الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

انشغال المرأة بالهاتف المحمول.. إهمال للزوج أم ضرورة عصرية!

انشغال المرأة بالهاتف المحمول.. إهمال للزوج أم ضرورة عصرية!
رأى شباب إماراتيون أن انشغال الزوجة بالهاتف المحمول لساعات متواصلة، وهي تتصفح حسابات المشاهير و«الفاشنيستات» على مواقع التواصل الاجتماعي، يهدر وقتها، وينتج عنه إهمالها لأسرتها وزوجها، ما يكون سبباً في خلق فجوة بالعلاقة بين الزوجين قد تؤدي لاحقاً للانفصال، بينما رأى آخرون أن منح الزوجة وقتها للهاتف النقال هو ضرورة ملحة أوجدته ظروف العصر المتعلقة بـ«التسوق الإلكتروني»، و«التعليم عن بُعد»، ومتابعتها لدروس أبنائها، فضلاً عن إسهامه في تطوير مهاراتها فيما يخص واجباتها كأم وزوجة.

إهمال الزوج

قالت ثريا أحمد، إن الزوجة تقضي ساعات متواصلة مع الهاتف النقال تتصفح فيه مواقع إلكترونية عدة بغرض التسوق الإلكتروني أو نشر صور ومقاطع فيديوهات تتعلق بتفاصيل حياتها اليومية وأسرتها، مشيرة إلى أن انشغال المرأة بالهاتف يهدر وقتها، وينتج عنه إهمالها لزوجها وأسرتها، ما يؤدي لوجود فجوة في العلاقة بينهما.

وأوضحت أن انشغال الزوجة بما تشاهده في الهاتف وبمتابعتها لحسابات التواصل الاجتماعي يجعلها لا تعير انتباهاً لزوجها عند تحدثه إليها، وأيضاً تتراكم عليها واجباتها المنزلية، كما أن بعض الزوجات تتأثر بنجمات سوشيال ميديا أو «الفاشنيستات»، وتعمل على تقليدهن وتطبيق نمط حياتهن مثل الملابس وفرض أطباق طعام محددة على أسرتها.



متنفس ترفيهي

وذكر أحمد طالب، أن انشغال الزوجة بالهاتف النقال ساعات طويلة عن زوجها ومتابعتها أخبار الآخرين يشعره بالتجاهل والإهمال، وتُصدِر له الزوجة فكرة أنه شخصية غير مهمة في حياتها أو أنه ممل لا تأنس لوجوده، لا سيما أن الساعات التي يقضيها معظم الأزواج مع أسرهم تكون قليلة مقارنة بالتي يقضونها خارج بيوتهم، مبيناً أن الزوجات وجدن خلال أزمة كورونا وتطبيق الإجراءات الاحترازية وبقائهن في المنازل، في الهواتف المحمولة متنفساً ترفيهاً يتمثل في التواصل مع مجموعات الصديقات والقريبات بتطبيق «الواتساب»، للتحدث ومعرفة مستجدات الأخبار.



علاقات عاطفية

ورأت رباب محمد، أن وقت الفراغ هو السبب الرئيسي وراء انشغال الزوجة بالهاتف المحمول معظم ساعات اليوم، بعد أن أصبحت المساعدات المنزليات يؤدين كافة مهام الأمهات، فاتجهت الزوجات لمتابعة الأفلام والمسلسلات المعروضة عبر التطبيقات الذكية التي تحمّل بسهولة على الهواتف النقالة، الأمر الذي أثر على تواصل الزوجة الاجتماعي بصديقاتها وقريباتها، وكذلك على علاقتها بزوجها الذي تهمله بسبب انشغالها بالهاتف، ما يدفعه للبحث عن الاهتمام خارج البيت في علاقات عاطفية مع أخريات.



ضرورة ملحة

وأفادت جمانة عرب، بأن منح المرأة وقتها للهاتف النقال هو ضرورة ملحة أوجدته الظروف الحالية المتعلقة «بالتعليم عن بُعد» لأبنائها، ومتابعة حصص المواد والواجبات المدرسية التي تعرضها المعلمات على مجموعات «الواتساب»، لافتة إلى أن الأم التي لديها أكثر من طفل في المدرسة فإن متابعتها لدراستهم تستهلك منها أكثر من 8 ساعات يومياً، بالإضافة إلى بحثها المستمر عبر شبكة «الإنترنت» عن كل ما يخص تربية أبنائها واهتمامها بهم، ووصفات الطبخ المتنوعة التي تعرض على حسابات التواصل الاجتماعي.

تحمل المسؤولية

ورأى حسين المنصوري ضرورة توظيف الزوجات للتكنولوجيا بطريقة مفيدة تسهم بتحسين مستوى تأديتها لواجباتها كأم وزوجة، إذ من الضروري أن تكون ملمة بالتكنولوجيا حتى تكون قادرة على مشاطرة زوجها تحمل مسؤولية الأسرة فيما يتعلق بتربية الأبناء، وتطوير مهاراتها الذاتية عبر التحاقها بدورات مرئية مختصة، وكذلك فإن الزوجة تستخدم التكنولوجيا في التسوق الإلكتروني لشراء أغراض ومتطلبات المنزل، أي أنه ليس بالضرورة أن يكون استخدامها للهاتف سلوكاً سلبياً في معظم الأحيان.



توازن بين العالمين

ورأت أخصائية التنمية الاجتماعية والبشرية ولاء أبوشومر، ضرورة أن تحرص الزوجة على تنظيم وقتها بما يتناسب مع واجباتها تجاه زوجها، وترك الهاتف بعيداً عند الجلوس معه، واهتمامها بأبنائها من جهة، وتخصيصها وقتاً لنفسها لمتابعة الحسابات في العالم الافتراضي من جهة أخرى، حتى تتمكن من خلق توازن في حياتها، يضمن لها المشاركة في مجموعات «الواتساب»، والتحدث مع صديقاتها وقريباتها، ومتابعة كل ما تعرضه حسابات التواصل الاجتماعي من محتوى هادف يعود على حياتها بالفائدة، وفي ذات الوقت على الزوج أن يصارح زوجته في حال لمس إهمالاً من طرفها لتحقيق التوازن في العلاقة الزوجية.