الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سلطان القاسمي يفتتح مجمع القرآن الكريم بالشارقة

سلطان القاسمي يفتتح مجمع القرآن الكريم بالشارقة

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن مجمع القرآن الكريم لا يقتصر على كونه متحفاً يضم صوراً ومخطوطات، بل لديه الكثير من الأنشطة والبرامج التي تخدم القرآن الكريم والمهتمين والعاملين بالشأن القرآني ومنها برنامج الإجازات القرآنية بالأسانيد المتصلة إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، ويتم تنفيذه عبر المقارئ الإلكترونية العالمية بالمجمع.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها صاحب السمو حاكم الشارقة، صباح اليوم «الخميس»، خلال افتتاح مجمع القرآن الكريم بالشارقة، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة وسمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة.

وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن الذين انتسبوا بالمقارئ الإلكترونية العالمية بالمجمع بلغ عددهم 323 طالباً وطالبة، درسوا على يد 18 مقرئاً ومقرئة على جميع الأسانيد، ختم منهم القرآن 227، ومنهم من أنهى بسند واحد ومنهم من اتصل بعشرة أسانيد، ويتم منحهم شهادة ختم القرآن الكريم.

وأوضح سموه أن الطلبة المسجلين من 101 دولة، بالإضافة إلى انضمام طالب جديد من القطب الشمالي، ما يعكس نشاط مجمع القرآن الكريم بالشارقة والممتد حول الكرة الأرضية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.

ودعا صاحب السمو حاكم الشارقة أفراد المجتمع لزيارة مجمع القرآن الكريم بالشارقة ومشاهدة مراحل تطور كتابة القرآن الكريم منذ بداية الإسلام إلى عصرنا الحالي والاستفادة من أنشطة وبرامج المجمع ومنها برنامج المقارئ الإلكترونية العالمية.

بدأت مجريات حفل الافتتاح بوصول موكب صاحب السمو حاكم الشارقة، ليزيح سموه بعدها الستار عن اللوح التذكاري إيذاناً بالافتتاح الرسمي للمجمع، وتجول سموه في أرجاء المجمع مطلعاً على ما يضمه من متاحف تحوي مخطوطات ومصاحف وكنوزاً قرآنية تم جمعها من مختلف أقطار العالم على مر العصور، ويضم المجمع 7 متاحف علمية وتاريخية، ويعد أكبر مجمع للقرآن الكريم في العالم، ويأتي استكمالاً لرؤية إمارة الشارقة في بناء الإنسان على نهج الشريعة الإسلامية السمحة والعناية بالقرآن الكريم وعلومه.

واستهل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي جولته بزيارة متحف تاريخ كتابة المصحف الشريف، الذي يتناول مسيرة تاريخ كتابة المصحف الشريف، منذ بداية تدوين آيات القرآن الكريم في العصر النبوي حتى عصرنا الحديث، ويبرز أوجه عناية الأمة بالمصحف الشريف واحتفائها به، حيث يعرض 60 مخطوطة قرآنية، وهو مقسم إلى 15 قسماً، لكل قسم قرن من الزمان، وتم تزويده بأحدث التقنيات لتعريف زوار المجمع بتاريخ الكتابة، بالإضافة إلى تخصيص غرفة تحاكي غار حراء مزودة بشاشة عرض وأجهزة صوتية تعرض قصة بداية نزول القرآن الكريم على الرسول، صلى الله عليه وسلم.

ويحوي المتحف قسماً يرصد تطور كتابة المصحف الشريف والأدوات المستعملة في الكتابة عبر العصور.

ليتوجه سموه بعدها لزيارة متحف نوادر المصاحف الذي يحوي مجموعة كبيرة من المصاحف الثمينة والمخطوطات الأثرية ومن مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة، إضافة إلى المصاحف الرسمية الصادرة عن مختلف دول العالم.

وقد بلغ مجموع مقتنيات المتحف (308) مقتنيات، موزعة بين المصاحف المخطوطة والرقاقات والمصاحف المطبوعة والترجمات القرآنية.

