افتتحت شرطة أبوظبي وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، قاعة المعرفة في مبنى مديرية المؤسسات العقابية والإصلاحية. وأوضح مدير مديرية المؤسسات العقابية والإصلاحية بقطاع أمن المجتمع العميد ركن أحمد علي الشحي، أن القاعة هي عبارة عن مشروع تعليمي ذاتي يعد الأول من نوعه في المؤسسة للدراسة الجامعية وتوفر آلاف الدورات الجامعية المجانية والتي لا تحتاج إلى الاتصال عبر الإنترنت. وذكر أن البرامج مطروحة مسبقاً بطريقة "offline" وتم تحميلها مسبقاً كحقائب تدريبية ومتضمنة المنهج والمقرر، ومسجلة عبر الفيديو وفي أجهزة الكمبيوتر، حيث بالإمكان تحميلها على أي جهاز بسهولة دون الاتصال عبر الإنترنت وهي معتمدة، وبإمكان الدارس الاتصال على الجامعة لأداء الاختبارات ودفع الرسوم والحصول على الشهادة. وأضاف باستطاعة النزيل الالتحاق بأكثر من 2400 تخصص في دورات جامعية ومراجع معتمدة من أفضل جامعات العالم مثل جامعة أكسفورد وجامعة كامبريدج ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT وغيرها، ويتم منح النزيل شهادة الدورة والبرنامج، بعد الإفراج عنه واستكمال متطلبات منح الشهادة حسب اشتراطات الجامعة. وأكد حرص شرطة أبوظبي على تأهيل وتدريب النزلاء من خلال إعداد الخطط والبرامج التطويرية والدورات التي تدعم عملية تأهيلهم وإصلاحهم النزلاء. وأشار إلى أن افتتاح المشروع يأتي نتيجة للجهود الدؤوبة التي يقدمها فرع التعليم والثقافة في المديرية، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والتي تعد الشريك الاستراتيجي في عملية الارتقاء بالخدمات المقدمة للنزلاء. وأشاد بدور هيئة الهلال الأحمر في رعاية المشروع وتقديم الدعم المادي وشراء الأجهزة والكمبيوترات والبرامج والسوفت وير والكابلات وغيرها من اللوازم الفنية التي تتطلبها الدراسة أو تحتاجها قاعة المعرفة. حضر الافتتاح مدير مركز هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في بني ياس خلفان سرحان الرميثي، ونائب مدير مديرية المؤسسات العقابية والإصلاحية العميد فيصل عيسى الحمادي، ونائب مدير إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية المقدم سعيد جمعة الدرمكي، ورئيس قسم تنسيق التأهيل والإصلاح المقدم عبدالجليل إسماعيل، وعدد من الضباط.

سفر المرأة مع صديقاتها.. اعتماد على الذات أم إهمال للمسؤوليات؟
رأى مواطنون ومقيمون أن سفر الزوجة للسياحة مع صديقاتها أو قريباتها بدون رفقة زوجها، يخلق لديها استقلالية واعتماداً على النفس في إدارة شؤون حياتها، كما يمنح الزوجين مساحة من الحرية لإعادة ترتيب أولويات علاقتهما، فيما اعتبر آخرون أن هذا السلوك منافٍ لعادات وتقاليد المجتمع، ويضع المرأة بمواجهة مواقف طارئة وصعبة قد لا تجيد التعامل معها بشكل صحيح.
ترتيب أولويات
قال تركي الغامدي إن سفر الزوجة، سواء مع صديقاتها أو أقاربها، هو أحد أشكال الاعتماد على النفس، إذ تصبح قادرة على تدبير أمورها الخاصة وشؤون حياتها، بعيداً عن الاعتماد على الزوج، كما أنها تصبح أكثر استقلالية، لافتاً إلى أن هذه التجربة تنعكس على المواقف الأخرى التي تمر بها.
وأضاف أن سفر الزوجة منفردة «يمنحها مساحة من الحرية، وثقة عالية بالنفس، كما أن السفر كفيل بمنح الزوجين فرصة لإعادة حساباتهما وترتيب أولوياتهما، بما يسهم في تقوية أواصر العلاقة بينهما، وفي ذات الوقت تجعل هذه التجربة الزوج يتحمل جزءاً من مسؤولية تربية الأبناء والاهتمام بهم أثناء غياب الزوجة».

