الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

جهات صحية وتعليمية تتحصن بالشباب المتطوعين لمواجهة «كورونا»

جهات صحية وتعليمية تتحصن بالشباب المتطوعين لمواجهة «كورونا»
تحصنت جهات طبية وتعليمية وتطوعية في الدولة بالشباب خلال مواجهة جائحة كورونا منذ بدايتها حتى الآن، معتمدةً على طاقاتهم العلمية والمعرفية ومبادراتهم التطوعية بكافة المجالات.

وقالت جهات صحية لـ«الرؤية»، إن الشباب بادروا منذ اليوم الأول للجائحة بتطويع خبراتهم وأوقاتهم ليكونوا في الصف الأمامي، كبديل عن كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مشيرة إلى وجود قوي وملحوظ للشباب، سواء كانوا أطقماً طبية وتمريضية أو على صعيد المتطوعين بمراكز المسح والفحوصات والتجارب السريرية للقاح، أو كمساندين مادياً للحالات الاجتماعية التي تضررت من الجائحة.

وأكدت جامعات إماراتية دعمها لجهود الشباب من الطلبة والطالبات الذين ساهموا بشكل فعال لمواجهة تداعيات أزمة تفشي الفيروس، ومنها مبادراتهم في مجال البحث العلمي والابتكار، ومساندة أبناء العاملين في خط الدفاع الأول.

من جانبهم، أكد شباب إماراتيون ومقيمون في الدولة أنهم بادروا للتطوع في مختلف القطاعات كفرصة لرد الجميل للوطن، بسد حاجة الكثير من القطاعات ودعم العاملين فيها وتخفيف الضغط عنهم.

مشاركة شبابية

وتفصيلاً، قالت رئيس اللجنة الوطنية السريرية لفيروس كورونا بالإمارات، المدير الطبي التنفيذي لمدينة الشيخ خليفة الطبية الدكتورة نوال الكعبي، إنه منذ بداية الجائحة لوحظ وجود قوي للشباب في مواجهة الأزمة، سواء أطقم طبية وتمريضية أو على صعيد المتطوعين بمراكز المسح والفحوصات والتجارب السريرية للقاح.



وأوضحت أن الكوادر التمريضية والطبية الشابة كانوا في الصفوف الأمامية لاستقبال ورعاية المصابين بكورونا، مشيرة إلى أن عدد الشباب المواطنين والمقيمين المتطوعين كان ملحوظاً بمراكز المسح والفحوصات التي أُنشئت بكثافة عالية منذ بداية الأزمة حتى الآن.

مساندة طبية

وأكد الرئيس التنفيذي لمدينة الشيخ شخبوط الطبية الدكتور ناصر عماش، أهمية دور أطباء الامتياز الذين انضموا طواعية إلى الصفوف الأمامية لدعم ومساندة الكوادر الطبية، ليقدموا أعلى معايير الرعاية الطبية للمرضى خصوصاً في ظل الظروف الاستثنائية، مشيراً إلى أن المدينة فتحت المجال أمام شريحة الشباب للعمل التطوعي، بعد مبادرتهم لتقديم يد العون في مواجهة الجائحة.

وأوضح أن أطباء الامتياز دعموا نظراءهم من الكوادر الطبية في وحدة الطوارئ والأقسام المختلفة، لتنظيم المرضى والحد من انتشار العدوى بين المراجعين ومرافقيهم، ورفع الوعي بأهمية الوقاية من الإصابة.



جامعيون متطوعون

فيما بذل الطلبة الجامعيون جهوداً مضنية في سبيل مكافحة عدوى كوفيد-19 وحماية أنفسهم والمجتمع، إذ تطوع أكثر من 12 طالباً وطالبة مواطنين كمسؤولين عن الفرق التطوعية بمراكز تقييم وفحص كورونا بمختلف إمارات الدولة، وذلك منذ بداية أزمة كورونا، حيث يقدمون الدعم والمساندة للفرق الطبية لتطويق انتشار الفيروس وكشف الحالات المصابة.

وأوضح المدير التنفيذي للعلاقات المجتمعية بجامعة أبوظبي سالم مبارك الظاهري، أن طلبة الجامعة الحاليين، ومنهم خريجون جدد، يمثلون بجهودهم قدوة لكافة الشباب في الإمارات والوطن العربي، فمنهم من لم يتمكنوا من رؤية أهاليهم خلال هذه الفترة بسبب عملهم ضمن مراكز مسح، واختلاطهم مع مصابين محتملين ومساعدتهم للمصابين الفعليين، حيث آثروا العزل بعد انتهاء ساعات العمل بعيداً عن أسرهم تحت إشراف الجامعة ودعمها نفسياً ومعنوياً.

