السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

9 شائعات حول لقاحات كوفيد-19.. و«الصحة» تواجهها بـ6 وسائل

9 شائعات حول لقاحات كوفيد-19.. و«الصحة» تواجهها بـ6 وسائل

أرشيفية.

حدد أطباء ومختصون، أبرز 9 شائعات يرددها الناس حول لقاحات كوفيد-19، دون وجود أي أساس من الصحة لهذه الشائعات، ولا أي براهين علمية تثبتها، فيما أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أنها تواجه الشائعات عبر 6 وسائل مختلفة أبرزها وسائل التواصل الاجتماعي والإحاطة الإعلامية والموقع الإلكتروني والخط الساخن وغيرها.

وأكد الأطباء والمسؤولون أن الشائعات التسع هي: اللقاح يصيب بكوفيد-19، وأن هناك لقاحاً أفضل من لقاح، وأن اللقاح يحمي من الإصابة بمجرد أخذ الجرعة الأولى، وأن جرعة واحدة كافية، وأن اللقاحات لها أعراض جانبية خطيرة، وأن أحد اللقاحات به شريحة يتم زرعها لتغيير جينات الإنسان والسيطرة عليه، وأن اللقاحات تسبب الجلطات، وأنها تسبب الضعف الجنسي، وأن أخذ اللقاح مدعاة للتخلي عن الإجراءات الاحترازية.

طرق عمل اللقاحات

وقال استشاري طب الأسرة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع الدكتور عادل سجواني، إن أبرز الشائعات التي يطلقها البعض هي أن اللقاح قد يصيب الأشخاص الذين يأخذونه بكوفيد-19، وهذا كلام غير علمي ولا أساس له من الصحة، حيث إن لقاح سينوفارم يعمل باستخدام جزيئات فيروسية ميتة لتعريض النظام المناعي للجسم للفيروس دون المخاطرة بحدوث رد فعل عنيف، ويعمل اللقاح على تحفيز الجهاز المناعي للإنسان وتشكيل أجسام مضادة لمقاومة فيروس كوفيد-19، كما أن لقاح فايزر- بيونتيك يعمل بتقنية الحمض النووي الريبوزي، ويعني هذا أنه يتم حقن جزء من الشفرة الجينية لفيروس كورونا داخل الجسم، ما يحفزه على البدء في إنتاج بروتينات شبيهه بالبروتين الموجود على قشرة الفيروس، بينما يعتمد لقاح أسترازينيكا ولقاح سبوتنيك - في، على ناقل فيروسي، أي أنه يستند إلى فيروس آخر هو فيروس adenovirus تم تعديله وإضافة جزيئات من فيروس كورونا المستجد ويعد الفيروس ضعيف لكنه كافي لتحفيز الجسم لإنتاج الأجسام المضادة اللازمة لمقاومة المرض.



وأضاف سجواني أن كثيراً من الناس يشيعون أن هناك اختلافات كبيرة بين اللقاحات وتأثيرها على متلقي التطعيم وهو أمر غير صحيح، لأن الاختلافات تتعلق بطريقة تصنيع وحفظ اللقاحات ولكن بالرغم من هذه الاختلافات، تتشابه اللقاحات في تحفيز الجسم والخلايا المناعية بإنتاج أجسام مضادة، ما يمنح الجسم الحصانة اللازمة في حال التعرض للفيروس.

وأوضح أن ترديد بعض الناس أن اللقاح يحمي من الإصابة بمجرد أخذ الجرعة الأولى هو كلام خاطئ، لأن الأمر يتطلب من أسبوعين إلى 4 أسابيع بعد الجرعة الثانية لتكوين المناعة التي قد تحمي من الإصابة أو قد تقلل المضاعفات عند الإصابة، وأظهرت التجارب السريرية لشركة سينوفارم أن لقاحها بإمكانه أن يقلل فرص الإصابة بفيروس كورونا وأن يمنع المضاعفات الناتجة عن المرض، لكن لا أحد يستطيع حتى الآن تحديد مدة استمرار الحماية، كما هو الحال مع كافة اللقاحات المطورة للتصدي لفيروس كورونا، وهناك أشخاص تظهر لديهم أعراض الإصابة بكوفيد-19 بالتزامن مع أخذ اللقاح أو بعده بيوم أو اثنين، ويقولون إن اللقاح لم يحمهم، وفي أغلب الإصابات المسجلة لأشخاص تعرضوا للإصابة بالفيروس بالرغم من أخذ اللقاح، تكون بعد الجرعة الأولى والأسباب تعود للتعرض للفيروس من المجتمع قبل تكون المناعة الكافية في الجسم للوقاية من المرض والتي يتوقع الوصول إليها بفترة لا تقل عن أسبوعين بعد الجرعة الثانية وهذه طبيعة عمل اللقاحات الطبية.

