الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

أبوظبي تطلق «ائتلاف الأمل».. حلول لوجيستية لتوزيع 6 مليارات لقاح كورونا في 2021

أبوظبي تطلق «ائتلاف الأمل».. حلول لوجيستية لتوزيع 6 مليارات لقاح كورونا في 2021
أطلقت أبوظبي «ائتلاف الأمل» دعماً للجهود العالمية في توزيع لقاحات فيروس كوفيد-19، لجميع أنحاء العالم، وذلك بالتزامن مع الارتفاع المتوقع في الطلب على الخدمات اللوجيستية المخصصة لنقل اللقاحات، ما يعزز مكانة الإمارة كمركز لوجيستي عالمي، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي وشبكة الطرق والمواصلات والموانئ والمطارات التي تتميز بها.

ويقدّم الائتلاف الذي يضم جهات رائدة محلياً وعالمياً، حلولاً متكاملة لسلسلة التوريد، بغية تلبية متطلبات عملية نقل اللقاح وتخطيط الطلب والتوريد والتدريب، إضافة إلى توفير البنية التحتية الرقمية للمساهمة بشكلٍ فاعل في توفير اللقاح في جميع أنحاء العالم.

ويأتي إطلاق الائتلاف في أعقاب نجاح الاتحاد للشحن بنقل 5 ملايين لقاح خلال شهر نوفمبر الجاري، بإشراف دائرة الصحة بأبوظبي، التي تقود «ائتلاف الأمل»، حيث ستشرف على امتثاله التنظيمي وسلسلة خبراته الكاملة والجوانب العلمية.


ويضم الائتلاف كلاً من الاتحاد للشحن وموانئ أبوظبي وشركة رافد (الشركة الجديدة لمشتريات الرعاية الصحية التي أطلقتها «القابضة ADQ» والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها)، إضافة إلى شركة سكاي سيل السويسرية.


وتطوّر الشركة السويسرية الحائزة على جوائز مرموقة، حاويات لوجيستية مخصصة لقطاع الأدوية، حيث يمكن ضبط درجة حرارتها ومراقبتها عن بعد، وستتعاون مع الائتلاف عبر إنشاء مركز إقليمي للخدمات والتصنيع في أبوظبي.

وحشد «ائتلاف الأمل» خبراته لتوفير الخدمات اللوجيستية للتعامل مع أكثر من 6 مليارات جرعة من اللقاحات العالمية (التي يتم تطويرها وتصنيعها حالياً وتضم جرعات فردية أو متعددة وتخزينها في درجات حرارة باردة وفائقة البرودة)، مع بداية عام 2021، وزيادة العدد ليصل إلى أكثر من 3 أضعاف مع نهاية العام نفسه، فيما يعدّ أحد أكبر السعات التخزينية واللوجيستية في العالم والأكبر على صعيد المنطقة.

ريادة في مساعدة العالم

وتعليقاً على تأسيس الائتلاف، قال رئيس «صحة أبوظبي» الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد: «يعد (ائتلاف الأمل) مثالاً بارزاً على ريادة أبوظبي في مجال توفير الحلول والإمكانات والقدرات لمساعدة العالم على تجاوز هذه الأزمة الصحية، كما يعكس التعاون المستمر بين الجهات الفاعلة المحلية والعالمية، والشراكة بين القطاعين العام والخاص في الإمارات العربية المتحدة وعالمياً».

وتابع: «إضافة إلى ضمان إمداد السوق المحلي باللقاح، سيقدم الائتلاف للحكومات الدولية والمنظمات غير الحكومية ومورّدي اللقاحات حلاً شاملاً لجميع مراحل سلسلة التوريد، بدءاً من الشحن الجوي والتخزين الإقليمي والتحكم بدرجات حرارة التخزين ووصولاً إلى إدارة المخزون وتوفير حلول الحاويات الباردة وفائقة البرودة، إضافة إلى الحصول على التصاريح التنظيمية وضمان جودة المنتجات الدوائية وخدمات الرعاية الصحية».

وأضاف الشيخ آل حامد «تطوير اللقاح هو الخطوة الأولى في عملية حل الأزمة الصحية، في حين يمثل إيصال اللقاح إلى مختلف أنحاء العالم، مع الحفاظ على درجات الحرارة المثالية أثناء النقل والتخزين، تحدياً قائماً بحد ذاته، ولهذا يسعى الائتلاف إلى توفير هذا الحل وفق أعلى معايير الجودة الممكنة وباستخدام أفضل التقنيات العالمية».

وأردف قائلاً: «سيستفيد الائتلاف من الخبرات الشاملة للعديد من الجهات المعنية في أبوظبي والإمارات العربية المتحدة عموماً، والتي تمتلك خبرة واسعة في نقل ملايين المواد المتعلقة بجهود التصدي لفيروس كوفيد-19 إلى مختلف أنحاء العالم لتوفير حل متكامل وشامل مخصص لاحتياجات توزيع لقاحات فيروس كوفيد-19، وذلك بالتزامن مع تقدم محادثاتنا مع مصنّعي اللقاحات لإطلاعهم على قدرات التوزيع العالمية الموجودة في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة».

