السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الإمارات تطلق القمر الاصطناعي «مزن سات» الأول للأغراض البيئية في الدولة

تطلق دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، القمر الاصطناعي البيئي المصغر «مزن سات»، وهو الأول من نوعه في الدولة الذي صممه وطوره 30 طالباً من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، وصمم القمر الاصطناعي ليستقر في مدار أرضي منخفض على ارتفاع 575 كلم، بعد إطلاقه من قاعدة بليسيتسك الفضائية الروسية على متن الصاروخ «سويوز»، عند الساعة 15:20 بتوقيت الإمارات. وسيتولى فريق من طلبة الدراسات العليا في جامعة خليفة، وطلبة البكالوريوس بالجامعة الأمريكية- رأس الخيمة، برصد ومعالجة وتحليل البيانات التي يرسلها «مزن سات» إلى المحطة الأرضية الرئيسية في مختبر الياه سات في جامعة خليفة، والمحطة الأرضية الفرعية في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة.

كما قام فريق العمل خلال الشهرين الماضيين، بإنجاز كافة الاختبارات والتجارب النهائية التي تسبق عملية الإطلاق، بما في ذلك اختبارات التوافق والجاهزية، واختبار الفراغ الحراري البيئي، وكذلك اختبارات الاهتزاز للاستعداد النهائي للإطلاق.

ويصنف «مزن سات» ضمن فئة الأقمار الاصطناعية النانومترية، حيث تبلغ أبعاده 10 X 10 X30 سنتيمتر، ووزنه 2.7 كلغ. واستغرقت عمليات تطويره 3 سنوات، عمل خلالها الطلاب على المراحل المختلفة من المشروع تتضمن وضع خطة العمل، وتطوير وتنفيذ التصاميم اللازمة، ثم القيام بتطوير وتصنيع الأجزاء الرئيسية للقمر، بالإضافة إلى المحطة الأرضية والكاميرا الرقمية. وشارك الطلاب أيضاً بإجراء التجارب والاختبارات للتأكد من جاهزية الأجهزة العلمية التي سيحملها، وكذلك قدرته على تلقي الأوامر وإرسال البيانات والصور المطلوبة بنجاح. كما طوّر الطلاب الخوارزميات الخاصة بمعالجة البيانات العلمية التي سيلتقطها القمر.

وسيقوم «مزن سات» عند وصوله إلى مداره بعملية رصد الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري مثل غاز الميثان، وثاني أوكسيد الكربون وقياس توزيعهما في الغلاف الجوي، علماً بأن ازدياد انبعاث هذه الغازات في الغلاف الجوي يؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة على سطح كوكب الأرض. ويحمل القمر الاصطناعي جهازين، هما مقياس طيفي للأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة يتراوح طولها بين 1,000 و1,650 نانومتر، بالإضافة إلى كاميرا رقمية بإمكانها التقاط صور ملونة عالية الدقة.

ويأتي إطلاق هذا القمر الاصطناعي ضمن خطط برنامج التعليم الفضائي بالجامعات التابع لوكالة الإمارات للفضاء، والهادف إلى تأسيس بنية تعليمية وعلمية متكاملة، وتطوير الكوادر الوطنية الشابة، وتشجيعهم على العمل في قطاع الفضاء. من خلال توفير فرصة فريدة للطلبة لتحويل المعرفة النظرية المكتسبة إلى ممارسة وتطبيق عملي مدعوم بتجارب ملهمة من أبرز المهندسين وخبراء هندسة الفضاء في الدولة.

وأكد المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، أن إطلاق «مزن سات» وفق الخطة المعدة مسبقاً، يترجم قدرة الشباب في الإمارات ومن بينهم الطلبة المهتمين بدراسة التخصصات العلمية ذات الارتباط بمجال الفضاء على المساهمة في تحقيق طموحات الدولة في القطاع الفضائي. وأضاف أن مشروع «مزن سات» يأتي ضمن الجهود المبذولة لترسيخ التقدم المعرفي في قطاع الفضاء الوطني، وتعزيز أنشطة البحث العلمي في الجامعات، لخلق جيل جديد من الكوادر الوطنية القادرة على المساهمة في خطط تطوير القطاع الفضائي مستقبلاً.

من جهته، قال نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة الدكتور عارف سلطان الحمادي: «يسعدنا أن نرى نجاح طلابنا في المساهمة بإنجاز العمل على القمر الاصطناعي الجديد «مزن سات»، والذي تم بالتعاون مع وكالة الإمارات للفضاء، كما أن لدينا خطة لتصنيع 3 أقمار اصطناعية مصغرة أخرى في المستقبل. تأتي هذه الإنجازات لتؤكد نهج الابتكار الذي تتبعه جامعة خليفة في المجالات الحيوية للدولة، ومنها قطاع الفضاء الواعد، والذي يشهد عدداً من الإنجازات التاريخية المهمة والمتلاحقة، حيث يساهم طلبة الجامعة في تلك المشاريع والإنجازات، كما أن الابتكارات التي يقومون بها أثناء بحوثهم في الجامعة سيكون لها أثر كبير في مستقبل قطاع الفضاء في الدولة. ونتطلع إلى أن نشهد المزيد من هذه الإنجازات، كما نشكر شركاءنا، وعلى رأسهم وكالة الإمارات للفضاء، على دعمهم وتوفير الفرصة لطلابنا لإبراز ما لديهم من قدرات، الأمر الذي سيعود بالفائدة على قطاع الفضاء عموماً في المستقبل».

بدوره، قال رئيس الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة البروفيسور حسن حمدان العلكيم: «يعد إطلاق القمر الاصطناعي «مزن سات» بتاريخ 28 سبتمبر 2020، حدثاً بارزاً في تاريخ الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة. ويأتي هذا الإنجاز ثمرة جهود مشتركة بين الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة وجامعة خليفة وبرعاية وكالة الإمارات للفضاء. ويعكس هذا الإنجاز النهج الأمثل لتوفير تجربة تعليمية متكاملة للطلبة تمزج بين النظرية والتطبيق وبالشكل الذي يؤهلهم لمستقبل مهني واعد».