الجمعة - 06 ديسمبر 2024
الجمعة - 06 ديسمبر 2024

10 حواسيب خارقة تعزز بنية الإمارات التحتية بالذكاء الاصطناعي

10 حواسيب خارقة تعزز بنية الإمارات التحتية بالذكاء الاصطناعي

قال وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، عمر سلطان العلماء، إن المرحلة القادمة ستشهد تطوير منظومة الدولة الابتكارية عبر إطلاق مشاريع ومبادرات تختص وتحتضن الأفكار الواعدة، وتوفر التمويل والدعم للمشاريع المستقبلية والشركات الناشئة العاملة في هذا المجال، وتعزيز الشركات الدولية مع مختلف الحكومات والمؤسسات والشركات العالمية، بالإضافة إلى التركيز على مواصلة العمل على القطاع الأكاديمي والعلمي ومراكز البحث الدولية في توفير الخدمات والحلول المبتكرة، ليتم تطويرها على أرض الواقع في الدولة، مؤكداً أن دولة الإمارات عززت بنيتها التحية للتعامل مع الكم الهائل من البيانات، بامتلاكها أكثر من 10 حواسيب خارقة، تستعمل لأغراض الذكاء الاصطناعي والعلوم والأبحاث.

وأوضح العلماء، أن قيمة البيانات أصبحت بمثابة نفط المستقبل والثروة التي تتنافس عليها حكومات العالم، ولذلك تم العمل على إطلاق مراكز بحثية على مستوى العالم لدراسة وتحليل البيانات التي نتوقع أن يصل حجمها إلى 44 غيغا بايت هذا العام، وهو كم هائل من البيانات يجب علينا الاستفادة منها وتعزيز القدرات الحوسبية.

جاء ذلك في مؤتمر الابتكار الافتراضي الذي أطلقته الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي اليوم، تحت عنوان «الابتكار هو مفتاح المستحيل»، شارك فيه وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد عمر سلطان العلماء، والأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي عبدالله محمد البسطي، وعضوة المجلس الوطني الاتحادي مريم بن ثنية، والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل خلفان جمعة بالهول، ورئيسة الاستراتيجية والابتكار في حكومة الإمارات هدى الهاشمي، ورئيس قسم الابتكار في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي خلف راشد الغيث.

وأكد العلماء، خلال المؤتمر، أن الذكاء الاصطناعي من أهم المهارات المطلوبة في الشركات العالمية والناشئة. وبهدف ضمان إعداد جيل المستقبل في هذا المجال، أطلقت حكومة الإمارات العديد من المبادرات مثل برنامج الذكاء الاصطناعي، الذي نظمه البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع جامعة أكسفورد، الذي ساهم في تخريج مهارات وطنية متمكنة ستعزز توظيف الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، مشيراً إلى أنه جارٍ العمل مع العديد من الجهات الحكومية الوطنية والدولية والجامعات لإدراج الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية المعتمدة.

ونوه بأنه منذ 2017، تم نشر أكثر من 700 دراسة علمية في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، وكان دور الشباب مهماً في هذه الدراسات، كما شهدت الدولة زيادة ملحوظة في عدد براءات الاختراع التي سجلتها وزارة الاقتصاد ووصل عددها إلى 3600 طلب براءة اختراع في 2019 أي بنسبة نمو وصلت إلى 1100%، مقارنة بالسنوات الست الماضية، وهي نسبة كبيرة وجهد متكامل.

الابتكار ثروة مستدامة

من جهته، أكد مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي اللواء محمد المري، أن الابتكار ثروة مستدامة وأساس لتطور الشعوب وتقدم الدول إلى المستقبل، ودولة الإمارات العربية المتحدة انتهجت الابتكار ثقافة عمل وأسلوب حياة. ومن هذا المنطلق، جعلت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي الابتكار على رأس قائمة أولوياتها، وحرصت على تضمينه في مختلف استراتيجياتها ومبادراتها من خلال توفير بيئة محفزة تشجع على الإبداع والابتكار، وتبني الأفكار الخلاقة وتحويلها إلى عمل ملموس يطور من المنظومة العملية في الإدارة، وذلك تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة في دولة الإمارات في تحويل الابتكار إلى منهج عمل للحكومة وثقافة يتبناها أفراد المجتمع.

