الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

دراسة تبين أهمية «تكميم المعدة» للمراهقين المصابين بالسمنة المفرطة

دراسة تبين أهمية «تكميم المعدة» للمراهقين المصابين بالسمنة المفرطة
كشفت دراسة علمية أجراها مركز جراحة السُمنة في مستشفى الجامعة بالشارقة، تتعلق بالسمنة ومدى تأثيرها على صحة وحركة الفتية والفتيات، في الفئة العمرية بين 13 و19 عاماً، عن فاعلية إجراء عمليات «تكميم المعدة» لديهم، لما تحققه من نتائج تتعلق بفقدان الوزن وعلاج السكري من النوع الثاني والضغط والدهون، فضلاً عن الحدّ من احتمالية حدوث السكتة التنفسية أثناء النوم.

وأكدت الدراسة أيضاً أن الأطفال الذين أجريت لهم عمليات التكميم لم تتأثر أجسامهم بصورة كبيرة بمستوى النمو ونسبة المعادن والفيتامينات، ما يؤكد أن هذا النوع من العمليات هو الأنسب مع الأطفال لإعطاء الجسم فرصة للنمو الطبيعي في هذه المرحلة السنية المهمة، حيث ظلت الدراسة تتابعهم لمدة عامين للتعرف على التأثيرات التي طرأت عليهم بعد إجراء العملية.

وأوضح رئيس القسم واستشاري الجراحة العامة وجراحة السُمنة في المستشفى الأستاذ الدكتور طارق إبراهيم مهدي، أن الدراسة أجريت على 70 شخصاً، تراوح أعمارهم بين 13 و19 عاماً، وأن 60% منهم من البنات، ونحو 95% منهم من المواطنين، وغالبيتهم يعانون من السمنة المفرطة وتصل أوزان البعض منهم لما فوق 140 كلغ.




وقال إن كتلة الجسم تتم باحتساب الوزن على مربع الطول، وإن الكتلة من الأجسام الصحية العادية من 18 إلى 28، ومن 25 حتى 30 تعتبر زيادة في الوزن، ومن 30 إلى 40 تعتبر سمنة، وما فوق 40 من كتلة الجسم تعتبر سمنة مفرطة لها عواقب صحية وخيمة، خاصة على الأطفال.

وأضاف أنه عندما تكون كتلة الجسم فوق الـ40، تصل الأوزان لنحو 95 كلغ وما فوق، وقد تصل إلى 150 كلغ، مشيراً إلى أن عمليات «تكميم المعدة» للأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة هي الأنسب لهم في هذه المرحلة السنية، لعدم تعريضهم لعمليات تحويل معدة، مثلاً، والتي قد تشكل خطراً عليهم.

عودة المعدة إلى حجمها

وأفاد بأن المعدة قد تعود لـ80% من حجمها التي كانت عليه قبل العملية بعد مرور نحو سنتين من إجرائها، وتعود لحجمها الطبيعي بعد نحو 5 سنوات، وبالتالي يجب على أولياء الأمور والأشخاص الذين أجريت لهم تلك العمليات اتباع منظومة غذائية صحية سليمة بالتنسيق مع الاختصاصي المعني حفاظاً على صحتهم العامة.

وأشار مهدي إلى أن المنظومة الغذائية السائدة حالياً فيما يتعلق بالأطعمة وطبيعتها والوجبات السريعة وأضرارها مع السلوكيات الحياتية التي طرأت على مجريات الحياة في قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة، هي المسؤولة عن السمنة وانتشارها، ولا سيما بين الأطفال.

وأوضح أنّ الدراسة التي قام بها ضمت حالات تعاني من السُمنة المُفرطة والحادّة، والمصحوبة لدى الغالبيّة بتأثيرات شملت داء السكري من النوع الثاني وأمراض الضغط والدهون مع احتمالية عالية لحدوث السكتة التنفسية أثناء النوم، لافتاً إلى أنّ النتائج جاءت مبشّرة على مستوى تخفيض الوزن وعلاج السكري تماماً، مع نسب متفاوتة فيما يتعلق بعلاج الضغط والسكتة التنفسية أثناء النوم.

وقال: «كانت النتائج المُدهشة بالنسبة للباحثين بأنّ عملية (تكميم المعدة) لم يكن لها أي تأثير على نمو الأطفال الذي واصل مستوياته الطبيعية بعد إجراء العملية، بالمقارنة مع نمو الأطفال الذين يخضعون لعمليات تعالج السُمنة المفرطة، وأثبتت الدراسة تسجيل تحسّن ملحوظ في جودة الحياة اليومية للمراهقين، مع تعزيز قدرتهم على ممارسة الرياضة بسهولة، إذ تتسبّب السُمنة في إعاقة الحركة وانخفاض مستويات النشاط».

تخصصات دقيقة

من جهته، قال المدير التنفيذي وعضو مجلس الأمناء في مستشفى الجامعة بالشارقة، الدكتور علي عبيد آل علي: نمضي في المستشفى قدماً في التزامنا بتوفير التخصصات الجراحية الدقيقة لترجمة رسالتنا ورؤيتنا المتمحورة حول ترسيخ موقعنا الرائد إقليمياً كأحد أبرز مزودي الرعاية الطبية الثانوية، وركّزنا في الآونة الأخيرة على إنجاح «مركز جراحة السُمنة» إدراكاً منّا للحاجة الملحّة لدى المواطنين والمقيمين لإجراء مثل هذه الجراحات المتقدمة لعلاج أمراض السُمنة المفرطة، والتي أثبتت فاعلية عالية لدى المراهقين ومختلف الفئات العمرية.

وتابع: «ويسرّنا تقديم هذا النوع من العمليات، والتي كانت سابقاً تُجرى في الخارج، مجدّدين حرصنا على توفير أحدث الابتكارات الطبية الداعمة لدورنا المحوري في تحفيز السياحة الصحية والعلاجية، لتطوير منظومة العلاجات التي تتم داخل الدولة».