أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن المهرجان الوطني للتسامح والتعايش في دورته الرابعة، يعكس الوجه المشرق للإمارات أمام العالم، من خلال رؤية واضحة تجمع بين عالمية الرسالة، ووطنية الهدف.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الافتراضي الذي نظمته وزارة التسامح والتعايش، اليوم، لإعلان تفاصيل وأنشطة وبرامج ومبادرات المهرجان الوطني للتسامح في دورته الرابعة الذي تنطلق فعالياته في 9 نوفمبر الجاري، وتستمر على مدى أسبوع تحت شعار «على نهج زايد».
حضر المؤتمر عدد كبير من الشركاء والمتعاونين والقيادات الفكرية والمحلية، والمدير العام بمكتب معالي وزير التسامح والتعايش عفراء الصابري.
وقال معاليه إن وزارة التسامح والتعايش، وهي تتخذ من التعايش والتسامح والأخوة والأمل والعمل ركائز أساسية، تحدد عناصر رسالتها إلى المجتمع والعالم. فإن كافة هذه القيم والمبادئ تتلاقى جميعها مع ما تعلمناه من القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» من ضرورة التفاعل الواعي مع التعددية والتنوع في الأفكار والثقافات والمعتقدات، والسعي الصادق إلى التعارف بين البشر والحوار النافع، والعمل المشترك معهم من أجل تحقيق الخير والنفع للجميع.
وأضاف معاليه: «أنه مما يبعث على الاعتزاز أن لجنة الاستعداد للـ50، قد أكدت أن الاهتمام بالقيم والمبادئ الإنسانية هو عنصر مهم في الاستعداد للمستقبل بما يتضمنه ذلك من أن مبادئ التسامح والتعايش والتكافل والأخوة باعتبارها أساساً قوياً لتأكيد قدرة الدولة على الاستجابة بكفاءة وإتقان للمتغيرات والتطورات المتلاحقة في المستقبل، بل وتأكيد قدرتها كذلك على تحقيق المشاركة الكاملة للجميع في مسيرتها في إطار يحقق للمواطن والمقيم على حدٍ سواء، الاعتزاز والولاء والانتماء للإمارات الحبيبة».
وقال معاليه: «إننا ونحن نقوم بتنظيم هذا المهرجان السنوي تحت شعار «على نهج زايد»، فإنما نعبّر عن حقيقة واقعة هي أن المغفور له الوالد الشيخ زايد كان مثالاً ونموذجاً لرجل الحكمة ورجل السلام ورجل التواصل الإيجابي مع العالم، بل ورجل التقدم والنماء ورجل التسامح والأخوة الإنسانية الحريص على تحقيق الخير للإنسان في كل مكان -جزاه الله عن ذلك كله خير الجزاء. وإننا نحمد الله أن صفات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية عند المغفور له الوالد الشيخ زايد تتجسد الآن وبكل وضوح في أعمال وأقوال وإنجازات قادة الدولة المخلصين».
وقال معاليه: «إنه يشرفني كثيراً أن أتقدم بعظيم الشكر وفائق الاحترام إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى إخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وإلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس لجنة الاستعداد للـ50، شاكراً لهم جميعاً دعمهم القوي لمكانة الإمارات المرموقة في العالم في مجالات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وتأكيدهم دوماً أن هذه القيم والمبادئ هي الأساس الإنساني والأخلاقي القوي للتعامل الناجح مع قضايا العصر وتطورات المستقبل بما تحققه من مجتمع متسامح، يتعايش فيه الجميع في سلام وأمان ورخاء واستقرار».
