الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

اللواء طيار متقاعد عبدالله الشحي لـ«الرؤية»: الحصول على رخصة طيران لا يخلق طياراً

اللواء طيار متقاعد عبدالله الشحي لـ«الرؤية»: الحصول على رخصة طيران لا يخلق طياراً

عبدالله الشحي.

يؤكد اللواء طيار متقاعد عبدالله الشحي، أن التقاعد مرحلة توازن واستقرار تساعد الشخص في اكتشاف أمور جديدة وعوالم كانت غائبة عنه، عدا عن منحه الوقت للقيام بواجباته تجاه عائلته وأسرته.

ولفت إلى أن شغفه بالطيران دفعه للتخصص في هذا المجال، إلا أن الحصول على رخصة طيران لا يخلق طياراً، وإنما يجب أن يخضع الشخص للتدريب والتأهيل لصقل مهاراته، مؤكداً أنه من السهل أن تكون ضابطاً ولكن من الصعب أن تكون طياراً.

وفي لقاء «الرؤية» مع الطيار المتقاعد اللواء عبدالله الشحي، قال إن المرحلة المقبلة هي مرحلة الشباب وهم أكفاء لهذه المرحلة، ناصحاً الشباب بالالتزام الكامل في الحياة لتحقيق الجودة والنجاح.

وتالياً نص الحوار:

حدثنا عن ذكريات انتسابك لشرطة دبي؟

تخرجت مع اثنين من زملائي من الثانوية العامة من ثانوية المعري في دبي، كنا في صف واحد أنا واللواء طيار أحمد محمد بن ثاني والمتقاعد طيار محمد عيد الكندي، التحقنا في ذات اليوم بشرطة دبي يومها كانت تعلن عن حاجتها لشغل وظيفة طيارين، وأعتبر نفسي من المحظوظين، إذ تم قبولي مع أصدقاء الدراسة، وسافرنا إلى بريطانيا للالتحاق بدورة الطيران ومن هنا بدأت الرحلة.

وما هي أبرز المواصفات التي امتلكتها لترى نفسك مناسباً للعمل كطيار؟

كان لدي شغف كبير لأكون طياراً، ثم سنحت الفرصة في الإعلان عن الوظيفة وتقدمت مع أصدقائي لها، وخضعنا في ذلك الوقت لاختبارات رياضية وأخرى علمية وصحية واختبارات طبية متخصصة، ونجحت مع أصدقائي في اجتيازها، ثم سافرنا إلى بريطانيا كمرشحين للالتحاق بدورة طيران متخصصة، وأذكر أن أصدقائي أنهوا الدورة في 6 أشهر في حين استغرقت حوالي 9 شهور بسبب حاجتي للالتحاق بدورة لغة إنجليزية، بعدها تخرجت وعدت للوطن والتحقت بالعمل ومارست العمل في الجناح الجوي في شرطة دبي، ثم تمت ترقيتي بعد حوالي عامين إلى رتبة ضابط.



ما هي أبرز محطات شريط الذاكرة للمرحلة العسكرية بشرطة دبي؟

أقول لكل من يمتلك شغف العمل كطيار إن الحصول على رخصة طيران لا يؤهل الشخص ليكون طياراً محترفاً، لأن عملنا مختلف في الجانب العملي عن النظري، وينضوي على عمليات إنقاذ وانتقال للحوادث وبحث وكلها تحتاج لدورات، وقد خضعنا لها في شرطة دبي، وعندما انتسبت للعمل في الجناح الجوي بشرطة دبي أذكر أنني بدأت العمل مع المرحوم باقر يونس، واللواء طيار أنس المطروشي وهو الأب الروحي لنا في الطيران، نعتز بخبرته التي نقلها لنا ولم يبخل علينا بأي معلومة، إلى أن وصلنا لبر الأمان في تنفيذ المهام، ثم تدرجت من ضابط مناوب إلى رئيس قسم، حتى أصبحت نائب مدير إدارة، لأعين مدير الجناح الجوي في شرطة دبي إلى أن حصلت على التقاعد.

وهل تتذكر شعورك في أول مرة قدت طائرة؟

كان إحساسي غريباً جداً، إذ وصلت بريطانيا في اليوم الأول وفي اليوم الثاني مباشرة طلب مني المدرب قيادة طائرة، ارتبكت وبدأت أسترجع معلوماتي بأن هناك خطوات يجب التدرج بها، لكن المدرب جعلنا نقتحم هذا العالم منذ اليوم الأول، وبالرغم من وجود صعوبات وتحديات واجهتني في بداية الأمر.. إلا أن الالتزام بالتدريب والدراسة أزال كل الحواجز من أمامي.

وما نوع أول طائرة قمت بقيادتها؟

بدأت التدريب على طائرة صغيرة بجناحين ثابتين، ثم حصلت على رخصة قيادتها وانتقلت لاحقاً للتدريب على طائرة «عمودية» هليوكبتر، وحصلت على رخصة قيادتها، ثم عدت لدبي.

كيف تصف مهنة الطيران؟

الطيران ليس وظيفة بل هو هواية ومتعة وشغف وأجر من الله، وعندما تنتقل لإنقاذ أرواح وضحايا من الموت في مواقف وحوادث مختلفة تشعر بالقرب من الله، وبعظمة ما تقوم به وبسعادة لا توصف، والحمد لله اعتدت أن أكون طياراً وأكملت 36 عاماً هي مسيرتي الطويلة في الطيران، وحققت تقريباً 5000 ساعة طيران منذ بداية مسيرتي المهنية، لكن بعد الانتقال إلى الحياة الإدارية اختلفت المهام وقلت عدد ساعات الطيران بسبب الانشغال بتنفيذ مهام أخرى تتناسب مع المرحلة القادمة.

