الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«الوطني للتأهيل»: كورونا أظهر أنماطاً جديدة من «الإدمان الرقمي» للأطفال

«الوطني للتأهيل»: كورونا أظهر أنماطاً جديدة من «الإدمان الرقمي» للأطفال
حذر المركز الوطني للتأهيل من مخاطر الإدمان الرقمي الذي يقع فيه الأطفال والبالغون، مؤكداً أن جائحة (كوفيد-19) أظهرت أنماطاً جديدة من الإدمان، مثل الاضطرابات المصاحبة لألعاب الإنترنت، ما يحفز الآباء على الانتباه لنوعية الأنشطة التي يمارسها أبناؤهم، حرصاً على سلامتهم وعدم استهلاكهم للوقت والطاقة في مخرجات ضارة.

وأوضح المركز في ردود كتابية خاصة لـ«الرؤية»، أنه تم تطوير أدوات وبرامج وقائية وعلاجية جديدة في المركز، تتناسب مع الأساليب الحديثة للوقاية والعلاج من «الإدمان السيبراني»، مضيفاً «أدخلنا البرامج التوعوية الافتراضية ضمن أجندتنا، حيث نظمنا الجلسات النقاشية والمحاضرات التوعوية، وقمنا ببثها عبر صفحات التواصل الاجتماعي الرسمية للمركز».

وذكر أنه يعمل في الوقت الراهن على تطوير خدماته الإلكترونية بصورة تجعلها أكثر تكاملًا، بحيث تتيح لكافة أفراد المجتمع القدرة على التواصل مع الفريق المختص، لطلب الاستشارات حول مختلف القضايا المرتبطة بالإدمان بكافة أنواعه، وبالأنماط السلوكية المرتبطة به والناتجة عنه، بما في ذلك المرتبطة بالأطفال والشباب.

وأضاف المركز «نعمل بالتعاون والتنسيق مع شركائنا في منظمة الصحة العالمية وأبرز المؤسسات المتخصصة في الولايات المتحدة واليابان، على تطوير قدراتنا التشغيلية وكوادرنا البشرية للتعامل مع أي مخاطر محتملة مرتبطة بالإدمان الرقمي الذي يقع فيه الأطفال والبالغون على حد سواء».

دور الأسرة

وحول دور التفكك الأسري، أوضح المركز الوطني للتأهيل أن الأسرة هي عماد المجتمعات، وكلما كانت متماسكة وقائمة على أسس صلبة مفادها مصلحة أفرادها، كانت أساساً لمجتمع صحي وقادر على التطور.

وأبان أن أسباب اللجوء للإدمان تختلف من حالة إلى أخرى، وبكل تأكيد يعتبر التفكك الأسري أحد هذه الأسباب وأهمها، إذ إن الشراكة والعلاقات المتماسكة بين أفراد العائلة والرقابة الصحية على التصرفات والأنشطة المختلفة للأبناء، تعد محوراً أساسياً في حمايتهم من هذا الخطر.

المهارات الوالدية



وبيّن أن فرق العمل قامت بتصميم «برنامج المهارات الوالدية»، لتعزيز مهارات الوالدين في التعامل مع أبنائهم بمرحلة الطفولة المبكرة، وتعريفهم بأفضل الطرق للتواصل مع أطفالهم وفرض الرقابة السليمة، والسبل الفعالة لتقديم النصح والإرشاد لهم، لتجنيبهم أي مخاطر قد تؤدي بهم إلى اختيار الإدمان.

ويعتبر البرنامج سلسلة من مقاطع التوعية الهادفة إلى فهم كيفية تفكير الطفل ومشاعره في مرحلة الطفولة المبكرة، وتطبيق المهارات الوالدية الفاعلة في تلبية احتياجات الطفل من البنية المعرفية والدفء العاطفي بمرحلة الطفولة، وتطبيق آليات حل المشاكل التي تواجه الطفل بهذه المرحلة.

كما يتضمن البرنامج طرق الاستجابة للطفل وفق نهج الانضباط الإيجابي، لتعزيز التواصل والعلاقات الإيجابية مع الطفل في مراحل مبكرة، إضافة إلى آليات حل المشاكل وفق نفس النهج.

توزيع الاهتمامات

من ناحيتهم، رأى استشاريون تربويون وأولياء أمور، أن الغفلة عن الطلبة الذين يقضون ساعات طويلة على الإنترنت قد تؤدي إلى كارثة، تتمثل في إدمان الألعاب الإلكترونية أو مواقع أخرى إباحية على سبيل المثال.

وقالت المستشارة التربوية عفاف راضي، إن بعض الأسر تغفل عن أبنائها وتتركها في الجلوس على الإنترنت لساعات طويلة، لدرجة تصل إلى عدم استغناء الطفل عن الإنترنت لعشر ساعات أو أكثر يومياً، منوهة بأن ذلك يجعل الطفل يدمن الإنترنت.



وأشارت إلى ضرورة موازنة الأهل بين الساعات التي يقضيها الطالب على الإنترنت، ومهاراته وسلوكياته الأخرى، بحيث لا يتم تخصيص وقت أطول للإنترنت، وذلك بالحديث مع أفراد الأسرة ولفت اهتمامات الطفل لمناحٍ اجتماعية عائلية أخرى، مثل جلسات الحديث أو القراءة أو غيرها من الأنشطة.

وأوضح أستاذ التربية في إحدى الجامعات التخصصية الدكتور محمد رمضان، أن الإدمان على ألعاب الكمبيوتر نوع جديد من الإدمان النفسي، مشيراً إلى أن دراسة بقسم علم النفس بجامعة هارفارد تشير إلى أن 40-80% ممن يمارسون ألعاب الكمبيوتر مدمنون.



ونوه بأن يكون للأهل دور فاعل في وقف إدمان أطفالهم على الإنترنت، سواء بتحديد ساعات يومية للطفل لا يتجاوزها على الإنترنت، أو من خلال صرف اهتمامه بالإنترنت إلى عادات اجتماعية أخرى تلقى القبول عنده، أو عبر إقناع الطفل نفسه بخطورة الإدمان الإلكتروني.

تأثيرات خطيرة

من جانبها، قالت ولية أمر طلبة في الحلقة الثالثة ولاء خطاب، إنه من خلال تجربة واقعية، فإن الألعاب الإلكترونية على الإنترنت لها تأثيرات خطيرة على الأطفال، أهمها عدم التركيز مع الأسرة وإجهاد العينين واضطرابات النوم وغيرها.



وأشارت إلى ضرورة الحوار بين الأسرة والطفل للوصول إلى نتائج إيجابية أو إقناعه بخطورة قضاء ساعات طويلة على الإنترنت، أو صرف اتجاهاته إلى أشياء أخرى مفيدة.

فيما أضافت ولية أمر طلبة بالحلقة الثانية والثالثة من التعليم فاطمة مصطفى، أن ظاهرة قضاء ساعات طويلة على الإنترنت تفاقمت بعد جائحة كوفيد-19، لا سيما أن الأطفال باتوا يقضون وقتاً أطول في المنزل، مؤكدة أن الحوار العائلي هو السبيل الأساسي للتغلب على هذه المشكلة.