الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

191 ورشة تستهدف 37 ألف معلم وقيادي في «ملتقى المواد الدراسية الرابع»

191 ورشة تستهدف 37 ألف معلم وقيادي في «ملتقى المواد الدراسية الرابع»
انطلقت فعاليات ملتقى المواد الدراسية الرابع للمعلمين، اليوم الثلاثاء، تحت شعار «مستعدون للمستقبل»، بهدف تمكين المعلمين من الخبرات والمعارف والمهارات التي تساعدهم في تبني ممارسات التعليم، التي تتناسب مع بيئة تعليم مستقبلية مبتكرة.

ويقدم الملتقى 191 ورشة مستهدفة 25 ألف معلم ومعلمة من المدارس الحكومية، و10 آلاف من المدارس الخاصة، و2000 من القيادات المدرسية على مدار يومين، وفق المحاور: متعلمون مدى الحياة، والابتكار في التدريس، والثورة التقنية، والقيادة للمستقبل.

وركز المتحدثون في الملتقى على أهمية الثورة التكنولوجية، التي ينبغي أن تقابلها ثورة شاملة في التعليم، من أجل بناء أجيال تواكب احتياجات سوق العمل المستقبلي، كما أن منهج الإدارة والقيادة المستقبلية يرتكز على الحيوية والإيجابية والإنتاجية ووضع أهداف طموحة والعمل بدأب على تحقيقها، إضافة إلى أن الاستثمار في تطوير الإنسان وتنمية قدراته وإمكاناته يشكل الركيزة الأساسية لضمان جاهزية دولة الإمارات للمستقبل.


وأشاروا إلى ضرورة توفير التنوع المناسب من فرص التعليم والتدريب مدى الحياة، والذي يعدّ البنية التحتية للتخطيط لمستقبل الموارد البشرية الوطنية، إذ إن تنمية وتطوير رأس المال البشري وإعداد أجيال لمواكبة تغيرات ومتطلبات المستقبل، ووضع خطة مسار التعليم ورأس المال البشري، ضرورة قصوى استعداداً للـ50 عاماً المقبلة.


ويأتي ملتقى «مستعدون للمستقبل» من أهمية تكثيف الجهود الوطنية الحكومية والمجتمعية للمشاركة في بناء مستقبل دولة الإمارات، بما يجسد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في عام الاستعداد للـ50، بتطوير الخطط والتوجهات استعداداً لمرحلة تنموية جديدة في العقود الخمسة المقبلة؛ لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، ومنها خطط تقديم تعليم نوعي للمستقبل.



مصلحة الطلبة ومستقبلهم

وقالت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، إن قرار التعليم عن بعد يصب في مصلحة الطلبة ومستقبلهم التعليمي، وإن تطبيق منظومة التعليم عن بعد حقق آمالاً كثيرة لأولياء الأمور بسير العملية التعليمية، وعدم تأثرها بأية ظرف خارجي يعرقل مسيرتها، وإنه لا يوجد ما يعرقل تخرج أبنائهم من الجامعة، أو إكمال عامهم الدراسي بكل سهولة ويسر في ظل توفر الخدمات الذكية التي تيسر وتسهل سير العملية التعليمية.

وأكدت سموها أن الثورة التكنولوجية ينبغي أن تقابلها ثورة شاملة في التعليم، من أجل بناء أجيال تواكب احتياجات سوق العمل المستقبلي، الذي رسمت ملامحه تلك الثورة، وبذلك برزت أهمية استحداث البرامج والمناهج التي استهدفت صناعة أجيال الغد وترسم مستقبل التعليم في الإمارات، لتطوير المعلم لمواكبة المستجدات التكنولوجية، والتعليم القائم على المشاريع، وتغيير منظومة الاختبارات لتكون مبنية على مهارات الطلبة، إلى جانب تفريد التعليم للتأكد من حصول كل طالب على مستوى الدعم والرعاية التي تلائم احتياجاته الفردية، مع التركيز على أهمية تطويع التشريعات والقوانين لتوفير أشكال متعددة من الخدمات التعليمية التي تساهم في تحقيق هذا التفرد.

منهج الإدارة والقيادة

بدوره، قال نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان، إن القيادة الناجحة لا تقاس بالعمر أو بسنوات الخبرة، بل بالإنجازات والنتائج التي تحقق على أرض الواقع، وهذه هي فلسفة القيادة في مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واليوم لدينا الآلاف من القادة الشباب، الذين يحملون رؤية سموه ويترجمونها فكراً وعملاً.

وأكد أن «منهج الإدارة والقيادة المستقبلية يرتكز على الحيوية والإيجابية والإنتاجية ووضع أهداف طموحة، والعمل بدأب على تحقيقها وهي كلها سمات تجعل من القائد التربوي استثنائياً وقادراً على مواصلة العمل، إذ نسعى في قيادة مستقبل التعليم لإعداد جيل قيادي وطني متسلح بالمعرفة والابتكار».

من جانبه، أشار الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي عبدالله البسطي، إلى أن النهوض بالمنظومة التعليمية، وتوفير التنوع المناسب من فرص التعليم والتدريب مدى الحياة، يعدّ البنية التحتية للتخطيط لمستقبل الموارد البشرية الوطنية، إذ إن ضمان مواكبة المتغيرات في سوق العمل العالمية يقوم على تنويع الاختصاصات الجامعية المتاحة، وفرص التدريب والتأهيل الأكاديمي المتجددة والمعاصرة للطلبة ما يعزّز وجود الإماراتيين في مختلف القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية.

علماء الإمارات

وفي السياق، سلطت جلسة علماء الإمارات بعنوان «عقول مبدعة ومبتكرة»، الضوء على الدور الذي تقوم به المدارس والأنظمة التعليمية، في إعداد الطلبة كمبتكرين وعلماء يسهمون في خط مستقبل الدولة، بما يقدمونه من أفكار وإنجازات تسهم في تحقيق التوقعات الطموحة، وتتضاءل على إثرها التحديات والمعوقات.

وناقشت المهارات التي يحتاج إليها الطلبة ليكونوا جاهزين لجيل جديد من التعليم، وكيف تُعِدّ المدارس الطلبة كباحثين، وما الدور الذي يقوم به المعلمون في هذا السياق، في الوقت الحالي، وبينت الجلسة الاهتمام المتزايد في التركيز على تنمية مواهب الطلبة، ومنحهم فرصة للإبداع، فالتعليم للمستقبل، لم يعد يركز على الحفظ والاسترجاع، وإنما من خلال منح الطلبة الفرصة لمعالجة المعلومات، واكتساب الخبرات، والتعبير عنها وفق ميولهم ومواهبهم، موضحة دور المدرسة، والأهل، والمعلمين، لتنمية مواهب الطلبة، وإعطائهم المساحة الكافية للتعلم بطريقة متفردة.

كما ناقشت الجلسة أيضاً، دور التقنية في تمكين الطلبة، وزيادة قدرتهم على الإبداع، وطرق تمكين الطلبة من توظيف التقنية بشكل صحيح والمهارات التي يحتاج إليها الطلبة.

وتناولت الجلسة أهم محركات مستقبل التعليم، وهي المعرفة التخصصية في العلوم، والدور المطلوب من المدرسة لتعِدّ الطلبة، وتعزز توجهاتهم نحو هذه البرامج.