الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

حسين الحمادي: لـ«الطفولة المبكرة» النصيب الأكبر في ملف التعليم للـ50 عاماً المقبلة

حسين الحمادي: لـ«الطفولة المبكرة» النصيب الأكبر في ملف التعليم للـ50 عاماً المقبلة
أكد وزير التربية والتعليم، حسين بن إبراهيم الحمادي، أن للطفولة المبكرة في قطاع التعليم نصيباً كبيراً من الاستراتيجيات الموضوعة للسنوات الـ50 القادمة.

جاء ذلك خلال جاء كلمة في ندوة «رعاية الطفولة المبكرة.. أفضل الممارسات والتوجهات المستقبلية»، والتي نظمها المركز الإقليمي للتخطيط التربوي عن بعُد أمس الأربعاء - بمشاركة منظمة اليونيسكو والبنك الدولي واليونيسيف وعدد من الخبراء الدوليين في مجال الطفولة المبكرة وممثلين من هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة والمركز الإقليمي للتخطيط التربوي.

وذكر الحمادي أن مرحلة الطفولة المبكرة (من الولادة حتى 8 سنوات)، تعد من أهم المراحل العمرية التي تتعهدها وزارة التربية والتعليم بالاهتمام والدعم والرعاية خلالها، لكونها بداية تكوين الطفل مهارياً واجتماعياً وسلوكياً ونفسياً، والمدخل لتحقيق مفهوم التعلم مدى الحياة.


وأشار إلى أن الدولة تقوم بعمل كبير وجهود واضحة لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وخاصة ما يرتبط منها بهذه المرحلة «الطفولة المبكرة»، إذ أصدرت الدولة التشريعات والسياسات واللوائح حول الأسرة والطفل، مثل السياسة الوطنية للأسرة وقانون حماية الطفل، وأنشأت العديد من المؤسسات الحكومية التي توفر الخدمات الأسرية والاجتماعية والصحية والاقتصادية الداعمة للأسرة والطفل إلى جانب إطلاق مجلس الوزراء الحملة الوطنية (أسرتنا متماسكة 2021) والتي تهدف إلى تثقيف الأسر وتوعيتها بأهمية التلاحم الأسري، حيث تطبق الحملة أساليب مبتكرة لإشراك الآباء والأبناء ومختلف فئات المجتمع، ووضعت المعايير الرقابية على مؤسسات تعليم الطفولة المبكرة لضمان امتثالها للسياسات والإجراءات.


وبين أن الاهتمام بملف التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، يحقق مجموعة كبيرة من الأهداف للمجتمعات، منها على سبيل المثال، تسهيل سبل المعرفة، وتنمية المهارات العقلية لدى الطفل عبر تحسين القدرات اللغوية والمعلومات المنوعة، وتحفيز قدرات الابتكار لديه عبر الاستثمار المبكر في السعة المعرفية وأنماط التفكير، وتبني منظومة فكرية لإنتاج إنسان مشارك وفاعل مجتمعياً، يكون بمثابة معول للبناء لا الهدم.

وقال وزير التربية والتعليم: «من الناحية العلمية، يمتلك الإنسان ومنذ ولادته ما بين 80 إلى 100 مليار خلية عصبية، وهي التي بدورها تحدد هويته الشخصية، والأنماط التي تشكل ما يفكر ويدور في عقل الإنسان، وبعض الدراسات تؤكد أن هذا العدد من الخلايا يتناقص تدريجياً مع مرور الزمن في حال عدم الاستخدام، لذا فإن الاهتمام بالتعليم في مراحل الطفولة المبكرة، هو أفضل استثمار لكونه يسهم في تحقيق نطاق كبير من التشابكات العصبية لعدد أكبر من تلك الخلايا ما ينعس بشكل إيجابي على علميات التعليم والتعلم».

وركزت الندوة على عدد من الموضوعات من أهمها، نظام وسياسة رعاية الطفولة المبكرة والتعليم، التأثير بعيد المدى على الجودة العالية لرعاية الطفولة المبكرة والتعليم (على الصعيد الأكاديمي والاجتماعي والاقتصادي)، تأثير جائحة كوفيد-19 على رعاية الطفولة المبكرة والتعليم، أفضل الممارسات العالمية، الاتجاهات المستقبلية لبرامج رعاية الطفولة المبكرة، من خلال جلستين رئيسيتين.