وتنوعت مصادر هذه المقتنيات، وهي تنقسم لأربعة أقسام، القسم الأول: مقتنيات مجمع القرآن الكريم يضم هذا القسم مجموعة كبيرة من المصاحف النادرة التي يبلغ عددها 167 مصحفاً، ترجع إلى فترات زمنية مختلفة، تراوح أحجامها بين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة.

القسم الثاني: مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة. ويزخر هذا القسم بنفائس من المصاحف المخطوطة والرقاقات القرآنية النادرة، والتي تَفَضل صاحب السمو حاكم الشارقة بإهدائها إلى مجمع القرآن الكريم، وقد بلغ مجموع المقتنيات (78)، منها 46 مصحفاً يرجع بعضها إلى القرنين الثالث والرابع الهجريين، و32 رقاقة قرآنية.

القسم الثالث: مصاحف الدول الرسمية ويحوي هذا القسم مجموعة من المصاحف الصادرة عن الهيئات القرآنية والجهات الرسمية في مختلف الدول العربية والإسلامية، حيث يبلغ عدد المصاحف المستقطبة (50) مصحفاً من (14) دولة، مطبوعة وفق الروايات القرآنية المختلفة وبأحجام ومقاسات متعددة.

القسم الرابع: رسائل النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى الأمراء والحكام ويحوي هذا القسم مجموعة من الرسائل النبوية إلى الأمراء والحكام، ويبلغ عددها 6 رسائل مع خاتم النبي، صلي الله عليه وسلم، حيث أرسل إلى النجاشي ملك الحبشة، وهرقل قيصر الروم، وكسرى ملك الفرس، والمنذر بن ساوى ملك البحرين، والمقوقس عظيم القبط، وملك عمان وأخيه.

ليعرج سموه بعدها إلى متحف القراءات الـ17، الذي يهدف لتعريف زوار المجمع بعلوم القرآن المجيد ويقدم شرحاً عن القراءات القرآنية ونشأتها، وعن أعلامها، وطرق أدائها، وأوجه اختلافاتها.

ويتألف المتحف من 10 أقسام، وفيها تعريف بالقراء السبعة ورواتهم وهم: نافع المدني، وراوياه: قالون، وورش، وابن كثير المكي، وراوياه: البزي، وقنبل، وأبوعمرو البصري، وراوياه: الدوري، والسوسي، وابن عامر الشامي، وراوياه: هشام، وابن ذكوان، وعاصم الكوفي، وراوياه: شعبة، وحفص، وحمزة الكوفي، وراوياه: خلف، وخلاد، والكسائي الكوفي، وراوياه: أبوالحارث، وحفص الدوري، بالإضافة إلى التعريف بالقراء الثلاثة ورواتهم وهم: أبوجعفر المدني، وراوياه: ابن وردان، وابن جماز، ويعقوب الحضرمي، وراوياه: رويس، وروح، وخلف العاشر، وراوياه: إسحاق، وإدريس.

وتم تزويد الأقسام العشرة بشاشات تتيح التنقل في محتواها ليعيش مع القراء العشرة حيث تعرض سيرتهم الحياتية العاطرة، ومسيرتهم العلمية الزاخرة، وتبين أصول رواياتهم وأوجه اختلاف قراءاتهم، وتعرض نماذج صوتية بتلاوات وفق تلك الروايات.

كما تضم هذه الأقسام 20 مصحفاً وفق القراءات السبع والعشر، لتوضح الفروقات في رسم المصحف بين كل رواية وأخرى.

ويتميز المتحف ببيان شجرة الإسناد لكل قارئ وراوييه، فيعرض سلسلة الرواة ورجال الإسناد لكل قراءة حتى تصل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم.

كما يعرض المتحف الطريقة القديمة التي درج عليها القراء في تلقي القرآن الكريم من خلال محاكاة للكتاتيب القرآنية، حيث تضم حجرة القارئ ابن عامر الشامي تصميماً لغرفة تعليمية (كُتاب) يحتوي على أدوات الكتابة القديمة ونماذج من الكتابات القرآنية بخطوط متنوعة.

وتفضل سموه بعدها بزيارة متحف أعلام القرآن عبر التاريخ، وهو المتحف المختص بتسليط الضوء على أعلام القرآن ويحتفي بهم ويعرض آثارهم العلمية ومؤلفاتهم القيمة، ويتألف المتحف من 15 قسماً، موزعة بحسب القرون الزمنية.

