الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

برعاية الشيخة فاطمة.. سيف بن زايد يشهد انطلاق ملتقى «القيادة الرقمية للمرأة الإماراتية»

برعاية الشيخة فاطمة.. سيف بن زايد يشهد انطلاق ملتقى «القيادة الرقمية للمرأة الإماراتية»

أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، أن الاتحاد النسائي العام قاد ملف تمكين المرأة الإماراتية بكفاءة واقتدار، ليحقق قفزات نوعية في فترة قياسية من عمر الدولة، لتتمكن دولة الإمارات العربية المتحدة من تحقيق المراتب الأولى والصدارة إقليمياً بمؤشرات التنافسية العالمية، بفضل الرؤية المستنيرة للقيادة الرشيدة.

جاء ذلك خلال كلمة سموّها في افتتاح فعاليات الملتقى الافتراضي «القيادة الرقمية للمرأة الإماراتية»، والتي ألقاها نيابة عن سموها، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وذلك بالتزامن مع يوم المرأة العالمي الذي يصادف 8 مارس من كل عام.

وقالت سموّها، إن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة رسمت واقعاً معرفياً للمرأة الإماراتية يؤصل مكانتها محلياً وعالمياً، ويعزز حضورها النوعي في المجالات الأكاديمية والبحثية والتكنولوجية والتخصصات الاقتصادية والابتكار والشأن العام، حتى صارت أيقونة في التميز والعطاء ومصدر إلهام لسيدات العالم أجمع، بطموحاتها التي لا تعرف المستحيل.

وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، نحن من نصنع التميز بقيادتنا وعزيمتنا ونؤمن بأن جميع التحديات التي تواجهنا وبالأخص تحديات العالم الرقمي، ما هي إلا فرص لمراجعة الخطط والبرامج، لضمان تلبية الاحتياجات المستجدة والمحافظة على المواطنة الإيجابية الرقمية وتعزيز جودة الحياة.

وهنأت سموّها المرأة الإماراتية وجميع نساء العالم، بمناسبة يوم المرأة العالمي، وقالت سموّها: بفضل دعم وتشجيع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان وراء كل نجاحات المرأة الإماراتية، تم توحيد جهود جميع الجمعيات النسائية في الدولة تحت مظلة الاتحاد النسائي العام في عام 1975، وأثمن جهود فريق الاتحاد النسائي العام لقيادته ملف تمكين المرأة الإماراتية بكفاءة واقتدار والذي حقق قفزات نوعية في فترة قياسية، لتتمكن دولة الإمارات العربية المتحدة من تحقيق المراتب الأولى والصدارة إقليمياً بمؤشرات التنافسية العالمية.

واختتمت سموّها: أمنيتنا القلبية للمرأة الإماراتية وجميع نساء العالم بمزيد من التطور والازدهار في مسيرة حياتهن بما يواكب طموحاتهن وأحلامهن المبهرة، ليستكملن أدوارهن المحورية وإنجازاتهن الاستثنائية على مر التاريخ.

وكان الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قد تحدث في بداية الملتقى، وقال سموّه: إننا محظوظون في الإمارات بوجود قيادة ترعانا، وترعى المجتمع، بل تقدم الرعاية والدعم لكافة أنحاء العالم، واليوم ونحن وسط هذه الجائحة، نرى أن قيادة الإمارات وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، توجه اهتمامها للداخل والخارج بتعزيز السلامة والصحة والوقاية.

وقدم سموّه الشكر والتقدير لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، التي امتدت أياديها الخيّرة لكل العالم، وعلى دعم سموّها الدائم لمسيرة المرأة الإماراتية، وتمكينها في جميع المجالات ومنها المجال العلمي، حيث تواجدت بنسبة 34% ضمن فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وهي النسبة الأعلى عالمياً.

وأكد سموّه أنه ليس من السهل إحصاء إنجازات «أم الإمارات» فهي أيقونة العطاء العالمي، ومبادرات سموّها شملت كثيراً من البلدان حول العالم، دعماً للأسر المتضررة من جائحة فيروس كورونا، وتعزيزاً لجهود احتوائه، من روما إلى الخرطوم وغيرها.

كما أشار سموّه إلى دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «حفظها الله» الذي تجلى أيضاً في رسالتها الإنسانية التي حملت الأمل والتفاؤل، لخط الدفاع الأول في الإمارات، فكانت حافزاً لهم على تخطي التحديات والصعوبات في مواجهة الوباء لحماية جميع أفراد المجتمع، مبيناً سموّه أنه بجهود قيادتنا الرشيدة، وجهود «أم الفرسان»، حققت دولة الإمارات المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير «المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021» الصادر عن البنك الدولي.

