الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تخزين المؤن الغذائية في شهر رمضان.. حاجة ملحة أم إسراف؟

ذكر مستهلكون أن شراء وتخزين كميات كبيرة من المؤن والسلع الغذائية قبيل شهر رمضان يعتبر حاجة ملحة يجنب الأسر التوجه لأكثر من مرة إلى الجمعيات التعاونية ومنافذ البيع، كما يمكنهم الاستفادة من العروض الاستثنائية التي تخصصها المتاجر الكبرى قبيل وخلال الشهر الفضيل، بينما رأى آخرون أنه شراء عشوائي يؤثر على ميزانيات الأسر ويصنف ضمن الإسراف والمبالغة في الشراء، ومباهاة في إعداد كميات أكبر من الأطباق.

تجمعات عائلية

وأكدت مروة نبيل أهمية شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية استعداداً لشهر رمضان بهدف الاستفادة من العروض التي تقدمها المتاجر الكبرى والجمعيات التعاونية ومنافذ البيع المختلفة على كافة السلع لا سيما المواد الغذائية، بالإضافة إلى أن نسبة الاستهلاك ترتفع خلال الشهر الفضيل بسبب التجمعات العائلية التي تتطلب إعداد أنواع كثيرة من الأطباق والعصائر والحلويات بأنواعها المختلفة.


ولفتت إلى أن رمضان شهر استثنائي تسعى ربات البيوت من خلاله إلى التنافس لتحضير أفضل أنواع الأطباق الغذائية لأفراد الأسرة.


مبررات الاستهلاك

ووافقتها في الرأي شيمازا فواز، وذكرت أن الظروف الراهنة فرضت على الأسر البقاء في البيت معظم ساعات اليوم والاعتماد بشكل كلي على الطعام المحضر منزلياً، وهو أهم مبررات شراء المستهلكين لكميات كبيرة من المواد الغذائية من منافذ البيع التي تقدم خلال العام الجاري خصومات وعروض غير مسبوقة على الأسعار، لافتة إلى أن معدل إنفاق الأسرة ارتفع في شهر رمضان الحالي بنسبة 40% مقارنة بالأشهر الأخرى من العام، لا سيما فيما يتعلق باستهلاك الدجاج واللحوم وأيضاً مواد التنظيف التي يزداد الطلب عليها خلال الشهر الفضيل.

وقالت إن شراء الأسر للسلع الغذائية والمعلبات قبيل شهر رمضان لا يعتبر إسرافاً لأنه يمكن أن تستفيد منه مستقبلاً في حال كانت تواريخ الصلاحية لم تنته وهذا ما يجب التأكد منه قبل الشراء، بهدف ضمان استهلاكها لأطول فترة ممكنة.

عروض استثنائية

وقال خالد صديق إن شراء المواد التموينية بكميات كبيرة لا سيما السلع الأساسية الغذائية تعتبر ضرورة من أجل الاستهلاك اليومي الذي يزيد بكميات كبيرة مقارنة بالأيام الأخرى، مبيناً أن ما يشجع المستهلكين على شراء كميات من السلع التموينية هي العروض الاستثنائية وأيضاً طرح سلع موسمية لا توجد على أرفف البيع إلا قبل وخلال الشهر الفضيل.

وأرجع توجه البعض لشراء كميات من المواد التموينية إلى الأعداد الكبيرة لأفراد الأسرة الواحدة الأمر الذي يزيد من نسبة استهلاكهم قياساً بالعوائل الصغيرة أو المتوسطة، بالإضافة إلى أن البعض يجعل من شهر رمضان مناسبة للتباهي والتفاخر بإقامة الولائم التي تقدم فيها أطباق متنوعة من الوجبات الغذائية.

ترف وليس ضرورة

من جهتها، رأت جمانة عبدالله أن الاستهلاك المبالغ فيه للمؤن والمواد الغذائية قبيل شهر رمضان ليس ضرورة بل هو ترف أوجدته العادات والتقاليد الدارجة التي فرضت على معظم الأسر ملء سفرة شهر رمضان بعشرات الأطباق التي يضيع كميات كبيرة منها هدراً، لافتة إلى أن بعض السلع يرتبط استهلاكها بطقوس الشهر الفضيل أو قد تنتهي تواريخ صلاحيتها فتصبح غير صالحة للاستهلاك البشري، لذا فإن الحل يكون في الشراء المدروس والمرتبط بالاحتياجات الأساسية للأسرة والمتناسبة مع موازناتها المالية.

واعتبرت أن الشراء غير المقنن للمؤن الغذائية عبء مالي إضافي يضاف للمصاريف الأخرى التي تقع على عاتق رب الأسرة، فالاستعداد لا يقتصر على شراء كميات كبيرة من السلع الاستهلاكية مرة واحدة إذ بالإمكان شراء الاحتياجات لاحقاً وأثناء أيام الشهر الفضيل.

خلل ميزانيات

واعتبر سلطان الحوسني تخزين السلع بكميات كبيرة استعداداً لشهر رمضان إسرافاً غير مقبول ينتج عنه خلل في الميزانيات المالية للأسر لا سيما أنها ستكون مضطرة لرصد ميزانية أخرى لعيد الفطر الذي يعقبه مباشرة عودة أبنائهم للمدارس التي تتطلب شراء المستلزمات الخاصة بها.

ولفت إلى أن معظم الأشخاص يتناولون الطعام غير الصحي بعشوائية ما يرفع معدل الكوليسترول لديهم أو ضغط الدم وقد يصاب بعضهم بأمراض المعدة بسبب عدم التوازن في تناول كميات وأنواع الطعام الذي يقدم على الموائد الرمضانية، مضيفاً "يعتقد البعض أن السلع التي تشملها العروض تعرض بكميات محدودة وستنفد قبل شهر رمضان، إلا أن ما لاحظناه أن المتاجر توفرها بكميات كبيرة وتزيد نسبة الخصومات عليها ابتداء من منتصف شهر رمضان".

سريعة التلف

وقالت آمنة خالد إن بعض المستهلكين ليس لديهم الوعي الكافي بالأضرار الصحية لتكديس كميات المواد الغذائية سريعة التلف، إذ لا يهتم البعض الآخر لمخاطر الشراء العشوائي وتكديس الأطعمة من دون مراعاة لأساسيات وشروط حفظها، ما يعرضهم لخسائر مالية كبيرة ويجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض الناتجة من استهلاكهم لهذه المواد.

وأشارت إلى أن تدافع أعداد كبيرة من المستهلكين في المتاجر الكبرى والجمعيات التعاونية قبل وأول أيام رمضان لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية، لا ينسجم والظروف التي نعيشها اليوم في ظل الجائحة.