وسيتم توزيع اللقاحات، التي ستُخزن في مرافق موانئ أبوظبي، على قطاعي الأدوية والرعاية الصحية عن طريق الاتحاد للشحن، نظراً لكونها أول ناقل في الشرق الأوسط يحصل على شهادة مركز تميز المدققين المستقلين التابع للاتحاد الدولي للنقل الجوي لخدمات نقل الأدوية.

كما ستعتمد شركة الاتحاد للشحن على شبكتها الواسعة وأسطولها الفعال، ورحلات الطائرات الخاصة لتوفير اللقاحات لمختلف أنحاء العالم.

خبرات تقنية وبنى تحتية

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران توني دوغلاس: «تقع ثلثا دول العالم على مسافة 4 ساعات بالطائرة عن أبوظبي، وتتيح استثمارات العاصمة الإماراتية في مجالي الخبرات التقنية والبنى التحتية عالمية المستوى، أن تكون مركزاً لوجيستياً عالمياً يربط جميع أنحاء العالم».

وأشار إلى أن الاتحاد للشحن ستوظف، في إطار دورها في الائتلاف، كامل الكفاءات اللوجيستية التي تتمتع بها لشحن الأدوية وخدمتها الرفيعة المتخصصة بالأدوية والرعاية الصحيّة، فارمالايف، الحائزة على شهادة مركز تميز المدققين المستقلين من الاتحاد الدولي للنقل الجوي في مجال الخدمات اللوجيستية للمنتجات الصيدلانية والقادرة على تسهيل نقل بضائع الشحن الحساسة لدرجة الحرارة بين درجتي 25 و-80 مئوية.

أما موانئ أبوظبي، التي تمتلك أكبر سلسلة لمرافق التخزين الباردة وفائقة البرودة في منطقة الشرق الأوسط، فستوظف قدراتها كوجهة ابتكار رائدة في تقديم خدماتها في الشرق الأوسط والعالم، انطلاقاً من أبوظبي، لتكون بوابة لسلسلة التوريد تربط جميع أنحاء العالم ببعضها.

مركز عالمي للخدمات اللوجيستية

ومن جهته، قال الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي: «ينسجم هذا التعاون مع التزامنا بإيجاد أفكار وحلول وفرص مبتكرة تعزز مساهمتنا في تحقيق رؤية وتطلعات قيادتنا الرشيدة لتحويل الإمارة إلى مركز عالمي رائد للتجارة والخدمات اللوجيستية. يقوم نهجنا على بناء الشراكات الاستراتيجية انطلاقاً من إيماننا بأهمية العمل الجماعي، ويتمثل دورنا في (ائتلاف الأمل) بوضع قدراتنا اللوجيستية المتطورة وحلولنا الرقمية وخبراتنا في خدمة إمارة أبوظبي كي تتصدر جهود التلقيح العالمية وتحدث تأثيراً إيجابياً يلامس حياة الملايين حول العالم».

وأكد أن منشآت التخزين المبرد المتطورة في مدينة خليفة الصناعية وحلول التجارة العالمية المتكاملة والرقمية التي تطورها بوابة المقطع، كفيلة بضمان سرعة وفاعلية عمليات نقل وتخزين وتوزيع اللقاحات.

حركة مستمرة

من جانبها، قالت رئيسة القطاع الرقمي في موانئ أبوظبي والرئيسة التنفيذية لبوابة المقطع الدكتورة نورة الظاهري: «يمثل ضمان الحركة المستمرة والسلسة للشحنات الحيوية، مثل الأدوية والغذاء، أحد أبرز قصص نجاح موانئ أبوظبي خلال عام 2020، إلا أن نجاحنا المرتقب في توزيع اللقاح على أوسع نطاقٍ ممكن، سيشكّل محطة بارزة في مسيرتنا. ونلتزم في بوابة المقطع بابتكار وتطوير الحلول الرقمية التي تعزز الشفافية والموثوقية في نظام عمل سلسلة التوريد في المنطقة».

مراقبة عبر إنترنت الأشياء

يعتزم «ائتلاف الأمل» نقل اللقاحات باستخدام حاويات سكاي سيل الهجينة، في حين سيتم تأمين حاويات التخزين والنقل من خلال خدمة المراقبة القائمة على إنترنت الأشياء والتي تراقب درجة الحرارة لضمان حماية اللقاحات الحساسة حتى في ظل الظروف القاسية. وتحافظ الحاويات على درجات حرارة ثابتة لمدة 202 ساعة وسطياً (أي ما يعادل 8.4 أيام)، وهي مزودة بإمكانية إعادة الشحن تلقائياً في غرفة التبريد أو شاحنة التبريد، بالاعتماد على العزل الفعال وتكنولوجيا التبريد المتطورة.