وقال سموّه: مهما قلنا لا نستطيع أن نوفي «أم الإمارات» حقها، فهي شريكة القائد الوالد المؤسس «طيب الله ثراه» بعطائها وجهدها، فبرنامج الشيخة فاطمة بنت مبارك للتطوع ومنذ تأسيسه في عام 2017 أكد المشاركة الإيجابية لبنات الإمارات في تحقيق الإنجازات، ودعم مسيرة النهضة الوطنية، حيث نجد اليوم أكثر من 20 ألف شركة تديرها العناصر النسائية الوطنية ورائدات الأعمال الإماراتيات وتقدم المرأة النجاحات تلو النجاحات.

من جانبها هنأت الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام نورة خليفة السويدي، المرأة الإماراتية وجميع نساء العالم بمناسبة يوم المرأة العالمي، كما أعربت عن فخرها واعتزازها بما حصلت عليه المرأة الإماراتية من مكاسب وحقوق تعليمية غير مسبوقة، حيث احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى في مؤشر غياب الفجوة بين الجنسين في الالتحاق بالتعليم الثانوي تحت سن 15 عاماً، والمرتبة الأولى في مؤشر الإلمام بالقراءة والكتابة، والمرتبة الأولى عالمياً في مؤشر إغلاق فجوة الأمية بين الجنسين، لتصبح نموذجاً إقليمياً وعالمياً يُحتذى.

وقالت: مثلما طمحت المرأة الإماراتية إلى ثقل خبراتها العملية في كل المجالات، فإنها طمحت أيضاً وعملت بحب وإخلاص من أجل مناصرة النساء والمهمشات حول العالم لتحسين ظروفهن المعيشية ودعمهن في تحقيق المساواة بين الجنسين، ولا سيما في ظل جائحة «كوفيد-19»، ومن هذا المنطلق يسعدنا أن نعلن عن إطلاق مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتعليم الفتيات الأفريقيات لمحو الأمية الرقمية، على هامش فعاليات الملتقى الافتراضي «القيادة الرقمية للمرأة الإماراتية»، حيث سيعمل الاتحاد النسائي العام مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وشركائه الاستراتيجيين، على تعزيز دور المرأة الفعال في هذا القطاع الحيوي.

وثمنت، جهود القائمين على برنامج خليفة للتمكين «أقدر» الذي قدم نموذجاً للريادة العالمية في تمكين المجتمعات واستدامتها، من خلال تمكين كوادر مؤهلة قادرة على مواكبة تحديات الحاضر والمستقبل، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية بالدولة لدعم هذا الملف المهم، مؤكدةً التزام الاتحاد النسائي العام في التعاون مع جميع الجهات المعنية لاستحداث المبادرات والفعاليات الهادفة لإبراز وتعزيز دور المرأة في نهضة وتطور المجتمع.

وحظي الملتقى بمشاركة واسعة من الجمهور تخطت الثمانية آلاف مشارك ومشاركة بفعاليات الحدث الذي افتتحت محاوره حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، والتي شاركت بورقة عمل خلال المحور الأول، تحت عنوان «المرأة الإماراتية ودورها في القيادة الرقمية خلال جائحة كورونا.. العمل والتعليم عن بعد وإطلاق سياسة جودة الحياة الرقمية»، بمشاركة سعادة حمد عبيد المنصوري، مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية، كما تحدثت الوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة في وزارة التربية والتعليم الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، عن الدور القيادي للمرأة في تحقيق مستقبل متساوٍ في مواجهة جائحة كورونا.

واستعرض المستشار التنفيذي للمجلس الأعلى للأمن الإلكتروني الدكتور محمد الكويتي، خلال المحور الثاني جهود الدولة في تمكين المجتمع الإماراتي في الفضاء الرقمي وتعزيز المواطنة الإيجابية وتنمية القدرات، كما تحدث سلامة الطنيجي، رئيسة المجلس الاستشاري للأطفال والمتحدث الرسمي لجائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمر في المدارس وسفيرة الأمن الإلكتروني، عن موضوع «الطفل الإماراتي في الفضاء الرقمي.. الطموحات والإمكانات والسلامة»، وشاركت أيضاً النقيب علياء النقبي، نائب مدير إدارة الشراكات الدولية مكتب الشؤون الدولية بوزارة الداخلية، بورقة عمل عن تمكين دولة الإمارات العربية المتحدة للمرأة في السلامة الرقمية.

