الاحد - 08 ديسمبر 2024
الاحد - 08 ديسمبر 2024

محمد بن راشد يعلن الموعد الدقيق لوصول مسبار الأمل إلى المريخ

محمد بن راشد يعلن الموعد الدقيق لوصول مسبار الأمل إلى المريخ
أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تغريدة عبر حسابه في موقع تويتر عن موعد وصول مسبار الأمل إلى مداره حول كوكب المريخ، وذلك في 9 فبراير 2021.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تغريدته: «بعد مرور 111 يوماً على انطلاق رحلة مسبار الأمل نحو المريخ والتي قطعت 290 مليون كم، أجرى مسبار الأمل اليوم آخر تعديل في مساره، ونعلن اليوم تاريخ الوصول الدقيق للكوكب الأحمر 9 - 2 - 2021 بإذن الله في تمام الساعة 7:42 دقيقة مساء، سيكون لنا عيداً وللعرب».

وعقب الإعلان، أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، أن المسبار يواصل بنجاح رحلته التاريخية إلى الكوكب الأحمر، مسجلاً بذلك محطة جديدة في سجل إنجازات دولة الإمارات الممتد من الأرض إلى الفضاء.

وقال «إن مهمة مسبار الأمل الذي سيصل إلى مداره حول الكوكب الأحمر في 9 فبراير 2021 تتوج رحلة امتدت لـ50 عاماً من التأسيس والبناء والتمكين والإنجازات المتراكمة لدولة الإمارات منذ إعلان الاتحاد عام 1971، وتعد أيضاً بداية لـ50 عاماً أخرى من الإنجازات النوعية القائمة على العلم والمعرفة والابتكار في مجالات جديدة نتحدى فيها المستحيل ونتخطاه ونحوله إلى فرص، فدولتنا لا تعرف المستحيل، وقيادتنا لا ترضى لنفسها ولا لشعبها إلا بالمركز الأول».

وتابع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد: «وصول مسبار الأمل إلى المريخ بالتزامن مع احتفال الدولة بيوبيلها الذهبي مجرد بداية للـ50 عاماً المقبلة، فهناك مشاريع طموحة في المجالات كافة، وذلك بعد أن أصبح لدينا كوادر وطنية مؤهلة قادرة على تحقيق رؤية وطموح القيادة في القطاع الفضائي الذي يتوسع وينمو بشكل مستدام، وغيره من القطاعات الواعدة».

وأضاف سموه أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) «نجح قبل أن يصل المسبار إلى مداره حول الكوكب الأحمر، في غرس ثقافة جديدة في نفوس ووجدان أبناء وبنات الوطن، مفادها أن العلم هو المستقبل وأن طموح دولتنا لا سقف له بعدما اخترق الفضاء، وأصبحنا أول دولة عربية تنجح في استكشاف الكواكب، كما أصبحت دولتنا عضوة في نادي مستكشفي المريخ الذي يضم 7 دول فقط».

وأكد سموه أن وصول الإمارات إلى المريخ كرابع دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي يلقي مسؤولية كبيرة على الأجيال القادمة لمواصلة مسيرة التقدم.

وثمّن سموه جهود فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، قائلاً: «أشكركم على جهدكم ودأبكم ومثابرتكم وتفانيكم، بعدما وضعتم نجاح هذا المشروع في مقدمة أولوياتكم رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، وأنجزتم هذه المهمة حتى الآن بنجاح فاق التوقعات، وسوف نحتفل معاً، إن شاء الله، في التاسع من فبراير المقبل بوصول المسبار إلى مداره».

المناورة الثالثة



وأنجز فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، اليوم الأحد، بنجاح، المناورة الثالثة لتوجيه مسار «مسبار الأمل» والتي تمت من محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، وتندرج هذه المناورة تحت سلسلة مناورات توجيه المسار، وتُشكل محطات رئيسية ومهمة في رحلة المسبار إلى الكوكب الأحمر.

وقطع المسبار 60% من المسافة، ما يعادل 290 مليون كم منذ إطلاقه يوم 20 يوليو الماضي وحتى اليوم، أي خلال 111 يوماً، ويتبقى له 189 مليون كم حتى وصوله إلى مداره المقرر حول المريخ.

15 ألف ساعة عمل



ومنذ إطلاق مسبار الأمل بنجاح من قاعدة تانيغاشيما الفضائية في اليابان، يواصل فريق العمل متابعة المسبار بدقة، إذ قضى أفراده أكثر من 15 ألف ساعة عمل حتى الآن.

