الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

كثرة الأبناء.. «عزوة» أم مسؤولية مضاعفة؟

كثرة الأبناء.. «عزوة» أم مسؤولية مضاعفة؟
اختلفت آراء مواطنين ومقيمين في ما إذا كان إنجاب عدد كبير من الأبناء أمراً ضرورياً وعزوة لأهلهم وإخوتهم في الكبر، أم أنها مسؤولية مضاعفة يجب أن يتم دراستها جيداً قبل الإقدام عليها والأخذ بالاعتبار أن دوام الحال من المحال خاصة في ظل الظروف الحالية التي يشهدها العالم من متغيرات وخصوصاً الاقتصادية.

وقال خالد الظاهري إن الأبناء عزوة وكلما زاد عددهم تكون العائلة أكثر تماسكاً، وهو ما نشأ عليه العرب، مبيناً أنه ليس جيداً أن ينجب الشخص طفلين وحيدين خاصة أن الأهل لن يدوموا لأبنائهم، بل لا بد من تأسيس عائلة كبيرة حين يتوفر الاستقرار في الحياة الزوجية والتفاهم والوضع المادي الجيد.



وأكدت شما الجابري أنها مع كثرة الأبناء لأنهم سند لوالدتهم، وكلما زادوا كان أفضل لمصلحتها لرعايتها بالكبر، مبينةً أن مراعاة الفروق العمرية ضروري لتقديم الرعاية والاهتمام الكافي في السنوات العمرية الأولى لينشأ في بيئة نفسية وأسرية سليمة.

وأفاد المواطن محمد البلوشي بأنه مع كثرة الأبناء لأنهم فخر وعزوة لوالديهم وسند لبعضهم، وخصوصاً إذا كان التأسيس سليماً منذ الصغر، سيعيشون جميعهم في استقرار وسعادة.



وفي الطرف الآخر من القضية، ذكرت شما الظاهري أنها ضد كثرة الأبناء في العائلة الواحدة خاصة مع عدم توفر الظروف المناسبة لنشأتهم كالأمان المادي، مشيرة إلى صعوبة منح كافة الأبناء نفس مستوى الاهتمام والرعاية، وحتماً سيكون هناك اهتمام بطفل على حساب أخيه، لذا فمن المناسب دراسة الحالة الأسرية قبل الإقدام على الخطوة لأنها مسؤولية مضاعفة.



وقالت ريهام حسين إن فكرة إنجاب الأطفال لتأمين مستقبل الأب والأم غير صحيحة، إذ يمكن أن يكون لهما 10 أبناء ولا يكون فيهم بار بوالده بسبب التشتت أثناء التنشئة، كما أن طاقة الإنسان الذي يعيش في هذا العصر وزيادة الضغوط والمسؤوليات، تجعل من الاهتمام بطفل واحد أو طفلين مسؤولية كبيرة ليكونوا قادرين على بناء مستقبل جيد، فكيف سيكون الحال مع 4 أو أكثر.

وعارضت هناء عبدالكريم فكرة إنجاب أكثر من طفلين في الأسرة الواحدة بسبب صعوبات الحياة والضغوط النفسية التي يمر بها الجميع، خاصة في ظل الظروف الحالية، مؤكدةً أن الاهتمام بتنشئة طفل وتنمية مواهبه ومنحه حياة كريمة أفضل من تربية طفلين في حياة صعبة وفيها تحديات مضاعفة.

من جانبها، أوضحت الأخصائية النفسية والتربوية ناريمان ناجي أن تحديد إنجاب عدد معين من الأبناء قرار يجب أن تسانده العوامل النفسية والبيئة الصحية والظروف المادية لتنشئة طفل يتمتع بصحة نفسية جيدة وتعليم مناسب، لذا لا يوجد عدد أطفال محدد يوصى به، إلا أن دراسات الصحة النفسية العالمية أكدت أن زيادة عدد الأبناء يؤثر إيجابياً على صحتهم النفسية إن توفرت لهم بيئة آمنة وظروف معيشية جيدة.

ولفتت إلى أن خيار الإنجاب مرتبط بالظروف البيئية والاستعداد النفسي، فالمعيشة الجيدة والمسكن الآمن هي أهم العوامل المشجعة، إلى جانب تأمين نمط حياة جيد خاصة الفترة الأولى من حياة الطفل، وفهم الذات والقدرات النفسية للأبوين وإمكانياتهم لمنح المحبة والرعاية والأمان للأطفال.



وأوضحت أن أهم ما يجب أن يسبق قرار عدد الأبناء الذين سينجبهم الأم والأب، التسلح بالمعلومات العلمية الصحيحة واستقاؤها من مصادرها العلمية الموثوقة، فقرار إنجاب طفل هو مشروع مستقبل، ومن دواعي المسؤولية هو تأمين بيئة صحيحة له قبل قدومه، وإدراك طاقة الأسرة لتوفير نفس البيئة للإخوة حسب قدرة الوالدين.

وقالت: «لا نستطيع فصل ما نعيشه عن المرجع الثقافي والديني.. إلا أن إدراك حاجات الأطفال التي يجب توفيرها يؤثر في قرار عدد أفراد الأسرة.. خاصة أن العمر من الولادة حتى 5 سنوات يتطلب رعاية واعية ودعماً لتكوين أساس الشخصية والضمير، النظام، الهوية والقبول عند الطفل وفيما بعد يبدأ تأثير عامل المدرسة والثقافة المجتمعية التي يمكن أن تؤثر في الأبناء».