وأشار إلى أن من الشائعات المنتشرة لدى بعض أوساط المجتمع، هي الاكتفاء بجرعة واحدة من اللقاح، وهذا خطأ كبير بسببه لا يتمكن الجسم من تكوين المناعة السليمة ضد الفيروس، ولكن من الضروري أخذ جرعتين بفارق زمني من ثلاثة إلى أربعة أسابيع بين الجرعتين، وبالنسبة للأشخاص الذين حصلوا على الجرعة الأولى ولم يكونوا متواجدين أثناء الجرعة الثانية لأي ظرف، نوصيهم بضرورة الالتزام بالإجراءات وبالمواعيد الخاصة بالتطعيم، لضمان الحصول على مستوى المناعة المطلوب والاستفادة القصوى من اللقاح، كما أنه يجب أخذ جرعتَي اللقاح من نفس الشركة وذلك لضمان سلامة وفاعلية اللقاح، ومن الضروري أن يعرف أفراد المجتمع أن أخذ أنواع مختلفة من تطعيم كوفيد-19 تصرف غير آمن على الصحة وقد يسبب خطورة.

اللقاح والأعراض الجانبية

من جانبها قالت رئيسة قسم البحوث الطبية في هيئة الصحة بدبي الدكتورة حمدة خان صاحب، إن بعض الناس يشيعون أن اللقاحات لها أعراض جانبية خطيرة، دون أن يقرؤوا أي شيء عن اللقاحات ودون علم، وعلى العكس فإن اللقاحات لا تسبب أي أعراض جانبية خطيرة، فمعظم من تلقوا اللقاح من الطبيعي أن تكون لديهم أعراض جانبية بسيطة خلال الأسبوع الأول بعد تلقي اللقاح وهذه الأعراض شائعة عند أخذ أي نوع من أنواع اللقاحات لكنها تنحصر بين عدة أنواع من الأعراض المحتملة قد تظهر إحداها أو بعضها أو لا تظهر أي منها وهي: الألم أو تورم أو احمرار في موضع الحقن، ارتفاع درجة حرارة الجسم، الشعور بالتعب والصداع، الرعشة، القيء والإسهال، آلام في المفاصل، آلام في العضلات.



وأضافت: يمكن التغلب على الأعراض الجانبية البسيطة للقاح بتناول الباراسيتامول (بنادول) عند الشعور بالأعراض الجانبية الخفيفة والمعتدلة، واستخدام كمادات باردة لتخفيف الألم عند موضع الحقن، أما عند الشعور بأعراض شديدة أو استمرار الأعراض الخفيفة والمعتدلة لمدة أطول بالرغم من استخدام (الباراسيتامول) فلا بد من زيارة الطبيب، كما نؤكد أن التطعيم آمن لكبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة، بل نوصي بإعطاء هذه الفئات أولوية في التطعيم كونهم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات عند الإصابة بكوفيد-19.

وقالت خان صاحب، إن من الشائعات التي انتشرت بسرعة وأدت بالفعل لتذبذب أراء بعض الناس في اللقاحات وإحجامهم عنها، هي «أن أحد اللقاحات يؤدي لزرع شريحة في الجسم لتغيير جينات الإنسان والتحكم في المخ والوظائف الحيوية»، وهو في الحقيقة كلام مضحك للغاية ولا يرقى حتى للنقاش العلمي، فهذا أمر غير ممكن الحدوث من خلال سائل يتم ضخه في إبره، ولا تعمل الشركات على إلحاق أي ضرر بالبشر أو التحكم فيهم، بل وقايتهم من الأمراض، وإن مثل هذه الشائعات من المحتمل أن تؤثر في نفوس الناس، ولكن في الإمارات نعول كثيراً على ثقافة المواطنين والمقيمين، وهو ما حقق نجاحاً تمثل في نسبة التطعيم الكبيرة في الدولة، والأعداد الكثيرة التي تزور مراكز التطعيم يومياً منذ بدء هذه الحملة.

