الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

حلقة شبابية بين إماراتيين وإسرائيليين لتكريس التعايش السلمي والتفاهم المتبادل

حلقة شبابية بين إماراتيين وإسرائيليين لتكريس التعايش السلمي والتفاهم المتبادل

نظمت المؤسسة الاتحادية للشباب أول حلقة شبابية افتراضية «إماراتية - إسرائيلية»، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للتسامح ركزت على ضرورة الحوار المتبادل بين الأديان والمعتقدات، وتكريس قيم التسامح والتعايش السلمي، واحترام التعددية الثقافية، وذلك بمشاركة رجال الدين، ومجموعة من الشباب في دولة الإمارات وإسرائيل.

وحضر الحلقة التي أدارتها الشيخة ماجدة بنت مكتوم بن راشد آل مكتوم، وهي باحثة حاصلة على منحة «رودس» المرموقة، ووزيرة دولة لشؤون الشباب رئيسة المؤسسة الاتحادية للشباب شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، والحاخام الأكبر للجالية اليهودية في دولة الإمارات الحاخام يهودا سارنا، ومريم الزيدي، وهي داعية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومازن نحوي، رجل أعمال فلسطيني مقيم في دولة الإمارات منذ مدة طويلة.

وحضر الحلقة الافتراضية أيضاً أكثر من 40 شاباً وشابة من الإمارات وإسرائيل من شتى أرجاء دول العالم، وذوي اهتمامات متنوعة ومتعددة، بما فيها علوم التكنولوجيا والهندسة والرياضيات والفنون والعلوم السياسية وريادة الأعمال.

وقالت الشيخة ماجدة آل مكتوم: «تشكل هذه الحلقة الشبابية مثالاً على أهمية الحوار والتعاون ليس في المنطقة فقط بل إنما على مستوى العالم أجمع، حيث ركزت نقاشاتها على العديد من القضايا والقيم المشتركة كالتسامح، والتعايش السلمي، وصناعة المستقبل، وهدفنا هو الاستماع لوجهات النظر، ومعرفة الأهداف والتحديات المشتركة التي تواجه الشباب في دول المنطقة، والاستفادة واكتساب المعرفة والتعلم من بعضنا».

ومن جانبها، قالت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي: «لدينا في دولة الإمارات وإسرائيل فرصة مشتركة لتكريس قيم التسامح، واستكشاف الرؤى الشبابية في ظل السلام لصناعة المستقبل الأفضل، والسلام لنا في دولة الإمارات هو أن نطوي صفحة الماضي، ونفتح صفحة جديدة نتعرف فيها على ثقافات جديدة، ونكوّن أصدقاء جدداً نعمل معهم معاً على استكشاف طرق للمضي قدماً نحو مستقبل مزدهر وأفضل للمنطقة والعالم».

وأضافت: «التسامح والتعايش هو إلى حد أشبه بالعضلة التي تنمو يوماً تلو الآخر بالتمرين والتدريب المستمرين. نحن اليوم متحمسون أكثر من أي وقت مضى للتعرف على التنوع في ثقافاتنا، وتبادل المعرفة بين بعضنا».

ومن جانبه، تحدث مازن هوي عن مسيرته لتقبل الآخر قائلاً: «أنا من اللاجئين الفلسطينيين الذين تركوا أرضهم في عام 1948، ونشأت كغيري من ملايين الشباب العرب وسط بيئة يسودها الغضب ولديهم الكثير من المشاعر السلبية، وأنا هنا اليوم لأتحدث عن مسيرتي مع التعايش والتسامح، فطيلة حياتي لم أرَ أبداً يهودياً أو إسرائيلياً حتى بلغت الـ16 من عمري عندما تخرجت في مدرستي - الشويفات في الشارقة - وذهبت إلى جامعة بوسطن. هناك كان لدي زميل يهودي في السكن، ولم أعرف ذلك إلا بعد أسبوع من العيش معاً حينها انتقلت من مرحلة الصدمة والخوف إلى مرحلة تطوير صداقة حقيقية ومحبة مع مرور الوقت حتى اليوم.

من جانبها تطرقت مريم الزيدي إلى أوجه الشبه بين الإسلام واليهودية قائلة: «نحن جميعاً نعبد إلهاً واحداً، وكلنا ولدنا من أب واحد، ونؤمن أن الله يدعو إلى السلام. وفي الإسلام السلام هو من أجمل أسماء الله الحسنى التي وصف الله سبحانه وتعالى بها نفسه».

وأضافت: «نحن اليوم بحاجة لحوار من قلوبنا أساسه محبة بعضنا، وألا نقبل الأذى لأنفسنا، وأن يتم فهمنا واحترامنا بغض النظر عمن نكون».

واختتمت الشيخة ماجدة آل مكتوم الحلقة بشكر جميع المشاركين على المساهمة في النقاش وكونهم رمزاً للأمل والإلهام للمستقبل.

ويذكر أن الحلقات الشبابية هي إحدى المبادرات التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وهي تهدف إلى تعزيز التواصل المستدام مع شباب الإمارات والاستماع لهم والتعرف على أفكارهم وآرائهم في إيجاد الحلول للتحديات حتى تستطيع الحكومة توفير أفضل بيئة حاضنة لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم وتمكينهم من لعب دور أساسي في مسيرة البناء والازدهار في الإمارات.