كما ناقش المحور الثالث الذي أقيم تحت عنوان «مساهمة الدولة في تعزيز السلامة الرقمية على مستوى العالم» الذكاء الاصطناعي.. مشروع مشترك بين دولة الإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة في الذكاء الاصطناعي، بمشاركة البارونة جوانا شيلدز، مؤسسة التحالف العالمي «نحن نحمي»، وايرني ألان، رئيس المجلس الاستشاري الدولي لقمة «نحن نحمي»، وايراكلي بيريدز، رئيس مركز الذكاء الاصطناعي والروبوتات بمعهد الأمم المتحدة الإقليمي لأبحاث الجريمة والعدالة، كما تحدث هنريك لاندر هولم، سفير مملكة السويد لدى الدولة، عن موضوع قيادة المرأة في العلم والحاجة لثورة رقمية شاملة.

وأكدت وزيرة تنمية المجتمع حصة بنت عيسى بوحميد، في كلمة لها بعنوان «المرأة الإماراتية ودورها في القيادة الرقمية خلال جائحة كوفيد-19»، ضمن فعاليات الملتقى، أن مستقبل دولة الإمارات يبدو مشرقاً بالريادة الرقمية وبحضور لافت للمرأة الإماراتية، في ظل الدعم والتشجيع الذي تحظى به من قبل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، مشيرة إلى قيمة السياسة الوطنية لجودة الحياة الرقمية، والمبادرات الاستراتيجية التي تم إطلاقها من قبل مجلس جودة الحياة الرقمية، باعتبارها ثمرة عطاء المرأة الإماراتية إلى جانب شقيقها الرجل، ولكونها تستهدف البيت والأسرة والمجتمع، حيث تشكل المرأة محور التوازن والعطاء والارتقاء فيه.

وقالت إن القيادة الرقمية للمرأة الإماراتية هي جزء من منظومة رقمية رياديّة في دولة الإمارات، تعكس روح الأمل والاستعداد للمستقبل برؤية قيادتنا الرشيدة، ولدينا منجزات كثيرة تتولى فيها المرأة زمام المبادرة، وتعزز بها رؤية مجتمع رقمي آمن وإيجابي، في إطار تحفيز روح المبادرة والمنافسة والإبداع لعالم ما بعد كورونا، حيث المجتمع الرقمي، والحياة الرقمية، والخدمات الرقمية، والحكومة الرقمية.

وأضافت: واقعنا اليوم أفضل بكثير، فلدينا سياسة جودة الحياة الرقمية التي تستثمر في رؤية القيادة لتمكين المجتمع بمهارات مئوية الإمارات 2071، ضمن ممكّنات الوصول إلى الريادة المجتمعية في التعليم والعمل عن بعـد، وفي إطار مواكبة توجّهات الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 لبناء مجتمعات رقمية آمنة وإيجابية.. كما أن دولة الإمارات تتصدر بمؤشرات الحياة الرقمية، ونسبة انتشار الإنترنت لإجمالي عدد السكان يصل إلى 99% وبذلك تحتل دولة الإمارات المركز الأول عالمياً، كما أن نسبة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ضمن الأعلى عالمياً وتقارب 90%.

من ناحيتها رحبت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة فومزيلي ملامبو نكوكا، بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلةً بالاتحاد النسائي العام، للعمل على تنفيذ مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتعليم الفتيات الأفريقيات لمحو الأمية الرقمية، التي تهدف إلى دعم وتدريب النساء والفتيات في العديد من المناطق حول العالم، منها آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط أيضاً، معربة عن التطلع إلى هذه المساهمة الفاعلة التي ستؤدي إلى تمكين المرأة في القرن الـ11 وتلبية متطلباتها الجديدة في مجال العمل الرقمي.

وتقدمت بالتهنئة إلى جميع نساء العالم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، كما أشادت بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة وعملها الدؤوب على تزويد النساء بالمهارات الرقمية وتعزيز إمكاناتهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وفرص العمل بها، مؤكدةً أن المهارات الرقمية تمثل إحدى أهم الخبرات المطلوبة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم، نظراً لتداعيات جائحة كورونا، التي أثرت على جميع البشرية وبالأخص على النساء والفتيات.

كما أعرب سفير مملكة السويد لدى الدولة هنريك لاندر هولم، عن شكره وامتنانه لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لريادة سموّها وإنجازاتها المهمة في ملف دعم وتمكين المرأة بدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن موضوع الملتقى يعد وثيق الصلة بموضوع «قيادة المرأة» الذي يمثل العنوان الرئيسي هذا العام لليوم العالمي للمرأة، لافتاً إلى أن القيادة النسائية أصبحت تقود مسيرة التقدم والتطور في جميع المجالات.

