الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

إدارة المرأة لميزانية الأسرة.. تبذير أم تدبير؟

إدارة المرأة لميزانية الأسرة.. تبذير أم تدبير؟
تباينت آراء مواطنين ومقيمين حول قدرة المرأة على تدبير شؤون الأسرة مالياً، إذ رأى بعضهم أنها الأجدر كونها ملمة بتفاصيل ومتطلبات المنزل أكثر من الرجل، كما أن إدارتها لميزانية الأسرة يجعلها تشعر بالمسؤولية وتسعى جاهدة من أجل النجاح في هذه المهمة الملقاة على عاتقها، وأيضاً لأنها أدرى بالخصومات التي تقدمها المتاجر، في المقابل أكد آخرون أن الزوج أكثر عقلانية وتوازن بإدارة الأمور المالية للأسرة، ويملك الوقت الكافي لذلك، وأيضاً لا يعير اهتماماً بالأمور الترفيهية والكماليات التي ترهق كاهل بعض الأسر.

طبيعة المصاريف

وقال جمعة ربيع إن المرأة أكثر قدرة على إدارة الأمور المالية بالمنزل كونها متفهمة لطبيعة المصاريف، وأكثر مرونة في تصريف الأموال ضمن الاحتياجات الأساسية سواء للمنزل أو لأفراد العائلة، كما أن الزوجة قادرة على توفير ما تحتاجه الأسرة طوال الشهر، فتصبح بذلك عوناً لزوجها فلا تُحمّله فوق طاقته، ولا تكلفه ما يعجز عن توفيره، وفق الميزانية المالية المتوافرة لديها.



وأضاف: يعتقد بعض الرجال أنه حين يكون التدبير المالي بيد الزوجات فهو انتقاص من رجولتهم وعلامة ضعف في شخصياتهم ودليل على تسيد المرأة واستبدادها عليهم، وهو معتقد خاطئ واقعياً.

إلمام بالتفاصيل

ووافقه بالرأي محمد الظاهري الذي أشار إلى أن إدارة المنزل من الناحية الاقتصادية يجب أن تكون بيد المرأة لأنها ملمة بالتفاصيل والمتطلبات المنزلية أكثر من الرجل، كما أن إدارة المرأة لميزانية الأسرة تجعلها تشعر بالمسؤولية وتسعى جاهدة للنجاح في هذه المهمة الملقاة على عاتقها، بشرط أن ترجع لزوجها من أجل المشورة في الظروف الطارئة التي تحتاج إلى صرف مالي كبير، وأن تتحلى المرأة بصفات عدة لتنجح في هذه المسؤولية مثل التخطيط الواعي والتركيز على الاحتياجات الأساسية أكثر من الكماليات، تجنباً للتبذير الذي قد يدخل الأسرة في دوامة الديون.



تخفيضات موسمية

ورأت جمانة النقبي أن المرأة مؤهلة وبحرفية كاملة لإدارة المصروفات المنزلية بطريقة متزنة دون تبذير أو تقتير، كما أن المرأة لديها بعد نظر للمستقبل أكثر من الرجل يجعلها تضع الظروف الطارئة في الحسبان، كمرض أحد أفراد الأسرة مثلاً أو تسديد فواتير استهلاك مفاجئة، بالإضافة إلى أنها تقدر احتياجات الأسرة، عبر عمل دراسة للاحتياجات الأهم من للسلع والخدمات الضرورية.

وأشارت إلى أن المرأة لديها القدرة على تحديد احتياجات الأسرة والبيت بشكل أدق، ما يوفر الوقت والمال، وعلى مفاصلة البائعين عند الشراء من المتاجر للوصول إلى أقل سعر، وبحكم متابعتها لحسابات التواصل الاجتماعي فهي على إطلاع بالتخفيضات الموسمية التي تعلن عنها معظم المتاجر الكبرى.



اختلال الميزانية

من جانبه، قال خالد ظاهر إن المرأة بطبيعتها مسرفة وتسعى باستمرار للاهتمام بالمظهر من ملابس وأدوات زينة وغيرها، ما قد يدفعها لصرف ميزانية الأسرة على الكماليات الخاصة بها، وتاليا ينتج عنه اختلال الميزانية المالية ويضطر رب الأسرة للديون من أجل سد احتياجات عائلته.

وأضاف أن الزوج أكثر عقلانية وتوازن بإدارة الأمور المالية للأسرة، ويملك الوقت الكافي لذلك بخلاف الزوجة التي قد تنشغل في أمور المنزل وتربية الأبناء ومتابعة دروسهم، والعمل إن كانت موظفة، فالرجال هم القوامون على النساء في إدارة المنزل والصرف على الأسرة.



المناسبات العائلية

وذكرت شوق محمد أن ميزانية الأسرة يجب أن تكون تحت إدارة الرجل حتى يشعر بأنه مسؤول تجاه أبنائه وأسرته ما يزيد ارتباطه بهم وبضرورة وجوده معهم لمنحهم أكبر قدر من الاهتمام والرعاية، الأمر الذي يؤدي لنجاح الأسر وتفوق أبنائها في جميع مجالات الحياة، مشيرة إلى أن الرجال لا يهتمون بالعادات والبروتوكولات المتعلقة بالمناسبات العائلية التي تكون محور اهتمام النساء، والتي تتطلب رصد ميزانية مالية كبيرة لها، الأمر الذي يؤثر سلباً على مصروفات الأسر، وحين تكون الميزانية المالية بيد المرأة فإنها تخصص جزءاً منها لهذه الاحتفالات باعتبارها أمراً ضرورياً تتباهى به بين أقاربها وصديقاتها.



تجنب التبعات

ورأى عبدالرحمن الجناحي أن الرجل هو الأجدر بإدارة ميزانية الأسرة لأنه لا يعير اهتماماً بالأمور الترفيهية كالسفر والخروج للاستجمام وغيرها من الكماليات التي ترهق كاهل بعض الأسر وتجعلها ترزح تحت وطأة الديون لأعوام عدة، كما أن الطبيعة العملية التي تتسم بها شخصية الرجل تجعله قادراً على التصرف بسرعة وبكفاءة، في حال الظروف الطارئة التي لا تكون مدرجة ضمن بنود الميزانية مثل عطل مفاجئ للسيارة أو لأحد الأجهزة في البيت، أو مرض أحد الأبناء، فيسعى لتدبير المبلغ المطلوب تجنبا لأي تبعات قد تحدث.



تعاون مشترك

بدوره، قال أستاذ علم الاجتماع الدكتور علي سليمان، إن تثقيف الزوجين بالإدارة المنزلية المثالية وتخطيط ميزانية الأسرة يساهم في استقرار الوضع الاقتصادي لهما ولأبنائهما وفي تحقيق الموازنة بين الاحتياجات الضرورية والكماليات ما يجنب الوقوع في الأزمات المالية التي تدفع للاستدانة من البنوك، موضحاً أن الأجدر بإدارة موازنة الأسرة هو من تتوافر فيه صفات التحكم الصحيح بالمصروفات والقدرة على توزيعها وفق البنود الرئيسية، مع وضع المستجدات الطارئة في الحسبان، بغض النظر سواء كان الزوج أم الزوجة.

وأضاف: «يجب أن تكون الميزانية بيد الأفضل من حيث القدرة على إدارة المصاريف، وحبذا تعاون الزوجين بإدارة مصروفات المنزل، ليكملا بعضهما مع المشورة التي تجعل كل طرف يشعر بقيمته لدى الآخر».