أطلقت هيئة أبوظبي للطفولة برعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، رئيس الهيئة، اليوم مبادرة «ود» العالمية لتنمية الطفولة المبكرة (طموح عالمي ذو تأثير محلي)، من خلال تطوير منصة معرفية تعزز الابتكار من أجل إعداد الأطفال للمستقبل، والارتقاء بمستوى رفاهية الأطفال في أبوظبي والعالم.
وعلى مدار العام الحالي، ستقدم المبادرة العالمية لتنمية الطفولة المبكرة برنامج عمل يضم العديد من المبادرات الفاعلة التي تعتمد معايير واضحة ومؤثرة تهدف إلى زيادة مستوى الوعي بتنمية الطفولة المبكرة من خلال أفلام وثائقية مميزة، ومدونات صوتية، ومنصة تفاعلية لتبادل المعلومات والمعرفة، تعد بمثابة حلقة وصل بين الهيئات النشطة في مجال تنمية الطفولة المبكرة في العالم تتيح لها التواصل وتبادل المعارف والخبرات، كما سيتم استضافة سباق الأطفال في أبوظبي، بمشاركة أطفال من مختلف أنحاء العالم.
وسوف يفضي برنامج عمل المبادرة العالمية لتنمية الطفولة لعام 2021 إلى انعقاد أول منتدى عالمي لمبادرة «ود» العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، والذي تستضيفه أبوظبي في شهر نوفمبر المقبل على مدى يومين، بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل، ويستعرض التطورات التي حدثت في العام الحالي والمستجدات المتعلقة بالمبادرة.
وستركز النسخة الأول من المبادرة على ثلاثة مواضيع تتمثل في التكنولوجيا الإنسانية للأطفال لتمهيد الطريق نحو الثورة الصناعية الخامسة، وأسلوب الحياة في القرن الحادي والعشرين لتشجيع الأطفال وأسرهم على تبني أسلوب حياة أفضل يعزز من صحتهم البدنية ويمكنهم من اتباع أنماط غذائية صحية، إضافة إلى الرفاه العاطفي والتفاعل الاجتماعي للمساهمة في خلق بيئات رعاية للأطفال تدعم نموهم الاجتماعي والعاطفي.
ويشرف على المبادرة العالمية لتنمية الطفولة المبكرة مجموعات الابتكار المعرفي التي تضم نخبة من أفضل الخبراء والمبدعين في العالم، وأعضاء من جامعة هارفارد والبنك الدولي ويوتيوب واليونيسيف، حيث سيجتمعون على مدار العام لوضع خطط العمل والإجراءات الواجب اتخاذها والمتعلقة بقطاع تنمية الطفولة المبكرة.
وتستهدف المبادرة الوالدين والأطفال، والشركاء، وصنّاع السياسات الحكومية والمجتمع المدني والمراكز البحثية وصناديق الاستثمار الاجتماعي ومراكز الابتكار بالإضافة إلى القطاع الخاص لتعزيز وتنمية قطاع الطفولة المبكرة على المستويين المحلي والعالمي، من خلال احتضان وتنفيذ استراتيجيات التدخل الناشئة عن البرنامج وتطبيقها كذلك في أي سياق قابل للتطبيق.
حضر حفل الإطلاق الذي أقيم افتراضياً، سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان رئيس اللجنة العليا عضو مجلس الأمناء في الهيئة، وسمو الشيخة شمسة بنت محمد بن زايد آل نهيان عضو مجلس أمناء الهيئة، وأعضاء مجلس الأمناء ورئيسي مبادرة «ود» عمر سيف غباش، وسيسيليا فاكا جونز، إلى جانب عدد من الوزراء ومديري العموم وممثلين عن الهيئات الحكومية في أبوظبي.