وذكرت الدكتورة حمدة خان صحاب، أن ما يردده البعض من أن لقاح أكسفورد - أسترازنيكا يسبب الجلطات، هو كلام غير دقيق ويفتقد إلى دعائم وحقائق علمية لتأكيده، فلم يستطع أحد حتى الآن تأكيد هذه المزاعم، فبعض من أخذوا اللقاح أبلغوا عن الإصابة ببعض جلطات الجيوب الأنفية الوريدية الدماغية، ولا بد من إثبات ما إذا كانت الجلطات المبلغ عنها هي أحد الآثار الجانبية للقاح، أم أنها كانت صدفة وأنها كانت ستحدث بشكل طبيعي، حتى الآن لا يوجد دليل كافٍ على أن اللقاح يسبب الإصابة بالجلطات، ويمكن أن تكون هذه الجلطات بسبب الإصابة بمرض كوفيد-19 أثناء تلقي اللقاح دون معرفة الشخص أنه مصاب، حيث إن كوفيد-19 يسبب تخثر الدم في بعض الأحيان.

كورونا والضعف الجنسي

وقال زميل كلية الجراحين الملكية بإدنبره واستشاري أمراض الجهاز التناسلي بدبي الدكتور نبيل متري، إن أي من لقاحات كوفيد-19، لا يسبب الضعف الجنسي كما يردد البعض، ولا يوجد دليل علمي يؤكد صحة هذا الكلام وأجريت كثير من الدراسات في حدود الوقت الزمني المتاح على اللقاحات أثناء التجارب السريرية ولم يتم التوصل إلى أي تأثيرات لها على كفاءة الأداء الجنسي لدى الرجل أو المرأة، وعلى العكس من ذلك أشارت بعض التقارير العلمية والبحثية إلى أن الإصابة بكوفيد-19 قد تسبب الضعف الجنسي لوقت محدود أو طويل الأمد، حيث إن ارتفاع درجة حرارة الجسم عن معدلها الطبيعي (37) درجة تضعف عملية إنتاج الحيوانات المنوية، وإن الدوالي والشرايين تنقل درجة حرارة الجسم إلى الخصيتين لترتفع درجة حرارتهما، رغم أن الطبيعي هو بقاء حرارة الخصيتين عند مقياس (35) درجة، أي أقل من درجة حرارة الجسم العادية بدرجتين، لذلك التكوين التشريحي لجسم الرجل جعل الخصيتين خارج الجسم لتبقى درجة حرارتهما منخفضة، لذلك يجب أخذ اللقاح لمنع الإصابة بكوفيد-19 وبالتبعية تقليل فرص حدوث ضعف جنسي.



الالتزام بالإجراءات الاحترازية ضرورة

وحذر استشاري الأمراض الصدرية بدبي الدكتور شريف فايد، من الانسياق وراء الشائعات التي تفيد بأن أخذ اللقاح مدعاة للتخلي عن الإجراءات الاحترازية مثل لبس الكمامة، والتباعد الجسدي، وغسل اليدين باستمرار، مشيراً إلى أن اللقاحات عموماً منذ بدء صناعتها قبل أكثر من مائة عام لا تقي من الإصابة بالمرض بشكل كامل، ولكن من المؤكد أنها تقلل من المضاعفات الصحية الخطرة إذا أصيب الشخص بالمرض الذي تلقى لقاحاً له، ولذلك لا يجب التخلي عن الإجراءات الاحترازية لأن الشخص الذي أخذ اللقاح قد يتعرض للإصابة بالفيروس في أي وقت، صحيح أن الإصابة لن تمثل خطورة عليه، لكنه سيمثل خطراً لباقي أفراد المجتمع والأسرة الذين لم يتلقوا اللقاح بإرادتهم أو لأسباب صحية تمنع أخذهم اللقاح في الوقت الراهن.



