الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

63 ألف مستفيد من «تثقيف كبار المواطنين إلكترونياً».. ومسنون: أمر ضروري

63 ألف مستفيد من «تثقيف كبار المواطنين إلكترونياً».. ومسنون: أمر ضروري
أوضحت وزارة تنمية المجتمع أن 63 ألفاً و141 استفادوا من برنامج «بناء القدرات»، الذي أطلقته لتدريب كبار المواطنين على استخدام التكنولوجيا الحديثة في الأمور الحياتية، من خلال التطبيقات الذكية أو الأجهزة الإلكترونية.

ووفق مدير إدارة التنمية الأسرية بالوزارة علياء الجوكر، تضمنت السياسة الوطنية لكبار المواطنين 4 أهداف استراتيجية غير محددة بسقف زمني، مع مراجعة أثرها بشكل دائم، و7 محاور رئيسية لتطوير الخدمات الاجتماعية للفرد بعد سن الـ60، حيث استفاد من مبادرات السياسة 16 ألفاً و181 من كبار المواطنين خلال 2020.



جاء ذلك بعد مطالبة مواطنين متقاعدين بتخصيص دورات «محو أمية تكنولوجية»، لتثقيفهم بالمستجدات التقنية التي طرأت على المجتمع، وسرعت أزمة فيروس كوفيد-19 من وتيرتها، قائلين إنه بات أمراً ضرورياً بعد تحول معظم الخدمات إلكترونياً.

وأوضحوا لـ«الرؤية»، أنهم يواجهون صعوبة بالغة في إنجاز معاملاتهم الرقمية التي تعتمدها أغلب الجهات الحكومية والخاصة، وأن بعضهم لديه أبناء بالمراحل الدراسية، ويصعب عليهم مواكبة متطلباتهم بهذا الصدد.

من جانبهم، أكد أعضاء بالمجلس الوطني الاتحادي أهمية تنظيم هذه الدورات، واقترحوا عدم اقتصارها على المتقاعدين فقط، بل كل من يحتاج إليها بالمجتمع، معتبرين تثقيف كبار المواطنين إلكترونياً أصبح إجبارياً وليس اختيارياً.

تطوع تثقيفي

وذهبت عضو المجلس الوطني الاتحادي شيخة عبيد الطنيجي، إلى أهمية تنظيم دورات تكنولوجية لكبار المواطينن، موضحة أن كافة الخدمات الأساسية في الدولة أصبحت رقمية عبر الهواتف الذكية.



وذكرت أنه من الممكن الاستفادة من الطاقات الشابة في هذا الشأن بفتح باب التطوع للشباب، لتثقيف شرائح المجتمع التي تفتقر التعامل مع التكنولوجيا، مقترحة عدم اختصار تخصيص تلك الدورات على المتقاعدين فقط، بل كل من يحتاج إليها في المجتمع الإماراتي.

وبينت أن عدداً كبيراً من المتقاعدين الإناث والذكور يحتاجون إلى مساعدتهم في المعاملات التكنولوجية، خاصة في ظل تطبيق التعليم، والعمل عن بُعد كتدابير احترازية للحد من انتشار «كورونا».

ثقافة تكنولوجية

وقال عضو المجلس الوطني الاتحادي محمد عيسى الكشف: «يجب التركيز على أساسيات الاستفادة من هذه الخدمات وليس فقط التعليم، لأن هناك مخرجات لهذا التعليم تلبي الاحتياجات المطلوبة لدى كبار المواطنين».



واقترح اعتماد إعداد الفيديوهات الإرشادية خلال تلك الدورات، حيث إن الفيديو يقدم شرحاً معبراً ومبسطاً يوضح الخطوات المطلوبة، قائلاً: «يجب أن تكون الدورات على حدة، بمعنى أن هناك دورات عامة في إنجاز المعاملات الرقمية، وأخرى للتثقيف الصحي والزراعي وغيره».

