الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

متطوعون إماراتيون: تربينا على ثقافة عمل الخير ومساعدة الآخرين

متطوعون إماراتيون: تربينا على ثقافة عمل الخير ومساعدة الآخرين

متطوعو مبادرة 10 ملايين وجبة. (أرشيفية)

عبّر متطوعون ومتطوعات إماراتيون، عن سعادتهم بالمشاركة في الأعمال التطوعية من أجل الوطن، وقالوا إن التطوع وعمل الخير ثقافة تربت عليها الأسرة المواطنة وورثتها من الآباء والأجداد، وذلك لمد يد العون والمساعدة للآخرين في الظروف والأحداث المختلفة، ولا سيما الأزمات التي تواجه المجتمع، حيث تسابق الجميع للمساهمة وتقديم الخدمات في المكان المناسب دون أي مقابل سوى العطاء للوطن.

وأوضحوا أن التطوع في ظل جائحة فيروس كورونا التي يعاني منها العالم ككل، كان أمراً واجباً وترجمة لقيم التكافل المجتمعي والتضحية وخدمة الوطن، فضلاً عن الدور الإنساني الذي يقوم به المتطوع لخدمة أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين وزائرين.

وقال مدير عام مؤسسة وطني الإمارات وعضو المجلس الوطني الاتحادي، ضرار بالهول الفلاسي، إن يوم 5 ديسمبر من كلِّ عام، ذكرى جميلة بمعانيها، وهو اليوم العالمي للتطوع، والذي يترجم عبره أصحاب المعاني السامية أعمالهم، برسم ملامح مستقبل تملؤه قيم التسامح والتعاون والأخوة.

العمل التطوعي

وأوضح أن من هذا المنطلق تسعى دولة الإمارات منذ نشأتها إلى غرس قيم المحبة والتعاون والتعايش بين أفراد المجتمع، والذي يترجمه هذا الجانب التطوعي الذي تعتبر فيه دولة الإمارات متقدمة في إنجازاتها وأرقامها بالعمل التطوعي، مشيراً إلى أن مؤسسة وطني الإمارات تسعى على خطى قيادتها الرشيدة في دعم العمل التطوعي، عبر دعم الجهات والدوائر الحكومية المختلفة للحد من انتشار فيروس كورونا.



ولفت إلى أن مؤسسة وطني الإمارات رائدة في العمل التطوعي، وهي أول مؤسسة وطنية تحمل عضوية الاتحاد العربي للتطوع التابع لجامعة الدول العربية، والتي من خلالها استطاعت نشر مفهوم العمل التطوعي، وغرست ثمار المواطنة الصالحة لدى جميع أفراد المجتمع.

وذكر الفلاسي أن المؤسسة استقطبت عبر حملة مدينتك تناديك التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، 14 ألف متطوع ساهموا بالعديد من المواقع المهمة في دبي بمختلف المجالات في الإسعاف من: مستودعات، الصحة والسلامة، ونقاط التعقيم، الدعم اللوجيستي، والدعم الإداري، قسم التحفيز، مركز الاتصال وتنظيم لحركة المحجورين في الفنادق، ومواقع الحجر، بالتنسيق مع هيئة الصحة، كذلك تجهيز المستشفى الميداني وموقع مدينة هند الإنسانية.

وأضاف أن المؤسسة قدمت الدعم اللوجيستي وترتيب الأماكن وتوزيع الأجهزة والمستلزمات، كما كان لمتطوعي «مدينتك تناديك» دور في مبادرة 10 ملايين وجبة، بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، لتوفير السلات الغذائية والوجبات للمتضررين من الجائحة والأسر المتعففة، ووصلت هذه الوجبات إلى أكثر من 70 منطقة على مستوى إمارة دبي.



منصة الهيئة

من جانبها، أفادت هيئة الصحة في دبي، بأن عدد المتطوعين في منصة الهيئة أثناء تفشي جائحة كورونا وصل إلى 4515 متطوعاً، منهم 1549 في المجال الطبي، و2966 بالمجال الإداري والتطوع العام، حيث تم إنشاء 370 فرصة تطوعية على المنصة منذ بداية الأزمة الصحية.

وقال رئيس مجلس الشباب في الهيئة الدكتور خالد لوتاه، إن عدد المتطوعين الفعليين النشطين في المواقع المختلفة، وصل إلى 2069 متطوعاً خلال فترة الجائحة، بينهم 1232متطوعاً من هيئة الصحة، منهم 127 متطوعاً (الإمارات تتطوع)، و494 من مؤسسة وطني (يوم لدبي) و216 خارجيين.



ثقافة التطوع

وقال أحد المتطوعين لأخذ لقاح كوفيد-19 بشكل تجريبي في مركز القرائن الصحي بالشارقة المواطن عبدالله البلوشي، إنه يحب التطوع منذ صغره، حيث نشأ في أسرة تمد يد المساعدة للجميع وتقف بجانب المحتاج، وهي خصال تعلمتها أسرته من قادة دولة الإمارات، وما غرسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مؤكداً أن دولة الإمارات بمواطنيها ومقيميها ستظل في مقدمة دول العالم الرائدة بمجال التطوع.

وأضافت المتطوعة ومسؤولة شعبة المتطوعين بمؤسسة وطني الإمارات، حمدة العامري، أن العمل التطوعي مزروع بداخلها منذ الطفولة، حيث كانت تساعد المعلمات في المسرح المدرسي، إلى أن بدأت العمل التطوعي بعد التخرج عام 2002.



وأوضحت أن عدد المتطوعين في المؤسسة تعدوا 25 ألف متطوع، وأن المؤسسة لديها تطبيق (يوم لدبي) للتطوع من خلاله، والجميع يعرف دور المؤسسة ومتطوعيها خلال أزمة كورونا، أما في الأيام العادية تشارك المؤسسة في المناسبات الوطنية المختلفة، كما أن لديها حملة «حماة العلم»، حيث يشارك أكثر من 10 آلاف متطوع في حمل العلم وتوعية الناس بقيمة العلم في الثالث من نوفمبر كل عام.

ولفت أحد المتطوعين عمر كيدي، إلى أن أبرز التحديات التي واجهت المتطوعين الذين عملوا خلال أزمة كورونا، هي الخوف من الإصابة بهذا المرض، خصوصاً أن أحداً لم يكن يعرف شيئاً عن الفيروس عند بداية انتشاره، لذلك كان من المهم طمأنة المتطوعين بالإجراءات الاحترازية، مشيراً إلى أن التطوع كثقافة يتم بدون مقابل، ولكن هذا لا يعني عدم الاهتمام بالمتطوعين والحرص على صحتهم وسلامة ذويهم، لذلك يتم إجراء فحص مجاني للمتطوعين بشكل دوري.