ما أبرز الإنجازات التي حققتها في مسيرتك المهنية؟

لا أستطع التكلم عن نفسي، ولكن أقول إنه في المرحلة التي كنت فيها مديراً للجناح الجوي شهدت الإدارة ارتفاعاً كبيراً في عدد الطيارين المواطنين والمدربين المواطنين أيضاً، إذ كانوا اثنين وارتفع العدد إلى 5 مدربين.



وهل تختلف حياة الضابط الطيار عن الضابط العادي؟

نعم تختلف جداً، وأقول إنه من السهل أن تكون ضابطاً ولكن ليس من السهل أن تكون طياراً، لأن الطيار مطلوب منه أمور كثيرة منها سرعة اتخاذ القرار الصحيح، والحفاظ على سلامة الطيار وأرواح من يتواجد معه في الطائرة والإحساس الكبير بالمسؤولية.

هل ما زالت لديك الرغبة في قيادة طائرة؟

لا ليس لدي رغبة في هذا الأمر هي مرحلة ومضت، وحالياً بدأت مرحلة جديدة في حياتي بمهام وأعمال مختلفة، ولكن شعارها الحفاظ على الصحة وتحقيق الرضا عن النفس.

وكيف تنظر لجيل الشباب من الطيارين والعاملين بشرطة دبي؟

دائما أقول لكل مرحلة ناسها ولكل زمان دولة ورجال، وهذه المرحلة هي مرحلة الشباب وهم أكفاء لهذه المرحلة، وقد شاهدنا الشباب في مواقع قيادية مهمة ومؤثرة، والمستقبل سيحمل أكثر مما نتوقعه من إنجازات الشباب.

ماذا يمثل لك اختيار رائد فضاء من الجناح الجوي في شرطة دبي؟

أشعر بالفخر والاعتزاز بهذا الأمر، وقد اتصلت مباشرة برائد الفضاء محمد الملا وأبلغته عن مشاعر الفرح الكبيرة التي شعرت بها عندما وقع الاختيار عليه، وهو من المتميزين بعمله، فكان متميزاً منذ البداية وكان الأول في دورة الطيران التي تخرج منها.



ماهي أبرز ذكريات مرحلة الطفولة؟

مرحلة الطفولة عميقة ومؤثرة جداً وما زالت ملامحها تجول في ذاكرتي، فقد تربيت وترعرعت في منطقة الجميرا وما زال الشاطئ وأشجار النخيل بالمنطقة والأحياء الجميلة شاهداً على طفولتي، وكانت ذكرياتنا جميلة تتميز بنمط حياة بسيط وأحلام واسعة في النجاح، وإلى الآن أنا على تواصل مع بعض أصدقاء الطفولة.. وما زلنا نستعيد شريط ذكرياتنا في اجتماعاتنا وجلساتنا.

من هم أبرز أصدقائك حالياً؟

ليس لي أصدقاء كثر، وأقرب أصدقائي إلى قلبي هم أخوتي وأبنائي، فأنا تزوجت في عمر صغير.. تقريباً كنت أقارب العشرين ووفقني الله بزوجة صالحة كان والدها صديق والدي رحمه الله.

ومن ثم رزقني الله بثلاثة أولاد و5 بنات، انشغلت بتربيتهم وقضاء وقتي معهم، وعندما وصلوا لسن المراهقة والشباب كانوا أصدقائي وعزوتي، وهذا خلق فجوة بيني وبين أصدقائي وتسبب ببعدي عنهم دون أن أقصد ذلك، وأذكر أنني لم أفوت أي فرصة لأقضي وقتي مع أبنائي خاصة في سن المراهقة، وكنت أمارس معهم لعبة كرة القدم وهواياتهم الأخرى الكثيرة التي حصدت جل وقتي.



ماذا يقول أحفادك عندما يرون صورك القديمة؟

هي مشاعر رائعة عندما أشاهد حفيدي «سند» يمسك بلعبتة «طائرة هليوكبتر» ويقول لي هذه طائرتك، هذا يشعرني بفخر وسعادة.

كيف تصف حياتك بعد التقاعد؟

تقاعدت في عام 2017 في شهر 7 بعد 36 عاماً من العمل وفي مرحلة التقاعد في المرحلة الأولى يصاب الشخص بصدمة، إذ لا مهام عملية يقوم بها كما اعتاد، وهنا يجلس ليعيد شريط الذكريات لاسترجاع إنجازاته، ثم يشعر بالاستقرار عندما يكتشف أنه ما زال أمامه الكثير ليكتشفه، وقد كان منشغلاً عنه في ظل الروتين في العمل، ويستعيد توازنه للانطلاق من جديد إذ أصبح لديك الوقت لنفسك وعائلتك ولزيارة والديك، وللاهتمام بنفسك وممارسة الرياضة ومتابعة ما كنت تهمله أو تتناساه، وحالياً أمارس الرياضة في نادي ضباط شرطة دبي عدا عن الالتزام برياضة المشي يومياً.

ما أبرز نصيحة تقدمها للضباط والشباب على رأس العمل؟

أولاً وأهم شيء في الحياة الالتزام الكامل في الدوام، في المهام، في الحياة لتحقيق الجودة، وأنا شخصياً شخص ملتزم جداً في كل تفاصيل حياتي وأجبر نفسي على هذا الأمر دائماً، وثانياً: أنصح الجميع بحسن النية لأهمية هذا الأمر في تحقيق صفاء الروح والسعادة في العلاقات مع الآخرين.

هل تفكر بمشروع معين في المستقبل؟

لا أبداً لقد قضيت وقتاً كبيراً من عمري وأنا أعمل، والآن حان الوقت لأحط الرحال وأنال قسطاً من الراحة للاستمتاع بالحياة والتفرغ للنفس.