وقال: «إن دولة الإمارات تفوقت بسبب بنيتها التحتية التكنولوجية في أزمة كورونا، وبرهنت للعالم أجمع قدرة مجتمع الإمارات على التأقلم السريع مع التحول الذكي والاستمرار بالعمل بكفاءة عالية رغم الظروف التي نمر بها، وذلك بفضل البنية التحتية، وقدرتها على التكيف مع كافة المتغيرات والتعامل مع مختلف التطورات باحتوائها على هذه الأزمة، والتعامل مع تداعياتها الصحية، وبالتالي أصبح هذا الظرف الاستثنائي بمثابة منافسة إيجابية لكل المؤسسات الحكومية والخاصة لإثبات قدرتها على المواجهة والصمود والمقاومة والخروج منها بتجارب ودروس مستفادة تزيدنا قوة وإصراراً وانتصاراً، وهذا لا يتم إلا بالتعاون والاتحاد، والإيمان المطلق برؤى قيادتنا الرشيدة».

تمكين الكوادر الوطنية

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل خلفان جمعة بلهول، خلال مشاركته في محور مختبرات الابتكار الحكومي لصناعة المستقب"، أن دولة الإمارات طوّرت تجربة عالمية ناجحة في تبني ثقافة الابتكار ضمن منظومة العمل الحكومي، ترتكز على تمكين الكوادر الوطنية في الجهات الحكومية بأدوات الابتكار واستشراف المستقبل، وتهيئة البنية التحتية لتوظيف قدراتهم وخبراتهم في إيجاد حلول مبتكرة تلبي تحديات واحتياجات المستقبل.

وتطرق بلهول خلال حديثه، إلى دور مختبرات الابتكار في احتضان المواهب الوطنية والعالمية، وتسريع تنفيذ الخطط الاستراتيجية الهادفة إلى تشجيع أفراد المجتمع على تبني ثقافة ريادة الأعمال، مشيراً إلى أهمية تعزيز الشراكات مع الجهات الحكومية والخاصة المعنية بالابتكار، بما يسهم بتحقيق رؤية القيادة بتعزيز مكانة دولة الإمارات كوجهة عالمية رائدة للابتكار والمبتكرين.

محمد بن راشد قائد وفكر

من جانبه، أكد الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، عبدالله البسطي، أن استراتيجية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في تعزيز الابتكار، مبنية على الاختيار الصحيح للمسؤولين وإعطائهم المساحة الكافية في عملهم بدون حدود للوصول إلى قمة الابتكار.

وقال البسطي: «نحن كمسؤولين من الواجب علينا تأهيل الكوادر المواطنة ليقودوا مسيرة الابتكار، ومساعدتهم في تحديد أهدافهم بالطريقة المناسبة التي يرونها لإحداث فارق إيجابي في حياة المجتمع دون تقييدهم بطريقة معينة وتشجيعهم على بذل جهود مضاعفة لجعل الابتكار أسلوب عمل يعزز مكانتنا عالمياً».

وأشار إلى بروز مكانة الابتكار عند رؤيتها بالأرقام وربطها برضا المتعاملين، حيث ساهمت هذه الاستراتيجية برفع نسب السعادة منذ 2005، حيث بلغت 69%، وخلال عام 2019 بلغت 85.2%، وبلغت نسب سعادة الموظفين خلال 2005 68%، وارتفعت إلى 85% في 2019.

الشباب هو المال البشري

بدورها، قالت عضوة المجلس الوطني الاتحادي مريم بن ثنية، إن المجلس يتطلع إلى دراسة وإبداء الرأي فيما يتعلق بتشريعات استشراف المستقبل، مؤكدة أن المجلس يدعم الابتكار ومجتمع المبتكرين، من خلال ممارسته لاختصاصاته التشريعية والرقابية، ويهدف إلى تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة لاستشراف المستقبل.

بيانات ضخمة لتتبع مصابي كورونا

وتحت إطار العمل والابتكار الحكومي عن بُعد، أكدت رئيسة الاستراتيجية والابتكار الحكومي في حكومة دبي هدى السيد الهاشمي، أن الأزمة الحالية أثبتت استمرارية الحياة في الدول، وقدراتها التكنولوجية، وهنا لعب الابتكار دوراً كبيراً في ضمان استمرارية الحياة من كل النواحي.

وقالت إنه من دون التكنولوجيا كنا سنواجه تحديات كبيرة في استمرارية التعليم والعمل، وكنا سنواجه تحديات في ضمان استمرارية الاقتصاد دون التسوق الإلكتروني، مشيرة إلى أن القدرات التكنولوجية للدولة ساهمت في تسهيل استخدام البيانات الضخمة لتتبع المصابين بالفيروس، وضمان جودة الحياة.

إقامة دبي معتمدة لتقييم المؤسسات

وبدوره، قال رئيس قسم الابتكار في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي خلف راشد الغيث، إن الابتكار ليس بأمر جديد على إقامة دبي، حيث انتهجته منذ زمن بعيد، وذلك في خدماتها وعملياتها، إذ تعتبر إقامة دبي الجهة الحكومية الوحيدة المعتمدة التي تقوم بتقييم المؤسسات وإصدار الشهادات حسب معايير المعهد العالمي للابتكار.