الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سلطان القاسمي.. سيرة استثنائية ألهمت الشباب العزيمة والحكمة

سلطان القاسمي.. سيرة استثنائية ألهمت الشباب العزيمة والحكمة
يمثل الـ25 من يناير محطة مفصلية في تاريخ إمارة الشارقة التي حققت إنجازات حضارية استثنائية يشار إليها بالبنان في ظل الرؤية الثاقبة لقائد ملهم حقق نقلة نوعية وإنجازات ضخمة على الأصعدة الثقافية والاقتصادية والتنموية والمجتمعية، وتمكّن خلال نحو نصف قرن من أن يصنع من الشارقة أيقونة تتطلع إليها أنظار العالم أجمع.

تحمل الذكرى الـ49 لتولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، مقاليد الحكم في الإمارة مشاعر الفخر والاعتزاز لمسيرته العظيمة التي وضعت إمارة الشارقة في موقع متميز على الخارطة العالمية، وقدمت نموذجاً متفرداً في الإنسانية العميقة والطموح والإنجازات الشاهدة على طموحه العالي، وسيرة ذاتية ألهمت شباب الإمارات العزيمة والإيمان والإصرار من الحكمة الخالدة لسموه.



البدايات

في الـ25 من يناير 1972 توفي حاكم الشارقة آنذاك الشيخ خالد بن محمد القاسمي، ليتسلّم بعدها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مقاليد حكم إمارة الشارقة، ويكون عضواً للمجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، بعمر 32 عاماً.

المحطة الأولى

كان سموه شغوفاً حيال العلم ومحباً للمعرفة منذ طفولته، فقد ترعرع في بيئة تحفز على طلب العلم والثقافة، وأبدى في عمر مبكر اهتماماً ملحوظاً بتاريخ وطنه.

كانت أولى محطات سموه في رحلة العلم دراسة القرآن الكريم على يد الشيخ فارس بن عبدالرحمن، وفي شهر سبتمبر 1948 التحق بمدرسة الإصلاح القاسمية وكان عمره آنذاك 9 سنوات، وفي عام 1954 انضم صاحب السمو حاكم الشارقة للمدرسة الإنجليزية الخاصة ليدرس اللغة الإنجليزية.

المسيرة التعليمية

تلقى الشيخ سلطان القاسمي تعليمه الإعدادي في دولة الكويت، ومن ثم عمل مدة عامين، منذ فبراير عام 1961 إلى سبتمبر 1963، كمدرس لمادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات بالمدرسة الصناعية في الشارقة. أما في عام 1965، فانتقل سموه للقاهرة حيث بدأ الدراسة الجامعية في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، ليتخرج عام 1971، وفي تلك الأثناء وتحديداً في عام 1965 استلم الشيخ القاسمي رئاسة البلدية.



أبرز الإنجازات

من الصعوبة حصر إنجازات حاكم الشارقة، فمسيرته تنضح بالعطاء والازدهار اللذين لا حدود لهما في كافة مجالات الحياة، إذ حقق نهضة تنموية فاعلة وسريعة في الشارقة، شملت كافة المجالات، أهمها الثقافية، إذ سخر الجانبين المادي والمعنوي في تعزيز الإبداع في مجال الثقافة وروح العطاء، ومكافأة المهتمين بهذا المجال وأيضاً تقديم العديد من الجوائز الثقافية لمكافأة الأعمال والجهود الفنية والفكرية التي تسهم في تنمية الثقافة العربية ونشرها، لتصبح إمارة الشارقة مقراً لأكثر من 20 جمعية نفع عام ومؤسسة ومنتدى ثقافي وفكري، وفي عام 1998 اختارت «اليونسكو» إمارة الشارقة عاصمة ثقافية عربية.

مليارات الدراهم

ولم يغفل سموه عن المجالات التنموية والاقتصادية في الإمارة، إذ قاد مسيرة المشاريع التطويرية المميزة في مختلف مدن وأنحاء الإمارة، والتي رصدت لها مليارات الدراهم، وفق الموازنة العامة لحكومة الشارقة للعام المالي 2021، بمصروفات قدرها 33 ملياراً و595 مليون درهم، وبزيادة نسبتها 12% على عام 2020.



