الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

1.2 مليون طالب وطالبة بالدولة يستفيدون من «التعليم الذكي» خلال كورونا

1.2 مليون طالب وطالبة بالدولة يستفيدون من «التعليم الذكي» خلال كورونا
استطاعت دولة الإمارات، تقديم التعليم لكافة طلاب مدارسها بنحو 1.2 مليون طالب وطالبة، وفق منظومة «تعليم ذكي»، تتنوع بين التعليم المباشر، و«عن بعُد»، والتعليم الهجين، خلال أزمة جائحة كورونا التي شهدها العالم ككل، وما فرضته من تحديات خاصة على المجال التعليمي.

استجابة للمتغيرات

وأفاد وزير التربية والتعليم حسين الحمادي، بأن دولة الإمارات كانت سباقة في اعتماد الاستراتيجيات والخطط والسيناريوهات التعليمية التي من شأنها تحقيق منظومة تعليم ذكي، محاط بالممكنات التربوية والموارد التعليمية متعددة الأهمية والقدرات، وأنها فعّلت منظومة التعليم الذكي لنحو 1.2 مليون من طلبة المدرسة الإماراتية، بنسبة 100% دون معوقات بارزة.


وأضاف أن الإمارات استجابت سريعاً لمقتضيات المرحلة الراهنة نتيجة انتشار فيروس كورونا، في الوقت الذي عانت دول عدة صعوبات بالغة، انعكست سلباً على مواصلة مسيرة التعليم لديها، حيث أثبتت قدرتها على استيعاب التحديثات الراهنة، في 4 عوامل أساسية، هي البنية التحتية والسياسات والأطر المنظمة والمناهج المطورة والتأهيل والتدريب.


ولفت الحمادي إلى أنه ومع مرور الوقت تزداد دولتنا تفرداً ونجاحاً، من خلال توفر بنية تعليمية ذكية عالية وكوادر تعليمية مهارية مهيأة للتعامل مع الواقع التعليمي بمختلف حالاته وتبعاً للظروف المستجدة، مشيراً إلى أن الميدان التربوي بكل فئاته أظهر تعاوناً كبيراً وتفهماً للواقع الراهن.

وتابع: لدينا مرونة عالية وقدرة على الاستجابة السريعة في الانتقال السلس بين التعليم الواقعي والتعليم عن بُعد أو التعليم الهجين، دون انقطاع أو تأثر على الطلبة، ووفقاً لإجراءات احترازية متبعة للتعامل مع الموقف، وكذلك التوسعة في مجال أخذ اللقاح الذي وفرته الدولة في العديد من المراكز بالإمارات تخفيفاً على الكادر التعليمي، وجميعها جاءت نتاج جهود كبيرة لتأسيس منظومة تعليم ذكي مؤثرة وفاعلة وحديثة.

نموذج وطني

وأفادت وزارة التربية والتعليم في تقرير لها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تليغرام» عن منجزات السنوات الست الماضية ( 2015 – 2020)، بأنها بدأت بنظام بناء متكامل حول بيانات التعليم في جميع مراحله، وتطوير نموذج وطني شامل يتسم بمواصفات قياسية من خلال «المدرسة الإماراتية»، ووضع الإمارات لطلابها خيارات وسلماً تعليمياً من خلال إطلاق مسارات العام والمتقدم والنخبة، ففي المسار العام يدرس الطلاب الفيزياء والكيمياء، وبالمسار المتقدم.

وأضافت أنه تم التركيز على الجبر والتفاضل والتكامل للطلاب، لتأهيلهم للدخول إلى الكليات العلمية، ويستهدف مسار النخبة شريحة من الطلاب المتفوقين والمميزين بدءاً من الصف السادس، ليكونوا نواة لعلماء المستقبل والمبتكرين، ويتم تأهيلهم وتنمية قدراتهم، مع وضع برنامج متكامل وخطة شاملة طوال العالم، حتى نهاية التعليم الجامعي، من خلال إدارة الريادة والابتكار بالوزارة.

وبينت أن المدرسة وضعت في مقدمة أولوياتها وتوجهها، إيجاد جيل نابغ متعلم ومهيأ فكرياً وقادر على النقد الإبداعي، ويمتلك مهارات التفكير العليا والتحليلية، بعيداً عن النمطية والتلقين، مع دخول التعليم في الدولة مرحلة جديدة قائمة على الابتكار والإبداع والارتقاء بمستوى مهارات الطالب، كما أدرجت مادة التربية الأخلاقية في المنهاج التعليمي، وذلك للمرة الأولى للصفوف من الأول إلى التاسع.

أكاديميات متخصصة

وأطلقت الوزارة 10 أكاديميات متخصصة في المسارين العام والمتقدم، سعياً لطرح جميع التخصصات الرائدة والمطلوبة في سوق العمل، ووفرت الوزارة من المناهج المطورة 20 منهجاً لكافة المواد والصفوف الدراسية، وقامت بإعداد نظام التراخيص للمعلمين وفق معايير عالمية، وتطوير 11 معياراً موحداً للمعلمين لتكون شرطاً لمزاولة المهنة، وتقدم نحو 20 ألفاً و664 معلماً للاختبار المهني، وتقدم 15 ألفاً و548 للاختبار التخصصي في المواد الدراسية.

منصات تعليمية

وأوضحت الوزارة أنها أولت أهمية قصوى لإنجاح منظومة التعليم «عن بُعد»، وسخرت كافة الإمكانات المتاحة لتعمل على إيجاد خطة شاملة للتعليم، من خلال توفير منصات أساسية ومساندة في المنظومة تصل لقرابة 20 منصة تعليمية للتعليم الذكي، وتدريب المعلمين على التطبيقات الإلكترونية، حيث تم تدريب 75 معلماً على برنامج قيادة التعليم عن بُعد، وتدريب 112 من القيادات المدرسية بالمدارس الخاصة، و1915 من القيادات في المدارس الحكومية.

منظومة متقدمة

ولفتت إلى أنها، وضمن خططها لتقديم منظومة تعليمية متقدمة ونموذجية أطلقت اختبارات الإمارات «الإمسات» القياسية لتقييم المنظومة وتطويرها، من خلال قياس مستوى الطلاب ومساعدتهم على تحديد المسارات التعليمية مستقبلاً، واتسعت الرؤية وامتدت لتشمل بناء «مجمعات الشيخ زايد التعليمية» في كافة إمارات الدولة، وتضم 68 فصلاً دراسياً و62 مختبراً علمياً.

ونوهت الوزارة بأن عملية العودة لمقاعد الدراسة ستتم بعد إقرار الجهات المعنية بذلك، وستكون وفق ضوابط صحية، وتطبيق التدابير الوقائية من قبل جميع العاملين، مثل إبراز الفحص عن طريق تطبيق الحصن وقياس الحرارة والتباعد الجسدي، وجميع الاحترازات المذكورة في دليل بروتوكولات العودة الآمنة للمنشآت التعليمية.

وأكدت أن الجوانب الإيجابية من التغييرات التي فرضتها الجائحة ستستمر، وأن على الأنظمة إيجاد طرق مختلفة لإعداد المعلم بطريقة خلّاقة، تكسبه المهارات المطلوبة للتعامل مع هذا الواقع، وكذلك مراجعة مصفوفة المهارات التي تُعطَى للطلبة، وتحديثها، بشكل يجعلهم أكثر استعداداً للمستقبل.