الاحد - 06 أكتوبر 2024
الاحد - 06 أكتوبر 2024

التحذير من استعمال المضادات الحيوية لعلاج كورونا دون وصفة طبية

التحذير من استعمال المضادات الحيوية لعلاج كورونا دون وصفة طبية
حذر أطباء من استخدام المضادات الحيوية بدون وصفة طبية أو دون استشارة الطبيب المختص، خصوصاً إذا كانت تظهر على المريض أعراض «كوفيد-19»، موضحين أنها إذا استُخدمت بدون وصفة طبية ولسبب غير طبي، قد تؤدي إلى 3 مشكلات صحية خطيرة هي: ضعف جهاز المناعة، مقاومة الجسم للمضادات الحيوية، خلل في البكتيريا النافعة يؤدي إلى اضطراب الجهاز الهضمي.

وقال استشاري طب الأسرة الدكتور عادل سجواني، إن استخدام المضادات الحيوية لا بد أن يكون بإشراف طبيب لأنها مخصصة ضد البكتيريا، وهناك مشكلة عالمية في استخدام المضادات الحيوية بإفراط ولأسباب غير طبية وبدون استشارة الطبيب، وهو ما يؤدي إلى 3 مشكلات رئيسية على صحة الإنسان تتمثل في: التأثير على الجهاز المناعي وإضعافه عند استخدام المضادات الحيوية دون داعي، ومقاومة الجسم للمضادات الحيوية عند الحاجة إلى استخدامها لمقاومة بكتيريا أخرى، وخلل في البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي ما يتسبب في مرض القولون العصبي.

وحذر سجواني من إعطاء المضاد الحيوي للمرضى الذين تبدو عليهم أعراض كوفيد-19، دون إجراء فحص PCR، لأن المريض لو مصاب بهذا الفيروس سيسبب المضاد الحيوي ضرراً له، مشيراً إلى أن المضاد الحيوي هو سلاح ضد البكتيريا وليست الفيروسات، وأن هناك أنواع من المضادات الحيوية تعمل ضد أكثر من نوع من البكتيريا في آن واحد.


وأشار إلى أن بعض مرضى كورونا يتم إعطاؤهم المضاد الحيوي «أزيثروميسين»، ولكن لعلاج البكتيريا التي تنشأ نتيجة الالتهاب الرئوي الشديد لدى حالات كورونا الشديدة أو الحرجة، ولا يتم إعطاؤه في الحالات الخفيفة أو المتوسطة.


وأوضح سجواني أن أسباب تناول المرضى المضاد الحيوي دون وصفة طبية أو دون استشارة الطبيب يأتي نتيجة مفاهيم وسلوكيات خاطئة منها: خلل الوصفة الطبية لدى بعض الأطباء وهو ما يستلزم قيام الأطباء بتحديث معلوماتهم الطبية، والسبب الثاني لتداول المرضى هذه المضادات عملاً بمبدأ «إن لم تنفع فلن تضر» وهو مفهوم خاطئ، لذلك منعت الإمارات صرف المضادات الحيوية إلا بموجب وصفة طبية من الطبيب المختص.

وقالت اختصاصية الأمراض المعدية بدبي الدكتورة يمنى ديراني، إن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية تحدث عندما تتحور البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات بمرور الوقت ولم تعد تستجيب للأدوية مما يجعل علاج تلك العدوى أكثر صعوبة، ما يزيد من خطر انتشار المرض والأمراض الشديدة وتؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة، وأن أهم أسباب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، الزيادة أو الإفراط في استخدام المضادات أو استخدام مضاد حيوي في وقت ليس في حاجة له.

وأكد استشاري الأمراض المعدية الدكتور أحمد لطفي صبحي، أن نسبة انتشار مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تختلف من بلد لآخر حسب نوع المضاد الحيوي والجرثومة المقصودة، ولكن يمكن القول إنها في تزايد حتى وصلت لمرحلة ظهور ما يعرف بالكائنات الحية الدقيقة التي تطور مقاومة مضادات الميكروبات والتي أحياناً تسمى "الجراثيم الخارقة".

وحول مقاومة مضادات الميكروبات، التي قد يصبح من المستحيل معها علاج الالتهابات الخطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو السل، أوضح صبحي، أن الجانب البحثي مستمر ومع قلة أعداد المضادات الحيوية التي يتم اكتشافها أو تصنيعها من قبل الشركات البحثية لا ينسجم مع سرعة ظهور أو تطور المقاومة لدى الميكروبات للمضادات الحيوية يتطلب الأمر أحياناً الحاجة لاستخدام أكثر من مضاد حيوي أو مجموعة مضادات حيوية لعلاج تلك الحالات، مشدداً على ضرورة استخدام المضادات الحيوية فقط عندما يصفها أخصائي صحي معتمد، وعدم الإصرار على الحصول على مضادات حيوية إذا قال الطبيب المعني بأن المريض ليس بحاجة لها.

وأشار إلى أنه لضمان حصول المرضى على المضادات الحيوية الصحيحة، يجب أولاً تناول المضادات الحيوية بشكل مسؤول، وعدم الإفراط في استخدامها، وخاصة أخذ المضادات الحيوية عندما لا تكون العلاج المناسب للعدوى الفيروسية الشائعة الأخرى التي لا تتأثر بالعلاج بالمضادات الحيوية مثل: الإنفلونزا، الالتهاب الرئوي، معظم أنواع السعال، بعض العدوى في الأذن، بعض عدوى الجيوب الأنفية.

وذكر صبحي أن اللقاحات يمكن أن تساعد في الحد من انتشار مقاومة المضادات الحيوية، حتى اللقاحات المضادة للفيروسات كلقاحات الأنفلونزا فهي تلعب دوراً في هذا المجال لأن الناس غالباً ما يتناولون المضادات الحيوية دون داعٍ عندما يبدو عليهم أعراضاً مثل الحمى التي يمكن أن يسببها أحد الفيروسات، وهو أمر من شأنه أن يحول، بحسب ما تشير إليه التقديرات، دون استعمال الكثير من المضادات الحيوية سنوياً.

وفي رده على سؤال: هل يجب على الجمهور التوقف عن تناول المضادات الحيوية؟ قال صبحي: ليس بصورة مطلقة ولكن قم بحماية نفسك والآخرين عن طريق استخدام المضادات الحيوية بحكمة، وتناول المضادات الحيوية بشكل مسؤول فمثلاً على العكس من ذلك من المغري أحياناً التوقف عن تناول المضاد الحيوي فور الشعور بتحسن، وهذا خطأ، لأن العلاج بأكمله ضروري لقتل البكتيريا المسببة للمرض، حيث إن عدم الاستمرار في تناول المضاد الحيوي وفق تعليمات الطبيب قد يؤدي إلى الحاجة لمتابعته لاحقاً وقد يعزز ذلك انتشار خصائص مقاومة المضادات الحيوية بين البكتيريا الضارة.