وأضاف أن الجامعة على تواصل مباشر ودائم مع المتطوعين والمتطوعات من طلبتها عبر مكتب العلاقات المجتمعية، وشملت مناحي التطوع، مبادرات عديدة لطلبة الجامعة داخل وخارج الحرم الجامعي، في المشاركة بتنظيم عمليات الفحوص للكشف عن الإصابة بالفيروس، كما قاموا بتنظيم مجموعات دراسية متخصصة وبرامج للدعم النفسي والاجتماعي، وينظم الطلبة اجتماعات دورية عبر قنوات السوشيال ميديا لرفع الوعي بأهمية أخذ لقاح كورونا.



وتابع الظاهري أن جامعة أبوظبي دشنت بالتعاون مع المارشال الإماراتي مركزاً تعليمياً شاملاً تحت شعار (واجب علينا)، بهدف توفير بيئة تعليمية للطلبة المتطوعين في مقر الفحص الطبي لكوفيد-19 بشركة أبوظبي الوطنية للمعارض، إلى جانب تخصيص منحة دراسية قدرها 20% لخط الدفاع الأول من مقدمي الرعاية الصحية وأزواجهم وأولادهم، تقديراً لجهودهم الرائدة.

إرشاد أكاديمي

وأشارت مساعد مدير الجامعة لشؤون الطلبة في جامعة زايد، هند الرستماني، إلى أن الجامعة دعمت جهود الطلبة الذين ساهموا بشكل فاعل في عودة مسار الحياة الطبيعية وتخطي كافة العقبات والتحديات التي انبثقت عن التفشي العالمي لجائحة كوفيد-19، موضحةً أن المجموعات الطلابية عملت على تقديم المساعدات المعنوية والدراسية للطلبة إلى جانب عقد اجتماعات توعوية عن بعد لدعم الصحة النفسية والجسدية لزملائهم.



وشارك نحو 155 متطوعاً من طلبة وأساتذة جامعة زايد ضمن مبادرة الإرشاد الأكاديمي عبر الإنترنت لـ144 طفلاً في المرحلة الابتدائية، من 70 أسرة تابعة للطاقم الطبي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، والتي استمرت على مدى 25 يوم عمل، استكملت فيها ما يزيد على 1000 محاضرة خلال 500 ساعة تمت عبر الإنترنت من خلال موقع التواصل المرئي «زووم».

وتم اختيار الطلبة المتفوقين دراسياً في الجامعة ليتطوعوا ضمن المبادرة، إلى جانب عدد من الأساتذة الجامعيين ليكونوا عوناً للأسر في هذا الوقت، ومنهم 40 طالباً وطالبة من مواطني الدولة، حيث قدم الدعم لأبناء الطواقم الطبية وقدموا كل الاهتمام والتوجيه أثناء فترة الدراسة، دعماً لهم لتخطي مصاعب التعليم عن بعد، خاصة مع انشغال أولياء أمورهم في تقديم المساعدة للآخرين بهذه الظروف.

وعملت جامعة زايد على توظيف نحو 60 متدربة ومتطوعة من خريجات الجامعة بعد تنفيذ شراكة تمت الصيف الماضي مع وزارة الصحة وخدمات الإسعاف المتنقلة، حيث حصلت بعض الطالبات على عقود لوظائف بدوام كامل، بعد فترة تدريب شاملة للمهارات المطلوبة واكتساب الخبرة الميدانية، ويتضمن عملهن مهمة المساندة النفسية لموظفي صحة عبر خطوط المساعدة.

دعم مجتمعي

من جانبها، أكدت المدير العام لهيئة المساهمات المجتمعية «معاً» سلامة العميمي، أن المساهمات المجتمعية من كافة أفراد المجتمع ومنهم الشباب، كان لها دور إيجابي في المساهمة ببرنامج «معاً نحن بخير»، لدعم المتأثرين بالتحديات الصحية والاقتصادية الناجمة عن تداعيات كوفيد-19، من خلال تقديم الدعم الطبي والتعليمي، بالإضافة لتوفير الإمدادات الغذائية والاحتياجات الأساسية.

وأشارت إلى وجود نماذج كثيرة تستحق تسليط الضوء عليها لمساهمات الشباب في برنامج معاً نحن بخير، ومنها مساهمة الطالب الإماراتي عبدالله الجهماني (16 عاماً)، بمبلغ 15 ألف درهم كان يدخرها لبدء مشروعه التجاري الخاص بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، لكنه فضل دعم المتضررين.

وبينت العميمي أن هناك نماذج أخرى من أفراد المجتمع، ومنها علي حسين الأحبابي، وهو جندي إماراتي متقاعد خدم في القوات المسلحة الإماراتية، وساهم في البرنامج بمعاشه العسكري الشهري.

مساهمات شبابية

أوضحت الطالبة الجامعية المواطنة أمل محمد صعب، أنها شاركت في مبادرة دعم أسر العاملين في خط الدفاع الأول الذين يواجهون تفشي فيروس كورونا، وذلك بمساعدة أبنائهم على إنهاء الفصل الدراسي عن بعد، بناءً على تخصصها بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، لتساعدهم في دراسة اللغة الإنجليزية، الرياضيات، العلوم والتكنولوجيا وغيرها من المواد.