عام استثنائي

ولم يقف وباء كورونا عائقاً أمام عجلة التنمية والتطوير في إمارة الشارقة، إذ تابع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تنفيذ عدد من المشروعات الكبرى خلال العام الماضي في مدن ومناطق الإمارة، كما افتتح المنجز منها ووجه بتأسيس مشروعات أخرى تخدم المواطن والمقيم على أرض الشارقة، وتحقق له سبل الحياة الكريمة والمرفهة ومن أبرزها:

101 مشروع عمراني

تم افتتاح حزمة من المشاريع التنموية والتطويرية في القطاعات كافة عبر تنفيذ ما يزيد على 40 مشروعاً عمرانياً حيوياً وتنموياً، وبنية تحتية في مدن ومناطق الإمارة كافة، خلال العام الماضي، و61 مشروعاً فرعياً خاصاً بأعمال التوريد والصيانة والتأثيث وتقنية المعلومات، بكلفة إجمالية قدرت بحوالي 600 مليون درهم لتحقق بذلك عدداً من أهداف الخطة الاستراتيجية الجديدة.

الحديقة الجيولوجية

الحديقة الجيولوجية في بحيص وهي مشروع رائد في مجال السياحة الهادفة لتعريف الزوار بتاريخ الشارقة الجيولوجي، وجبل بحيص والمناطق الأثرية المحيطة به، وتمتاز بموقعها الأثري المهم، الغني بالبقايا المتحجرة للعديدة من الكائنات البحرية القديمة وتحتضن الحديقة دلائل تاريخيّة حول كيفية تشكل الطبيعة المحلية قبل فترة لا تقل عن 93 مليون سنة.



طريق كلباء

مشروع طريق كلباء الممتد من وادي الحلو إلى ميدان العلم في المدينة بطول 26 كم، ويعد من أبرز المشاريع التنموية والخدمية والسياحية التي تتبناها الإمارة لتطوير مدينة كلباء، بكلفة مليار درهم.

مركز الجادة

مركز استكشاف الجادة ضمن مشروع مجمع مدار الجادة الواقع مقره في منطقة مويلح بمدينة الشارقة، يمتد على مساحة تبلغ 2.2 كم مربع، ويضم العديد من المرافق والخدمات ووسائل الترفيه، ويضم مجموعة واسعة من الشقق السكنية والمباني التجارية وعدداً من المتاجر.

بيت الحكمة

مبنى «بيت الحكمة»، المشروع الثقافي المبتكر الذي يجسد أحدث نموذج لمكتبات المستقبل في العالم، ويوثق تاريخ نيل إمارة الشارقة لقب العاصمة العالمية للكتاب من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) 2019، ويعتبر إرثاً حياً لحصول الشارقة على اللقب الأرفع ثقافياً.

مدرج وشلال خورفكان

افتتاح «مدرج خورفكان»، الذي يعد أكبر المشاريع التطويرية في المدينة، على سفح جبل السَيْده مواجهاً لشاطئ مدينة خورفكان، ليتيح للزوار رؤية طبيعة المدينة من منظور مدرج نصف دائري، يحمل المدرج في بنائه الطابع الروماني.



تدشين «الشلال»، وهو مبنى خرساني تم بناؤه من الطبيعة الصخرية للمدينة ليطل على كورنيش خورفكان ويضاف إلى سلسلة المشاريع السياحيّة والتنموية في المدينة، وهو أحد أبرز الإضافات السياحيّة والترفيهية للمشهد السياحي في خورفكان خاصة، وإمارة الشارقة عموماً.

مشاريع «الوسطى»

المشاريع التطويرية والتنموية بالمنطقة الوسطى منها مشروع منتزه بردي سفاري، بكلفة بلغت مليار درهم، وسيفتح أبوابه للزوار السنة المقبلة، ومنها مشروع الزراعة المحمية الذي سيوفر 1750 طناً من الخضراوات الصحية والنظيفة، وسيقام على مساحة 70 ألف متر مربع، إضافة إلى مشروع الألبان، الذي سيخدم شريحة كبيرة من أفراد المجتمع.

تطوير «كلباء»

تطوير مدينة كلباء عبر تأهيل طريق الشارقة-كلباء بطول 55 كم والذي تستغرق رحلته ساعة وربع الساعة، بإجمالي ميزانية بلغت مليار درهم خصصت لتطوير الشارع ورفع كفاءته حتى تكون المدة الزمنية من كلباء إلى الشارقة 45 دقيقة.