الرأي القانوني

وحذر المحامي والمستشار القانوني محمد النجار من نشر الشائعات أو تداولها أو إعادة تداولها بين الناس، لما يحقق الضرر الكبير في المجتمع، خصوصاً فيما يتعلق بالصحة العامة، وأن أخذ اللقاحات أمر مهم لصحة أفراد المجتمع ولكي تعود الحياة إلى طبيعتها ولا يجب بأي حال من الأحول زرع الخوف في نفوس الناس من لقاحات كوفيد-19 لأنها آمنة وأجريت عليها دراسات سريرية داخل وخارج الدولة.



وأضاف النجار أن القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 1987 وتعديلاته (قانون العقوبات الاتحادي)، أكد: (الحبس مدة لا تقل عن سنة لكل من أذاع عمداً أخباراً أو بيانات أو شائعات كاذبة أو مغرضة أو بث دعايات مثيرة، إذا كان من شأن ذلك تكدير الأمن العام أو إلقاء الرعب بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.

ويعاقب بذات العقوبة كل من حاز بالذات أو بالوساطة أو أحرز محررات أو مطبوعات أو تسجيلات أياً كان نوعها تتضمن شيئاً مما نص عليه في الفقرة الأولى إذا كانت معدة للتوزيع أو لإطلاع الغير عليها، وكل من حاز أو أحرز أي وسيلة من وسائل الطبع أو التسجيل أو العلانية استعملت أو أعدت للاستعمال ولو بصفة وقتية لطبع أو تسجيل أو إذاعة شيء مما ذكر).

وأضاف النجار، أن عند بداية جائحة كوفيد-19، وبدء تطبيق برنامج التعقيم الوطني في الدولة في مارس 2020، أصدر مجلس الوزراء القرار رقم (24) لسنة 2020، بشأن نشر وتبادل المعلومات الصحية الخاصة بالأمراض السارية والأوبئة والمعلومات الخاطئة ذات العلاقة بصحة الإنسان، والذي نص على أنه: يُحظر على أي شخص طبيعي أو اعتباري نشر أو إعادة نشر أو تداول المعلومات والإرشادات الصحية الكاذبة أو المضللة أو المغلوطة أو غير المعلنة رسمياً أو غير المعتمدة من قبل الوزارة أو الجهة الصحية أو التي تخالف ما تم الإعلان عنه، وذلك باستخدام أي من الوسائل الإعلامية المقروءة أو المرئية أو المسموعة أو برامج التواصل الاجتماعي أو المواقع الإلكترونية أو وسائل تقنية المعلومات أو غيرها من طرق النشر والتداول.

ولفت النجار إلى أن قرار مجلس الوزراء حدد عقوبة مقدارها 20 ألف درهم لمن يرتكب أي من هذه المخالفات، مع عدم الإخلال بالمسؤولية الجنائية أو المدنية أو التأديبية، وتُضاعف الغرامة الإدارية في حال تكرار المخالفة.

وسائل مواجهة الشائعات



من جانبها قالت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إنها تواجه الشائعات على مدار الساعة من خلال التوعية المستمرة للجمهور باستخدام عدة وسائل هي: وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للوزارة، والإحاطة الإعلامية الدورية، واللوحات التوعوية في المنشآت الصحية المختلفة بما في ذلك ما يبث على الشاشات داخل هذه المنشآت، وبث لقاءات بشكل مستمر ودوري مع أطباء ومختصين للحديث حول أهمية اللقاء سواء لقاءات تلفزيونية أو عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتخصيص تطبيق هاتفي به كافة المعلومات الصحيحة حول اللقاحات وبه خيارات لإمكانية حجز موعد للتطعيم، فضلاً عن الموقع الإلكتروني للوزارة والخط الساخن الذي يعمل على مدار الساعة.

ودعت الوزارة أفراد المجتمع إلى عدم نشر أو إعادة تداول الشائعات حول اللقاحات، مؤكدة أن الوزارة لا تعتمد أي دواء أو لقاح قد يسبب أي ضرر لأي مواطن أو مقيم على أرض الإمارات، بل على العكس تعمل الوزارة من خلال إدارة اللوائح الصحية الدولية وإدارة الدواء على تتبع كل ما هو جديد في شأن الأدوية والتطعيمات الجديدة وتسجيلها أو استبعاد أي منها إذا ثبت أن له أضراراً على الإنسان.