وقالت المديرة العامة للمركز الإقليمي للتخطيط التربوي، مهرة المطيوعي إن الدراسات المختصة أثبتت أن السنوات المبكرة من عمر الطفل هي سنوات نمو من الناحية الاجتماعية، النفسية، العقلية، اللغوية، وأن 80 % من دماغ الطفل يكتمل عند بلوغه 3 سنوات و75 % من كل وجبة يأكلها الطفل تذهب لبناء دماغه، وأن كل 15 دقيقة من اللعب تصنع آلاف الوصلات الدماغية في دماغ طفلك، لذا يجب استغلال هذه المرحلة استغلالاً إيجابياً بما يكفل النمو السوي من كافة الجوانب.

وأضافت أن المشاركين في الندوة يسعون للخروج برؤى وتوصيات من شأنها تطوير منظومة التعليم وتحسين مخرجاته، والإعداد لمواجهة المشكلات والتحديات في هذا القرن.

واستعرضت مديرة مكتب الشؤون التنفيذية في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، الدكتورة حصة علي راشد الكعبي، أفضل الممارسات الوطنية لاستراتيجية هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة والجهود التي تبذلها الهيئة من أجل الارتقاء بواقع الطفولة المبكرة في الدولة بالتعاون مع العديد من المؤسسات المعنية بما يقدم نموذجاً مشرفاً لكيفية رعاية هذه الفئة ورفدها بكافة مقومات تميزها في مختلف مراحلها العمرية اللاحقة مبينة أن هيئة الأجواء المناسبة واختبار آليات التعامل مع الطفل وإمكانياته الإدراكية والمعرفية تعتبر أساساً لتطويره والاستثمار فيه وتهيئته للمراحل العمرية والتعليمية اللاحقة.

وتناول البروفيسور بجامعة أكسفورد إدوارد ملويتش، مجموعة من الأدلة من الكثير من البلدان على مدى العقود الأخيرة على أن الخبرة التي يكتسبها الطفل خلال مرحلة الطفولة المبكرة يكون لها آثر عميق على حياته فيما بعد، كما تشير الأدلة الحديثة المستخلصة من الدراسات الطولية الواسعة النطاق إلى أن الأنماط المختلفة للخبرة خلال السنوات الأولى، سواء في المنزل أو خارجه، (مثل الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة)، يمكن أن يكون لها أثر طويل المدى على نماء الطفل على المستوى التعليمي والاجتماعي والعاطفي، وتستمر تحديداً الخبرة المكتسبة من بيئة التعلم في المنزل والرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في التأثير على نماء الطفل حتى مرحلة البلوغ.

وتحدث رئيس مركز أبحاث الطفولة المبكرة البروفيسور ماتياس أوربان، عن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) الراهنة ووجود أوجه ضعف هيكلية في المؤسسات الاجتماعية لدى الكثير من البلدان وأدت إلى تفاقم أوجه عدم المساواة القائمة في البلدان وفيما بينها، كما سلطت الضوء على الحاجة إلى إعادة توجيه كافة هذه المؤسسات – بما فيها المؤسسات التي تستهدف تقديم الدعم للأطفال وتعليمهم – نحو تحقيق الاستدامة والمساواة.

وأضاف أن هناك مؤشرات قوية على أن البلدان التي اعتمدت أطراً وأنظمة أكثر تكاملاً لسياسات الطفولة المبكرة تكون مجهزة على نحو أفضل لمواجهة الاضطراب والأزمة، وتحقيق نتائج أفضل للأطفال.

وتناولت أخصائية ورئيسة النماء في مرحلة الطفولة المبكرة بمكتب منظمة اليونيسف بمنطقة الخليج، تاتيانا كولين، أهمية الاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة، وضرورة تحسين فعالية المعلمين من خلال معلمين مؤهلين ومدربين جيداً، وتحسين بيئات التعلم في الأوساط الرسمية وغير الرسمية، زيادة الإنفاق على تنمية الطفولة المبكرة، تحسين نتائج التعلم المبكر للأطفال الصغار.