الاحد - 08 ديسمبر 2024
الاحد - 08 ديسمبر 2024

لأول مرة عربياً.. طبيبان إماراتيان يجريان جراحة لجنين في بطن أمه

لأول مرة عربياً.. طبيبان إماراتيان يجريان جراحة لجنين في بطن أمه

عمل جراحي

نجح فريق طبي مختص من هيئة الصحة بدبي في إجراء أول عملية جراحية دقيقة من نوعها لعلاج تشوه خلقي في العمود الفقري لجنين لم يتجاوز عمره 6 أشهر، ولم يتعد وزنه 700 غرام.

وأعلنت الهيئة في مؤتمر صحفي، عقدته في مقرها، اليوم الأحد، أن مستشفى لطيفة للنساء والأطفال، تمكن من إجراء هذه العملية لأول مرة في العالم العربي، ليسجل هذا الإنجاز باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تُعد من الحالات النادرة على مستوى العالم، وأن العملية استغرقت نحو 6 ساعات متواصلة، أجراها طبيبان إماراتيان هما الدكتورة منى تهلك استشاري النساء والولادة والمديرة التنفيذية لمستشفى لطيفة، والدكتور محمد العلماء استشاري جراحة المخ والأعصاب في مستشفى راشد التابع للهيئة، وأنهما قادا فريقاً يضم 20 طبيباً وطبيباً مساعداً مختصاً في التخدير والأطفال الخدج، إلى جانب طاقم التمريض، فيما تابع العملية طبيبان أمريكيان تواجدا في المستشفى.

وأهدى المدير العام لهيئة الصحة بدبي حميد القطامي، هذا الإنجاز الكبير إلى القيادة الرشيدة وإلى أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، لما توليه القيادة الحكيمة من رعاية لجميع الناس، وما توجه به من أجل تحقيق أمن وصحة وسلامة أفراد المجتمع.

وقالت مديرة مستشفى لطيفة الدكتورة منى تهلك، إن إحدى المواطنات (24 سنة)، حضرت من إمارة الفجيرة إلى مستشفى لطيفة للنساء والأطفال بدبي، حاملة تقريراً طبياً يفيد بإصابة جنينها الذي لم يتجاوز تكوينه 6 أشهر بتشوه خلقي في العمود الفقري، وأكدت المواطنة ثقتها بإمكانات وقدرات مستشفى لطيفة، وعدم رغبتها في مستشفى آخر أو السفر إلى الخارج لإجراء العملية المطلوبة لعلاج تشوه العمود الفقري.

وأضافت أنه من بين المخاطر المحيطة بالأم والجنين التي أوضحتها الدكتورة منى تهلك، كانت عملية فتح الرحم في هذا الوقت من الحمل (6 أشهر) من دون تهديد لحياة الجنين الذي لم يكتمل نموه بعد، ومن دون حدوث نزيف للأم أو انفصال للمشيمة، ومن الخطر أيضاً عملية رد المياه التي تحيط بالجنين في الرحم بعد إجراء العملية.

وأشارت إلى أن المستشفى بدأ حصر جميع الوسائل والتجهيزات والتقنيات الذكية اللازمة لإجراء العملية، مع تحديد فريق العمل، وفي ضوء ذلك لزم توفر تقنيات طبية فائقة لفتح الرحم من دون أدنى مخاطر على الأم والجنين والرحم نفسه، وتقنيات أخرى وأجهزة لمراقبة ضربات قلب الجنين، ومتابعة درجة حرارة الرحم، حيث تكمن المخاطر الكبيرة في اختلاف درجة الحرارة مع فتح الرحم، وهو ما لا يتحمله الجنين، كما تم الاطمئنان على توفر جميع الأجهزة ومعدات الجراحة المزودة بـ (ميكروسكوب)، نظراً لدقة العملية وموضعها وحساسية التعامل مع أعصاب الجنين في هذه الفترة من مراحل التكوين.

وشرحت تهلك أن الأدوار داخل غرفة العمليات كانت موزعة بين الفريق الطبي الذي انقسم إلى قسمين، الأول تقوده الدكتورة منى تهلك وطاقمها المساعد والتمريضي، حيث بدأ تهيئة وفتح الرحم وتجهيز الأم والجنين وإحاطتهما بكامل العناية الطبية، ومن ثَمَّ جاء الدور على القسم الثاني من الفريق الذي قاده الدكتور محمد العلماء وطاقمه المساعد والتمريضي، حيث بدأ التعامل مع الجنين وعلاج التشوه الخلقي للعمود الفقري، في واحدة من العمليات الجراحية النادرة التي تمثل فتحاً جديداً وتحولاً مهماً على الساحة الطبية.

وقالت إن الأم والجنين ما زالا تحت الملاحظة في العناية المركزة، وأنهما بخير، والأم ستظل في ضيافة ورعاية مستشفى لطيفة للنساء والأطفال حتى موعد الولادة لضمان توفر أفضل سبل العناية لها ولجنينها.

وأوضح استشاري جراحة المخ والأعصاب في مستشفى راشد الدكتور محمد العلماء، أن خطورة إجراء مثل هذه العملية الدقيقة تتمثل أنه تتم بعمود فقري لجنين ضئيل الحجم لم يتجاوز وزنه 700 غرام، ويضاف إلى ذلك خطر آخر أكبر وهو التعامل مع أعصاب دقيقة لدى الجنين لا ترى بالعين المجردة.