الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

أطباء يكشفون أسباب الزيادة بإصابات «كوفيد-19».. تعرف إليها

أطباء يكشفون أسباب الزيادة بإصابات «كوفيد-19».. تعرف إليها
أرجع أطباء ارتفاع أعداد الإصابة بفيروس كوفيد-19 خلال الفترة الأخيرة، إلى 5 أسباب هي: الاحتفالات، والتراخي في الإجراءات الاحترازية عند شعور السكان بحدوث تحسن في مؤشرات الإصابة بكورونا، وتغير الطقس إلى البرودة ونشاط الفيروسات في الشتاء، وزيادة أعداد الفحوصات، واستغراق اللقاحات عدة أسابيع بعد الجرعة الثانية لتكوين المناعة في الجسم.

وأكدوا أن تطعيم سكان الدولة من شأنه إعادة الحياة إلى طبيعتها في الإمارات، وأنه من الضروري صحياً وطبياً عدم التخلي عن الإجراءات الاحترازية الأساسية، منوهين بأن الإمارات ستكون من أوائل الدول الآمنة من كورونا إذا سارت وتيرة التطعيم متزايدة.

الاحتفالات والتراخي

وقال استشاري الأمراض الصدرية بدبي الدكتور شريف فايد، إن أسباب زيادة الإصابات بكوفيد-19 رغم زيادة أعداد الجرعات التي يحصل عليها المواطنون والمقيمون، يرجع إلى الاحتفالات، والتراخي في الإجراءات الاحترازية، فعندما شعر السكان بأن هناك تحسناً في مؤشرات الإصابة بدؤوا بعقد الاجتماعات وإقامة التجمعات، علاوة على تغير الطقس إلى البرودة لأن الفيروسات تنشط في الشتاء، فضلاً عن زيادة عدد فحوصات كورونا خلال الفترة الأخيرة.



وأوضح أن أعداد الإصابات ربما تنخفض بحلول مارس المقبل، حيث تنخفض حدة الفيروس وسرعة انتشاره، قائلاً: «فكما رأينا الفيروس دورته حوالي شهرين إلى 3 أشهر، إضافة إلى أن اللقاحات ستؤدي إلى انخفاض الإصابات، وكما ذكرت حكومة الإمارات فإن هدفها تطعيم 70% من السكان بحلول مارس المقبل، ما يساهم في انخفاض الإصابات بشكل كبير».

وأشار فايد إلى أن تطعيم 70% من السكان هو الضمان لعودة الحياة إلى زمن ما قبل كورونا، وأن هذه هي النسبة العالمية التي يعتمدها كثير من الدول في أوبئة أخرى انتشرت في أوقات سابقة، مؤكداً أن تطعيم ثلثي السكان يجعل الإمارات في صدارة الدول الآمنة من الوباء، وهذا ما سيتحقق قريباً إذا سارت وتيرة التطعيم كما هي عليه الآن.

تكوين المناعة

وقال استشاري الرعاية المركّزة بدبي الدكتور ضرار عبدالله، إن اللقاح الصيني ولقاح فايز - بايونتك، يستغرقان عدة أسابيع بعد الجرعة الثانية لحدوث المناعة، لذا هناك حالات أصيبت بكوفيد-19 بعد الجرعة الأولى أو بعد الثانية، لأن الجسم لم يكوِّن المناعة المطلوبة في هذا الوقت القصير، بل يجب إعطاء الجهاز المناعي الوقت الكافي لتكوين المناعة، وهذا يستغرق عدة أسابيع بعد الجرعة الثانية.

وذكر أن تطعيم حوالي 70% من السكان يحقق المناعة المجتمعية، ما يؤدي بالتبعية إلى إلغاء القيود الاحترازية المفروضة حالياً لحماية الصحة العامة، حيث سيصبح كوفيد-19 مرضاً عادياً مثل الإنفلونزا الموسمية، وهذا يخفف العبء على القطاع الصحي الذي يستطيع علاج 30% إذا ما أصيبوا بالمرض.

وتابع عبدالله: لا بد من الوضع في الاعتبار الأشخاص المؤهلين لأخذ اللقاح، علماً بأن الأطفال والنساء حوامل وأصحاب أمراض نقص المناعة جميعهم فئات غير مؤهلة لأخذ اللقاح، بمعنى أنه إذا تم إعطاء اللقاح للفئات المؤهلة لأخذه فإن نسبة الـ70% ستتحقق.

