الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

65% زيادة إصابات كورونا بالدولة خلال شهر.. وأطباء: الحل في اللقاح

65% زيادة إصابات كورونا بالدولة خلال شهر.. وأطباء: الحل في اللقاح

أرشيفية.

ارتفعت الإصابات بفيروس كوفيد-19 خلال الـ30 يوماً الماضية بمقدار 65% مقارنة بالشهر السابق لهذه الفترة، حيث شهدت الفترة من 17 ديسمبر 2020 إلى 16 يناير 2021، تسجيل 61 ألفاً و263 إصابة، وكان بالمدة من 17 نوفمبر حتى 16 ديسمبر 2020، أصيب 36 ألفاً و991 حالة مسجلة، ما يعني ارتفاع نسبة الإصابات بمقدار 65%.

وبلغت الإصابات ذروتها في الفترة من 6 يناير الجاري حتى أمس الجمعة 15 يناير، فيما سجلت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أعلى الإصابات اليوم السبت (3432 حالة جديدة)، وهو أعلى معدل يومي سجلته الوزارة منذ بدء جائحة كورونا قبل نحو 323 يوماً.

وعزا أطباء الارتفاع بأعداد الإصابات إلى التهاون في الإجراءات الاحترازية، وتغير الفصول، حيث تقل الإصابات في الصيف وتزداد بالشتاء، فضلاً عن احتمالية تأثير السلالة الجديدة من فيروس كورونا، والتجمعات في احتفالات رأس السنة، مؤكدين أن سُبل تقليل الإصابات هي: الالتزام بالتدابير الوقائية، وأخذ اللقاح.

وأكدوا أن هذا الارتفاع الملحوظ في الإصابات جاء بعد الاحتفالات بالعام الميلادي الجديد والتهاون في تطبيق التدابير الوقائية، في وقت تطالب فيه الجهات الصحية المواطنين والمقيمين والزوار بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية للحد من تفشي الفيروس، كما تتسارع وتيرة إعطاء اللقاحات لأكبر عدد من أفراد المجتمع.



مؤشر التعافي

فيما شهد مؤشر حالات التعافي أو الشفاء ارتفاعاً كبيراً وملحوظاً خلال الـ30 يوماً الأخيرة، حيث بلغ عدد المتعافين خلال هذه الفترة 56 ألفاً و360 متعافياً، فيما سجلت الـ30 يوماً السابقة لها عدد متعافين بنحو 21 ألفاً و817 متعافياً، ما يعني زيادة نسبة المتعافين من الإصابة بنسبة 158%، مقارنة بالفترة من 17 نوفمبر إلى 16 ديسمبر الماضيين.

ووفقاً لإحصائيات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء (الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء سابقاً)، فإن عدد جرعات لقاح كوفيد-19 التي تم إعطاؤها للمواطنين والمقيمين حتى اليوم السبت بلغ نحو مليون و797 ألفاً و926 جرعة على مستوى إمارات الدولة، ما يعني تطعيم نحو 18.1% من سكان الدولة.

فحوصات كورونا

وأوضح المركز أن إجمالي فحوصات الكشف عن كوفيد-19 التي أجريت في الإمارات بلغت حتى اليوم، 23 مليوناً و239 ألفاً و154 فحصاً، ما يعني إجراء فحوصات لنسبة 234% من سكان الدولة، مع ملاحظة الوصول لهذه النسبة لإجراء فحوصات لأشخاص أكثر من مرة، مشيراً إلى أن معدل الإصابات الإيجابية بلغ 2.3% من إجمالي سكان الدولة، في حين أشار التقرير اليومي الصادر أمس من مركز أبوظبي للصحة العامة إلى أن معدل الحالات الإيجابية المكتشفة بين المفحوصين بلغ 1.8% من إجمالي المفحوصين.

وذكر مركز أبوظبي للصحة العامة، أن متوسط عدد الفحوصات اليومية للكشف عن كوفيد-19 بلغ 158 ألفاً و821 فحصاً، ومعدل الوفيات اليومي بلغ 4.6 حالة وفاة بسبب الإصابة بهذا المرض، وبلغت نسبة الوفيات بين المصابين بكوفيد-19 حوالي 0.2% فقط.

تفوق خليجي

وفي السياق، أظهرت إحصائيات مركز أبوظبي للصحة العامة، أن الإمارات في المرتبة الثانية في عدد الإصابات المكتشفة والمسجلة، فيما أظهر مؤشر الوفيات تفوقاً كاسحاً للإمارات، موضحاً أن الإمارات أقل دول الخليج العربي من حيث الوفيات بسبب كوفيد-19، بمعدل 71.9 حالة وفاة لكل مليون نسمة، وأن سلطنة عُمان حققت أعلى الوفيات الناتجة عن الإصابة بكورونا بمعدل 295.4 وفاة لكل مليون نسمة، وجاءت الكويت في المرتبة الثانية بمعدل 221.3 وفاة لكل مليون نسمة، تلتها البحرين بمعدل 209.2 وفاة لكل مليون نسمة، بينما جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الرابعة بمعدل 180.8 وفاة لكل مليون نسمة، وقطر في المركز الخامس بمعدل 85.4 حالة وفاة لكل مليون نسمة.