وحول تفاصيل أنشطة وفعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الوطني للتسامح والتعايش، أشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك إلى عدة نقاط أساسية، أولها أن المهرجان سينعقد خلال الفترة من 9 - 16 نوفمبر الجاري، بحيث يكون اليوم الختامي له هو يوم 16 نوفمبر، وهو اليوم العالمي للتسامح، وثانيها أنه بسبب التحديات الصحية التي يشهدها العالم الآن نتيجة لتأثيرات فيروس كورونا المستجد، فإن المهرجان سيتم تنفيذه هذا العام بطريقة افتراضية من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة، آخذاً بأساليب التباعد الاجتماعي، مؤكداً ثقته الكاملة بأن مهرجان هذا العام سوف يكون مجالاً ناجحاً لعرض المواهب وتوصيل رسائل مهمة للمجتمع والعالم عن التسامح والتعايش في الإمارات، بالإضافة إلى توفير متعه حقيقية لكافة المشاركين والمشاهدين من خلال الجهد الكبير الذي قامت به وزارة التسامح والتعايش بتعاون كافة الشركاء من أفراد ومؤسسات المجتمع في سبيل تحقيق ذلك على نحو يعكس اعتزازنا الكبير بقيم ومبادئ الإمارات، وافتخارنا العميق بقادة وأفراد هذا الشعب الرائد، وبمسيرة التقدم والرخاء التي تشهدها الدولة في كل المجالات.
وأضاف معاليه أن المهرجان في دورته الرابعة سيستمر في تحقيق عدد من الأهداف المهمة، ذكرت لكم منها أولاً وقبل كل شيء حرصنا جميعاً على الاحتفاء والاعتزاز بما يمثله القائد المؤسس الشيخ زايد من نموذج إنساني ووطني وعالمي فريد في التسامح والتعايش، موضحاً أن الأهداف الأخرى للمهرجان تتمثل في التوعية برسالة وزارة التسامح والتعايش، ودورها في خدمة المجتمع والإنسان، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على القيم والمبادئ التي تقوم عليها مسيرة الإمارات العزيزة في الحاضر والمستقبل على السواء، وتوضيح ما تحظى به الدولة من مجتمع آمن ومتسامح يعمل فيه الجميع معاً من أجل تحقيق الخير للجميع دونما أي تفرقة أو تمييز، لأن بلدنا الإمارات هي نموذج رائد للتعايش والسلام، ولنا أن نعتز به ونفتخر أمام العالم كله.
وأوضح معاليه أن جدول فعاليات وأنشطة المهرجان سيكون متاحاً للجميع، بالإضافة إلى توفير كافة المعلومات عن المهرجان في موقع إلكتروني مخصص لهذا الغرض.
وحول أهم العناصر التي يركز عليها المهرجان في دورته الجديدة، قال معاليه إن دورة هذا العام تتألف من 5 عناصر تتكامل جميعها مع بعضها البعض لتشكل أسس المهرجان لهذا العام، حيث يركز العنصر الأول على الأنشطة اليومية التفاعلية مع الجمهور العام، وتستمر هذه الأنشطة طوال أيام المهرجان، ويتم عرضها من خلال مجموعة من قنوات التواصل الإلكترونية المتاحة للجميع، والتي يتم الإعلان عنها بشكل واسع ومكثف. وتشمل هذه الأنشطة حفل الافتتاح والذي سوف يكون فيه تركيز خاص على نهج زايد وعلى أهمية قيم التسامح والتعايش والأخوة والأمل والعمل في الاستعداد للـ50، سوف يتم كذلك تنظيم بطولة دولية في الرياضة الإلكترونية بالاشتراك مع الاتحاد الدولي واتحاد الإمارات للرياضة الإلكترونية، وتنظيم حفلات لكورال التسامح والتعايش الذي تكفله الوزارة، بالإضافة إلى عدد من العروض الفنية الأخرى والمسابقات اليومية للجمهور العام وفق جدول زمني تفصيلي.
وأشار معاليه إلى أنه ستكون هناك مبادرة مهمة تتمثل في «نداء التسامح»، يشترك فيها الجميع في تمام الساعة 11 و16 دقيقة يوم الـ16 من نوفمبر «يوم التسامح العالمي»، للتعبير عن الدعم القوي، لمبادئ التسامح والتعايش على مستوى العالم.
