الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

متعافيات من «كوفيد-19» يشكون تأخر الدورة الشهرية.. وأطباء يوضحون الأسباب

متعافيات من «كوفيد-19» يشكون تأخر الدورة الشهرية.. وأطباء يوضحون الأسباب
شكت نساء من تأخر الدورة الشهرية لمدة قد تصل أو تتخطى الشهر بعد التعافي من الإصابة بكوفيد-19، مع شعورهن بالقلق الكبير إزاء ذلك، بينما أكد أطباء رصد عدد من الحالات المشابهة، عازين المشكلة إلى أسباب تتعلق بالضغط النفسي والعصبي وتعارض عمليات إقلاب المضادات الحيوية التي يأخذها بعض المرضى أثناء الإصابة بالفيروس مع عمليات إقلاب الهرمونات.

وقالت نساء شفين من المرض الذي يسببه فيروس كورونا لـ«الرؤية» إن دورتهن الشهرية قبل الإصابة كانت طبيعية وتأتي في موعدها، وليس لديهن أية مشكلات صحية أخرى، إلا أنهن يتوجسن خيفة بعد تأخر الدورة، لا سيما أنهن يجهلن سبب ذلك.

اضطراب هرموني

وقال استشاري أمراض النساء والتوليد بالشارقة الدكتور فادي المرزوقي، إن أي ضغط نفسي يصيب الإنسان يسبب الاضطراب الهرموني، وهو ما ينعكس في تأخر الدورة الشهرية لدى السيدات المصابات أو المتعافيات من كوفيد-19 لمدة قد تصل إلى شهر أو شهرين.



وطمأن المرزوقي النساء بالقول إن الخوف من المصير المجهول الذي قد تلاقيه المصابة بكورونا هو السبب الرئيس لذلك، إلا أنه يبقى سبباً مؤقتاً وتعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها وانتظامها مرة أخرى.

وأضاف: يجب أن ننفي أولاً كل الأسباب العضوية الأخرى التي قد تؤدي إلى تلك الحالة لدى النساء الصحيحات والمتعافيات، وعلى رأسها الحمل، والتقدم بالعمر، وارتفاع هرمون الحليب، واضطرابات الغدة الدرقية، والنقص الشديد في الوزن أو زيادته الكبيرة، علاوة على تناول مضادات الاكتئاب، وبعض العلاجات الهرمونية، وهي أسباب قد لا تكون المريضة بكورونا تعلم أنها مصابة بها من قبل، إلا أن الإصابة قد تكشفها.

وركز على ضرورة الوضع في الاعتبار التأكيد على أن الإصابة بكوفيد-19 لا ينتج عنها أي من هذه المسببات العضوية لتأخر الدورة، وأن الضغط النفسي والعصبي الذي يتزامن مع الإصابة بالفيروس هو الرابط بين حمل العدوى وتأخر الدورة الشهرية.

وأشار إلى أن تحديد مدى ضرر تأخر الدورة الشهرية يستلزم أولاً مراقبة 3 دورات شهرية متتالية، وإذا عادت الأمور لطبيعتها بعد 3 دورات فهنا المشكلة أضحت مؤقتة وانتهت، وإذا استمر الاضطراب أو التأخر وعدم انتظام الموعد فيجب استشارة الطبيب لمعرفة الأسباب، لافتاً إلى أن المعدل الطبيعي للدورة لدى السيدات أن ينزل الطمث بفارق زمني لا يقل عن 25 يوماً ولا يزيد عن 35 يوماً عن الدورة السابقة له، وإذا لم يحدث ذلك فهناك خلل يجب معرفته وأسبابه وعلاجه.



تأخر أم غياب؟

وشدد المرزوقي على ضرورة التفرقة بين تأخر الدورة أو اضطرابها من ناحية وبين غياب الدورة الشهرية من ناحية أخرى، لأن غياب الدورة بشكل كامل لمدة شهر واحد يستدعي استشارة الطبيب على الفور، بشرط إجراء اختبار الحمل قبل زيارة الطبيب، ويُفضل إجراء اختبار الحمل من خلال الفحص المخبري لهرمون الحمل الرقمي، لأن أداة اختبار الحمل الموجودة بالصيدليات قد لا تكون نتيجتها دقيقة في المرحلة المبكرة من الحمل، لكن تحليل الهرمون من خلال سحب عينة دم، دقيق للغاية، ويتم إجراؤه مرتين بفاصل زمني 48 ساعة لأن الهرمون يتضاعف كل 48 ساعة، فإذا ثبت هذا التضاعف من خلال المختبر هنا صارت المرأة حاملاً بشكل مؤكد، كما أن فحص الحمل من خلال الموجات الصوتية (السونار) قد لا يؤتي نتائج دقيقة خلال المرحلة المبكرة من الحمل.

وذكر أن غياب الدورة الشهرية يرجع في أغلب الحالات إلى قصور المبيض المبكر، وهو مرض لا يمكن علاجه، بسبب فشل المبيض، وبالتالي عدم وجود هرمونات الإستروجين، مبيناً أن قصور المبيض المبكر في الأغلب مرتبط بالتقدم في السن، لكن إذا حدث في سن تحت الأربعين فيكون غير طبيعي، لكنه من الطبيعي أن يحدث لدى كثير من النساء بعد سن الأربعين لأسباب فسيولوجية، إلا أنه في الآونة الأخيرة هناك بعض الحالات البسيطة تستجيب لعلاجات معينة لنزول الدورة لدى المصابات بهذا المرض، ولكن لن يحدث الحمل، فقط المسألة نفسية لكي ترى المرأة نزول الدورة وتشعر بالراحة النفسية.