ويحتوي كل قسم على طائفة من أبرز الأعلام الذين خدموا القرآن وعلومه في ذلك الوقت، ويضم من المقتنيات 899 تنوعت بين كتب ورقاقات.

كما يعرف المتحف بأهم المؤسسات العلمية التي اعتنت بالقرآن الكريم وبيان أبرز الجهود البحثية التي خدمت القرآن الكريم في العصر الحديث.

وزار سموه متحف مشاهير القراء الذي يسلط الضوء على سيرة نخبة من القراء المشهورين وانتشرت تلاواتهم، فكانوا أعلام القراءة في زمانهم.

وقسم متحف مشاهير القراء إلى 4 أقسام: الأول يعرف بمشاهير القراء موزعين بحسب بلدانهم وأقاليمهم، بينما يعرض القسم الثاني مقتنيات نخبة من القراء المشهورين والبالغ عددها 277، أما القسم الثالث فيعرف بأشهر قراء: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، أما عن القسم الرابع فتم تخصيصه لمشاهير المقرئات من النساء، ويشمل فيديوهات تعريفية ببعض المقرئات وبعض من كتبهن.

وأكمل صاحب السمو حاكم الشارقة زيارته بتفقد متحف كسوة الكعبة وستائر الحجرة النبوية، ويضم 18 كسوة، يرجع أقدمها إلى القرن العاشر الهجري (970هـ)، ويبلغ طولها (5.75م)، وعرضها (2.75م)، ويتوسط المتحف محاكاة لباب الكعبة، وعليه قطعة أصلية من كسوة باب الكعبة.

واستمع سموه إلى شرح عن بدايات صناعة كسوة الكعبة المشرفة منذ عصور ما قبل الإسلام، وقد مرت حتى عصرنا الحالي بعدة مراحل تاريخية.

كما يحتوي متحف كسوة الكعبة وستائر الحجرة النبوية على 3 شاشات عرض كبيرة، مزودة بأحدث تقنيات العرض المتطورة، تعرض تاريخ متسلسل لصناعة كسوة الكعبة وتطورها خلال العصور، بالإضافة إلى صناعة كسوة الكعبة، والأدوات والمواد والآلات المستخدمة في صناعتها وحياكتها.

كما شملت الجولة زيارة قاعة الكون والإنسان في القرآن الكريم، الذي تسلّط الضوء على الحقائق العلمية في القرآن الكريم، وتظهر من خلالها ذكر القرآن على تلك الحقائق العلمية من قديم الزمان والتي لم يتوصل إليها العلماء إلا في القرن الأخير.

وتعرض القاعة 26 موضوعاً ينقسم إلى عشرة أقسام، 4 منها يتناول الكون منذ بداية خلقه إلى نهايته، و3 أقسام تتناول موضوع خلق الإنسان وقسم واحد للأرض.

وتوقف صاحب السمو حاكم الشارقة في المكتبة القرآنية العلمية، وهي مكتبة متخصصة تضم أمهات كتب التفسير والقراءات وما يتصل بهما من علوم القرآن الكريم والعلوم الشرعية، ويضم 50 ألف مجلد مفهرسة إلكترونياً تتيح للباحثين سرعة الوصول للمعلومة.

وتفقد سموه قسم المقارئ الإلكترونية العالمية، والذي أنشئ ليكون منارة تعليمية قرآنية متميزة، وإحياء لسنة التلقي والإقراء، وبما يتواكب مع تطورات التقنية الحديثة.

وتفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتوقيع 10 شهادات ختم القرآن الكريم بالقراءات العشر عبر المقارئ الإلكترونية العالمية بمجمع القرآن الكريم بالشارقة، والتي تمنح لمن يتم ختم القرآن الكريم لأي من القراءات.

وتم تشييد مبنى مجمع القرآن الكريم على مساحة بلغت 75 ألف متر مربع، وتم تصميمه على شكل النجمة الثمانية الإسلامية، ويضم 34 قبة، ويعكس تصميم المجمع الاهتمام الكبير الذي توليه إمارة الشارقة ببناء المباني ذات الطابع الإسلامي المميز ويعكس روح وجمال العمارة الإسلامية.