وأكد معاليه، أن العنصر الثاني في المهرجان يركز على الأنشطة والمبادرات التي يقوم بها شباب المدارس والجامعات، وسيشترك في أنشطة المهرجان هذا العام، أكثر من 6000 طالب وطالبة من 81 مدرسة حكومية وخاصة من مختلف إمارات الدولة، وذلك بالتنسيق الكامل مع وزارة التربية والتعليم ومجالس التعليم المختلفة، وهناك خطة تفصيلية لأنشطتهم ستتاج للجميع، كما يشترك في أنشطة المهرجان كذلك طلبة وطالبات 40 جامعة حكومية وخاصة، وسوف يساهم هؤلاء الطلبة والطالبات في ورش وندوات للحوار والنقاش ومسابقات فكرية متعددة، بالإضافة إلى البدء في الإعداد لبرنامج تلفزيوني حول: «قيم مجتمع الإمارات»، يشترك فيه هؤلاء الطلبة والطالبات، ليكون برنامجاً أسبوعياً يعرض أثناء العام باسم الوزارة في تلفزيونات الدولة.
وذكر معاليه أن العنصر الثالث في المهرجان يركز على تنظيم عدد من الملتقيات والمؤتمرات، يساهم فيها فعاليات المجتمع وقادة الفكر في الدولة والعالم، ويشمل ذلك، ملتقى «التسامح في الرياضة الإلكترونية» الذي يشترك فيه ممثلون عن الاتحادات الوطنية للرياضة الإلكترونية حول العالم ومشاركون من المواطنين والمقيمين في الدولة، بالإضافة إلى تنظيم «التجمع السنوي الأول للجان التسامح في الوزارة والهيئات الحكومية» الذي يشترك فيه أعضاء 40 لجنة تم تشكيلها في الوزارات والهيئات الحكومية كجزء من المبادرة الوطنية: «الحكومة حاضنة للتسامح»، مضيفاً أنه سوف تشترك مؤسسات القطاع الخاص بالدولة في فعاليات هذا التجمع بصفة مراقب، استعداداً لإطلاق مبادرة مشابهة حول التسامح والتعايش في القطاع الخاص، وأيضاً سوف يتم التنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي لتنظيم لقاء مع سفراء الدولة حول العالم لمناقشة نهج زايد في التسامح والتعايش باعتباره جزءاً من القوة الناعمة للدولة في العالم ودور ذلك في تشكيل المستقبل والاستعداد للـ50، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر آخر حول الذكاء الاصطناعي ومستقبل القيم الإنسانية بالتنسيق مع مكتب وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومع ممثلي شركات التقنية العالمية خاصة شركة مايكروسوفت، كما يزخر المهرجان بالعديد من اللقاءات الفكرية التي تناقش قضايا مهمة مثل التنمر على الإنترنت وأبعاد التعدد الثقافي في الدولة والعالم وغيرها.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك، إن العنصر الرابع في المهرجان يركز على الأنشطة التي تجسد دور الابتكار والإبداع في تعميق مبادئ التسامح والتعايش في المجتمع، ويشارك في هذه الأنشطة مجموعة من الفنانين والأدباء والرياضيين من خلال فعاليات ومبادرات محددة، بما في ذلك إطلاق «المفوضية العالمية للتسامح في الرياضة الإلكترونية» وتنظيم «المنتدى الدولي لتبادل الخبرات بين برامج فرسان التسامح في العالم» بالإضافة إلى مبادرات «شعراء التسامح» و«التسامح والفنون» و«ومدونات التسامح».
وأضاف معاليه أن العنصر الخامس في المهرجان يركز على مبادرات وزارات وهيئات الدولة للاحتفال مع الوزارة بالمهرجان الوطني للتسامح والتعايش، وهذا العنصر كان ناجحاً تماماً في الدورات السابقة للمهرجان، ونتوقع أن يكون أيضاً ناجحاً هذا العام، باعتبار أنه يعبر عن مبدأ مهم في الإمارات، وهو أن التسامح والتعايش هو مسؤولية الجميع من أجل تحقيق الخير للجميع، هناك أكثر من «100» جهة في الدولة تشمل الوزارات والهيئات الاتحادية، بالإضافة إلى الدوائر المحلية والمؤسسات العامة والخاصة، سوف تقوم كلها بمبادرات وأنشطة خلال فترة المهرجان تعبيراً عن اعتزاز كل جهة بقيم التسامح والتعايش في الإمارات.