وأشار الدكتور فادي المرزوقي إلى أن اضطرابات الدورة الشهرية قد ترجع في بعض الأحيان إلى استخدام موانع الحمل الدوائية أو الجهازية، موضحاً أن الموانع الدوائية تعمل على الهرمونات وبعد مرور مدة من 3 إلى 6 أشهر لوقفها تزول أسباب الاضطرابات الهرمونية وتعود الدورة لطبيعتها، أما الموانع الجهازية فهي نوعان هما: اللولب الهرموني واللولب النحاسي، واللولب الهرموني له وظيفة علاجية، إضافة إلى منع الحمل، فيعالج الزوائد اللحمية في الرحم وبعض الأورام البسيطة، في حين قد يسبب اللولب النحاسي غزارة كمية الدم المطرودة من الجسم أثناء الدورة أو طول مدة الدورة إلى 10 أيام على أقصى حد، ويستمر عمره من 5 إلى 10 سنوات داخل الرحم.

6 حالات

وقالت اختصاصية النساء والتوليد بالمستشفى السعودي الألماني بدبي الدكتورة فادية الخليل، إنها رصدت 6 حالات لسيدات متعافيات من كوفيد-19، زرنها في العيادة بعدما تأخرت لديهن الدورة الشهرية، مشيرة إلى سببين رئيسيين لهذه المشكلة هما، تناول المضادات الحيوية أثناء الإصابة بكورونا، والتي تستقلب (تتحلل) في الكبد وهو ما يتعارض مع استقلاب الهرمونات في الكبد، ما ينتج عنه الخلل الهرموني وبالتالي يحدث تأخر الدورة الشهرية أو اضطرابها.



وأضافت الخليل: لم أرصد في هذه الحالات أي شيء غير طبيعي في الفحوصات المخبرية ولا حتى الفحص السريري أو الظاهري لهن، وهو ما يرجح كفة أن الجزع من مضاعفات الفيروس سبب لهن اضطراباً في الهرمونات، وهذا في الغالب يحدث مرة واحدة بعد التعافي مباشرة.

ونصحت الخليل بتقليل آثار التعارض بين الاستقلابات في الكبد بتقليل كمية الدواء التي تأخذها السيدات أثناء الإصابة بكوفيد-19، لأن المرض لا يحتاج علاجاً لدى 80% من المصابين والمصابات باستثناء البنادول عند الحاجة وبعض الفيتامينات التي لا تؤثر على عمليات الاستقلاب مطلقاً، ولا داعي لأخذ المضادات الحيوية إلا بعد الرجوع للطبيب المختص.

ضغط عصبي

من جانبها، أكدت اختصاصية النساء والولادة بمستشفى برايم بدبي الدكتورة ابتسام سعد حسن، أن الضغط العصبي هو السبب في هذا الأمر، لأنه قد يسبب اضطرابات الدورة حيث يعمل على هرمون الحليب والكورتيزون، مشيرة إلى أن الأدوية الموجودة في البروتوكول الوطني لعلاج حالات كورونا لا يوجد بينها ما يسبب اضطرابات أو تأخر الدورة الشهرية.

وذكرت أن اضطراب أو تأخر الدورة الشهرية يتوقف على عوامل كثيرة مثل السن والوزن ونوع الرياضات التي تمارسها الأنثى، وأدوية مقاومة الاكتئاب وبعض أدوية اضطرابات القولون، والمرأة المصابة بوزن زائد تفرز لديها الخلايا الدهنية هرمون الاستروجين بكثرة الذي يؤدي إلى اضطراب الدورة أو زيادة نشاط بطانة الرحم.



لا تأثير على وظائف المبايض

وقالت استشارية ورئيسة قسم النساء والتوليد بمستشفى قرقاش بدبي الدكتورة منال إبراهيم صبار، إنها بالفعل رصدت حالات متعددة لسيدات تأخرت لديهن الدورة الشهرية بعد التعافي من كوفيد-19، في حين أن هذا الفيروس لا يؤثر على وظائف المبايض، لكن النساء يصبن بالقلق سريعاً أكثر من الرجال، حتى من مجرد متابعة نشرات الأخبار ومنصات التواصل الاجتماعي التي تذكر العدد اليومي لوفيات كوفيد-19 حول العالم، فيصبن بالقلق، ونتيجة لأن الدورة الشهرية حساسة للغاية للضغط العصبي، يحدث هذا التأخير.



ونصحت صبار النساء بضرورة تناول الغذاء الصحي أثناء الإصابة وبعد التعافي من كوفيد-19، موصية السيدات بألا يضعن أنفسهن تحت الضغط النفسي نتيجة هذا التأخر لكي تعود الدورة إلى طبيعتها، ويمكن إعطاؤهن بعض الأدوية التي تساعد على نزول الدورة، وباستثناء الحمل يجب زيارة المرأة للطبيب إذا تأخرت الدورة عن شهرين.