الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

500 مرشح لـ «الأبطال المجهولين» في مواجهة كورونا

ترشح مواطنون ومقيمون لمبادرة (الأبطال المجهولين) التي تهدف إلى تسليط الضوء وتكريم الموظفين والإداريين العاملين بالمستشفيات والمنشآت الصحية الداعمين لخط الدفاع الأول من الكوادر الطبية والتمريضية في مواجهة فيروس كورونا المستجد.

وأفادت اللجنة المنظمة للمبادرة بأنها تلقت نحو 500 ترشيح لموظفين وإداريين وسائقي سيارات إسعاف وحراس أمن وعمال تنظيف أسهموا في التصدي لجائحة كورونا، بتقديم الدعم للكوادر الطبية ليؤدوا واجبهم لعلاج المصابين بالفيروس والحد من حالات العدوى.

وتنظم المبادرة التطوعية شركة (أكيوميد) المتخصصة في خدمات إدارة دورة الإيرادات للقطاع الصحي بدول الخليج، بالتعاون مع جمعية الإمارات للصحة العامة، والجمعية السعودية لإدارة المعلومات الصحية.

وقال مؤسس المبادرة والرئيس التنفيذي لشركة «أكيوميد» الدكتور أيهم رفعت، أن اللجنة المنظمة قررت تكريم 20 مرشحاً ممن قدموا جهداً بطولياً واستثنائياً للتصدي للوباء، في حفل ينظم الأربعاء المقبل بدبي، بمشاركة مسؤولين في القطاعات الصحية وأطباء وشخصيات عامة وجمعيات صحية.

وأضاف: تعمل لجنة تحكيم من مسؤولي الرعاية الصحية وخط الدفاع الأول على دراسة قصص المرشحين وجهودهم، لاختيار الموظفين المقرر تكريمهم في حفل ختام المبادرة.

وتابع: "المبادرة التطوعية هدفها تسليط الضوء على موظفي الدعم الطبي والإداري الذين كان لهم دور جوهري في التصدي للوباء في المستشفيات ومركبات الإسعاف وعمليات التعقيم والتأمين الصحي، بالإمارات والدول الخليجية والعربية خصوصاً في مراحل الإغلاق."

وذكر رفعت "وتهدف المبادرة إلى توجيه الشكر لكل الذين نزلوا لمقار العمل واختلطوا بالمصابين بالفيروس وعملوا في صمت لدعم موظفي الصف الأول رغم أن الخطر يحيط بهم من كل جانب، في وقت كان الجميع يلتزم المنازل للوقاية من العدوى، ليخاطروا بسلامتهم وصحتهم من أجل حماية المجتمع بمختلف فئاته، بكافة الدول العربية."

ويكمل: "هؤلاء الموظفون هم أبطال مجهولون في مواجهة الوباء، ولولا جهودهم لما تمكن الأطباء من علاج المرضى، وما تمكنت المستشفيات من تأدية رسالتها الإنسانية."

وتابع رفعت: «تفاعل الآلاف مع المبادرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعبر الموقع الإلكتروني، وعملت المبادرة على توثيق قصص المرشحين وتضحياتهم بالفيديو وتم إبرازها عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، تقديراً لجهودهم ولتتعرف المجتمعات على بطولاتهم».

وقال: "هؤلاء الأبطال يستحقون التكريم، وهذا هو هدف المبادرة التطوعية، حيث يتم اختيار مرشحين منهم لينالوا جوائز مالية بقيمة 30 ألف دولار تقدمها شركة (أكيوميد) منظم المبادرة."

ومن المرشحين للتكريم في المبادرة أحمد محمد، وهو إحصائي في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، والذي واصل الليل بالنهار خلال ذروة الجائحة لحصر الحالات المصابة بكورونا والمشتبه في إصابتهم.

ويقول محمد «مهام الإحصاء تطلبت منا جهداً إضافياً، وواصلنا العمل لساعات طويلة، لتسجيل الحالات التي يتم التعامل معها من قبل المسعفين، والوضع كان صعباً جداً في البداية لأننا لم نكن نعرف إذا ما كان المريض مصاباً بالفيروس أو مرض تنفسي آخر».