وقالت إن من يعيش على أرض الدولة أسرة واحدة يتوجب عليهم مساندة بعضهم البعض لاجتياز هذه الأزمة، مؤكدةً أن التطوع فرصة لرد الجميل للوطن، بسد حاجات الكثير من القطاعات ودعم العاملين فيها وتخفيف الضغط عنهم.

وأفادت الطالبة والمتطوعة فاطمة سعيد، بأن ما حققته خلال فترة التطوع مكنها من تقديم العون والمساندة للآخرين، لتكون عنصراً فاعلاً ومؤثراً، حيث طوعت إمكاناتها لخدمة الوطن ومن يبذلون جهودهم لحماية الجميع.

وأشارت الطالبة الجامعية والمتطوعة حسينة الكثيري، إلى أن مساهمات الشباب خلال هذه الأزمة أظهرت حس المسؤولية لديهم وثقتهم في أن دورهم فعال ومؤثر ومساند، لافتةً إلى أن هذه المبادرات التطوعية تمنح السعادة والرضا للأهالي الذين يبذلون جهودهم في مكافحة تفشي فيروس كوفيد-19.

وأوضح الطالب سيف الذهب قائد المتطوعين في مركز التقييم المتميز بأبوظبي، أنه ومنذ بداية الأزمة تطوع ضمن مراكز الفحص ليكون مسانداً لخطوط الدفاع الأولى في مواجهة تفشي كوفيد-19، ويكون وزملاؤه من المتطوعين داعمين ومؤثرين حتى تخطي الأزمة التي يمر بها العالم.



ولفت إلى أن الدولة منحت فئة الشباب الدعم والعطاء في مجال العلم والعمل والإبداع، ومبادرة كل شاب وشابة أثناء الأزمات ووقوفهم صفاً واحداً يعتبر رداً للفضل وتعزيزاً لدور الشباب المؤثر في الأزمات.

مبادرة رفع الجاهزية

من ناحيتها، أطلقت المؤسسة الاتحادية للشباب عدداً من المبادرات الوطنية، بهدف رفع جاهزية الشباب وتعزيز دورهم الفعال في التعامل مع الجائحة، منها دورة تدريبية في أساسيات الوقاية من الجوائح الطبية، ومبادرة قيم للأجيال ضمن البرنامج الوطني لقيم الشباب الإماراتيين، وإطلاق منصة فرص الرقمية التي تمكن الشباب الإماراتيين من الوصول إلى جميع فرص المشاركة في الخدمة المتاحة للتعامل مع المرحلة الحالية للوقاية من الأوبئة، ومبادرة وقف الشباب للوقاية، التي تهدف إلى مشاركة الشباب والمؤسسات في تخصيص أوقاف لحماية المجتمع من الأوبئة والفيروسات مثل المعقمات وغيرها.

حملات وطنية

وأكدت وزارة تنمية المجتمع أنه في بداية جائحة كورونا تم إطلاق الحملة الوطنية "الإمارات تتطوع" التي تعد أكبر حملة من نوعها على مستوى الدولة، والتي تطرح لأول مرة نوعين من التطوع: "الميداني" وهو التقليدي، و"الافتراضي "أي عن بُعد، والذي يعد سابقة تتفرد بها الإمارات في التطوع من أجل المجتمع.

وأضافت الوزارة أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع دربت المتطوعين لدعم المنظومة الطبية في الإمارات، وأطلقت المؤسسة الاتحادية للشباب مبادرات وطنية لرفع جاهزية الشباب الإماراتيين في التعامل مع الأوبئة، كما أطلقت المؤسسة بالتعاون مع الوزارة الدليل الإرشادي للاعتناء بكبار المواطنين أثناء انتشار الأوبئة.

من ناحية أخرى، أتاحت منصة «متطوعين. إمارات» نوعين من التطوع: التطوع الميداني لمساندة خط الدفاع الأول، والتطوع الافتراضي الذي أتاح تقديم خدماتهم في المنزل للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع.

البرنامج التطوعي

كما حدد البرنامج الوطني التطوعي لحالات الطوارئ والأزمات والكوارث اشتراطات في المتطوعين، منها: أن يكون من مواطني دولة الإمارات أو رعايا الدول الأخرى المقيمين على أرض الدولة، وأن لا يقل العمر عن 18 سنة، وأن يكون حسن السيرة والسلوك ويجتاز الموافقات اللازمة، ويكون لائقاً طبياً لتأدية المهام التطوعية، ويفضل أن يكون من ذوي التخصصات العلمية أو الفنية، وأن يكون غير مرتبط ببرامج تطوعية أخرى مماثلة.

وركزت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بدرجة كبيرة خلال الجائحة على العمل التطوعي وخاصة الشباب، مشيرة إلى أن عدد المتطوعين في الهيئة تخطى حاجز الـ45 ألفاً، فيما بلغت ساعات العمل التطوعية من بداية عام 2020 حتى الآن أكثر من 259 ألف ساعة تطوعية.