الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

شباب: التعارف أصبح متاحاً بـ«ضغطة زر».. فلماذا نتزوج!؟

لم يعد ممكناً تناول ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج من منظورها وأسبابها التقليدية التي تم رصدها على مدار العقود الماضية، والتي تتمثل في العوائق المادية، وغلاء المهور، والكلفة الباهظة لحفلات الزفاف، وغيرها من الأسباب التي تشكلت بفعل التفاخر الاجتماعي، صحيح أن هذه الأسباب قائمة بدرجة ما، ولم تفقد تأثيرها في جعل الشباب يعزفون عن الزواج، إلا أن هناك متغيرات اجتماعية حدثت في السنوات الأخيرة على المستويين المحلي والعربي، أصبحت أكثر تأثيراً في تشكيل هذه الظاهرة، وهي أقرب ما تكون إلى محاكاة النموذج الغربي القائم على الابتعاد عن تحمل المسؤولية، والخوف من المستقبل.



المتغيرات الاجتماعية الجديدة أصبح لها دور مؤثر في عزوف الشباب عن الزواج، وعلى رأسها إمكانية إقامة علاقات خارج إطار الارتباط الرسمي، ولا شك أن عالم سوشيال ميديا ومواقع التعارف، التي تتيح معرفة الطرف الآخر بـ«ضغطة زر»، يدفع بعض الشباب لرفع شعار «لماذا نتزوج؟».



«الرؤية» رصدت ظاهرة عزوف الشباب الإماراتي والعربي عن الزواج بأبعادها وأسبابها المختلفة، وكانت المحصلة أن هناك ما يشبه الإجماع على أن القفز للأمام في مواجهة الظروف الاقتصادية هو الحل، وتحديداً فيما يتعلق بإمكانية إقامة علاقات تعفي الشاب من تحمل المسؤوليات المترتبة على مشروع تكوين الأسرة.

بديل عاطفي

أرجع أستاذ علم الاجتماع بجامعة الشارقة الدكتور أحمد العموش، عزوف الشباب عن الزواج لأسباب عدة، أبرزها تفضيل البعض العيش بحرية أطول فترة ممكنة، خاصة بعد تغير ظروف وطبيعة الحياة، التي فتحت مجالات أكبر أمام الشباب.

وأضاف: «دور الأسرة في توعية أبنائها بمفهوم الزواج والإعداد لبناء الأسرة يلعب دوراً مهماً في زيادة حالات العزوف، كما أن وجود الانفتاح على فضاء وسائل التواصل الاجتماعي الذي أضحى اليوم وسيلة تعارف مباشرة بين الشباب والفتيات، وأسهم في توافر بدائل عاطفية عبر وجود أكثر من صديقة مقربة «خليلة» لدى الشاب الواحد ما جعلهم يصرفون النظر عن فكرة الارتباط الشرعي أو قد يجعلونه مشروعاً مؤجلاً لوقت غير مسمى، وتالياً تأخير سن الزواج للإماراتيين، وكذلك الحال بالنسبة للفتيات».

سقف اشتراطات

وأكدت مريم الرئيسي أن بعض الأسر تضع سقفاً عالياً للاشتراطات المادية، فيما يتعلق بمصاريف الزواج، إذ تطلب من الشاب المتقدم لابنتهم توفير حياة بمستوى رفاهية لا تتناسب وإمكاناته المادية مثل إقامة حفل زفاف كبير وتوفير فيلا فخمة وسيارة فارهة وغيرها من مظاهر البذخ غير المحمود.

وقال حمد العيدروس: لا يوجد عزوف عن الزواج بقدر ما هو تأجيل لهذا المشروع، وصولاً لمرحلة تكوين الذات والقدرة على اختيار الشريك المناسب وفق قرار قائم على اقتناع تام.

زواج الأقارب

وعزا عبدالله الجنيبي أسباب عزوف الشباب عن الزواج، إلى فشل تجارب زواج سابقة مروا بها، أو مر بها أحد أقربائهم أو أصدقائهم المقربين، فتركت انطباعاً سيئاً لديهم، دفعهم للهرب من فكرة الزواج، مضيفاً «كذلك فإن بعض الأسر تصر على ارتباط ابنهم أو ابنتهم بأحد من أقربائهم، وتعد هذا الأمر من العادات الدارجة التي لا يمكن أن تغيرها».