تحول رقمي

من جهته، طالب مواطن متقاعد في أبوظبي محمد صالح الحمادي، بتخصيص دورات محو أمية تكنولوجية تواكب التغيرات والمستجدات التكنولوجيا التي تطرأ على المجتمع، وخاصة التحول الرقمي الذي صاحب أزمة كورونا التي تجتاح العالم، وما تبعها من الاعتماد على التقنيات الحديثة بمختلف مناحي الحياة.



وقال إن لديه أبناء يدرسون في الصفوف المدرسية ويواجه صعوبة بالغة في مواكبتهم، من حيث تشغيل برامج التعليم عن بعد وتلقي واجباتهم والتعامل مع الأعطال ببعض الأحيان.

دورات افتراضية

واقترح متقاعد في أبوظبي مبارك محمد الحمادي، على وزارة تنمية المجتمع أن تتم تلك الدورات افتراضياً «عن بعد»، عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي السهلة، وذلك تماشياً مع الظروف الاستثنائية الراهنة، ثم فتح باب التسجيل للمواطنين الراغبين في الالتحاق، وبناء عليه تحديد عدد الحصص الأسبوعية وفقاً لأعداد الملتحقين، بحيث لا يزيد عدد المشاركين بالحصة على 20 شخصاً، لإتاحة مساحة للمداخلات وطرح الأسئلة وضمان إيصال المعلومة.



إشراف حكومي

فيما طالب مواطن متقاعد في أبوظبي جاسم إسماعيل جاسم الحمادي، الجهات الحكومية المعنية في الدولة بالإشراف على تلك المبادرة وتشجيع المواطنين على الالتحاق، بالنظر لأن المعاملات الرقمية أصبحت أمراً ضرورياً لا غنى عنه في الحياة اليومية.



وأوضح أنه يواجه صعوبة بالغة في تطبيق أغلب المعاملات الرقمية على أرض الواقع، فيما يتعلق بإجراءات لم يعتَد عليها وتكنولوجيا جديدة بالكامل على حياته اليومية.

فجوة إلكترونية

وأوضح موظف لدى القطاع الخاص الإماراتي علاء عوض الدويلة، أن تثقيف كبار المواطنين إلكترونياً أصبح إجبارياً وليس اختيارياً، نظراً للفجوة بين معرفتهم ومتطلبات إنجاز المعاملات الإلكترونية، ضارباً مثالاً لحادث تصادم بين سيارتين بدبي كان مواطن مسن يقود إحداهما، وطلبت منه الجهة المعنية تخطيط الحادث، ولم يكن يعلم بوجود تطبيق يخطط الحوادث البسيطة، الأمر الذي كاد أن يهدر حقه.



وأشار إلى أن أغلب كبار المواطنين لا يمتلكون بريداً إلكترونياً وهو مطلوب لتسجيل البيانات في أي معاملة، وذلك نظراً لعدم اطلاعهم وتثقفيهم بمدى أهمية التكنولوجيا، مبيناً أن تخصيص دورات تدريب سيساهم بالتأكيد في رفع مستوى الوعي ونشر الثقافة الإلكترونية.

نتائج وإيجابيات

وقال مواطن موظف لدى القطاع الخاص أحمد علي الأمير، إن والده متقاعد منذ عدة أعوام ولا يستطيع التعامل مع الإلكترونيات بجميع أنواعها، لأن أغلبها جديدة عليه، مشيراً إلى أنه ببعض الأحيان تكون هناك أمور طارئة ما يعرضه للحرج والحيرة والضيق.



وأردف: توافر دورات محو أمية تكنولوجية سيكون له تأثير إيجابي من عدة نواحٍ، ليس فقط على المتقاعدين بل من حولهم أيضاً، متمنياً تنفيذ هذه الدورات على أرض الواقع لما ستحققه من إيجابيات ونتائج ملحوظة.