وقال: على الرغم من التغيير السريع في ملف تمكين المرأة عالمياً، فإنه وللأسف ما يزال تمثيل المرأة ضئيلاً في سوق العمل بمجال الرقمي، حيث لا تشكل سوى نسبة قليلة من طلاب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمتخصصين العاملين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أوروبا، كما هي الحال في علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، وفي ظل هذه الخلفية، يجب النظر في السياسات والمبادرات الجديدة للقضاء على الفجوة بين الجنسين، والتي بدورها ستعزز الرخاء على جميع المستويات.

وأضاف: بما أن الثورة الرقمية هي المستقبل، فإن وجود المرأة في كل شيء من صنع القرار إلى البحث والأعمال أمر جيد، ليس فقط على أساس فردي، ولكن بالنسبة للمجتمع ككل، كما أن إدراج النساء والفتيات في العلوم والتكنولوجيا أمر ضروري لضمان مشاركة النساء بشكل كامل في الاقتصاد والحصول على فرص عمل متساوية، إلى جانب أنه عنصر حاسم لتحقيق التقدم في جميع أهداف وغايات خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

من جانبها أكدت الوكيل المساعد لقطاع الرعاية وبناء القدرات في وزارة التربية والتعليم الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وعلى خطى الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، واصلت نشاطها لتجعل من العمل النسائي في الإمارات نموذجاً يحتذى على مستوى العالم، مشيدةً بتعامل حكومة دولة الإمارات مع جائحة كوفيد-19 المستجد بكل حرفية واقتدار، حيث وضعت ضوابط لتنظيم عمل الأمهات الموظفات في الحكومة الاتحادية عن بعد، ممن يتابعن أبناءهن في التعليم عن بعد، والذين هم في المرحلة الدراسية من الصف السادس الابتدائي فما دون، أو من لديهن أطفال من أصحاب الهمم.

وعن آلية تعامل وزارة التربية والتعليم مع الجائحة، أوضحت أن الوزارة كانت خطواتها مدروسة قبل الجائحة، حيث عملت على تطبيق التعلم الذكي الافتراضي منذ سنوات، مستفيدة من التقنيات التكنولوجية المتقدمة لأغراض التعليم، وتم تفعيل منظومة التعلم الذكي لحوالي 1.2 مليون طالب وطالبة من مختلف المدارس والجامعات، وتفعيل أكثر من 20 منصة للتعلم الذكي في المدرسة الإماراتية، وأقامت شراكات مع مزودي الحلول التعليمية المطورة الأكثر فاعلية على المستوى العالمي، وطورت منظومة تعليمية ذكية موازية لمنظومة التعليم التقليدية في الدولة، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم في عام 2020 وخلال جائحة كوفيد-19 المستجد، أطلقت مبادرة برنامج (سفراؤنا) الوطني «استعداد» ونفذتها بشكل افتراضي (عن بعد) خلال صيف 2020.

وأكد الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين «أقدر» المستشار الدكتور إبراهيم الدبل، ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم ورؤية قيادتها في مسيرتها الداعمة للمرأة، حيث اهتمت الإمارات بشؤون وقضايا المرأة والارتقاء بقدراتها وتمكينها في كافة المجالات فكانت الشريك الحقيقي للرجل في مسار التنمية الشاملة، محققة معه المنجزات والإسهام بفاعلية في مسيرة التنمية والتطوير.

وقال: نعمل بشكل وثيق في برنامج خليفة للتمكين «أقدر» مع كافة المؤسسات في سبيل تحقيق الأهداف والاستراتيجيات الوطنية في تنمية مهارات وقدرات كافة فئات المجتمع ونستهدف بشكل خاص قطاعات الشابات والفتيات من الناشئة ببرامج ريادية صممت لتعزيز الشخصية القيادية لهن وتعزيز دورهن ومكانتهن في المجتمع الإماراتي ليشكلن لبنة طيبة تسهم في تعزيز التماسك المجتمعي والبناء الأسري المتوحد.

وأشار الدبل إلى وجود خطط لدى «أقدر» وبرامج وفعاليات تنسجم مع التوجهات الحكومية في تعزيز جودة الحياة الرقمية وننفذ مبادرات ريادية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم من خلال المدارس الآمنة رقمياً، ومن خلال سايبر سي3 وهي مجموعة من المعلومات والمعارف التي تعمل على تعزيز قدراتهم في الاستخدام الصحيح للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وضمان بيئة آمنة تسهم في إيجاد الحلول في مواجهة التحديات الرقمية والوقوف في وجه المعوقات التقنية.