الدخول إلى المدار

وعقب انتهاء مرحلة الرحلة إلى المريخ التي يمر بها «مسبار الأمل» حالياً، ستبدأ مرحلة الدخول لمدار المريخ يوم 29 ديسمبر المقبل، حيث سيركز فريق العمل في هذه المرحلة على تجهيز جميع أنظمة المسبار وإجراء المناورات الأخيرة استعداداً لإدخال المسبار في مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر بشكل آمن في 9 فبراير. وسيتم استخدام حوالي نصف كمية الوقود الموجودة في خزانات مسبار الأمل لإبطائه إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط.



وستستمر عملية حرق الوقود لمدة 30 دقيقة لتقليل سرعة المسبار من 121,000 كم/ساعة إلى 18,000 كم/ساعة.

ونظراً لبعد المسافة بين كوكبي المريخ والأرض والتي يترتب عليها تأخر وصول الاتصالات والإشارات من مدار الكوكب الأحمر (عادة ما تستغرق الإشارات اللاسلكية ما بين 13 إلى 26 دقيقة للوصول من مدار المريخ إلى المحطة الأرضية) لن يتمكن الفريق من التدخل والتواصل مع المسبار بشكل لحظي، ما يؤدي إلى أن تكون مهمة المسبار في هذه المرحلة مستقلة وذاتية بنسبة 100%.

الانتقال إلى المدار العلمي

ولاحقاً، وبعد الانتهاء من مرحلة الدخول لمدار المريخ بنجاح والتأكد من دخول المسبار في مدار الالتقاط، تبدأ مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي المناسب حتى يتمكن المسبار من أداء مهامه العلمية الأساسية، وتستمر هذه المرحلة إلى عدة أسابيع.

وفي هذه المرحلة، يقترب مدار المسبار إلى نحو 1000 كم فوق سطح المريخ (على شكل مدار إهليلجي)، ويراوح ارتفاع هذا المدار ما بين 1000 كم إلى 49380 كم. وفي هذه المرحلة سيتم التقاط الصورة الأولى للمريخ وإرسالها مرة أخرى إلى مركز التحكم، وخلال هذه المرحلة أيضاً، تتم الاستعدادات للعمليات العلمية الأولية.

ويستمر المسبار في المدار العلمي لمدة عام مريخي كامل (687 يوماً أرضياً) ويواصل فيها تجميع البيانات المتطلبة للإجابة عن الأسئلة العلمية حول المناخ الجوي لكوكب المريخ وإرسالها إلى المحطة الأرضية.



التخطيط المحكم

وقالت وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيسة وكالة الإمارات للفضاء وقائدة الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» سارة بنت يوسف الأميري: إن مسبار الأمل يواصل رحلته التاريخية، بنجاح يفوق التوقعات، إلى مداره حول الكوكب الأحمر بفضل التخطيط المحكم والعمل الدؤوب لفريق العمل الذي تلقى دعماً غير محدود من القيادة الرشيدة للدولة.

وأضافت أن الوصول المتوقع لمسبار الأمل إلى مداره حول المريخ يفتح آفاقاً علمية جديدة أمام الكوادر الوطنية ويحوّل الإمارات إلى دولة مصدرة للمعرفة بدلاً من مستوردة لها، لأن المعلومات والبيانات التي سيرسلها المسبار وستتم مشاركتها مع العالم، لم يصل إليها الإنسان من قبل.

بوابة التقدم العلمي

من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد عبيد المنصوري، أن إطلاق مسبار الأمل نحو كوكب المريخ «يمثل ترسيخاً لصناعة المستقبل الإماراتي. كما أن وصول مسبار الأمل إلى هذه المرحلة من الإنجاز بقطعه 60% من رحلته التاريخية إلى كوكب المريخ كأول مهمة عربية لاستكشاف الكواكب، يرسخ مكانة دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً».

وأضاف: «إن عيون أبناء الوطن تتجه إلى يوم 9 فبراير المقبل وهو الموعد الذي يدخل فيه المسبار إلى مدار المريخ».

المسار الصحيح

وأوضح مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ المهندس عمران شرف، أن مسبار الأمل حالياً على مساره نحو مداره المخطط له سلفاً حول الكوكب الأحمر.

وأشار إلى أن فريق العمل كان قد خطط لتنفيذ 7 عمليات توجيه لمسار المسبار في رحلته البالغة 493 مليون كم نحو المريخ، إلا أن كفاءة الإطلاق وإنجاز مرحلة عمليات المسبار الأولية ومناورات توجيه المسار بنجاح ساهم في وضع المسبار في مسار أكثر قرباً من المسار النهائي، وهو ما قد يترتب عليه عمليات أقل من مناورات توجيه المسار.