وتابع «تم تشكيل فريق لتتبع المعلومات الخاصة بالمصابين والمخالطين لهم، بما يسهم في الحد من العدوى بالفيروس، وهو أمر تطلب جهداً استثنائياً، لضمان أداء واجبنا بالشكل الصحيح»، مضيفاً "وضعنا خريطة تتبع للمصابين والمخالطين، وحققنا هدفنا بتقديم البيانات للسلطات العليا لتمكينها من اتخاذ قرارات أفضل في مكافحة الوباء."

وترشح للمبادرة أيضاً المواطنة فاطمة خوري وهي ضابط علاقات في مستشفى خاص في دبي، وتطلبت طبيعة عملها التعامل مع مصابين بالفيروس، بصورة يومية، قبل استقبالهم من قبل الطواقم الطبية وتقديم العلاج لهم.

وتقول خوري: «التعامل مع القادمين للمستشفى يشكل خطراً على صحتنا، إذ أن فرص العدوى بالفيروس أعلى من غيرنا لتعاملنا المباشر مع حالات مؤكد حملها لكورونا» مضيفة «في كل يوم كنت أتوقع إصابتي بالفيروس، وكانت أكثر مخاوفي أني قد أكون سبباً في نقل العدوى لأسرتي وأحبائي عند عودتي للمنزل».

وتكمل فاطمة «كل صباح كنت أنظر إلى عائلتي وأشعر بالقلق الشديد، خشية أن أعود إليهم في نهاية اليوم حاملة الفيروس الذي يعرض حياتهم للخطر».

وتابعت «واجبي كمواطنة أن أخدم بلدي ومجتمعي وعائلتي، حتى ننتصر على الوباء».

ومن المرشحين للتكريم في مبادرة (الأبطال المجهولين) ماري روث كويفاس، وهي سائقة إسعاف بمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، وخلال ذروة الوباء تطلب عملها أن تقضي ساعات إضافية في وظيفتها لتسهم في تلبية بلاغات المصابين، والانتقال إليهم في أسرع وقت، وكانت تتعامل بصورة مباشرة مع مصابين بالفيروس المستجد، خلال مساعدتها للمسعفين في أداء واجبهم.

وكويفاس أم لرضيع في عامه الأول، وكانت تخاطر بصحتها وصحته، لتؤدي واجبها في تقديم الرعاية الطبية للمصابين، لتسهم جهودها في الحد من الإصابات بالمرض.

وتقول: «كان الناس يلتزمون منازلهم خلال ذروة الوباء، بينما كنا نتوجه نحو الخطر، لإيماننا بأن علينا واجباً كبيراً في حماية أرواح المصابين».

أما المرشح ريجي بارالا، فيعمل موظف خدمة تنظيف وتعقيم بمركز صحي خاص في دبي، وكانت طبيعة عمله تتطلب تنظيف غرف المركز وتعقيم الأسرة والأجهزة التي يتم استخدامها لعلاج المصابين بكورونا، ما عرضه لخطر الإصابة بالفيروس بصورة كبيرة، لكنه كان يؤدي واجبه بشكل متواصل دون النظر لأية مخاطر.

السيناريو نفسه يتكرر مع رضا عبد العال إبراهيم، الموظف بمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف والذي يتولى تعقيم مركبات الإسعاف المخصصة لنقل المصابين بالفيروس، وكانت وظيفته تفرض عليه أن يمضي ساعات طويلة نهاراً وليلاً لضمان تعقيم المركبات بالصورة المثلى في الأوقات الصعبة للجائحة.

ويقول: «إضافة لعملي في التعقيم، تطوعت لمساعدة زملائي بالمستودعات لتجهيز مركبات الإسعاف بالأدوات الطبية والمعدات اللازمة للتعامل مع المصابين». مضيفاً «كان الجانب الأكثر صعوبة في حياتي، أني اضطررت إلى عزل نفسي عن الأصدقاء والعائلة، منذ بدء العمل في عمليات التعقيم، حفاظاً على أفراد عائلتي من الإصابة بالفيروس».

ويتابع "فخور لأني كنت أحد الأفراد الذين عملوا بعزيمة لإنقاذ الأرواح ودعم جهود الدولة والمؤسسة في التصدي لهذا الوباء."