من ناحيته قال المستشار التنفيذي للمجلس الأعلى للأمن الإلكتروني الدكتور محمد الكويتي، خلال المحور الثاني تحت عنوان «جهود الدولة في تمكين المجتمع الإماراتي في الفضاء الرقمي وتعزيز المواطنة الإيجابية وتنمية القدرات»، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تروي قصة نجاح قامت على أسس متينة حققت من خلالها إنجازات نوعية، بما يرسخ مكانتها بوصفها الدولة الأكثر أماناً عالمياً، لما تملكه من بنى تحتية متقدمة ولتبنيها رؤى وتوجهات استباقية قائمة على استشراف علمي وواقعي للمستقبل وداعماً لجهودها في تمكين المجتمع الإماراتي من مواكبة مسرعات الفضاء الرقمي من خلال التحديث المستمر للسياسات والمبادرات للحماية المجتمعية وتوظيف الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات، المتمثل في وضع إطار ونهج تمكيني شامل للمرأة في الفضاء الرقمي لكونها نواة هذا المجتمع.

وأضاف: برزت جهود الدولة في قيادة المرأة منذ الأزل بدءاً من قطاع التعليم، حيث تعد اليوم جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية، حيث تشغل الكثير من الوظائف الحيوية والفعالة. وانطلاقاً من دعم القيادة الرشيدة لتعزيز دور المرأة كرائدة على الصعيد الوطني والعالمي في التحول الرقمي لنصف القرن المقبل وما بعده، ونظراً لكونها اللبنة الأساسية لبناء المجتمع والمغذي الرئيسي لغرس قيم المواطنة الإيجابية الرقمية، وتأسيساً لما سبق جاء إنشاء مجلس الأمن السيبراني بمثابة دعامة أساسية وطنية مشرعة لتعزيز الاستباقية والجاهزية ضد أية تهديدات أو هجمات، ووضع أطر وطنية لتبادل ومشاركة وحوكمة المعلومات المرتبطة بالأمن السيبراني بين الجهات والقطاعات بمختلف أنواعها.

وأكدت سلامة الطنيجي، رئيس المجلس الاستشاري للأطفال، والمتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة حول الوقاية من التنمر في المدارس، وسفيرة الأمن الإلكتروني، أن دولة الإمارات العربية المتحدة وفرت جميع المقومات لتنشئة الطفل تنشئة سليمة لضمان استقراره وخلق بيئة مبدعة ومنتجة كي يشق طريقه نحو الحياة بقوة وتفاؤل وليلبي جميع طموحاته وآماله، وتسعى بشكل جاهد لتمكينه من الاستخدام الآمن للفضاء الرقمي من خلال المبادرات الهادفة التي وضعتها مؤسسات الدولة.

وأضافت الطنيجي أن العالم اليوم أمام منعطف تحركه جائحة كوفيد-19، وأصبح الجميع مجبر على التعايش مع الواقع الذي فرضته الجائحة وقبول تحديات التعليم عبر الإنترنت من أجل الاستفادة من إمكاناته، إلا أن دولة الإمارات كانت على أعلى المستويات من الجاهزية بهذا الشأن وقدمت نموذجاً ناجحاً لمنظومة التعليم عن بعد بفضل الجاهزية الشبكية، ورسخت أسس وطرق التعلم بجميع أشكاله وبأروع الصور لاستدامة العملية التعليمية، لافتةً إلى أن دولة الإمارات بتصميمها استراتيجية للذكاء الاصطناعي والتي نفذت من خلالها مشاريع ضمن مئوية الإمارات 2071 واعتمدت بها بشكل كامل على العلم الرقمي للوصول إلى مستقبل يواكب التغيرات من خلال مسارات تكنولوجية تسعى من ورائها أن تكون الأولى وصاحبة الريادة ليست على دول المنطقة فحسب، بل على العالم.

وتم توزيع جوائز مسابقات «أقدر» التوعوية في 3 فئات هي «الناشئة والشباب والأسرة» بمجموع 15 متسابقاً، وذلك على هامش فعاليات الملتقى الافتراضي «القيادة الرقمية للمرأة الإماراتية»، كما تم إطلاق مبادرة لتعليم المرأة بالدول الأفريقية بتنفيذ الاتحاد النسائي العام ووزارة التربية والتعليم ومساهمة برنامج «أقدر» في منح 3000 أحقية لرخص إلكترونية متنوعة.