وأكد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان أن تنمية الطفولة المبكرة واحدة من أهم الأولويات الاستراتيجية لحكومة أبوظبي؛ حيث نتطلع إلى بناء جيل من الشباب الواعي الذي يمتلك العلم والمعرفة والمهارات التي يحتاجها للتغلب على التحديات ومواكبة المتغيرات والمساهمة في بناء المجتمع وتعزيز نهضته، انطلاقاً من إدراكنا لأهمية وتأثير السنوات الأولى من حياة الطفل على حياتنا والتي تنعكس فيما بعد على مستقبل مجتمعنا.
وأضاف سموه نعلم جميعاً أن الطفولة المبكرة واحدة من أكثر القطاعات الحيوية التي ترتكز عليها التنمية الشاملة والمستدامة. إن الأطفال أثمن مواردنا، كما أن الاهتمام برعايتهم وتوفير الحماية لهم، وخلق بيئة داعمة لنموهم وتطورهم من أهم الركائز لبناء مستقبل أفضل، وتمهيد الطريق أمام أجيال واعية ومسؤولة قادرة على صناعة المستقبل."
وبتوجيهات سموه، يشرف على المبادرة العالمية لتنمية الطفولة المبكرة فريق متعدد الجنسيات والتخصصات يمثلون عدداً من الهيئات الحكومية، وصنّاع القرار، والأكاديميين، والممارسين والمبتكرين، من القطاعين العام والخاص، بهدف تعزيز نتائج ومخرجات المبادرة في دولة الإمارات والعالم، مع مواصلة العمل على تقديم أفضل النتائج الممكنة لأطفال العالم ما دون 8 سنوات وتشكيل مصدر إلهام لهم، بما يؤثر بشكل إيجابي على حياتهم في الوقت الحاضر والمستقبل.
وتنطلق المبادرة العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، من استراتيجية قطاع الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي 2035، وتنسجم مع رؤية الإمارات 2021 التي تتزامن مع اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، بهدف وضع تصور متكامل للمجتمع الإماراتي في الخمسين عاماً المقبلة، وترسيخ منظومة متكاملة من القيم الحضارية والإنتاجية لتهيئة الأجيال القادمة.
من ناحيتها قالت رئيس مجموعات الابتكار المعرفي والمديرة التنفيذية لمؤسسة (برنارد فان لير) سيسيليا فاكا جونز، إنه لن يتم الاكتفاء بوضع توصيات تخص الطفولة المبكرة في العالم والمنطقة بل سيتم إنشاء دراسات بحثية وبرامج تخص الأطفال في عمرهم المبكر لا سيما في مجال الصحة النفسية.
من جانبه قال مساعد وزير الثقافة والدبلوماسية العامة والرئيس المشارك لمجموعات الابتكار المعرفي عمر سيف غباش، يتماشى إطلاق مبادرة «ود» مع التزام حكومة أبوظبي بتحسين الخدمات والنتائج في مجال تنمية الطفولة المبكرة، على النحو الوارد في استراتيجية أبوظبي لتنمية الطفولة المبكرة لعام 2035، والتي تشرف عليها هيئة أبو ظبي للطفولة المبكرة، بالتعاون الوثيق مع كيانات مثل وزارة التعليم والمعرفة، وزارة الصحة، دائرة التنمية المجتمعية وشرطة أبوظبي.
وأضاف غباش أنه سيتم تصميم أفكار إبداعية تخدم شريحة الأطفال ما دون 8 سنوات تلبي طموحات الخمسين عاماً المقبلة، مشيراً إلى أن المبادرة ستتمخض عن حلول لمشكلات الطفولة المبكرة سيتم تطبيقها في إمارة أبوظبي والدولة وكافة أنحاء العالم.
وأشار إلى إقامة منتدى عالمي في نوفمبر المقبل يحضره المختصون في الطفولة المبكرة حول العالم للخروج بتوصيات جديدة تخدم تلك الشريحة.
من ناحيتها قالت رئيس فريق تأسيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة سناء محمد سهيل، إن الدراسات الحديثة أشارت إلى أن كل دولار ينفق على الطفل ما دون 8 سنوات يعود نفعه على المجتمع بقيمة 13 إلى 17 دولاراً، مشيرة إلى أهمية الاستثمار في تلك المرحلة.