وأظهرت الرسومات البيانية التي أعدها مركز أبوظبي للصحة العامة، ارتفاعاً كبيراً في مؤشر الإصابات بالإمارات خلال الفترة الماضية، بعد فترة ثبات، بينما يستمر مؤشر إصابات دول الخليج العربي في ثبات حتى الآن، مع بداية ارتفاع طفيف في نهاية المؤشر في الدول الخمس الأخرى بعد فترة ثبات طويلة، بينما أظهرت الرسومات البيانية ارتفاعاً كبيراً في معدل التعافي في الإمارات ناتجاً عن زيادة حالات الإصابة وبالتبعية زيادة المتعافين، وكذلك جودة الخدمات الصحية، فيما يستمر مؤشر التعافي في الانخفاض بباقي دول الخليج، وفقاً لنفس الرسومات.

ضرورة التطعيم

من جانبه، قال استشاري ورئيس قسم الأمراض الصدرية والرعاية المركزة بالمستشفى الأمريكي بدبي الدكتور مازن زويهد، إن المسؤولية المجتمعية لسكان الدولة، مواطنين ومقيمين، تحتم عليهم المسارعة إلى أخذ اللقاح الذي أتاحته الجهات الصحية في معظم المستشفيات والمراكز والمجالس بكافة أرجاء الإمارات، وإن أخذ اللقاح هو السبيل الوحيد لتجنب الإصابة بكوفيد-19، إضافة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية الكاملة التي توعي بها الجهات الصحية مراراً وتكراراً.



وأضاف أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تبذل أقصى الجهود للحفاظ على الصحة العامة، وأن يكون المواطنون والمقيمون في الدولة متمتعين بكل الصحة والعافية، وأنها وفرت اللقاحات ضمن أوائل الدول على مستوى العالم التي أتاحته، حفاظاً على صحة السكان، وكذلك لسرعة عودة الحياة إلى طبيعتها، فليس هناك أفضل من عودة الطلبة لمدارسهم بشكل كامل، والعمال لمصانعهم بصورة طبيعية، والأساتذة لجامعاتهم، والشركات بكامل قوتها، وعلى الجميع أن يدركوا أن أخذ اللقاحات يحمي الأجداد والآباء والأمهات من الإصابة بكوفيد-19، إذا ما وُضع في الاعتبار احتمالية نقل الشباب العدوى إلى أسرهم.

وعي المجتمع

ولفت زويهد، إلى أنه يراهن دائماً على وعي وثقافة المواطنين والمقيمين في الإمارات، وأنهم يدركون بشكل كامل أهمية أخذ اللقاح، خصوصاً أن اللقاحات التي وفرتها القيادة الرشيدة والجهات الصحية، تتمتع بأقصى درجات المأمونية والسلامة والفاعلية، والدليل أن القيادة الحكيمة وقادة القطاع الصحي كانوا من أوائل من بادروا بأخذ اللقاحات، وأنه لا بديل عن أخذ تطعيم كوفيد-19 حتى تعود الحياة إلى طبيعتها في أقرب وقت.

وأشار زويهد إلى أن نسبة الإصابات بالمقارنة بدول العالم ما زالت معقولة، وأنها قد تكون بسبب احتفالات رأس السنة، وعودة العديد من القطاعات إلى عملها بشكل طبيعي، وأن الحل هو أخذ اللقاح بشكل جماعي حتى تتشكل مناعة القطيع، وكذلك الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

وأوضح اختصاصي طب المجتمع الدكتور سيف درويش، أن هناك أسباباً عدة محتملة مثل التهاون في الإجراءات الوقائية، أو السلالة الجديدة التي ظهرت مؤخراً، أو الاحتفالات بالعام الميلادي الجديد التي شهدت تجمعات أسرية كبيرة، وكذلك تجمعات في المطاعم وأماكن الاحتفالات، أو تغير الطقس بعدما أقبل فصل الشتاء، وأنه لا بديل عن أخذ اللقاح لكي تنخفض أعداد الإصابات.



وقالت نائبة رئيس جمعية الإمارات للصحة العامة، واستشاري الصحة العامة الدكتورة بدرية الحرمي، إن تهاون البعض في الإجراءات الاحترازية أدى إلى زيادة الإصابات بدون شك، وإن الفئة القليلة التي لا تلتزم بالإجراءات الوقائية هي من تؤدي إلى ارتفاع الإصابات، وإن هذه الزيادة في الأعداد على مستوى العالم وليست في الإمارات، وإن الحل هو الالتزام بالتدابير الاحترازية مثل: لبس الكمامات والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين، بالإضافة إلى الضرورة القصوى لأخذ اللقاحات.



تغير الفصول

وأكد استشاري الصحة المهنية وطب الأسرة الدكتور منصور حبيب، أن تغير الفصول هو السبب الرئيسي في زيادة أعداد الإصابات بكوفيد-19، لأن انخفاض الرطوبة خلال فصل الشتاء يؤدي إلى سرعة انتقال الفيروس بشكل أكبر بالمقارنة بفصل الصيف، فقد يصل مدى القطيرات التي تحتوي على الفيروس بدون لبس الكمامة من 8 إلى 10 أمتار خلال الشتاء، بالمقارنة بـ4 إلى 6 أمتار خلال الصيف، كما أن التراخي في الإجراءات الاحترازية، خصوصاً لبس الكمامات التي تعد العامل الرئيسي في الوقاية من كوفيد-19، أدى إلى ارتفاع الإصابات، وأن السبيل لتقليص الإصابات هو الالتزام بالتدابير الوقائية، والإسراع في أخذ اللقاح.