين، الأمر الذي سوف يعمل على خلق فرص جديدة لدولة الإمارات لتصبح شريكاً أساسياً في محطة الفضاء الدولية وبرنامج (أرتيمس)، وغيرها من برامج وأنشطة ناسا».

قفزة نوعية

من جانبه، قال مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء المهندس سالم المري: «تخدم هذه الاتفاقية الأهداف الاستراتيجية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء المتمثلة في تعزيز مكانة قطاع الفضاء في دولة الإمارات، والمساهمة مع نظرائنا من كافة أنحاء العالم في أبحاث الفضاء، وتشكل هذه الخطوة قفزة نوعية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي يعتبر بمثابة أحد الأعمدة الرئيسية لتطوير كوادر علمية وتهيئة الأجيال المقبلة من الرواد وفق أعلى المستويات العالمية، ويحقق كذلك تطلعاتهم للمشاركة في الاستكشافات العلمية وتحقيق طموحات الدولة في هذا المجال».