وأوضح أنه يجب تطعيم أصحاب المهن التي تتطلب احتكاكاً مباشراً مع الناس، مثل العاملين في الرعاية الصحية، والشرطة، والأمن، والطيران، والدوائر الحكومية، والقطاع التعليمي، وغيرها، لأن أي وظيفة بها احتكاك مباشر مع الناس قد تسبب مخاطر صحية عليهم، كما أن التطعيم يحمي هذه العائلات بشكل كامل من العدوى باستثناء حالات بسيطة.

تخفيف الإجراءات

وقال أستاذ طب الأسرة بجامعة الشارقة الدكتور نبيل سليمان، إن تطعيم 70% من السكان يعتبر نسبة كافية لعودة الحياة لطبيعتها في الإمارات، وإن تخفيف الإجراءات عند تطعيم نسبة أقل يجب أن يكون بسيطاً وغير كامل، وإن المناعة المجتمعية مهمة للغاية في بدء التخفيف الكُلي للإجراءات الاحترازية.



وأوضح أن الإجراءات الاحترازية الشخصية مثل التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات وغسل اليدين والتعقيم، لا يمكن التخلي عن أي منها عند تطعيم السكان، بل يجب تطعيم 70% للتخلي عن أي من التدابير الوقائية للحد من تفشي الوباء، وأنه عند تطعيم ثلثي السكان يمكن التخلي عن كافة الإجراءات الاحترازية، حيث ستتحمل الأنظمة الصحية النسبة غير المُطعمة.

زيادة الإصابات

وقال استشاري الأمراض الصدرية والرعاية المركزة الدكتور مازن زويهد، إن البعض يتصور أن زيادة الإصابات أمر غريب بالتزامن مع إعطاء جرعات من اللقاح لكثير من السكان، لكن الواقع يقول إنه أمر طبيعي، فكثير من الدول ترتفع فيها الإصابات بالتزامن مع أخذ اللقاح، مثل بريطانيا وأمريكا وروسيا وغيرها من الدول، لأن اللقاح يحتاج لفترة من الزمن وهي عدة أسابيع لتحفيز الجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة.

وعزا زويهد أسباب ارتفاع إصابات كوفيد-19 خلال الفترة الأخيرة، إلى التراخي الشديد في الإجراءات الوقائية، والحفلات الكثيرة التي أقيمت في رأس السنة، وعدم التباعد بالمطاعم والمقاهي، وربما التغيرات الجوية التي تنشط خلالها الفيروسات في فصل الشتاء.



أهمية اللقاح

وأشار إلى أهمية أخذ اللقاح في عودة الحياة على طبيعتها، لأنه السبيل الوحيد للتخلي عن العديد من الإجراءات الوقائية، مثل: لبس الكمامات الذي يزعج ويضايق الكثيرين، والتباعد الاجتماعي، ومنع المصافحة باليد أو المخاشمة، والعمل عن بُعد، والتعليم عن بُعد، وإجراءات الفحص عند السفر وعند الوصول، كما يمكن حينها زيادة فرص عودة السياحة وزيارة الدولة، وخروج كبار السن إلى التنزه أو العمل، والسفر، وغيرها من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للحد من الجائحة.

المناعة المجتمعية

من جانبها، قالت رئيسة قسم البرامج الصحية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع الدكتورة هيفاء فارس، إن اللقاح مهم لتكوين المناعة في المجتمع، وإن الإمارات سعت لتوفير اللقاح بصورة أسرع من الدول الأخرى، بهدف تطعيم سكانها، ما يساعد على الوصول إلى المناعة المجتمعية، كما يساعد على التخفيف من الإجراءات الاحترازية والوقائية، ولكن للوصول لهذه الدرجة لا بد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية مثل لبس الكمامات والتباعد الاجتماعي، ناصحة الجميع من سن 16 عاماً بأن يحصلوا على اللقاح، بالإضافة إلى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.



وأظهرت الإحصاءات التي يحدّثها المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء على مدار الساعة، تحقيق الإمارات نسبة مرتفعة في أعداد تطعيمات كوفيد-19، حيث تم تطعيم 2 مليون و426 ألفاً و798 شخصاً في الدولة، حتى اليوم السبت، ما يعني 24.5 جرعة لكل 100 شخص من السكان، وأوضح موقع ourworldindata، أن الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً في المعدل اليومي لإعطاء اللقاحات، حيث تحقق الإمارات يومياً تطعيم 1.3 شخص من كل 100 شخص بالدولة.