تغيير أنماط
وأيده في الرأي خالد ظاهر، الذي رأى في سفر الزوجة مع صديقاتها تغييراً للأنماط المتعارف عليها، ما يضفي نوعاً من المرونة على حياة المرأة، فتصبح أكثر انطلاقاً في الحياة وأفضل قدرة على تأدية دور خلاّق ومبدع، سواء من خلال دور الأم في البيت أو الموظفة في مكان العمل، مضيفاً أن الزوجة حين تسافر مع أفراد أسرتها أو أقربائها فهي بذلك توطد علاقاتها الأسرية معهم وتزيد مشاعر التقارب والمحبة معهم.
وقال «نتج عن تعدد الجنسيات بالدولة تغير أنماط الحياة الدارجة، إذ أضحينا نجد المرأة تسافر لوحدها أو مع صديقاتها، سواء بدواعي مهام العمل أو بهدف السياحة والاستجمام، وأضحى مألوفاً أن تستسيغ الأسر سفر المرأة مع صديقاتها أو قريباتها، كون هذه التجربة توسع لديها مدارك المعرفة عبر اطلاعها على ثقافات الدول الأخرى، ما يجعلها أكثر أريحية في التعامل مع الآخرين».

مواقف طارئة
على النقيض، اعتبر حمد العيدروس أن سفر الزوجة مع صديقاتها بدون زوجها إهمال لواجباتها تجاه أسرتها، وعدم تقدير لحجم المسؤولية المنوطة بها.
وذكر أن «هذا السلوك دخيل على مجتمعاتنا، فالمرأة، بطبيعتها، أقل قدرة من الرجل في التعامل مع المواقف الصعبة والتصرف السليم في المواقف الطارئة التي قد تواجه السائح في الدول التي يزورها للمرة الأولى»، مشيراً إلى أن تواتر هذا السلوك أضحى ظاهرة أوجدتها وروجت لها حسابات عدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعززها تقليد بعض النساء للشخصيات المشهورة من الـ«فاشنيستات»، أو نجمات الـ«سوشيال ميديا»، ولا سيما في غياب دوافع منطقية تدفع المرأة للسفر بدون زوجها.

عبء إضافي
ولفتت فرات غانم إلى أن سفر المرأة مع صديقاتها للسياحة هو عبء مالي إضافي يقع على زوجها، تحديداً في حال كانت الزوجة لا تعمل، كون السفر يتطلب مصاريف تتضمن قيمة التذاكر، إضافة إلى الإقامة والمواصلات وغيرها، وفي حال لم تسمح القدرات المادية للزوج بتوفير هذه المصروفات فإن الأمر يؤدي لخلق مشاكل ومشاجرات بينهما، ما يؤثر على الاستقرار الأسري وقد يؤدي للانفصال، خصوصاً أن بعض الزوجات، وبدافع الغيرة من الصديقات، يرين في سفرهن بلا أزواجهن أحد مظاهر تمتعهن بالحرية وأيضاً المباهاة والتفاخر بين القريبات.
ورأت أن الدوافع المنطقية لسفر المرأة بدون زوجها تتمثل في مهمات العمل أو بدافع الدراسة أو من أجل العلاج في دولة أخرى.

ضوابط واشتراطات
من جانبها، نبّهت المستشارة الأسرية والاجتماعية الدكتورة أمينة الماجد، إلى أهمية أن يكون سفر الزوجة للسياحة وفق ضوابط واشتراطات لا تتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع، وأن يكون بموافقة زوجها، وفي ذات الوقت لا يتعارض سفرها مع واجباتها ومسؤولياتها تجاه أسرتها وزوجها.

وأوضحت أن هذه الاشتراطات لا تعفيها من تأدية مهامها تجاه أسرتها حتى لا يحدث شرخ في العلاقة الزوجية نتيجة إهمالها لزوجها خلال مدة السفر، وعلى وجه الخصوص إن تكرر السفر لأكثر من مرة خلال العام.